وقائع ليلة الحزب الشيوعي السوداني السياسية الجماهيرية في مدينة عطبرة – الخميس 22/9/
2005 أقام الحزب الشيوعي السوداني بمدينة عطبرة أول ليلة سياسية جماهيرية له منذ انقلاب 30 يونيو 1989 بميدان المولد بالمدينة يوم الخميس 22/9/2005 ، وخاطب الليلة الأستاذ محمد إبراهيم نقد الذي وصل إلى عطبرة صباح الأربعاء 21/9، واستقبلته جماهير غفيرة خفت لاستقباله وتحيته في أول زيارة يقوم بها خارج الخرطوم بعد مزاولة الحزب لنشاطه السياسي العلني. استهل الأستاذ نقد والوفد الذي رافقه زيارته لمدينة الحديد والنار ومدينة العمال عطبرة بأداء واجب العزاء في شهداء وفقداء الحزب الشيوعي السوداني والحركة النقابية الذين رحلوا في ظل حكم نظام الجبهة القومية الإسلامية، وكان على رأس هؤلاء زيارته لمنزل أسرة شهيد الحزب والشعب السوداني المعلم الأستاذ أمين بدوي. كما قام الأستاذ محمد إبراهيم نقد بزيارة عدد كبير من مناضلي الحزب والحركة النقابية من مختلف الاتجاهات السياسية من كبار السن وممن أقعدهم المرض عن أعباء النضال اليومي المضني.
في اليوم الثاني للزيارة واصل الأستاذ نقد زيارات العزاء والتحية، قبل أن تنظم له الأحزاب والتنظيمات السياسية بمدينة عطبرة حفل استقبال ضم ممثلين لأحزاب الأمة القومي، والاتحادي الديمقراطي، والحركة الشعبية لتحرير السودان، والبعث العربي الاشتراكي، تحدث فيه الممثلون عن هموم النضال المشترك، لا سيما وأن هناك ميثاقاً للعمل الوطني المشترك يضم الأحزاب المعارضة في المدينة.
وبعد ذلك بدأت الليلة الجماهيرية في ميدان المولد بحضور ما يزيد عن 7,000 من جماهير منطقة عطبرة والدامر وبربر والمناطق المجاورة. أنشد في بداية الندوة كورال الجبهة الديمقراطية بعض الأناشيد الوطنية والقصائد، ثم ألقى الأستاذ عبدالله الحاج القطي كلمة الحزب الشيوعي بالمنطقة التي شكر في بدايتها الحضور وخصوصاً من من يختلفون مع الحزب في مواقفه، ووجه تحية للشهداء، وطلب من الحضور الوقوف دقيقةً حداداً على رحيل الدكتور جون قرنق. ثم وجه التحية لعمال عطبرة الذين أثبتوا فشل مشروع الجبهة الحضاري، وطالب بعودة المشردين بقرار سياسي، وبمحاسبة كل من كانوا وراء التشريد والتعذيب والانتهاكات. ووضح الحال المزرية التي وصل إليها حال السكة الحديد وطالب لإصلاحها بوقف التشريد وعودة المفصولين، وقيام مؤتمر قومي لتأهيلها، وتكليف قيادة ذات مقدرات وكفاءة وحس وطني تضع خطة عاجلة ومتوسطة وطويلة المدى لإصلاح السكة الحديدية وعودة الإدارة لعطبرة، وقيام نقابة قوية بإرادة العاملين. وتحدث عن نضال المعاشيين، وطلاب جامعة وادي النيل وحقهم في تكوين اتحاد وضرورة وقف العنف الطلابي، والتحقيق في التعامل غير الحضاري مع الطالبات. ثم تحدث عن الإهمال في الخدمات الذي تعانيه المنطقة، وتدهور الزراعة وإعسار المزارعين.
ثم اعتلى المنصة الأستاذ محمد إبراهيم نقد الذي ابتدر حديثه بذكر أن عطبرة مدينة لا تغيب عن الذاكرة هي وأهلها وبقية تفاصيلها. وبين أن كل من قاد نقابة عمال السكة الحديد باختلاف توجهاتهم حافظوا عليها، حتى جاء هذا النظام، وبين عدم صلاحية نظام نقابة المنشأة التي تضم العمال مع المدراء والموظفين والمهنيين وغيرهم، وطالب بتكوين النقابات على أسس أعمالهم، أو تكوين لجان لاستفتاء العمال عن الأشكال التي يرونها مناسبة.
توقف الأستاد نقد عند الخسارة الكبيرة التي خسرها السودان والشعب السوداني باستشهاد د. جون قرنق، وبين أنه كان مفكراً ومناضلاً وكان نتاجاً للحركة الوطنية السودانية، إلا أنه أكد ثقته في قدرة الحركة الشعبية على مواصلة المسيرة وأنها ليست عاقراً. ثم تحدث عن أن الإنفلات الأمني الذي أعقب وفاة د. قرنق كان يمكن تلافيه بالتنسيق بين الحكومة والحركة، ويجب عدم السماح بتكراره بتعويض المتضررين بسرعة، وبإعطاء دور أكبر للحكماء من السكان والسلاطين وكبار السن، وباعتبار القضاء على الفتنة العرقية واجباً على الجميع. جدد نقد تأييد الحزب لاتفاقية السلام وأكد حرصهم على تنفيذها لأنها أوقفت الحرب وفتحت الباب لحل إشكالات العلاقات بين الشمال والجنوب والمركز والهامش. وأكد على ضرورة عقد المؤتمر الجامع لتعدد التفسيرات ولأن الاتفاقية أعدت من وراء غرف مغلقة وبمقترحات خبراء قد تفوت عليهم أشياء عن الأوضاع في السودان، ودلل على ضرورة هذا المؤتمر بالطريقة التي تكونت بها الحكومة وتأخرها، وبتمرير القوانين والتعديلات قبل قيام الحكومة مثل قانون مشروع الجزيرة، وفرض الأمر الواقع في سد مروي وعدم الاستماع لشكاوي المهجرين، وبالمشاكل القائمة في شرق السودان من تخلف وأمراض وعطش، وتلك القائمة في دارفور من عدم تنمية وصراعات دولية في تشاد وبين الدول المجاورة ومحاول الجبهة القومية الإسلامية إقامة حزام أمني عربي إسلامي وقيامها بمحاباة قبائل على حساب أخرى، وبين أن القبائل العربية الكبيرة لم تحارب القبائل الأفريقية، ونبه إلى ضرورة حل مشاكل ملكية الأراضي وحيازتها واستخدامها في دارفور وفي الشمالية.
قدم الأستاذ نقد دعوة لكل النقابيين لتسليم كل الصحف والوثائق والمحاضر التاريخية التي يمتلكونها لدار الوثائق القومية، لأهميتها التاريخية. ثم سرد جزءاً من تاريخ الإضراب في السودان، وتحدث مطولاً عن قطاع النقل في السودان، وأهمية قطاع السكة الحديد والنقل النهري وتعزيزهما لوحدة البلاد، إضافة لأهميتهما الاقتصادية، وتحدث عن الدور الذي لعبته الحكومة الحالية والحكومات السابقة في تدمير قطاع السكة الحديدية، ذاكراً أن فصل 4،000 عامل هو مجزرة يجب عدم السماح للحكومات بتكرارها بالإصرار على رد اعتبارهم وعودتهم وتعويضهم.
ثم تحدث الأستاذ محمد إبراهيم نقد عن بيع المصانع (كأسمنت عطبرة) والبنوك (كبنك الخرطوم) في صفقات مشبوهة وخاسرة ولأشخاص عرب وإسلاميين مشبوهين. وتكلم بأسى عن أن هناك صناعات لا يمكن أن تخسر في السودان منها الغزل والنسيج والزيوت ومشتقاتها والدباغة والجلود والسكر، وبين أن المسح الصناعي الأخير بين أن أكثر من 600 منشأة صناعية متوقفة، وتحدث عن أن الصناعات الهندسية والكيميائية يجب أن تنجح في السودان، ثم ذكر عندما تحدث عن العمالة الأجنبية أنها ظلت موجودة طوال تاريخ السودان سواء من غرب افريقيا أو جيران السودان، ولكنه أكد على ضرورة تقليل عددهم والتركيز على العمالة السودانية، وانتقد التمييز على أساس القبيلة في بعض الشركات العاملة في مجال البترول.
بعد ذلك تكلم نقد عن ديون السودان التي تزيد عن 26 مليار دولار، أصل الدين منها 47% فقط، وكانت عند الانتفاضة 8 مليار، ثم بلغت عند انقلاب الانقاذ 12 مليار، وتحدث عن الحملة الدولية لإعفاء الديون عن الدول العشرين الأفقر عالمياً. واختتم ندوته بالتكلم عن مفهوم العدالة الانتقالية وأهميته لرد حقوق المظلومين وردع الحكومات عن ارتكاب الانتهاكات مستقبلاً، ثم تحدث عن حق الطلبة في تكوين اتحاداتهم النقابية لخدمة جميع الطلبة، وبين أن ممارسة السياسة لها أماكنها، ولكنه بين أنه ليس من حقهم تخريب الجامعات أو الاعتداء على أي أستاذ جامعي.
في طريق عودة الأستاذ محمد إبراهيم نقد للخرطوم صباح اليوم الجمعة، توقف هو ووفده في منطقة آثار البجراوية وتجولوا كثيراً في مناطق الآثار وشهدوا ما تخرب منها وما ظل قائماً يحكي عظمة هذا الشعب وتاريخه، ويشهد كيف أن بنيه قد استخفوا بهذا التاريخ المجيد.
سنعمل في موقع الميدان الإلكتروني على نشر تسجيل صوتي للندوة قريباً، الرجاء مراجعة الموقع للتأكد من ذلك.
للاستماع للتسجيل يجب تحميل برنامج DSS Plyaer Lite من الرابط
لتحميل البرنامج بعد فتح هذه الصفحة الرجاء اتباع التعليمات التالية
اضغط على dsslite.exe في أسفل الصفحة. اضغط مرتين على dsslite في سطح المكتب (Desktop). اختر Yes. اختر Next. اختر Yes. اختر Next. اختر Next. اختر Finish، لإعادة تشغيل الجهاز. ومن بعد ذلك يمكنك نسخ الملف إلى جهازك وتشغيلهما عبر برنامج DSS Player Lite.
لتحميل التسجيل الصوتي اضغط على الرابط التالي: (DM100014 (6.4MB
لتحميل البرنامج بعد فتح هذه الصفحة الرجاء اتباع التعليمات التالية
اضغط على dsslite.exe في أسفل الصفحة. اضغط مرتين على dsslite في سطح المكتب (Desktop). اختر Yes. اختر Next. اختر Yes. اختر Next. اختر Next. اختر Finish، لإعادة تشغيل الجهاز. ومن بعد ذلك يمكنك نسخ الملف إلى جهازك وتشغيلهما عبر برنامج DSS Player Lite.
لتحميل التسجيل الصوتي اضغط على الرابط التالي: (DM100014 (6.4MB
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
ابراهيم برسي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست