|
صية معاوية بن ابي سفيان لولده يزيد
|
لما مرض معاوية مرضه الذي هلك فيه دعا (في سنة ستين) ابنه يزيد وكان قد نصَّبه ولياً للعهد وقال له : يا بنيِّ، إني قد كفيتك الرجال والترحال، ووطأت لك الأشياء، وذللّت لك الأعداء، وأخضعت لك أعناق العرب، وجمعت لك من جميع واحد، وإني لا أتخوَّف أن ينازعك هذا الأمر الذي استتبّ لك إلا أربعة نفر من قريش : الحسين بن علي، وعبد اللـه بن عمر، وعبد اللـه بن الزّبير، وعبد الرحمن بن أبي بكر، فأما عبد اللـه بن عمر فرجلٌ قد وقَذتَه العبادة، وإذا لم يبق أحدٌ غيره بايعك، وأما الحسين بن عليّ فإنه رجلٌ خفيف وأرجو أن يكفيكه اللـه بمن قتل أباه، وخذل أخاه وإنّ أهل العراق لن يدعوه حتى يُخرجوه، فإن خرج عليك فظفرت به فاصفح عنه فإنّ له رَحِماً ماسّة وحقاً عظيماً، وأما ابن أبى بكر فرجل إن رأى أصحابه صنعوا شيئاً صنع مثلهم، ليس له همّة إلا في النساء واللـهو، وأما الذي يجثم لك جثومَ الأسد، ويراوغك روغان الثعلب، فإذا أمكنتْه فرصةٌ وثب، فذاك ابن الزبير فهو خبٌ ضبٌ، فإن هو فعَلَها بك فقَدَرت عليه فقّطعه إربا إربا..من كتاب المعمرين لأبي حاتم.
|
|
|
|
|
|