|
|
 دعوة لصلة الارحام (Re: نيازي مصطفى)
|
ايميل رقم واحد
من سرهُ أن يُبسط له في رزقه فليصل رحمه
عظم الله سبحانه وتعالى قدر الأرحام فقال تعالى يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)، وعد الإسلام صلة الرحم من الحقوق العشرة التي أمر الله بها أن توصل في قوله تعالىوَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى)، وصلة الرحم فضلا عن كونها طاعة لله عز وجل، فهي وصل لما أمر الله به أن يوصل، وقد أثنى الله على الواصلينوَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ)، وقاطع الرحم ملعون في كتاب اللهفَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ )، وهو من الفاسقين الخاسرينوَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ).
طريق إلى الجنة:
ووردت أحاديث كثيرة أمرنا فيها النبي صلى الله عليه وسلم بصلة الرحم وبين لنا ثواب الواصل ونهانا عن قطيعة الرحم وبين لنا عقاب قاطع رحمه، وقبل ذلك وبعده بين لنا رسولنا قيمة الرحم عند الله عز وجل في الحديث الذي يرويه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله)، وفيما يرويه أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلمإن الرحم شُجْنةُ متمِسكة بالعرش تكلم بلسان ذُلَق، اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني، فيقول تبارك وتعالى: أنا الرحمن الرحيم، وإني شققت للرحم من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن نكثها نكثته)، وقرن بينها الرسول الكريم وبين عبادة الله وعدم الشرك به وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة واعتبرها جميعا طريق المؤمن إلى الجنة، فعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم:أخبرني بعمل يدخلني الجنة، فقال النبي صلى الله عليه وسلمتعبد الله، ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم)، وكما أن صلة الرحم تدخل الجنة فإن قاطعها محروم من الجنة لما رواه جبير بن مطعم رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يدخل الجنة قاطع) أي قاطع رحم.
وكما أن صلة الرحم تشارك عبادة الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة في الأعمال التي تدخل المؤمن الجنة فهي تشترك في بيان ما إذا كان العبد ممن يؤمنون بالله وباليوم الآخر مع أعمال أخرى جليلة يبينها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت"، فتلك أهم علامات المؤمن بالله وباليوم الآخر، إكرام الضيف، وصلة الرحم، والقول السديد أو الصمت الرشيد.
أحب الأعمال:
وصلة الرحم كالإيمان بالله وكالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كلها من أحب الأعمال إلى الله، فقد سأل رجل من خثعم رسول الله صلى الله عليه وسلم:أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال:الإيمان بالله، قال: ثم مه؟ قال: ثم صلة الرحم، قال: ثم مه؟، قال: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال:قلت يا رسول الله أي الأعمال أبغض إلى الله؟، قال: الإشراك بالله، قال:قلت يا رسول الله ثم مه؟، قال:ثم قطيعة الرحم، قال:قلت يا رسول الله ثم مه؟، قال:الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف".
وصلة الرحم من أول ما أمر به صلى الله عليه وسلم المسلمين لحظة دخوله المدينة المنورة في أول يوم له بها فقد روى عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، انجفل الناس قِبَلهُ، وقيل:قد قدم رسول لله صلى الله عليه وسلم، قد قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً، فجئت في الناس لأنظُرَ، فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فكان أول شيء سمعتهُ تكلم به أن قال:"يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام).
وصلة الرحم وصية رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه الذي قال:"أوصاني خليلي، أن لا تأخذني في الله لومةُ لائم، وأوصاني بصلة الرحم وإن أدبرت"، فنحن مطالبون بصلة الرحم حتى لمن لا يصلنا، فواصل الرحم لمن يصلوه ليس واصلاً، وإنما هو مكافئ، وصلوه فوصلهم ولكن المقصود أن يصل المسلم رحمه ولو لم يصلوه، ففي الحديث الذي أخرجه البخاري: "ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها"، وفي حديث عند مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي, فقال:"لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم مادمت على ذلك". قال النووي: (كأنما تطعمهم الرماد الحار، وهو تشبيه لما يلحقهم من الألم بما يلحق آكل الرماد الحار من الألم).
بسط للرزق:
ومن الأحاديث المتفق عليها أن صلة الرحم سبب لزيادة العمر وبسط الرزق فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه"، يبارك الله في عمر الإنسان ورزقه فيعمل في وقته وفي رزقه ما لا يعمله غيره فيه، ذلك أن صلة الرحم أفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة, لما رواه عقبة بن عامر رضي الله عنه أنه قال لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فبدرته فأخذت بيده وبدرني فأخذ بيدي فقال:"يا عقبة ألا أخبرك بأفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة، تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك, ألا ومن أراد أن يمد له في عمره ويبسط في رزقه فليصل ذا رحمه"، فصلة الرحم تثمر الأموال، وتعمر الديار فقد روى أحمد ورجاله ثقات عن عائشة رضي الله عنها:"صلة الرحم، وحسن الجوار، أو حسن الخلق، يعمران الديار ويزيدان في الأعمار"، وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن الله ليعمّر بالقوم الديار، ويثمر لهم الأموال، وما نظر إليهم منذ خلقهم بغضاً لهم, قيل وكيف ذلك يا رسول الله قال بصلتهم لأرحامهم".
وقاطع الرحم لا يرفع له عمل ولا يقبله الله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"إن أعمال بني آدم تعرض على الله تبارك وتعالى عشية كل خميس ليلة الجمعة، فلا يقبل عمل قاطع رحم"، وفي رواية:" تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس، فيغفر فيهما لمن لا يشرك بالله إلا المهاجرين"، ولا تنزل الرحمة على قوم فيهم قاطع، ولهذا يجب التواصي ببر الآباء وصلة الأرحام، والتحذير من العقوق، فعن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم".
وأبواب السماء مغلقة دون قاطع الرحم، وقد تعجل العقوبة للعاق في الدنيا قبل الآخرة، لما رواه أبو بكرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ما من ذنب أحرى أن يعجل اللهُ لصاحبه العقوبة في الدنيا ـ مع ما يدِّخره له في الآخرة ـ من قطيعة الرحم والبغي"، وفي الآخرة لا يدخل الجنة قاطع الرحم مع أول الداخلين إن كان من الموحدين، ولكن بعد أن يطهره الله بالنار من تلك المخالفة، وعن جبير بن مطعم رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"لا يدخل الجنة قاطع"، وعن أبي موسى رضي الله عنه يرفعه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة مدمن خمر، ولا مصدِّق بسحر، ولا قاطع رحم
| |
 
|
|
|
|
نيازي مصطفى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست