|
|
 حيدر المكاشفي يكتب عن صلاح بندر في الصحافه اليوم ( بندر شاه )
|
بشفافية
بندر شاه
حيدر المكاشفي
كُتب في: 2006-10-03
لازالت قضية الخبير الاستراتيجي السوداني الأصل البريطاني الجنسية، د.صلاح بندر، تتفاعل في الاوساط الخليجية عامة والبحرينية، باقتحامه للمنطقة (الصماء) ما جعلها تسارع باندفاع إلى ترحيله خارج البحرين بسرعة قاسية (صاروخية) لم تسمح له حتى بتغيير الجلباب الذي كان على جسمه لحظة تنفيذ قرار الطرد الذي تم دون توجيه إتهام رسمي لم يصدر حتى الآن، ويبدو انه لن يصدر أبداً، مع أن أي اتهام قضائي للرجل، كان كافياً لأن يبقيه داخل البحرين، رهن التحري والتحقيق فيما نُسب اليه من تهم وجرائم، تتعلق بالجاسوسية والعمالة والتخابر لصالح جهات أجنبية. ولكن السلطات البحرينية لم تسلك هذا الأسلوب الحضاري والقانوني لادانة الرجل أو تبرئته قضائياً، بل سارعت الى ترحيله خارج البلاد، وكأنما كان هدفها الأساسي هو محاولة التخلص من هذا الرجل (المصيبة) بأعجل ما تيسر، وإهالة التراب بذات السرعة على (الكوة) التي فتحها تقريره الذي جاء شؤماً على بعض المتنفذين من البحرينيين، وبرداً وسلاماً على المغلوبين منهم، ولسان حالهم يقول (الباب البجيب الريح سدو واستريح). وكان البندر هو الباب وتقريره هو الريح، فلم يجدوا بداً غير اغلاق الباب حتى لا تهب من تلقائه المزيد من الرياح التي قد تقتلع البعض من جذورهم.. بينما كان المنطق يقضي بأن تمضي الامور داخل البلاد إلى أن يقضي فيها القضاء..
كل هذا الجدل حول البندر وتقريره يدور بين الجميع، إلا فئة واحدة، استعصمت بالصمت وإلتزمت الهدوء، رغم أنها المعنية الأولى قبل كل الخائضين في هذا الجدل المتصاعد، بالرد على ما أثاره تقرير البندر، وتفنيد ما اعتبرته دعاوى وتخرصات، لا أساس لها من الصحة، إلا أنها للأسف لم تنبس بحرف وكأنما أصابها الخرس والعي في مقارعة التقرير حجة بحجة، ومعلومة بمعلومة، وصورة بصورة، ولكنها فقط (فلحت) ونجحت في إلقاء التهم الجزافية عليه، دون اثباتها رسمياً، ولو بفتح بلاغ ضده، الأمر الذي يزيد من إثارة الشكوك والريب، حول هذا الموقف الغريب تجاه البندر وتقريره الذي صار محط اهتمام الشعب البحريني الذي أبدى حرصاً كبيراً على الحصول على التقرير والاطلاع عليه، لدرجة أنه صار يوزع في الطرقات والشوارع بأسعار رمزية، تمكن أضعف الشرائح من تناوله وتداوله.. وليس كما أشاع بعض الرسميين انه تقرير سري، وزعه البندر على بعض السفارات ووكالات الاستخبارات..
البندر متهم (تهمة غير رسمية لم تصدر من نيابة أو جهة قضائية) بضلوعه في عملية اختراق لقاعدة البيانات الحكومية والتشكيك في الانتخابات التي تتهيأ البحرين لخوضها، والبندر نفسه صاحب هذه التهمة، هو الخبير الاستراتيجي الذي سعت اليه السلطة واستقطبته للعمل بمغريات ضخمة كمستشار استراتيجي لدى رئاسة الوزراء ليكون على صلة وثيقة بالتخطيط الاستراتيجي القائم على المعلوماتية التي كان أحد فرسانها في البلاط البحريني ـ والمفارقة في الاتهام تلفت النظر ونتركها لفطنة القاريء ـ وبندر المتهم بإثارة الفتنة والتشكيك في الانتخابات هو ذاته الذي أشار لذلك بوضوح في تقريره ان هناك نية مبيتة للتلاعب بنتائج الانتخابات المرتقبة، والذين اتهموه بالتشكيك في الإنتخابات، هم ذاتهم الذين أعلنوا اخيراً عدم تطبيق نظام التصويت الالكتروني الذي قرروا في وقت سابق تطبيقه على الانتخابات المزمع اجراؤها بالبحرين أواخر الشهر المقبل.. وتلك كانت أحدى (اكتشافات) البندر المبكرة.. والبقية تأتي.. لله درك بندر شاه السودان الجديد.. فلربما كنت امتدادا لبندر شاه القديم، ذلك الاسطورة التي نسجها خيال المبدع الطيب صالح في رواية ضو البيت..
|
|
 
|
|
|
|
عبد المنعم سليمان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست