الجمعة الموافق 15 سبتمبر للعام 2006م. المغامليون ( لوترى نيويورك) او اليانصيب بلغ جائزته 163 مليون دولار امريكى.. حلم كل من يحاول ان يكسر حاجز الفقر، ويقفز بالزانة الصاروخى الى العلا.. حلم يغازل كل امريكى اكثر من مرة واكثر من طريقة فى الاسبوع... والحظ هو المتحكم فى تخمين الارقام الستة والرقم السابع (الميغا بول). حينما تحاصرك المشاكل. وتتعقد سبل كسب الحياة فى المجتمع الرأسمالى، تكون دائما اسير حل آخر ومدمن حلم اصعب من العمل الشاق ، والاحساس بعدم الامان حتى فى شكل العمل الذى لايناسب مقدراتك ومؤهلاتك. ويصعد الى قمت التفكير المثل الذى يقول ( رضينا بالهم والهم ما راضي بينا). احيانا وفى زحمة الرغبات المؤجلة ، وحين يكون الرقم الذى يعلو لوحة الاعلانات الشاهقة فى كل الطرق الرئيسة، وكل البرامج الاعلامية... ورغم ذلك الدخل القليل ، المقسم بعناية الحاوى بين فواتيير الحياة القاسية: الآ ان الرقم الخرافى يجعلك ان تغامر ببعض الدولارات على حساب بنود يمكن ان تتحمل النقصان على امل الضربة المستحيلة بالفوز الاسطورى. يوم الجمعة قررت ان استثمر مبلغ خمس من الدولارات فى الحلم المستحيل. وفعلا ذهبت الى البقالة وملأت الاورنيك اخترت بعض الارقام التى لها معنى فى حياتى مها الرقم 9 و13 وجعلتها ارقام ثابته فى معظم الخانات وتركت للآلة باختيار ماتبقى من ارقام عشاوئيا( كلها مغامرة). وانا على علم بان نتيجة المسابقة تعلن الساعة الحادية عشر مساءا بواسطة محطات البث التلفيزونى وكذلك فى الرابط الاكترونى بموقع جهاز اليانصيب الحكومى. كنت على موعد للسفر صباح السبت الى مدينة لوس انجلس بدعوة كريمة من صديقى محمد، فكان لى ان اهجع الى مرقدى مبكرا مساء الجمعة لكى اجد طريقى الى المطار مبكرا، كما التحذير الرسمى لظروف الامن وامن المطارات الوصول قبل زمن كافى من موعد اقلاع الطائرة. كان احساس داخلى يساورنى ان لا اعجل بالبحث عن النتيجة واجعلها مؤجلة اسبوعا اى بعد رجوعى من الرحلة.
نواصل
10-01-2006, 00:44 AM
sharnobi sharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414
حين سجعت كانت بدايات الحلم تساور بنات افكارى، والخيال العريض يفتح الطرق الاكثر وعورة، وبدايات الخيال تهيئ لى مقترح المشاريع التى تكون فى حيز التنفيذ لحظة الفوز العظيم.. وجدت صعوبة للخلود للنوم، ونجحت فى مقاومة التطفل لمعرفة النتيجة فى تلك الليلة. وحين استيقظت شغلت نفسى بتجهيز الحقيبة التى سوف احمل فيها متاعى للرحلة. وتسارعت خطاى فى مغادرة الشقة , لكى لا اعطى نفسى فرصة معرفة النتيجة وتوكلت الى المطار احمل معى الحلم المستحيل. غادرت الطائرة مدرج مطار بفلو - والتى كنت امام بوابة التفتيش حوالى الساعة العاشرة صباحا - فى طريقها الى لوس انجلس تمام الثانية عشر ظهر يوم السبت. وكعادتى احاول ان اسخر لحظات السفر بالانشغال بما يجعل الرحلة اكثر راحة. وحيث ان الرحلات الداخلية لا تقدم خدمات الا بعض المرطبات فقررت ان اطلق العنان لخيالى واسرح. كنت اجلس جوار النافذة فى المقعد السادس فى الصف الثانى. وبدأت الرحلة بعد ان اعلنت المضيفة بان نربط الاحزمة وان لا نستخدم الاجهزة الالكترونية لحظات الاقلاع، والارشادات الروتنية لاتباع سبل السلامة فى حالة الطوارئ. اقلعت الطائرة وكانت سماء المدينة يظللها الغيم والسحب الخريفية، وفى اقل من دقائق معدودة كانت الطائرة تعانق السماء، وحجبت السحب البيضاء الرؤيا عن الارض الخضراء والجبال الشاهقة من سلسلة مرتفعات بنسلفينا. كنت امعن النظر فى السحب المتحركة ، واحاول ان اشكل لوحات من تداخلها وحركتها واشكالها الممتعة للنظر.. ولم تمر لحظات حتى وجدت ان النعاس يداعبنى ويهزمنى فاستسلمت لغفوة. فى خلفية ذهنى المتعب بالاوهام والاحلام المثقلة، مازال حلم الفوز باللتورى حي متقد، لحظة ان داهمتنى سنة، واطلت بكل تفاصيلها وهم الفوز، وارتخت الاحاسيس حول النتيجة والتى وجدت لها مبررات كثيرة باحتمال محقق بالفوز؛ منها هزيمة الرغبة الاولى بالاطلاع بالنتجية والمقدرة للتأجيل، وكأنه فأل حسن. لقد تركت التذكرة فوق دولاب االملفات القابع امام بوابة الدخول للشقة – وعن قصد وسط بعض الاوراق والخطابات التى لا اطلع عليها- وكنت امثل باننى سوف اتركها فى تلك الحالة لشحذ فضولى، عند الرجوع ومعرفة النتيجة، للبحث وكأنها كانت صدفة. المهم استسلمت باننى الفائز الوحيد بالجائزة وبالمبلغ الكبير 163
10-01-2006, 00:48 AM
sharnobi sharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414
مليون دولار. والذى يكون نصيبى بعد خصم الضرائب المختلفة والتى تقدر باكثر من 50% من جملة قيمة الجائزة. بدايات الحلم ، كيف استثمر هذا المبلغ الخرافى؟ بدأت المشاريع تهاجم هدوء اللحظة منها الخاص المفعم بتحقيق غايات مؤجلة ، ومنها العام المدفوع بتاريخ بدايات الحلم العام المرتبط بالوطن. لوضوح الحلم الخاص لم يتستغرق تحديد ملامحه وتخصيص جزء يسير زمن ، فحين حطت الطائرة على مدرج مطار بلتمور والتى استغرت حوالى الخمسة واربعين دقيقة كانت الاجابات المتعلقة بالحلم الخاص قد وجدت مقترحات حلها بنذر قليل من المال الوفير؛ ولخصوصية الحلم فلن اعلن تفاصيله للعامة. مكثت الطائرة فى مطار بلتمور زهاء النصف ساعة، اقلع عنها بعض المسافرين واستقبلت مسافرين جدد، فى تلك اللحظات ، قررت ان اغير المقعد واختار احد المقاعد الامامية والتى تتيح للارجل مساحة اكبر للتمدد، واخترت المقعد الخامس على اليمن لكى اتفادى اشعة الشمس الساطعة والطائرة متجهة صوب الجنوب الغربى ، بدات اجراءات الاقلاع ، نفس الطاقم سوف يواصل الرحلة ، بدأت اجراءات ارشادات السلامة بطريقة روتنية، حسناء تمسك بعينة من الاحزمة وعوامة النجاة وطريقة استخدامها حالة الطوارئ بطريقة آلية و غير مثيرة. اعلنت المضيفة بان المحطة التالية هى مدينة سان انطوين وتستغرق الرحلة حوالى الست ساعات، واعلنت بانها سوف تأخذ الطلبات للمرطبات بعد قليل. وبدأت الرحلة من مطار بلتمور الى سان انطوين والساعة تقارب الواحدة والنصف ظهرا بتوقيت الجزء الشرقى للولايات المتحدة. حين عانقت الطائرة عنان السماء كانت الغيوم اقل كثافة تتخل وضوح الرؤيا الجبال والوديان والمدن الصغيرة المنتشرة فى القطاع الاوسط للقارة الامريكية يمكن رؤيتها بوضوح ، استقرت الطائرة فى مدى الطيران واصبحت المشاهد مكررة ، فقررت ان اعيد تشغيل الحلم كفلم سينمائى واستسلمت للخيال الخصب ، والافتراض اننى المحظوظ من بين الملايين الحالمة بالفوز. كان الجزء الاول بالحلم كما ذكرت ممعن فى الخاص والذى وجدت مقترحات عملية بسيطة دون الولوج للتفاصيل. الجزء من الرحلة القادمة تستغرق 6 ساعات والطائرة تسافر غربا عكس خطوط الطول فالنهار يمستد طولا، وبدأت بعفوية ممعنة فى وضع مقتراحات للحلم
10-01-2006, 00:54 AM
sharnobi sharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414
العام. كانت الافكار متجزرة بين حلم عام يخص الوطن والانتماء الكبير ، وبين حلم اكثر تحديدا يتناول مسألة الحلم النوبى . الحوار بين العام العام ( السودان) والعام الخاص (النوبة )، اخذ وقتا من الحوار الداخلى، واخضعت لعملية جدلية ، وفق المعطيات ومحدودة ميزانية الحلم الفسيح. انقسم مداخل الخيال بين الانتماء للحزب والكيان الذى جعل من الحلم العام ممكنا ، وبين القضايا التى تخص النوبة الارض التى احلم بها واعتز بالانتماء اليها وجدانا وثقافة . الدفوعات التى كانت تنادى بالعام العام ارتكزت بانه لتحقيق الحلم الكبير وطن خير ديموقراطى يتطلب دعم الفئة العامة التى ضحت وتضحى من اجل انجاز مشروع الوطن الديموقراطى عبر آليات العمل النضالى الذى يقوده الحزب والمنظمات الديموقراطية... اما دفوعات العام الخاص ورغم بعض المآخذ الشكلية والتى تصور المسألة بمنطلق قبلى او جهوى ضيق الا ان الحوار بين العام العام والعام الخاص اخذ منهجا جدليا لحسم الاولويات فى المرحلة الراهنة. بعد تنظير وجدل داخلى استقر الرأى بان يكون اولوية الحلم للعام الخاص ، معتمدا على المقولة النوبية الشهيرة (مرتى جوكن فاى نيمون) اى اذا كان الجدول عطشانا يستحيل ارواء الحوض. اى الاخذ بقاعدة البناء الهرمى من القاعدة. بعد هذا الجدل قررت اللجنة الداخلية بالتبرع بجزء يسير من المال للعام العام لدعم آليات القوى الديموقراطية فى المجال الثقافى بتطوير آليات المخاطبة الجماهيرية. بعد اقل من ثلث الساعة منذ الاقلاع من مطار بلتمور استقر الرأى الداخلى، ان اسبح فى تفاصيل الحلم النوبى. اكتملت صورة الحوار الخيالى، والنعسة تغازل الجفون ، بين النظر المتسكع عبر السماء الصافية نسبيا ، ستغرقا فى دهشتهه لجمال الطبيعة الخلابة، والخضرة الممعنة التى تتخلالها مرتفعات وتشقها الوديان وتزين صدرها البحيرات الصغيرة المنتشرة، والمدن الصناعية الصغيرة ذات السطوح البنية. وتخيلت باسلوب مقارن المناظر التى كانت منطبعة فى الذهن حين زرت السودان فى صيف العام الماضى، وكانت الطائرة المصرية التى تأخر أقلاعها من مطار القاهرة ، لظروف الاربة وعدم وضوح الرؤيا بمطار الخرطوم الى ساعتان، كانت فرصة لنعانق السماء فى وضح ضوء الصباح لكى تتاح لى فرصة ان اتفرج على والطائرة تشق طريقها جنوبا عبر وادى النيل ، لتكل البقاع التى مازالت محفورة بازميل نحت
10-01-2006, 00:58 AM
sharnobi sharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414
على الصخر تمثال لتهراقا او تيراقا او طهراقا ومهما اختلفت المسميات ذلك الرمز الذى يدفع فى دواخلى كثير من الاعتزاز بالنفس ، وبارث انسانى خالد. اللون السائد عبر طبقات خفيفة من الغبار اللون الاصفر، لون الصحراء واللون البنى الداكن المائل للسواد لقمم المرتفعات والجبال فى التكوين النوبى الصحراوى، تخلل تلك اللوحة المملة بعض المسارات التى تتوزع فيها شجيرات شاحبة تتراى كالنقاط السوداء فى اللوحة التى تميل الى اللون القاحل. احيانا انثناءات النيل تجعل خط الرؤيا تقع على ضفاف المجرى الاخضر كشريط ضيق كثيف الخضرة. ها تلك البحيرة الزرقاء تأخذ حيزا معتبرا من الارض الجرداء. وارى الانحناء الحاد للنيل فى منطقة المناصير والذى يحول مجرى النيل الى اتجاه الغرب.. وتتجهة الطائرة عبر صحراء تتخللها بعض الشجيرات ومجارى السيول الى ان اعلن قائد الطائرة الاستعداد للهبوط فى مطار الخرطوم الدولى كانت الشمس تستقر فى الربع الاول من السماء حين تراءات مدينة بحرى والمنطقة الصناعية والنيل الازرق معلنة لنهاية الرحلة. المقارنة اخذت حيزا فى رسم تفاصيل الحلم ، البداية كان الحلم مقترح حول بحيرة النوبة ؛ البحيرة التى ابتلعت جزء مهم او جزء حيوى من ارض التاريخ، مدينة حلفا المدينة النوبية الجميلة وما حولها من قرى ونجوع وكفور .. كان الخيال بين ذقات الحزن حين فاضت دمعة عصية لتبلل الجفن الذى التصق فى محاورة الذات، وبين خيال المستقبل وكان الشعار كيف نهزم الانهزام ، ونحن احفاد بناة التاريخ كيف نتحرر من من الانغلاق الى بين جدران الماضى ، ونتحرر لكى نعيد مجد تلك البقعة وذلك الانسان النوبى الذى اكتشف الحديد ووحد الآلهة وتحدى الطبيعة... هذا مجد فى الذاكرة هل لنا ان ننتفض لنعيد للتاريخ باننا ومن غيرنا يعطى للنوبة معنى ان يعيش ويهزم التشتت . الهتاف والغمة قلل انسياب الحلم، وقررت فى لحظة ان اهزم الحزن والم بقايا الدمعة لكى اعيش حلما ساطعا ينتشر فى مساحات الخيال، وبدأت اجمع فى خيوط ممعنة فى التفاصيل لارسم الحدود الممكنة لمسارات السباحة الخيالية. وحاولت ان ادوزن موجات الانفعال بصعوبة كمستمع لمحطة امدرمان من مذياع فى اقصى الشمال يحاول ان يوزن مفتاح الموجة التى تختل وتجلب بعض من الضوضاء والخشخشة فيعيد الكرة لضبط الموجة فى مدى ضيق.
10-01-2006, 01:05 AM
sharnobi sharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414
عفوا اكثرت فى التفاصيل والمقدمة لنبدأ الحلم ومازال فى خلفية المخيخ -مبلغ 163 مليون دولار-. اعلان فى احد المنتديات النوبية الكثيرة العدد ، المكررة بمحتوى واحد وبعناوين كثيرة ، ونفس العضوية المكررة وحتى المواضيع تجدها منقولة بوسيلة cut & paste. المهم كان الاعلان دعوة لاجتماع هام لكل ابناء منطقة النوبة للتفاكر فى امر هام. انتهى الاعلان دون ان يحدد مكان وزمان واجندة الاجتماع ولكن اهم ما كان فى هذا الاعلان المبهم هو الدعوة للاجتماع ولكل ابناء النوبة دون تحديد او تمييز. وكان الحال الذى اعطى لهذا الاعلان اهمية شديد التشرزم ما بين ابناء البلد الواحد، كان هنالك انقسام بين ابناء حلفا الجديدة وحلفا القديمة ويذكرنى ذلك الانقسام بين النقديين والعينين ( النقديون هم من آثر ان يستلم تعويضات الارض والنخل والمال نقدا وابقى ان لا يرحل، والعينيون (منى) هم من اجبر للرحيل الى خشم القربة مجبرا والقبول بالتعويض فى التوطين بمشروع حلفا الجديدة). كذلك الصراع ما بين منطقة المحس ومنطقة السكوت فى تخصيص بعض الخدمات الضرورية بين مجلسى دلقو وعبرى؛ اتذكر فى عهد الصبى قصة بنطون صاى الذى عمق النزاع بين ابناء العمومة والجنس الواحد الى درجة المقاطعة واتذكر الفرية التى كانت بمثابة القشة التى قصمت ظهر البعير دعابة المرحوم سيد تلول الذى لا يكل المزاح فى الامور الجادة والغير جادة حين قال لاهل دلقو بان البنطون حامل وحين يلد سوف نعطيكم المولود.. (هذه العبارة التى اشعلت نار الخلاف بين ابناء الاشقاء بين ابناء والمحس والسكوت لها مدلول عميق لى اسهامات نظرية لا اود التطرق اليها فى هذا السفر الخيالى واتمنى ان اجد متسع آخر احكى فيه قصة اخرى). لم يكن حال الناس حتى على مستوى القرية الواحدة افضل. اتذكر جيدا الخلاف الذى نشأ فى قريتى الصغيرة كويكة بين الطرف الجنوبى والشمالى بخصوص انشاء المدرسة وقبلها الجماع وحتى المشاريع الزراعية وما آل اليه الحال لتلك الخلافات الى تشرزم وتقزم وتدهور عام ايضا لا متسع للوقت فى التناول. واضف حالة اخرى الصراع الذى قام حين تم توزيع اراضى حلفا القديمة والبدء فى مشروع تعمير وادى حلفا حين رفض السكان المقيمون فكرة ان تكون حلفا مدينة لكل ابناء المنطقة ورفضوا توزيع الاراضى حتى للاشخاص الذين صمدوا وساهموا فى تعمير وادى حلفا . كل هذه البقعات من الانقسامات انعكاس حقيقى لما يدور بين ابناء النوبة عالميا واقليما ومحليا حاليا . اذن فلا عجب ؛ الحال من بعضه فاننا نعيش فى زمن يكتنفه كثيف الضاب ، وقليل من الحيل المتعلقة ببصيص من الامل. فلا غرو اذن فى شد الرحال والابحار بشراع الخيال فى بحر موجه عال وفيه كثير من المخاطرة . فلنبدأ مشروع الحلم الفسيح من شمال ارض النوبة على ا لحدود المصرية السودانية تلك الحدود السياسية التى قسمت الجسد الواحد الى جزئين وما اكتفت بذلك التقسيم بل غمرت الرأس وتركت خلفية الجسد تطفح ، حتى هذا الجزء الطافح اقلق الغول وفى عز سطوته قرر ان يبتلع ما تبقى من الجسد فقرر ان ينشأ سد كجبار ولكن انتصب الغائر فى سهوه لحظة ورفض الموت غرقا بالشريان الذى مد فيه الحياة ( اتذكرت المناضلة الاستاذة سعاد احمد والفنان مكى على ادريس).
10-01-2006, 01:10 AM
sharnobi sharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414
فى بوتقة الصراع الداخلى تجاذبت اطراف المواضيع حقها فى الاولوية، فهى كثيرة ومثيرة بعضها محبط ويهزم الاحساس العام فى غمرة الصراع مع الخاص الانانى ومصطلح انا مالى يا روح ما بعدك روح. ومغازلة احساس دونى يحاول ان ينبت فى الارض الصالحة للزرع النافع كالبروس والطفيليات يحاول ان يزاحم الحلم الجميل... وفى تلك اللحظة التى بدأت فيها بدايات او مقترحات الاشياء تتصارع؛ اعلن قائد الطائرة من التأكد بربط الاحزمة لدخول الطائرة فى مجال صحراء غرب امريكا واحتمال المطبات الهوائية. بطريقة تلقائية تلمست الحزام الذى كان مربوطا اصلا واستعدت فى جلستى الغير مرحية حيث بدلت الام الظهر تهاجم من طول الجلوس فى مقعد الطائرة المحلية الغير مريح. امعنت النظر من خلال النافذة كلوحة جميلة بدأت تلال ومرتفعات تبدو للناظر تتخللها جزر دائرية خضرا تؤكد مدى قدرت البشر فى هزيمة وتطويع العوامل ا لطبيعية القاسية. اعلنت المضيفة بالاستعداد لتقديم خدمات المرطبات وكانت المضيفة الاخرى توزع حبات الفول المدمس المعبأة فى ظروف صغيرة انيقة وعليها شعار خطوط الطيران. امتلكتنى لحظة عابرة من الحسرة هل ساقضى جل الرحلة وانا سارح فى لب المشاكل والجوانب المظلمة من الحلم ؟ لما لا اعيد صياغة الااشياء واحلم اجابيا هم حلم لا غير. وامسكت بظرف الفول المدمس وبشغف افرغت الحبات التى لا تتعدى الخمسة وعشرون حبة فى فمى بطريقة سريعة فيها بعض من الصلف. فاجمل مافى الامر التعامل الانسانى مع حبات الفول والتغزل فيها والتهام حبة تلو الاخرى... ما بك دعنا نعيد دفع الامور قسرا.. الى الحلم الجميل. وقررت بطريقة قسرية ان افرض مسارات الحلم ، وان اصادر اى بادرة تعكنن -حتى ولو كانت منطقية- ، مسار ما اريد ان احلم به. لا احب تناول المرطبات فى السفريات ، فانها مدرة للبول وانا كثير التردد اذا داهمتنى الحالة من الاستئذان من المسافرين الذين يجلسون بجوارى؛ وخاصة انا الذى اختار ان يجلس بجوار النافذة ذلك فى كل مرة انوى زيارة الحمام افكر من الحرج الذى اسببه للجار وخاصة كلهم او اغلبهم من ضخام الجتت، او كبار السن الذين يمنحون فرص للدخول للطائرة قبل الآخرين. ورغم انى اجلس فى الصف الاول ولا يحتاج تحركى ذلك المجهود، حتى فكرة انى ذاهب للحمام امام جمهور المسافرين يدفع فى بعض من احساس الحرج بحسب تربيتنا والادب المتراكم فى قضاء الحاجة. كان اعلان القائد والذى لحقه اعلان المضيفة فرصة مناسبة لاستنهاض احساس جديد والخروج من مسلسل الاحباط.
10-01-2006, 01:14 AM
sharnobi sharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414
لما لا اقتحم الرواية التى اريد حبكتها مباشرة ، كان الامر المصتنع بتغير سهولة التناول واطلاق عنان الحلم للعقل المتعب امرا غير سهلا.فلا بد ان اكون اكثر تركيزا واكثر موضوعية وانا احاول ان اتناول حلما عريضا وغائرا فى عمق سحيق مفعم بارث انسانى ومتمدد فى جذور تاريخية، انه حلم التحدى . قلت اعقلها وتوكل ، كانت مقتراحات التناول ان تكون عابرة كعنواين مواضيع ، او بدايات قصة دون الدخول فى التفاصيل او اللجوء الى البيانات . فهى ليست اطروحة علمية ولا مشروع دراسة انه محض حلم نوبى متعب بعشق ارضه اجداده ويرى يديه مغلولتين فقال اضعف الايمان الحلم والكتابة. ولكن اجمعت كل منابع البث الداخلى ان تكون حدود الحلم ظلال 163 مليون والاعلان السايبيرى ان الاجتماع العام لكل النوبيين . واندفاعا من الخلفية العلمية التى تؤمن بعلم الاحصاء واختيار العينات العشوائية والطبقية والمنظمة بطريقة الترجيح فقررت ان اختار من جميع مناطق النوبة منتطقتان لاسباب موضوعية منها الدراية والمعايشة و افتراض اننى امتلك صورة واقعية معايشة وامكانية تطبيق النتائج على كل النوبة مع بعض الاختلافات الطفيفة.
قررت وفى خلفية ذهنى انا الفائز الوحيد بالجائزة (163 مليون دولار). بعد مراسيم الاستلام والاحتفاء وسيل التلفونات من كل الاجناس خاصة الذين لى معهم بعض من التواصل فالاسم سوف يتم نشرة فى كل وسائل الاعلام وهو شرط اساسى ويتم نشر صورتى بهيئتها .. لذا سيعم الخبر الذى كنت اود لو كان سرا. حلمت باننى سوف استعد برحلة للوطن .. قررت التجهيز فقررت شراء آلة تصوير رقمية واخرى آلة فديو حديثة وجهاز تسجيل رقمى ووحدة طاقة شمسية صغيرة من اجل اجراء رحلة استكشافية لمنطقة الحلم العريض. وسارعت بالحجز للسفر وقررت السفر الى الشقيقة مصر ومنها بالقطار الى اسوان ثم الى وادى حلفا. لأبد عملية التوثيق من بدايات منطقة النوبة. وعند الوصول لمدينة حلفا قررت ان استأجر رفاص مائى لابد رحلة المسح الى نهاية منطقة السكوت منطقة مارية بود . لن ادخل فى تفاصيل الرحلة من امريكا الى حلفا ..
10-01-2006, 01:19 AM
sharnobi sharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414
وصلت الباخرة ميناء حلفا، وبدأت اجراءات الجوازات بملئ ارانيك الدخول. ورغم انى احمل جوازا امريكيا ، غبطة الفرح انستنى روتين الاجراء هالنى شعور بانى فى وطنى الصغير .. ولا احد يجروا ان يسأل عن هويتى.. فلغتى النوبية الفصيحة وملامحى كانا ترياقا وتأشيرة دخول الى وطنى الذى ابعدت عنه لعقدين من الزمان.. وها انا ارجع يحدونى الامل بان احمل معاويل البناء؛ فلما لا يستقبلنى.. ولكن حين رست الباخرة على الرصيف وبدأت اجراءات الخروج.. والناس تتسارع محملة بالاوانى الالمونية من شتى انواع الصناعة المصرية وبعض من الحقائب الكبيرة والتى اتخيل انها بضائع من صناعة مصرية من اجل التجارة.. سرت بخطى وئيدة ويغمرنى احساس بالفرح وعيناى اغروقت بالدموع.. ولكن قبل ان اخطو خطوة واحدة من بوابة الباخرة استوقفنى شخص يرتدى ملابس مدنية ، ولا تبدو فيه ملامح النوبى ... فقد اعتدنا زمن السفر بالبواخر الى الشقيقة مصر حينما كنا طلاب.. ان نكون على الاقل معرفة بكل او معظم موظفى الميناء او هم على معرفة بنا.. فلا اجراءات ولا تأخير.. ولكن هذا الشخص طلب منى ابراز الاوراق الثبوتية وتأشيرة الدخول.. والجواز والاورنيك الذى نسيت ان اعبئيه بالبيانات المطلوبة. بادرت وابديت التحية بنوبية بلكنة حلفاوية.. وجدته لم يعترينى اى اهتمام... وطلب منى بكل برود.. ان انتظر وانا اتبعه الى مكتب الجوازات بطريقة صلفة.. وحاولت ان اتكلم معه ولكن نبرات صوته كانت مملؤة بالحدة والعجرفة.. والتسلط .
10-01-2006, 01:24 AM
abubakr abubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044
واصل .. اربعون ونيف عام ونحن نحاول ونفشل ونحلم ومؤخرا صار الحلم عصيافلقد كثرت اوجاع البلد الكبير وعز النوم الذي ياتي بحلم جميل ..هنيئا لك ولنا بحلمك الفخيم وربما يجد الواقع منه مثقال ذرة.. مودتي ابوبكر
10-01-2006, 01:24 AM
sharnobi sharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414
كنت غريبا فى تلك البقعة وفى تلك اللحظة التفت يمينا وشمالا علنى اجد احد ابناء منطقتى يعرفنى او اعرفه لكى يحلنى من هذه الورطة. خلت الباخرة من الركاب.. وبعد ان حمل الشخص المعنى بعض من الهديا او الاغراض التى تحصل عليها من بعض الركاب.. اخيرا وجد بعض من الوقت لينتبه لذلك المخلوق الذى اعترض طريقه.. وكانت فى مخيلتى ايام الميناء المتنقل حين كانت عربيات الخط والاندروفرات تنتظر الركاب لتحملهم الى الوكالة او الى محطة القطر. بعجرفة طلب منى ان اتبعه الى مكاتب الامن.. المهم بين الاندهاش ومحاولة التحكم على الاعصاب .. ولى خلفية وخبرة مع التعامل فى دول العالم الثالث حين يكون القانون بيد رجال الامن وهم يمكن ان يفعلوا بك ما يريدون.. وانا فى مهمة لا اريد احد ان يوقظنى من حلمى فتحملت صلف الغجرى واتبعته فى هدوء والغيظ متقد بداخلى.. اقعدنى فى كنبة قديمة وطلب منى الانتظار ، وطلب من رجل امن آخر ان يراقبنى وحمل اوراقى الثبوتية الى داخل المكتب.. مرة ساعة وانا محتار فى امرى لا اود الحديث مع احد.. اجلس امام حقائبى الثلاث. الاعب الحزام واخرج جهاز الحاسب اللآلى الصغير اللابتوب .. واحاول ان اشغله ثم اتردد وارجعه الى داخل الحقيبة.. وانا فى هذه الحالة سمعت بصوت جاف يامرنى بالدخول لمقابلة سيادة الضابط.. برعب قمت منتفضا من المقعد الخشبى وانا امسك بالحقائب احاول ان اجرها معى للداخل لما فيها من اشياء ضرورية فى رحلتى. وجدت نفسى اقف امام رجل متهجم الوجه يتتطاير الشر من عينه. لم ابالى فانا لم اقترف جرم احاسب عليه، كلما كان يشغل بالى هو الاسراع للبدء فى مشروع الحلم.. وتسجيل زيارة لافراد اسرتى واصدقائى بمدينة حلفا قبل ان اتوجه جنوبا. من فوق نظارته الصغيرة ذات العدسات المتسخة رأيته يطيل النظر مرة الى جوازى الازرق ومرة الى حقائبى الثلاث ومرة اخرى الى شخصى الضعيف.. وكأنه لا يعرف الكلام... واخيرا بلكنة احدى القبائل العربية المميزة، سألنى بطريقة استجواب ، عن اسباب زيارتى ولماذا اخترت الدخول بحلفا بدلا عن الخرطوم.. وهل ذلك بدافع خداع اجهزة الامن بكون ان حلفا مدينة صغيرة... واسهب فى نسج تفاصيل كلها عناوين لحالة اتهام وكأنى مجرم عاتى اتى الى البلاد ينزع استقرارها واللعب بمقدراتها.
10-01-2006, 01:27 AM
sharnobi sharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414
فى لحظة دارت بى الارض وهام بخاطرى هواجس كثيرة .. تذكرت زميلى د. على فضل ، واصدقائى الذين ذاقوا الامرين فى بيوت الاشباح.. وتذكرت مجدى محجوب.. وكل اسماء المناضلين الذين فى المنافى ومن قضى نحبه.. تذكرت صديقى الشهيد محمد السيد شقيق صديق وزميل الدراسة محجوب السيد والدكتور السياسى ناصر السيد الذى لقى حتفه وهو عائد من ليبيا بعد حوادث 76 وبما عرفت بالغزو الليبى والتى اطلق عليه الرصاص وهوقادم عبر ميناء حلفا للاحتفاء بزواجه واردى شهيدا... فى لحظة مرت امامى اجزاء كثيرة من تفاصيل.. ولكن فى لحظة الحصار حاولت ان ارتب افكارى .. واتفاعل مع الموقف بكل حصافة.. منها استخدام كلمات الكياسة والدبلوماسية ابدا سيادتك.. انا ابن هذه المنطقة واقرب لى ان ادخل السودان عبر ميناء حلفا لانها بلدى ، ومقر اهلى وانا فى زيارة قصيرة ، لن اجد متسع من الوقت لزيارة اهلى بالقرية اذا قدمت من عبر مطار الخرطوم. ولى اهل فى القاهرة كان لابد من زيارتهم لانى غبت عن الوطن مدة طويلة- تحاشيت ان اذكر باننى اجبرت للجوء بسبب حكوتهم- بدأ الاستجواب يأخذ شكلا اكثر مهنية، انت لا تعرف اجراءات الجوازات والهجرة لماذا لم تعبئ الاورنيك.. وهو يراجع تأشيرة الدخول التى تملأ صفحة كاملة من جوازى المتواضع.. وكأنه يبحث عن خطأ او علة.. المهم من تجاوز الاجراءات بدأ الموضوع يدور فى محتويات حقائبى الثلاث... وما هو السبب من انى احمل اكثر من آلة تصوير واجهزة تسجيل ووحدة الطاقة الشمسية.. ولماذا احمل مبلغا كبيرا من الدولارات... ثم بدأت اللغة تتغير بلهجة التهديد والترغيب ( انت عارف ممكن نصادر منك الحاجات دى... حتى الدولارات.. وانت عارف ممكن نفتح بلاغ ضدك ونختك فى الحراسة... وفجأة سال سؤال مباغت وانت ليه غبت المدة دى كلها بره السودان وايه الوداك امريكيا الشيطان الاكبر .. وليه طلعت الجواز الامريكى انت ماك ود بلد....؟؟؟؟ ) فى سرى قلت لروحى اليحلك الحلة بله.. اسئلة بتودى التوج.... الله الطف بعبادك... تركنى هذا الرجل.ز قام من مقعدة هذا الكبير الجثة لا تظهر عليه وعلى هيئته اى نوع من الانضباط العسكرى.. كانت كرشة الكبيرة تدفع بازرار القميص الى الخارج مشدودة تأن من الثقل الذى عليها.. ينتعل شبب وبجواره حذاء او مركوب فاشرى.. قام من كرسيه الوثير وتحرك.. خارجا وعلى شفته السفلى تجلس كورة من السعوط بدأت تسيل.. وبحركة متسارعة وقف على الشباك وتف الصعوط ونادى اسم لم استحضرة بان يأتى له بماء.. لم ينتظر سيادته الماء بل خرج من المكتب وتركنى مسمرا فى مكانى فقد مرت اكثر من ثلاث ساعات وانا.. لا اعرف ما بى.. والمشكلة باننى قررت ان يكون مجئ مفاجأة للاهل والاصحاب فلم اخطر احد مسبقا بقدومى.. مما اضاف لعسرتى عسرة فلا احد يعرف.. من انا.. واين...
10-01-2006, 01:29 AM
sharnobi sharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414
فى لحظة خروجه اتى شاب نحيف يحمل كوبا من الماء.. ووضعه على الطاولة.. وهو فى طريقه للخروج بعد ان تخطانى بخطوات كنت ارى فى عينه نظرة الشفقة همس يا اخوى خارج نفسك... سألته كيف.. قال باسلوب المصريين خليك تفتيحة.. اقرص لسيادتو.. واسرع تاركا المكتب .. اصبحت وحيدا لا اجرو على الحراك ، فإنتهزت الفرصة لاجرى فحص سرعى بما حولى . اول ما لفت انتباهى خلو المكتب من اى ملفات او اوراق.. او اجهزة، وجود مصلاية جميلة الشكل على الركن.. تربيزة انيقة عليها اثار كبابى الشاى.. كرسى جلوس عليها مخدة من الارجح تستخدم للراحة او النوم.. وانا فى حالة التقصى بالنظر.. دخل سيادته وصوت الشباشب تطرطق وكأنه فى منزله... استعدلت وقفتى.. ومازالت ابحث عن اجابة لآخر الاسئلة.. وصدى التهديد يزاحم خيالى.. ومصير الرحلة المجهولة.. اثناء غيابه قررت ان اسحب ورقة من فئة المائة دولار واضعها فى جيب قميصى الشفاف. جلست سيادته على الكرسى وتجاهل وجودى... آثرت الصمت وتهيأت لمباغة اخرى.. او سيل من الاتهامات.. تذكرت حكاوى اصدقائى مرتادى مكاتب الامن عن الاساليب والفنون التى يتبعها رجال جهاز الامن، مرت عشر دقائق وانا اراقبه بحذر يفتح الدرج اليمين ويغلقة ، ثم اليسار ويغلقه بقلق، وتارة يتصفح الجواز.. ويوهمنى بانه منهمك فى كتابة.. فالقلم فى يمنانه وورقة فلسكاب عليه دوائر ذيتية ، كأنها استخدمة لوضع صحن الفول او سمك حلفا الشهى. تجرأت وحاولت ان انطق بشئ ، وجدته يتابعنى باهتمام ورأيت عينه مصوبة الى جيب قميصى ، وكأنه يطلب منى الورقة الخضراء التى تقبع داخل ذلك الجيب.. فى لحظة تهيأت ان اخرج العملة الورقية .. ولكنى ترددت قلت ياخى الشبكة دى تفتش لسبب لو فتح عليك بلاغ رشوة موظف دولة اثناء ساعات العمل.. تكون حررت لنفسك جريمة...بعد ان تحركن يدى نليمنى نحو الجيب فجأة سحبتها ، ووجدتها خلف مؤخرتى تتحس بوجودى.. لكنى لاحظت ان عيناه كانت تتابع حركة يدى وفجأة تسمرة حين تحركة للاسفل دون ان تصيب الهدف.. وتنفس بشهقة غريبة.. فى لحظة قلت يازول خارج روحك سجن سجن والغرامة غرامة.... واتحركة بهدوء نحوه واخرجت الورقة الخضراء بتردد وحياء شديد ممزوج بالخوف واخفيتها داخل كف يدى اليمنى وفى حركة متسقة بهدوء ، وضعت يدى اليمنى وكأى اتكأ على الطاولة وسحبت يدى من فوق طرف الطاولة تاركا الورقة الخضراء متجعدة ومطبقة على الحافة ، اذا لامستها اى تيار هواء مصيرها السقوط.. فجأة وجدت الرجل ينتفض من مكانه بحيوية كالاسد وينقض مسرعا على الورقة ويسحبها لجيب بنطاله الخلفى.. وكأنه لم يفعل شئ.. تنهد.. وعلت وجهه المستعر ابتسامة مرسومة رسما.... وتمتم ببعض الكلمات تخيلتها لاحقا بانه يقول لى (ياخى فهمتها بعد طلاع الروح)...
10-01-2006, 01:32 AM
sharnobi sharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414
المهم دعنا من هذه البداية ، فبحمد الله وبسخاء اليد الامريكية وببركة الدولار الاخضر وبعملية كنت قطعا سوف اطلق عليها اسم الرشوة ، والتى وجدت لها اسما انقاذيا مستحدثا تعرف بالتسهيلات.. وجدت نفسى خارج حلقة الاستجواب.. طليقا.. بعد خمس ساعات.. كان همى كيف لى ان اجد وسيلة للموصلات تأخذى للمدينة؛ فالوقت متأخر وحسب تجاربى القديمة بان الميناء منطقة تهجر بعد تفريغ الباخرة والمسافة كانت تقدر بحوالى الخمسة اميال من الميناء على حافة خور موسى باشا والسوق او محطة السكة حديد.. كان صاحبى الفراش الذى هدانى بان اخارج نفسى ، واقفا فى نهاية الممر وكأنه فى انتظارى، فهمت ذلك وحضرت ما تبقى من الجنيهات المصرية، فى يدى اليسرى الغير مشغولة بجر الحقائب.. ولمحت على وجهة ابتسامة وانتظار.. كانت هنالك صفرة داكنة تكسو اسنانه ، وذقن صغيرة تتدلى على اسفل حنكه.. تذكرت بان له ملامح اولاد صرص، فتوجهت بثيات فى حالة من الاعياء والتعب ومددت يدى اليسرى نحو جيب قميصه المخطط من القطن المصرى الرقيص... ووضعف لفة النقود المصرية مبتسما ، وشاكرا لجميله.. وانا فى حالة اسراع مصطتنع احاول ان اتجنب ان يشاهدنى احد.. فيضعنى فى حالة، اخرى... سألته هل انت من حلفا ؟ قال ولسان حاله يهث وعينه مثبته على الجيب الذى انتفخ بلفافات النقود المصرية.. ايوة ايى خدمة يا بيه.. شكرا.. ارجو ان تدلنى على الطريق الى الوكالة او الفندق.. كنت فى تلك اللحظة اهم بمغادرة مكاتب الامن.. وجدت نفسى امام بناية كبيرة مكتوب عليها ميناء الشهيد الزبير.. سبحان الله ومن هو هذا الزبير سؤال تردد فى ذهنى اهو الزبير بن العوام.. وفى خلفية مخيلتى انن فى دولة الخلفية عمر بن البشير خليفة الدولة الاسلامية.... وفجأة تذكر الزبير عضو مجلس العساكر الذى وئد الديموقراطية والذى تسبب فى غربتى الاليمة..سالت نفسى منذ عهود قديمة ومنذ افتح التركى عرف هذا الميناء بيمناء وادى حلفا.. خلافا للموسيقى والوقع الجميل لاسم وادى حلفا ، هنالك قيمة تاريخية وحضارية.. وذكرى امة كانت الحسرة تحاصرنى وانا احاول ان اتخارج من اى مشكلة اخرى.. كان الشاب يسرع الخطى خلفى بعد ان عد الجنهيات المصرية والتى كانت تتجاوز المئة وخمسون جنيها مصريا وبعض من العملات المصرية الصغيرة ، من فئة الخمسين والخمسة وعشرين وبعض البريزات التى لاقيمة لها..حاليا.. حاول الشباب ان يشكرنى امسك بحقابئى بطريقة عفوية لمساعدتى.. ولسان حالى يلهث شاكرا فقد اعيانى الوقوف فى مكاتب الامن... وحين عرف باننى من ابناء المنطقة بدا يتحدث معى بنوبية ، اعرف لكنتها جيدا... كانت هنالك عربة نقل تقف وسائقها يجلس بعيدا على الارض فى حالة انتظار يدخن سجارة مصرية نافذة. تحدث معه الشاب وعرفه بانى من المنطقة.. المهم وضعت امتعتى فى العربة وسارعت العربة الى المدينة طلبت منه ان يأخذنى الى فندق النيل...وفعلا بعد دقائق كانت العربية البوكس ماركة تايوتا موديل 83 تمخر الرمال والصخور الى وسط السوق.. ووقف امام فندق النيل..
10-01-2006, 01:36 AM
sharnobi sharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414
كل هذا وانا قابع فى الكرسى رقم خمس فى الطائرة المتجهة الى سان انطونيو... قطع خيط خيالى اعلان مفاجئ من المضيفة بربط الاحزمة ، وتجهيز البقايا من الاكواب الورقية والصحف لجمع القمامة لان الطائرة على اهبة الهبوط بمطار سان انتونيو.. كانت السماء صافية والمدينة التى تقع فى سهل اقل كثافة من الخضرة وتحيها بعض من المرتفعات ولون الارض يميل اكثر الى السمرة الفاتحة.. ميلت الطائرة فى حركة نصف دائرية واتخذت طريقها الى المدرج ، واعلنت المضيفة بترحيب سان انطونيو للركاب وطلبت من المسافرين الذين يواصلون الرحلة للبقاء للحصر الى ان يغادر بقية الركاب.. اخذت الطائرة حوالى 45 دقيقة .. لتستعد للطيران لمطار لوس انجلس بكلفورنيا والتى تعد اقرب نسبيا من الرحلة السابقة.. اعلنت المضيفة بقيام السفرية، ورحبت بالركاب الجدد، وتابعت الاجراءات الروتنية من اجراءات وارشادات السلامة. ثم اعقبتها باعلان تقديم المرطبات كالمعتاد... اثناء وقوف الطائرة بمطار سان انطونيو ، كنت فى حالة استياء عن التفاصيل الى خيمت على خيالى.. كان الهدف توجيه الحلم الى شكل ايجابى فجأة سادت مشاهد الامن.. والتحقيقات جل الفليم.. وبدأت فى وضع خطة جديدة لتحسين تفاصيل الحلم فى الجزء الباقى من الرحلة.. ومازال الشعار هو 163 مليون دولار ، والاجتماع النوبى الجامع.....
10-01-2006, 01:38 AM
sharnobi sharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414
اقلعت الطائرة وبدانا الجزء الاخير من الرحلة، ونفسى ان اخدر بمواصلة الحلم، باتجاه ايجابى. دقائق وكانت الطائرة تعانق السماء الصافية.. والارض تكسوها سلسلة جميلة مرتفعة من الجبال والصحراء.. شعرت وكأنى فى جزء مختلف تماما عن امريكا التى اعرفها ؛ المنطقة الشرقية من امريكيا تعرف بخضرتها الدائمة حتى المناطق الجبلية العالية كولاية بنسلفينا تجد الخضرة تحيل بالجبال... ولكن هذه منطقة مختلفة صحراوية الطابع.. جرداء الى من مستعمرات صغيرة خضراء وهى بالتأكيد مستعمرات صناعية.. تشاهد حقول دائرية منتظمة فى السهول الواقعة بين سلال الجبال.. يشدك كثرة المجارى المائية للسيول.. وتشاهد احيانا بحيرات صغيرة تلتف حولها مدن صغيرة.. تميزها البنايات الصغيرة المتزاحمة.. والطرق الملتوية حول الجبال.. المناظر الغير معهودة لى .. اخذت جل اهتمامى ، فصرفتنى من مواصلة الحلم العريض.ز كلما احاول ان اقنع دواخلى يكفى هذا والتكرار سوف يكون مصير هذه المناظر يجذبنى منظر سلسلة جبلية تشكل لوحة خلابة او مجموعة مزارع فى شكل منتظ.. امو مستعمرة من الطواحين الهوائية وهى تدور بشكل بطئ تترائى فى شكل صفوف بيضاء شاهقة.. كانت كل هذه الاشياء تدل بنهاية الرحلة.. واناء غارق فى التأمل .. تعلن المضيفة الاستعداد للهبوط بمطار لوس انجلس... ولحظات كانت الطائرة تتعجل للهبوط بالمطار الكبير .. واستقر بها الامر الى المدرج ... وحزمت حقبيتى وغادرت الطائرة.. وانا متلهف للقاء صديقى محمد عباس .. والمدينة الاسطورية... التى جعلتى ان انسى تفاصيل الحلم.. وانا فى انتظار قدوم صديقى خارج المطار قررت ان اواصل الحلم فى طريق العودة بعد اسبوع.. وانا منبهر بالمطار.. رن جرس الجوال.. كان محمد يستفسر عن وصولى.. وبدأت قصة جديدة مع مدينة حالمة... ساكتب عنها بتفاصيل اخرى.. ولكن موعدى مع الحلم النوبى العريض ومازالت اساسيات الحلم بالفوز بل163 مليون سر والاجتماع النوبى حلم... ولنا لقاء فى الجزء الثانى.
10-01-2006, 01:43 AM
sharnobi sharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414
شكرا الرائد النوبى الهميم ابوبكر سيد احمد هاجس وهم دائم حلم يتمدد والعمر متلاشى رغبة فى الكتابة كتعبير عاجز عن رؤية الحلم العريض ما زلت متلبشا وفى النية غزل الكتابة العسيرة وهذه بعض خطوط الحلم
مقترحات الجزء الثانى
حصر الموارد -البشرية -الطبيعية -الثقافية مقترح التطور المدنى مدينة حلفا مدينة عبرى مدينة دلقو كرمة دنقلا
مقترح تجميع القرى مقترح حل مسألة الارض مقترح التركيب المحصولى ، الزراعة التجارية مقترح الصناعات الغذائية وخدمات التسويق مقترح التعليم مقترح الخدمات الصحية مقترح كهربة المنطقة مقترح العمل السياسى مقترح الموصلات وطرق الاتصال مطار حلفا الدولى وبحيرة النوبة
10-01-2006, 01:48 AM
sharnobi sharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414
يا عزيزي لا تيأس فهاهنا بعض من امل : __طريق قسطل وادي حلفا والذي جاهد من اجله كمال ابراهيم احمد ستبدء اعمال الجزء الاول منه هذا الشهراكتوب __ كان من هجر من وادي حلفا الي خشم القربة قبل 42 سنة هم خمسون الف واليوم هم خمسمائة الف رغم ارتفاع نسبة الوفيات والملاريا ..الخ __ قرر مستثمرون نوبيون زراعة مليون فدان في وادي حلفا قمحا كبداية لاستقبال الخمسمائة الف
10-01-2006, 11:59 AM
Sayed Bekab Sayed Bekab
تاريخ التسجيل: 09-21-2006
مجموع المشاركات: 1543
الموضوع ليس بيأس انما حالة احباط ومحاسبة للنفس واحساس بتقصير مقصود او غير مقصود وهى امور قابلة للمحاسبة والنقد.
حلمى باعادة المدينة النوبية والقرية الوبية حلم عصى يراودنى منذ ان عرف عقلى الهم العام....
افرح لاى مسعى لاعادة دفع الحياة لمنطقنا بوابة السودان.... ولكن اتحفظ بالتسرع واستقلال حالة الفوضى.. والاستلاب السياسى والاستخدام الشخصى لقرارات استغلال الارض.. تحت مفاهيم مختلفة.. ساترك الحديث فى هذا المضمار فى الجزء الثانى.. من هذا الحلم العريض.
اثمن محاولات كمال ابراهيم احمد وهو شيال الهموم الكبير واتمنى كل المقتدرون والمتنفذون من ابناء المنطقة العمل سويا فى اعادة بناء النوبة بمنظور علمى حديث
وسؤال لماذ محصول القمح؟؟؟ وساجيب على رؤيا اخرى بمنظور علمى لاحقا
والسلام ومعا فى فتح ابواب الحوار الجاد نحو منطقة نوبية منتعشة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا.. لتكون مثال تطبيقى لمفهوم التنمية المتوازية ...والتنوع.. والتقيك فى مشارب الحوار الثر
اعزائ سيد وصلاح ... رمضان كريم انا صرت كالسيارة المصفحة ضد الاحباط النوبي ..احاول شيئا فلا يتم وابدء مرة اخري وكذلك لا يتم وهكذا ... اتعلق باي بادرة نوبية واحاول ثم تخمد واركض مرة اخري واليوم وانا في كهولتي اتشعلق بخيط امل حتي ولو كان واهيا .. اختيار القمح من وجهة نظري دون تحيز لا ي طرف من المستثمريين يبدو منطقيا حيث يستورد السودان قمحا كثيرا من بلاد العالم ومطاحن الدقيق في السودان تعاني الامرين من ذلك والمنطقة النوبية توطن فيها القمح منذ مئات السنوات .. فالمليون فدان هي جزء بسيط من ملايين الافدنة الصالحة للزراعة فان اعان الله وتم زراعتها فهي النواة التي تسند الزير ويمكن بعد ذلك النظر في بقية الملايين من الافدنة.. واصل ...
مودتي ابوبكر
10-01-2006, 03:32 PM
فيصل محمد خليل فيصل محمد خليل
تاريخ التسجيل: 12-15-2005
مجموع المشاركات: 26041
نحلم واجهدنا الحلم نريد ان نمشى باحلامنا على الواقع
وساحكى لكم فى الجزء الآخر تفاصيل الحلم كان ما كتبه مقدمات ومحاورة لرسم الحلم اعطنى بعض من الوقت الجزء الثانى فيه مداخل نظرية لا اريد ان اضفى عليها ظلال بنفسجية بقدر ما احاول ان اعيد قراءة الواقع النوبى بمدخل نوبى واتمنى ان ان اكون على حسن ظن كل النوبيين
مـررت للتحيـة وتقديم اجمل التهاني بشـهر التوبة واتـمني ان يحـقق اللـة كل امانيـــك وهـو الذي يرزق من يشـــاء ويعـــز من يشــاء.
.... في المانيا هنا كـتر من 14 نوع من الـ ( اللـوتـو ) وكل اسـبوع يزداد عدد المليـونيـرات في المانيا من كل صـنف وجنـس وديـن، واعرف سـودانييـن سبـق وان كـسبوا مئـات الالـوف من الـيورو.
عيــب الذين يكسبون هذة ااـملاييـن سـرعان مايتغــيروا بشـكل سـريع وتبعآ للعادة المعروفة عنـد ناس ( مـسـتجـد نعمــة !!!!!)، ويـسعون لتغيـر نمـط حياتهـم واسلوب مختلق لايناسبهم ،ويحاولون الظهور بمظر الـمهم الـثري الثقيـل الجيــب، ويكـثرون من ( شـوفونـي!!!!).
اتـمني لك حيـــاة سـعـيدة مـديدة بلا فلـوس مليونية تجيـب لك الضغط والسكـري وتروح كل هذةلاالمـلاييـن في الادويـة والعلاجات . اعـرف صـديـق الماني ثـري ثـراء فاحـش ولكنة كـسيـح يسـتعمل عجـلة في ترحالة،انة يقول مستعـد أدفع عشــرة اوعشـرين مليـون دولار بـس امـشـــي خمـسة خطـوات بدون العـجلة!!!!!.
طبعا رجعت من الرحلة وانا متأكد بان حظى كدقيق همى كان لو ... وهى مقدمة لدراسة الامكانيات المالية ودورها فى التعمير
واقصد التعمير.. لانى ارى هنالك اختلاف بين التنمية والتعمير
المهم قليلا ما تساورنى نفسى القنوعة بان امتلك
فانا وصلت مرحلة اصبحت فيها متطلباتى بسيطة ومحددة جدا.. واسعى لتحقيقها.. اصعب ما فيها الجوانب التى لا استطيع التحكم فيها.. اما ذلك الذى يخصنى فحدث.. لك الود ورمضان كريم
بالمناسبة عندنا اخوناواختنا بهناك و د. طارق شريف وهند شريف بلغ سلامى ليهم
المهم احاول جاهلا فتح كوة للنقاش النوبى اعمل جادا فى اعداد دراسة اقتصادية اجتماعية لتناول المسألة النوبية اتمنى ان تجد جدية التناول من الاخوة...
10-01-2006, 06:56 PM
عبدالأله زمراوي عبدالأله زمراوي
تاريخ التسجيل: 05-22-2003
مجموع المشاركات: 744
وصلت العربة التايوتا هيلوكس الى فندق النيل، ونزل السائق ليتحدث مع موظف الاستقبال الذى كان يجلس على كرسى خيزران امام الفندق وبجواره ابريقا قديما وسجادة صلاة مطبقة على اتجاه القبلة، واثار مياه الوضوء على الارض الرملية على هيئة دائرة. وبعد حوار وافق مدير الفندق بان يحجز لى غرفة ليوم واحد بكون انها غرفة محجوزة لمسافر قادم بقطار حلفا يوم غد... حين رحلت القدوم من الميناء الى الفندق آثرت الصمت فلم اتحدث مع السائق كثيرا حيث ان احداث اليوم كانت تدور فى مخيلتى فقلت خير لى الصمت فى هذا الظرف الجديد فلقد تغيرت ملامح البشر وسلوكهم. بخفة وبسرعة انزل السائق الحقائب ووضعها امام باب الفندق ، وطلب بالاجر وتناولته بعض من العملات المصرية والتى تبقت فى المحفظة.. واذكر باننى ناولته اكثر ما طلب ، ولسان حاله يشكرنى... فى تلك اللحظة قام مدير الفندق من كريسه متباطئا ولم يبدى ابى ترحاب حار وطلب منى ان اتبعه الى المكتب . سحبت الحقائب خلفى فى الارض الرملية بصعوبة وتركتها امام المكتب وتبعته الى الداخل لتكملة اجراءات التسجيل. طلب منى الاوراق الثبوتية فقدمت له الجواز الامريكى الازرق ، دون ان يتصفحة بعفوية فتح باب الخزانة الحديدة العتيقة التى تقبع خفله فى الركن الشمالى وادار مفتاح كبير مربوط مع عدة عشرات من المفاتيح حسبتها هى مفاتيح الغرف. واودع الجواز داخل الخزنة واستعدل فى جلسته ومدنى بارونيك من نصف صفحة مطبوعة بشكل انيق وعليها شعار الفندق الذى به ثلاث نخلات وبعض ملامح مبانى قديمة تشبه العمران النوبى. طلبت منه ان يعيرنى قلما لكى اعبى البيانات... بعد ان وقعت فى زيل الاورنيل قدمت اليه الورقة .. وقبل ان يراجع البيانات طلب منى ان ادفع رسوم الاقامة لليلة مقدما . ومعها امنية.. لم اتردد اخرجت النقود التى حولتها فى الباخرة من احد القادمين الى العملة السودانية.. وكنت ملخوما فى معرفة العملة السودانية فكلها تتشابه ولها اسماء دينار جنيه. وعملات من فئات كبيرة فئة الالف العشر الف..الخ.. عرف الرجل باننى اجد صعوبة فى معرفة العملة فطلب منى ان اناوله ثلاث ورقات من احدى العملات وورقتان من الفئة الاخرى. وسلمنى مفتاح الغرفة واثناء مده للمفتاح وقع طرف عينه على الاورنيك فامسك مترددا المفتاح فى يده.. وهو يردد اسمى واسم القطر الذى احمل جوازه.... انت امريكى؟؟؟ وليه اسمك اسم مسلم... وكيف تتحدث العربية... وكنت اشفق عليه لمخارج الحروف المتعثرة التى تؤكد بانه نوبى لايجيد العربية... فشرحت له باغتضاب عن الظروف التى حدفت بى الى تلك البلاد البعيدة دون الدخول فى التفاصيل السياسية او الاسباب الحقيقة.. وبذكاء حاد قال انت من المنطقة دى ( وبسرعة قال جملة نوبية وكأنه يريد ان يختبرنى ار نوبيقا بنجنا) هل تتحدث النوبية ؟ بعجالة كان رد بلا واجيدها ونطقت كلمات السلام بالكنة الحلفاوية لاقطع عنه الشك. بسرعة القى الرجل جسده من حالة نصف الوقوف لتسليمى المفتاح الى الكرسى. وبصوت فيه بعض من العتاب و بنوبية فصيحة سأل محتارا ولماذ لم تقل لى ذلك منذ قدومك... وامسك بالارنيك وتمعن فى اسمى .. وقال انت من ناس فلا الفلانى.. اجبت نعم هو عمى ..... استشهد وقام وعانقنى بشدة.. وطلب منى الجلوس... فى الكرسى.. وبدأ يحكى عن العلاقة التى تربطه بنا... وفى لحظة رحب بى وقال البيبت بيتك وحاغير ك الغرفة بغرفة احسن ولك ان تبقى ما تشائ . وقام مسرعا يحمل المفاتح ويسحب حقائبقى خلفه.. الى ان وصل الى الغرفة التى تقع فى الركن البعيد من الفندق.. وفتح الباب.. وضغط على مفتاح المروحة.. وطلب منى بالدخول.. دخلت الغرفة التى وجدتها فى حالة مقبولة فانا منهك اريد.. النوم... وانا اقف فى منتص الغرفة المتواضعة اتهيأ لخلع ملابسى باخرى للنوم.. طرق الباب واحضر لى بشكير وصابون مصرى.. وطلب منى للذهاب معه لاخذ وجبة.. قبل ان انام. حاولت ان اعتزر متعلالا بتعبى.. حلف على الطلاق.. وكنت قد حررت ثلاث زائر من القميص.. فرجوته ان آخذ حمام سريع واستبدل ملابسى.. وافق وقال سوف ينظرنى امام الفندق.. وهو يلح على بالاسراع لان السوق سوف يغلق ابوابه بعد زمن . المه اسرعت فى تجهيز نفسى.. والتقيته امام الفندق.. وركبت معه اللاندروفر القديم.. وهو مازال يتحدث عن اهلى.. ومعرفته اللصيقة بكل افراد الاسرة... حتى وصلنا الى مطعم متواضع قال ده احسن من يعمل السمك فى حلفا... اوقف العربة وهو ما يزال يمسك بباب العربة تحدث بنوية لصاحب المطعم لتجهيز طلبين من السمك الخاص لضيف عزيز.. وطلب من العامل بتجهيز تربيزة خاصة.. وذهبنا الى المكان وجلسنا.. وبدأ يسال عن الغربة وانا اجاوب باغتضاب لا اود ان اطرح سر زيارتى.. الى ان احضر السمك.. والليمون والشطة والعيش البلدى الذى يعرف بعيش البصاولة ، مكثنا حولى الساعة واختما الوجبة بطلب شاى سادة.. ورجعنا الى الفندق وتوجهت الى غرفتى ولسان حالى يشكر كرمه...
10-03-2006, 01:20 PM
abubakr abubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044
شرنوبي.. ..جعلتني اركض بين اركان دنيا كانت لنا يوما وصارت عصية ودنيا شتاتنا حيث انت وحيث انا ..دنيا برغم بهائها شكلا وامتدادها شرقاحيث انا وغربا حيث انت لم تقدر ان تمتص من دواخلنا ذرات تراب دنيانا الاولي ..شقاء ان تكون دنيانا التي نعشق رهينة تداعيات احلامناو نعجز كل النوبيين من ان نجعل بعض من حلم واقعا فيلتقي جمعنا مرة ...
واصل استنهاضا للاحلام فالواقع مستكين في غفوته
مودتي ابوبكر
10-03-2006, 11:50 PM
sharnobi sharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414
اسرعت الى السرير يهزمنى التعب، استلقيت بقوة وكانت لحظات وخمدت يداعبنى حلم داخل حلم... كان بداية الحلم حلفا تلك المدينة التى شاهدت كل مراحل تحولها من مدينة جميلة هادئة نظيفة ، بها حركة تجارية نشطة البواخر النيلية الثريا ، المريخ، عطارد ،الزهرة بربكان المعدية من السوق الى ارقين ، مشروع دبيرة الزراعة ، محطة عنقش محطة السك حديد جامع سيدنا الحسين... السوق وكالة شريف خليل ودكان حسب الله لاشين... والمتحف القومى.. وفندق النيل.. وشارع النيل والنخيل.. والمراكب ذات الشوارع المثلثة... تلك كانت بدايا الحلم.. وانا اتذكر تللك الملامح فى طفولتى.. فكان والدى استاذا فى المدرسة الشرقية ولا اتذكر التفاصيل لاننى كنت طفلا لا يدعو عمرى الثلاث سنوات.. وكان عمى نجم الدين شريف ضابط الاثار .. ويسكن فى منزل جميل على شارع النيل... واتذكر عام 1963 حين قدمت لحفلفا من قريتى لاجراء عملية الختان فى مستشفى حلفا.. وبعدها جالت بخاطرى ايام المأساة الرحيل.. والغرق المرحلى وبيوت الخشب ومطاردة البحيرة للسكان والرحيل المستمر والمعاناة واتذكر المعونات الاجنبية لبن البدرة والجبنة المعلبة ماركت كرافت.. والذبيب... وكانت طيلة سنوات الرحيل القاسى شاهد عيان .. حين انقطع الطريق بين عبرى وحلفا واجبرنا للسفر الى محطة نمرة 6 الصحراوية.. واخيرا فتح الطريق الذى سمى بطريق الموت والساعات الطوال.. بين حلفا واكتيرى التى كانت تئن فيه العربات البدفورد (السفنجة) وتقطع المسافة التى لا تتعدى العشرين ميل فى اكثر من ثلاث ساعات...
كنا اكثر معاناة نحن سكان الارياف الداخلية فنتهاء عظمة حلفا كان بمثابة قطع الرأس من الجسد.. ومنها بدأت رحلة التدهور .. وحاولت عدة جهات اغراق الحضارة النوبية ومسخ الشخصية النوبية باغراق تلك المنطقة العزيزة للقلب..
طاف فى خاطرى ذكريات العمل الجاد حين كلفت باعداد دراسة اقتصادية اجتماعية وتقييم مشروع تعمير وادى حلفا مع الصديق قيس جمال واخ اقتصادى صديق اسمه عبد اللطيف العجمى.. من قبل الكفيلة للمشروع الاستاذة سعاد ابراهيم احمد...كان ذالك فى بداية الثمانينات.. وتحمسنا جميعا للقيام بهذا العمل.. وبدأت رحلت العمل بالسفر باكبريس حلفا وتم الحجز لنا فى استراحة التعمير.. وكان بها المهندس المدنى عبد القادر الزبير ممثلا لوزارة الرى للاشراف على مشروع شق القناة للمشروع الزراعى. وصل بنا اقطار محطة حلفا وكان فى استقبالنا مدير المشروع عبد المجيد... وذهبنا الى الاستراحة الجميلة التة كانت تزينها بعض من الاشجار.. واستقبلنا استقبالا رائعا.. ومكثنا اليلة الاول من العناء.. دون اى عمل.. غير التعارف بالنزلاء وهم فريق الرى.. فى الصباح وبعد تناول الافطار الفاخر.. عقدنا اجتماع لوضع خطة العمل وتقسيم الجدول.. كانت المهمة لاجراء مسح اجتماعى بملئ استمارات بحث لدراسة حالة المواطنيين ورؤياه لمستقبل المدينة والحياة تحت الظروف القاسية وعدم الاستقرار. وكان الجزء الآخر تقييم المشروع الزراعى وايجاد الاجابة على شكل الاستغلال الامثل للارض وتوزيع الحيازات.. وعلاقات الانتاج. بين المشروع والمزارعيين.. وقمنا بتعيين نخبة من الشبان من مختلف الاحياء والمربعات لملئ الستبيان وحددنا فترة اربعة ايام.. وقمنا بعقد ندوات فى الاحياء وفتح نقاش مع المواطنيين لشرح اهداف الفريق.. ولتقصى المشاكل .. كانت اجتماعات ناجحة وتجربة ثرية للفريق .. وكلنا كنا حديثى التخرج وكانت اول مهمة ميدانية .. وكانت هذه الندوات تعقد فى كل حى مساءا.. ويتم تسجيل النقاش ونحاول بعد اللقاء الجلوس سويا لتحليل الآراء.. اما بخصوص المشروع الزراعى، قمنا بتسجيل زيارة سريعة لمكتب التعمير وتعرفنا للطاقم الادارى وعرفنا مهمتنا ، وتم اعتماد مكتب ومجموعة من الموظفين لمساعدتنا فى المهمة لتقييم اداء المشروع اقتصاديا وفنيا... وبدأنا بجانب الرى فلقد تم صرف مبلغ 2 مليون جنيه لاقامة الجدول الرئيسى الذى يبلغ طوله من المضرب حوالى الثلاث كيلومترات .. ووجدنا ان هنالك مشكلة فنية تتلخص فى عدم ثبات المضرب لتغيير مستوى البحيرة باستمرار.. وعدم معرفة الكنتور الثابت للبحيرة فكان الكنتور المقترح هو 176 ولكن الجانب المصرى لم يلتزم بذلك فاصبحت البحيرة فى حركة دائمة بين الجزر والمد تبلغ احيانا اكثر من كليومترات مما كان يعرض المدينة للعطش تلك المدينة التى اغرقتها المياه كانت تعانى من العطش كما ذكرها المبدع مكى.. فى ملحمة كجبار... المشكلة الثانية التى تقابل الرى مسألة طبيعة الارض الرملية وصعوبة انشاء جداول ثابته.. وفتحنا حوار علمى مع السيد المدير المقيم للرى.. حول الاخطاء الفنية التى تجابه المشروع.. ولكن كعهد السودانيين والتعصب المهنى القبلى رفض السيد المهندس الملاحظات.. فقررنا بعقد تجربة عملية فى الاستراحة.. طلبنا من الغفير بعدم رى الاشجار لمدة ثلاث ايام.. كانت النتيجة زبول الاشجار.. وتعرض الارض الرملية لجفاف وتماسك التربة وتصلبها.. قمنا بشرح ذلك للمهندس المقييم.. عن خصائص التربة الرملية وصعوبة ليها بالطرق التقليدة واسباب فشل المشروع رغما للاموال الطائلة التى صرفت.. فعجزت الطلمبات من ايصال المياه للارض الزراعية..وتعرض المشروع للفشل من قبل ان يبدأ.. قررنا لتسجيل زيارة ميدانية فى احدى القرى المصرية الحدودية للوقوف على التجربة الزراعية.. القرية تبعد على بعد 60 كيلو متر شمال حلفا .. وبها مشروع زراعى يقوم على الرى المحورى.. كان معنا مدير المشروع والمهندس وثلاثنا مع السائق فى عربة المشروع الاندروفر الاستيشن.. وقطعنا الرحلة فى حوالى الساعة ونصف.. ومكثنا فى المشروع حوالى 4 ساعات.. تبلغ مساحة المشروع حوالى 800 فدان يقوم بلاشراف عليها فنى زراعى وسائق جرار وكهرباى لتشغيل الطلمبات الزراعية.. بالمشروح محطة ارواء محولية بطريقة دائرية تسقى كل المساحة بنتظام فى فترات .. يقوم الفنى الاشراف الكامل للمشروع الذى يمد القرى المجاورة بكل المحاصيل الغائية.. لا توجد مشاكل فى الرى او الزراعة.. وقمنا بتقييم تكلفة المشروع فنيا واقتصاديا.. ووجد الفريق ان تكلفة شق القنوات التى بلغت حوالى 2 مليون جنيه كانت تغطى تكلفة انشاء محطة محورية محمولة على سقالة متحركة او فى منطقة اكثر استقرارا.. وكان لمثل هذا المشروع العمل لتوفير الغذاء لاهل المدينة على مدار السنة.. وقمنا بتقديم التوصيات الفنية للجنة المشروع.. وقضينا اسبوعين جمعنا الاستمارات.. واعددنا الدراسة الفنية والاقتصادية والاجتماعية وتم تسليمها للجهة المستفيدة.
B]
10-03-2006, 11:52 PM
sharnobi sharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414
خلاصة الامر هو الدخول فى تحليل لمحاولات التعمير.. خلاصة الامر يمكن ان احددها وفق خبرتى المتواضعة.. الحماس الغير مدعوم بدراسات جادة.. كان السيد عباس مدير مدير الرى.. وقرر مساعدة قيام مشروع التعمير.. وفق الخبرة المتراكمة لفنى ومهندسى الرى فى الاراضى الطينية السوداء فى اواسط السودان.. فقد نقلت التجربة بمنظور هندسى بحت دون الاخذ لعوامل فنية تتعلق بدارسة خواص التربية والعلاقات المائية.. لقد تقرر انشاء المشروع فى سهل رملى طينى خفيف على سهول خور موسى باشا.. ولم تتم دراسة متكاملة لشكل الادارة الزراعية وعلاقات الانتاج وتوزيع الحيازات.. كانت نتيجة الاستمارات والندوات تظهر ميل المواطنيين لامتلاك الارض وفق الارث القديم . وبنفس خارطة الملكية اى ان توزع الارض لمواطنى مدينة حلفا القديمة فقط.. وكان ذلك بداية اشكالية حيث ان المرحليين من قرى صرص وسمنة هم يشكلون الغالبية السكانية وهم اكثر الناس استعداد للعمل الزراعى.. عن رصفائهم النقديين الذين كانوا يمتهنون مهن اخرى.. وكانت رغبة الغالبية زراعة النخيل.... كل هذه العوامل لم يتم دراستها عتد بداية المشروع مما جعل المشروع عبء اقتصادى كان مصيره الفشل. واكتفى بهذا القدر من الحلم الصاحى.. فى سرد تجربة واحدة.. يمكن اتخذها مثال فى مواقع لاحقة .. غلبنى النوم فمر على خاطر منامى بداية الحلم الجميل ، فقررت ان اؤجر ذورق يعمل بمحرك (رفاص) ، لكى اسافر عبر بحيرة النوبة جنوبا الى منطقة السكوت.. نهاية مدى الحلم فى المرحلة الاولى . سمعت طرق خفيف على الباب ( يا استاذ انت نايم لسه) (مسكا فيونا انجتى) كان صوت صديقى الجديد.. قمت على عجل رددت التحية باجمل منها بلغة نوبية رصينة ملحنة بعبق الصباح والنسمات الباردة طلبت منه الانتظار لحين اتجهز.. فعلا حملت بشكيرى وادوات الصحة.. وذهبت للحمام.. واخذت بضعت دقائق.. ثم رجعت للغرفة وارتديت ملابسى وتجهزت للخروج لمقابلة صديقى.. ودعانى للفطور وكان المطعم الملحق بالفندق يعمل فى تقديم خدمات الفطور.. فجلسنا فى المكتب حيث احضر الجرسون الفطور.. وكان ايضا من السمك والفول.. وعيش البصاولة المنتفخ.. وبعد وجبة الفطور جلسنا فى ضل الضحوية امام الفندق وشربنا الشاى.. وقمت بشرح مهمتى ورغبتى فى ايجار رفاص جيد للسفر عبر البحيرة جنوبا لاعداد مسح اول للمنطقة... رحب بالفكرة وعدد لى عدة خيارات واسماء من يمتلكون رفاصات جيدة.. وقمنا بجولة وتم ختيار رفاص سفرى شكله جميل وفيه غرفة وسطح.. وتم الاتفاق لايجار الرفاص مع السائق.. وشرح لى برجل يعرف البحيرة والمواقع.. وقررنا ببداية الرحلة بعد يومين ليتم تجهيز الرفاص ومراجعته مكانيكا.. واعدا الزوادة.. وقررت فى الفترة ما قبل السفر ان اسجل بعض الزيارات للاهل والاصدقاء.. واداء الواجب فى العزاء .. وكانت لحظات عامرة .. قابلت فيها افراد اسرتى المقييمين بحلفا.. واصدقاء الدراسة.. وقضيت بينهم ايام حافلة بالعزمات والترحاب.. الى ان حل يوم الرحيل.. قمنا بذيارة لمكتب الامن لاستخراج تصديق للرحلة ووكلت السائق الذى طلب منى ان اقدم تسهيلات للضابط لتسهيل المهمة.. وفعل اعطيته ما طلب.. وقمنا بشراء الاحتياجات الضرورية.. من زوادة.. وبترول يكفى للرحلة.. وتوجهنا لمرابط المراكب على حافة خور موسى باشا. وبدأت الرحلة.. كان دليلى رجل ناهز السبعين من عمرة قصير القامة حاد النظرات ذا حاجب كثيف وهنالك شلختان لا تراها مع تجاعيد الوجهه.. كان صامتا يستمع لى المهام التى ارغب ان اتعرف عليها.. ووجت الرجل اكثر تفهما.. ودراية.. نصبت كمرات الفديو على اعلى منصة الرفاص.. وكذلك وحدة الطاقة الشمسية لمدها بالكهرباء.. وجلست على كرسة فوق سطح الرفاص تداعبنى نسمات البحيرة الباردة.. واتجهنا غربا لشاطى ارقين.. كانت اول محطة...[/
الصفحة الأولى> محطات 02:01 آخــر تحديــــث 2006-10-06
35 مليون يورو تبحث عن فائز
اشتعلت حمى الفوز بأكبر جائزة في تاريخ يانصيب ألمانيا وبلغت ذروتها بعد فشل المراهنين في الحصول عليها حيث جاءت نتيجة السحب على الجائزة الكبرى الذي أجري أمس الأول مخيبة لآمال الكثير من المراهنين الذين طالما راودهم حلم الفوز بجائزة تفوق الخيال.
وكشف السحب عن عدم تسجيل أي من المراهنين الارقام الستة الصحيحة وبذلك لم تحمل أية ورقة يانصيب رقم الحظ الفائز بجائزة الاحلام في الوقت الذي ربح فيه ستة مراهنين أكثر من 500 ألف يورو.
ووفقا للتوقعات الاولية امس قد تصل الجائزة إلى 35،2 مليون يورو يوم السبت المقبل في أعلى معدل صعود لها وسط تعطش الكثيرين للفوز بها.
تجدر الاشارة إلى أن هذه المسابقة يجرى السحب عليها مرتين أسبوعيا في يومي السبت والاربعاء من قبل اتحاد شركات اليانصيب للولايات الالمانية.
وكانت أضخم جائزة في تاريخ اليانصيب في ألمانيا مدعاة لتزاحم المواطنين على مكاتب شراء أوراق اليانصيب مما أدى إلى نفاد الاوراق في بعض الحالات.
وبلغ أكبر ربح حتى الآن في هذه المسابقات 26،7 مليون يورو عام 2004.
الصفحة الأولى> محطات 02:01 آخــر تحديــــث 2006-10-06
حلمت بأرقام اليانصيب ففازت به
فازت امرأة في الخامسة والثمانين من عمرها بمبلغ 16 مليون دولار في اليانصيب بعد أن حلمت بورقة لوتو وشيكاً يحمل رقماً كبيراً.
وقالت ماري وولنز من مدينة أيتوبيكوكي لصحيفة “تورونتو ستار”: إنها استيقظت من نومها الجمعة الماضي وفكّرت أنه يجب عليها شراء تذكرة لوتو إضافية. وعادت وولنز إلى المحل الذي سبق لها أن ابتاعت منه ثلاث تذاكر واشترت تذكرة إضافية للسحب الذي سيقام في اليوم التالي ويحمل الأرقام نفسها ،1 ،10 ،18 ،24 31 و46.
ولدى إجراء السحب مساء السبت الماضي، كان نصيب التذاكر الأربعة التي تحملها وولنز مبلغ 16 مليون دولار أي ثلثي المبلغ المتراكم والبالغ 24 مليون دولار.
10-09-2006, 09:01 PM
sharnobi sharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414
كان الوقت صباح يوم هادئ الرياح وكانت اشعة الشمس فى ذلك المناخ الصحراوى تسرع لتؤثر على الطبيعة بحرارتها ، وتنعكس كالسطح من الفضة على سطح مياه البحيرة، ولولا التيارات الهوائية المتقطعة والتى تغازل سطح البحيرة الساكنة وتحدث تجاعيد رقيقة تغير من لون السطح الى لون اقرب الى الخدرة لحسبت باننا فى مياه راكضة لاحراك بها. وكعادة المراكبية بدأ عم صالح الرحلة بالغناء للنهر ، وكان يردد معاتبا لهذا النيل الذى ابتلع ارضه وهجر اهله وابتلع نخله... كان يجلس على كبينة القيادة الصغيرة وامامه علبة القمشة ، وبدأنا على مقربة من شاطئ ارقين حيث التلال الرملية تحد البحيرة وشجيرات متناثرة .. ورسى الرفاص على الشاطئ الرملى.. ونزلنا من الرفاص احمل كاميرة الفيديو لاوثق الاراضى الفسيحة التى كنت اسمع عنها.. جال فى خاطرى اواخر عهد سلطة مايو.. استغلت بعض الفئات المنسوبة للاتحاد الاشتراكى من ابناء حلفا سلطاتها وقامت بتوزيع اراضى ارقين وتسجيلها ... وحين شرعنا بمغادرة الرفاص نبهنى عم صالح بان المنطقة ملئية بالعقارب والثعابين.. وتحركنا صوب الغرب اتحقق من المساحات الكبيرة الصالحة للاستثمار الزراعى. كانت امام خاطرى تجول صور للمستقبل اشجار النخيل الباسقة وحقول القمح .. والمستعمرات الاستطانية التى تتخلل المزارع.. ومحطات ضخ المياه الكبيرة التى تضخ المياه لوحات الرى الشبكى الكبير التى تتحرك على دوائر كبيرة، ذكرتنى تلك الحقول الخضراء التى كنت اراقبها من الطائرة فى صحراء كلفورنيا.. كان الحلم يتمدد والرجوع الطوعى للاهالى حلفا والقرى المجاورة والمدارس النوبية المنتشرة وخطوط شبكة المواصلات الداخلية، ومصانع تعبئة الحاصلات الزراعية.. والرخاء الذى يمكن ان يحل بالانسان النوبى.. كانت كلها تخيلات تمتد على مدى تلك الاراضى المسطحة غربا فى صحراء توشكى.. ولولا صوت عم صالح الذى عمق الذكرى بحكاويه عن ماضى تلك البقعة ارقين لتمدد الخيال الجميل فى تفاصيل اكثر... قررنا الرجوع الى الرفاص ومواصلة الرحلةجنوبا
10-15-2006, 11:40 PM
Sayed Bekab Sayed Bekab
تاريخ التسجيل: 09-21-2006
مجموع المشاركات: 1543
Quote: فى خلفية ذهنى المتعب بالاوهام والاحلام المثقلة، مازال حلم الفوز باللتورى حي متقد، لحظة ان داهمتنى سنة، واطلت بكل تفاصيلها وهم الفوز، وارتخت الاحاسيس حول النتيجة والتى وجدت لها مبررات كثيرة باحتمال محقق بالفوز؛
يا أيها الأمير النوبي
يا ريت التمر يشيل كل تلات اشهر
كان أكسيك در
مثلك نحن ومثل عبد الرحيم نحلم للوطن نتمنى على الطبيعة أن تغير منحاها
ولم نستوي في نعل وثوب أم الحسن وليس لدينا نية لزيارة النقلتي والترزي القريب
لكن الكجر سايق في معيته القدر وراجيانا عجلات القطر
وصح الحلم سلام ما يغشانا شر
10-25-2006, 10:22 PM
sharnobi sharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414
ابحرنا جنوبا كان فى خيالى رحلة الباخرة الثريا التى اود عنها السيد حسن دفع اللهة فى كتابه عن هجرة النوبيين فى الفصل الثامن (رحلة الثريا التاريخية فةق الشلالات). ساسرد بعض من الفقرات وانا اترك للقارئ تفاصيل التخيل... (( لقد ابحروا على مدى نصف الساعة على المياه الهادئة، مارين بالجزء الجنوبى لمدينة حلفا وغابات النخيل فى غرية دغيم وآثار مدينة بوهين القديمة حتى وصلوا اسفل مجرى الشلال الثانى. امتدت جزر كوكي الصخرية بعيدا فى الافق مغلقة مجرى النهر من صخرة ابو صير فى الشرق وحتى قرية عبكة فى الشرق. ملأت الدفعة الاولى لفيضان نهر النيل المجارى الضيقة التى تحيط بهذه الجزر واندفعت بسرعة جنونية مسببة دوامات وضبابا منتشرا...................................................................................................................................................................................عند وصولهم الى قرية عكاشة اسرع البحارة الى قبة سيدى عكاشة، مصلين صلاة الشكر والعرفان، طالبين بركات الشيخ برحلة آمنة...))
كان احساسى معقود بتلك الذاكرة التى نمت الى من ذكريات قرأتها فى ذلك السفر... ولكن تبدلت الملامح البيحرة غطت على كل المعالم القديمة.. واتسعت.. وغمرت كل الصخور والشلالات.. لا تجد الا بعض من الجبال المغمورة والتى تبدو كجزر... ابحر الرفاص فى هدوء.. يعبر المياه الساكنة جنوبا .. وعلى مدء البصر كانت البحيرة الهادئة التى ابتلعت تاريخ امة.. وبدأت خضرة على الشاطئ الغربى بعض الشجيرات.. وبدأت الاراضى الطينية الواسعة تبدو فى الجانب الشرقى...بدأت اسجل الملاحظات واسجل المناظر والطبيعة بالكاميرا... استغرت الرحلة من حلفا الى عكاشة حوالى 10 ساعات. كانت نهاية البحيرة التى غمرت حماما ت عكاشة..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
sharnobi
abubakr
Sayed Bekab
فيصل محمد خليل
welyab
المسافر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست