|
|
 الأهرام العربي:أزمة دارفور تعبير حقيقي عن الأزمة التي يعيشها العرب من المحيط للخليج
|
سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com
الأهرام العربي:أزمة دارفور تعبير حقيقي عن الأزمة التي يعيشها العرب من المحيط للخليج
الخرطـــوم:PNN:عبد الناصــر الضـــوي
قالت مجلة الاهرام العربي المصرية أن أزمة دار فور السودانية تعبير حقيقي عن الأزمة التي يعيشها العرب من المحيط إلي الخليج, ليس لكونهم لا يروا أبعد من أنوفهم في عالم ملئ بجميع المتناقضات فقط, ولكن لأنهم مازالوا يصرون علي المرور بنفس التجارب الواحدة تلو الأخري دون أن يكون لهم رصيد من عظة, أو وقفة تأمل أو للنقد للذات يمكنهم من تجنب ماقد يحدث من أخطاء.
واكدت المجلة في مقال مطول بقلم الكاتب ناصر العبدلي انه ربما يقول البعض أن مايحدث في دارفور ليس جديدا, خاصة وأن ذلك الإقليم احتضن ومازال أكثر من%90 من الصراعات القبلية في السودان, ويشهد إدخال كميات كبيرة من السلاح بهدف مواجهة حركة التمرد الجنوبية أو التدخل في تشاد علي اعتبار أن جميع الانقلابات التي شهدها ذلك البلد الإفريقي صنعت في دارفور, ولكن تلك لا يمكن تصنيفها إلا في خانة النتائج, في حين أن الأمر يتطلب منا البحث في المكان الصحيح أولا.
ورغم أن هواة الحل السهل يحبذون إضافة مثل هذه القضية إلي سلسلة المؤامرات التي تواجهها الأمة العربية وربما الإسلامية منذ الحروب الصليبيبة وحتي اليوم, لكن الحقيقة المرة هي أن الأزمة ليست كذلك, كما أنها ليست أمرا خاصا بالسودان وحدها بل في كل بقعة من بقع العالم العربي يوجد دارفور أخري.
إن الأزمة التي تمر بها الأمة هي أزمة ثقافية في المقام الأول, وكل مانراه علي الأرض نتائج لها, ومن مؤشرات تلك الأزمة عجزنا حتي اليوم عن إقامة الدولة الحديثة التي تستند في قيامها علي المواطنة الحقة دون تمييز لطائفة أو مذهب أو قبيلة, وعجزنا عن إعادة النظر في كل المفاهيم التي تربطنا بالأرض من ناحية وتربطنا بالبشر من ناحية أخري, فنحن حين نرفض أن نستمع إلي مطالب الآخرين وطموحاتهم, فأن النتيجة بلا شك ما حدث في دارفور, وسبق أن حدث في كردستان العراق, وربما يحدث في مناطق أخري مثل سوريا والجزائر, حيث توجد قوميات أخري غيرنا لها مطالب وطموحات, حتي وإن كنا نلتقي معها في الدين, ونعجز عن الاستجابة لها, وربما نعاقب أصحابها, ويأتينا بعدها التدخل الخارجي.
إن السودان بلد يضم في جنباته تنوعات مدهشة تطال اللسان والعرق والدين والثقافة والمناخ, ومثل هذه التنوعات لو كانت في بلد صحيح ثقافيا لأمكن أن تكون دليل عافية له, ولكنها في بلد مصاب مصاب الرأي الواحد ستتحول مع مرور الزمن إلي كابوس لن يبدأ في السودان ولن يتوقف فيه, بل سيمتد إلي كل مكان.
لقد اعتقدت الحكومة السودانية وهي بنت الثقافة العربية الأزمة أن تجنيد القبائل العربية ضد الآخرين سيحل المشكلة ولكن المشكلة تفاقمت بعد أن قام الآخرون القبائل الزنجية بالاستنجاد كل بمكوناته في الدول المحاذية للسودان, وهنا حلت الكارثة حيث تدفق الرجال والسلاح لتتحول دارفور إلي ساحة لتنفيس كل الأحقاد المتراكمة عبر السنين وليدفع السودان الثمن كاملا, ويبدو أن الحكومة التي مازالت تكابر بأنها تملك كل مفاتيح الأزمة ستضطر في نهاية الأمر الاعتراف بالأمر علي أنه كارثة.. وربما ترحل ليبدأ فصل جديد من فصول المأساة العربية في كل مكان وهو العجز عن إقامة الدولة الحديثة والتشبث بدلا من ذلك بفكرة مركزية كل شئ.. حتي الدولة.
[email protected]
|
|
 
|
|
|
|
Mohamed Suleiman
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست