|
للنهوض بالوطن (7) مستنقع الاعلام
|
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
في اعتقادي ان الفترة الزاهرة للاعلام السوداني هي الفترة ما بين ثورة 1924 والاستقلال حيث كانت الاقلام والرؤى تمتاز بقدر التفكير الجمعي ولم يشذ عن هذا النحو الا واحدا وقد كان معروفا لدى الناس فكتب عنه خليل فرح ( كلبي يا جمجوم اصله خاين)
عدا ذلك كانت الاقلام والاذاعة تعيش حالة من التناغم مع المجتمع وما ان اتى الاستقلال الا وبدأت تبرز التطلعات والطموحات الحزبية والفردية وهي حق مشروع استعمل اسلوبا خاطئ حتى اتى الحكم العسكري الاول وبدأ توجيه الاعلام للدولة، حتى اتت الديمقراطية الثانية وعاد الاعلام ببعض عافية، وان طغى عليه التناحر الحزبي ولكنه كان يمتاز ببراءة ساذجة وتوجيه تغلب عليه العصبية العاطفية 0طائفية كانت او جهوية.. الخ) وحينما اتت مايو اتت بكل امراض الشمولية فظهر كتاب الدولة واصبح للقلم ثمن مادي ، ومن الغرائب ان كل الاعلاميين يصنفون انفسهم بانهم وطنيين شرفاء ومن يعارضونهم خونة وعملاء ان الالة الاعلامية في اواخرعهد مايو كانت تضج بالانتهازيين ومغتالي الشخصيات اما فترة الانتقالية فكانت هي نهاية الاعلام السوداني حيث كثرة ورق دونما رسالة بل ان الجبهة الاسلامية استغلت نفوذها المالي وسيطرت على مساحة كبيرة من الاعلام المقروء بالاضافة الى كوادرها في الاعلام المسموع والمرئي ( فقه التقية) فكان اعلامها موجه لجعل المجتمع انه يعيش في فوضى وعدم امن توطئة لتغيير قادم وقد اصابو النجاح واذا افترضنا ان هناك من الاعلاميين من يكتب حبا في الوطن ولكنه يكتب من وجهة نظره تاييدا لافكاره معارضة او مؤيدة لمن يحكم وفي الحالتين نفتقر للمساحة المشتركة للتحاور بل بالعكس يزداد التنافر وتتمكن العصبية اكثر. والدليل على ذلك كثرة الصحف في السودان وكل صحيفة لو جمعت موادها لا تسوى صفيحات في ما كينة صناعة الاعلام العالمي. وكان سبق ان تحدثت مع الاستاذة آمال عباس في هذا الشئ وكان راي ببساطة في وطن لا يملك الفرد فيهثمن وجبة كيف له ان يشتر صحيفتين، وهذا ما مفعلته الانقاذ بوعي او غير ،وعي تم تشتيت دهن القارئ ان صناعة الاعلام تعتمد على العائد من الاعلانوفي قطر محدود الانتاج بالتالي الاعلان محدود وعندما يغيب الاعلان عن الصحيفة تكون قد فقدت اهم مورد مالي ، لذا الصحف عندنا مازالت تتبع نفس منهج الصحف الحائطية في الامدارس او اركان النقاش الجامعية ( جعجعة عالي دونما طحين) الاعلام صناعة فائقة الدقة والحساسية التعامل معها لابد ان يتم باحترافية عالية وحرية مسؤلة تهتم بمصالح المجتمع العليا لان استمراريتها تنبع من تقدم ورفاه المجتمع، ونلاحظ في المجتمعات المتقدمة ان االحكومات تخاف من الاعلام ولكن عندنا الاعلام يخاف من الحكومة!!! لانه يقتات من فتات ما تمده به من اعلانات ، لعدم وجود مؤسسات اقتصادية كبيرة تستدعي اعلانات تجارية وخير مثال لذلك صحيفة الخرطوم حينما كانت خارج السودان كانت شكل وحينما اصبحت تصدر من الخرطوم تغير طابعها وكثير غيرها His Master Voice والان اصبح الفضاء كله مستباحا اعلاميا فماذا نحن فاعلون؟
|
|
|
|
|
|