"امتلك قدرة فول.. وعيش ملك زمانك".. عبارة بدأ بها إبراهيم الشرقاوي -ليسانس آداب 25 عاما - حديثه لإسلام أون لاين فيقول: قبل تخرجي في الكلية جاءتني فكرة عمل ساندويتشات فول مدمس لأهل الحي الذي أقيم فيه.. كانت فكرة مجنونة رفضها زملائي وأهلي في البداية، خاصة مع انتشار محلات الفول والفلافل حولنا، إلا أنني قررت خوض التجربة خاصة أنها غير مكلفة، وبالفعل استعنت بوالدتي باعتبارها "ست بيت" تجيد طهي الفول وتجهيزه وقمت بشراء "قدرة فول" متوسطة الحجم تسع من 8 - 10 كجم تكلفت وقتها 15 جنيها "الدولار = 5.7 جنيهات"، واشتريت 5 كجم فولا بلديا بـ15 جنيها أخرى وبعض لوازم الساندويتشات مثل الخبز والزيت الحار (زيت بذرة الكتان) والخضراوات لعمل السلطة والمخللات.
بمعنى آخر: إن تكلفة المشروع لم تتعد 50 جنيها وعلى منضدة خشب أمام بيتي بدأت العمل، ووقف أصدقائي حولي يساعدوني في شراء الخبز وعمل السلطة وتغليف الساندويتشات، وفي نهاية اليوم وجدت معي 90 جنيها حصيلة عمل 5 ساعات.. وجرت عجلة العمل وقمت بعد ذلك بتصميم عربة فول كلفتني 800 جنيه، وحولها عدد من الكراسي والمناضد، وذاع صيتي في المنطقة ووسعت نشاطي فلم أعد أكتفي بعمل ساندويتشات الفول فقط، بل أضفت عليها ساندويتشات الفلافل والبيض والجبنة.
ويضيف الشرقاوي بعد أكثر من 5 سنوات في هذه المهنة زاد دخلي وزادت خبرتي وأتقنت الصنعة وتعلمت أسرارا كثيرة في هذه المهنة، ولم يمر بخاطري بعد التخرج البحث عن عمل آخر يناسب مؤهلي الجامعي، بل أسعى الفترة القادمة لتوسيع نشاطي ومضاعفة كمية الفول ليتضاعف الربح أكثر فأكثر.
ربح 300%
وعن ربحية هذا المشروع يقول الشرقاوي: مشروع بيع الفول المدمس أو ساندويتشات الفول مشروع مربح أكثر من 300%، فقدرة الفول التي بها 10 كجم فول بلدي سعر 4 جنيهات للكيلو بعد تجهيز الفول، وإضافة السلطات والمخللات وبيعها كساندويتشات أو أطباق فول يصل ربحها أكثر من 150 جنيها قد تزيد أو تقل حسب ظروف العمل ومدى إقبال الناس على الشراء.
فهناك أوقات معينة يكثر فيها الطلب على الساندويتشات مثل فترة الصباح من الساعة السابعة حتى الواحدة ظهرا، خاصة فترة الدراسة ويتضاعف الطلب يوم الجمعة وفترة المساء من الساعة السابعة حتى الثانية عشرة بعد منتصف الليل.
ويعتبر شهر رمضان موسما خاصا يزداد فيه العمل، ومن ثَم نضاعف كمية الفول التي نقوم بتجهيزها فإذا كانت في الأيام العادية قدرة واحدة 10 كجم فإنه لا بد من عمل قدرتين كل ليلة في رمضان.
وعن فكرة تأجير محل أو مشروع مطعم أجاب قائلا: "أنا كدة ملك زماني، لا ضرائب، ولا كهرباء، ولا فواتير مياه وعمال وتأمينات.. لماذا أشتري لنفسي وجع الدماغ؟، ولكن ما أفكر فيه هو تجهيز عربة فول أخرى بجانب إحدى المدارس يعمل بها عامل بالأجر اليومي".
"قدرة الفول" أنقذت أبنائي
فول مدمس (مصري)
تجربة أخرى تحكيها أم سعيد -39 سنة- فتقول: بعد وفاة زوجي لم أجد العمل المناسب لظروفي فأنا سيدة منتقبة ولدي أطفال لا أريد الابتعاد عنهم، ونصحني أحد الجيران بقدرة فول أبيعها بجوار محله لعل الله يرسل من خلالها رزقي ورزق أولادي، وبالفعل كانت هذه القدرة فاتحة خير علي وتطور الأمر فأصبحت أبيع 3 في اليوم بعد أن ذاع صيتي، وتصل إلى 5 في شهر رمضان.
وتحدد أم سعيد خطوات نجاح واستمرار المشروع في اختيار الفول الجيد وهو الفول البلدي (سعر 4 جنيهات) فهو أفضل من الفول المستورد (2 - 3.5 جنيهات)، يلي ذلك نقع الفول أكثر من 5 ساعات في المياه العادية وهي مرحلة هامة لزيادة نسبة الحديد والمعادن في الفول وسهولة طهيه، ثم الطهي على نار هادئة من 8 - 12 ساعة حسب كمية الفول، ويجب ألا نفتح الغطاء كثيرا ومدة طويلة حتى يكتسب لونه الكهرماني.. كذلك يفضل عدم إضافة عدس أو قمح على الفول أثناء طهيه، فإذا كانت هذه الطريقة تزيد الكمية، وبالتالي يزيد الربح فإنها تقلل من جودة الفول وطعمه.
وبالنسبة لمواصفات البائع لا بد أن يهتم بنظافته الشخصية ونظافة الأدوات التي يستخدمها والمكان من حوله، واللباقة وحسن الكلام مع زبائنه حتى يكسب ودهم وارتباطهم به.
بيزنس الباعة الجائلين
وعن حجم هذا البيزنس في مصر يقول الخبير الاقتصادي د. مختار الشريف: لا توجد إحصائيات دقيقة عنه، ولكنه يتعدى مئات الملايين، فهناك مكامر تقوم بإعداد الفول بطريقة التكمير أو الدفن في الرمال والرماد بعد حرق القمامة توفيرا للغاز أو الجاز، تنتج الواحدة منها ما لا يقل عن ألف قدرة فول يوميا، وعادة ما يتعامل معها الباعة الجائلون الذين يمثلون أكثر من 80% من حجم هذا البيزنس.
ويؤكد د. شريف أن معدل استهلاكنا للفول يزداد عاما بعد عام، حيث تتراوح نسبة الاكتفاء الذاتي منه ما بين 75 - 85%، وهناك دول أجنبية تزرع الفول خصيصا لمصر وتصدره إلينا، وبالتالي تتحكم في أسعار تصديره كواحد من المحاصيل الاستيرادية الهامة لمصر بعد أن كان سلعة تصديرية وبها اكتفاء ذاتي 100%، لكن هذه الدول ومنها الصين نجحت في بناء قاعدة استيراد قوية لها في مصر، ساعدها في ذلك وكلاء يمدونها بالتقارير والمعلومات عن حاجة السوق وأحوال الأسعار والمواصفات المطلوبة في الفول لإنتاج محصول مشابه للفول البلدي، وتأتي أستراليا والولايات المتحدة الأمريكية على رأس الدول المصدرة للفول إلى مصر، تليها فرنسا وإنجلترا والصين والبرازيل.
ويزداد معدل استهلاك الدول النامية ومنها مصر للفول بصفة خاصة والبقوليات بصفة عامة، كتعويض عن البروتين الحيواني بالبروتين النباتي، خاصة أنه منخفض السعر ويناسب أكبر شريحة في المجتمع، كما تجذب نسبة الربح المرتفعة من بيع الفول المدمس الكثير من الباعة الجائلين للعمل في هذا القطاع غير الرسمي، ومن ثَم يؤثر هذا البيزنس على الاقتصاد المصري من حيث توفير فرص عمل للملايين، خاصة أنه يلازمه تنشيط الحركة في مهن أخرى مثل بيع المخللات والخبز وبيع الخضراوات الطازجة لعمل السلطات.. وتشجعه الدولة من خلال دعمها للفول وحرصها على عدم ارتفاع سعره؛ لأنه يوفر الطعام المغذي لأغلبية الشعب المصري باختلاف طبقاته.
Quote: وعن فكرة تأجير محل أو مشروع مطعم أجاب قائلا: "أنا كدة ملك زماني، لا ضرائب، ولا كهرباء، ولا فواتير مياه وعمال وتأمينات.. لماذا أشتري لنفسي وجع الدماغ؟، ولكن ما أفكر فيه هو تجهيز عربة فول أخرى بجانب إحدى المدارس يعمل بها عامل بالأجر اليومي".
التجارة شطارة
09-26-2006, 05:33 PM
mulhim mulhim
تاريخ التسجيل: 04-11-2002
مجموع المشاركات: 491
Quote: قدرة الفول دي قالوا ليك عايزة بل للفول من 5 - 8 ساعات وطهي ل 12 ساعة دي شغالانة طويلة جداً
نلقا ليها وقت من وين؟
لكن مع كدا الفكرة حلوة
تشارك؟؟
الاخ فرانكلى..تحياتى فكرة المشاركة حلوة .. انا موافق وقصة بل الفول وطهية دى سيبها لى بلقا ليها الوقت.. وبزنس كويس مع رمضان ..واخير من فول العلب(شتورة و غيره) تنقصنا اذا تكملة العقود القانونية للتشاركية(يمكن ان نضيف شلة المسلمين) ومكان وكيفية وموعد بداية التنفيذ ودم بلف خير..وفى حفظ المولى
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Frankly
mulhim
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست