|
|
 القس الفرنسي ميشيل لولونج : لو كنت البابا..لاعتذرت للمسلمين
|
قس فرنسي: لو كنت البابا..لاعتذرت للمسلمين
باريس- هادي يحمد- إسلام أون لاين.نت
بابا الفاتيكان
اعتبر قس فرنسي شهير أن بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر لا يملك معرفة كافية بالإسلام، وأنه لو كان في منصب البابا لاعتذر للمسلمين عن التعليقات المسيئة للإسلام التي وردت في محاضرته الأسبوع الماضي.
وفي لقاء خاص مع إسلام أون لاين.نت قال القس "ميشيل لولونج"، المعروف بقربه من الأوساط الإسلامية: "لو كنت مكان البابا -الذي أحترمه- فإني سأعتذر للمسلمين"، واستدرك مضيفا: "غير أني لن أفعل ذلك؛ لأني لا أجرؤ على قول ما قاله بسبب معرفتي بالإسلام والمسلمين".
وأضاف القس الفرنسي: "لا يملك البابا معرفة كافية بالإسلام تؤهله لأن يطلق أحكاما أكثر علمية على الإسلام والمسلمين، كما لم يتسن له أن التقى بمسئولين أو علماء مسلمين".
وأعرب لولونج عن اعتقاده بأن الجدل الذي أثارته تصريحات البابا ربما يكون له أبعاد "إيجابية" تتمثل في دفع بنديكت السادس عشر لإجراء مزيد من البحث حول الإسلام، وبالتالي تتسع مداركه عن المسلمين وثقافتهم وتاريخهم مستقبلا.
وقال: "ما حدث يمكن أن يكون فرصة للقيام بذلك، وأعتقد أن زيارة البابا المقبلة لتركيا والمقررة في نوفمبر المقبل ستتيح له ذلك، وستكون فرصة للانفتاح على المسلمين في هذا المجال".
وفي هذا السياق، كشف القس الفرنسي عن قيامه بإجراء اتصالات مع شخصيات مسلمة بارزة وأئمة معروفين في العالم العربي والإسلامي لإفساح المجال أمام بابا الفاتيكان لمقابلتها، والحديث إليها خلال لقاءات مباشرة.
إشكالية سوء الفهم
وبالرغم من انتقاده للبابا، فإن القس الفرنسي أكد أن هناك سوء فهم؛ حيث تحدث البابا عن جميع الأديان بشكل عام، كما أن خطابه وصل مجزءا للعالم الإسلامي.
وأضاف موضحا: "وقع التركيز على الجزء المخصص عن الإسلام عن طريق النص الذي استشهد به البابا (عن الإمبراطور البيزنطي) وهو ليس كلام البابا نفسه".
غير أن القس اعترف بأن بابا الفاتيكان لم يكن موفقا في اختيار هذا الاقتباس، وقال: "اختيار النص الذي استشهد به البابا لم يكن في محله، هناك خطأ ربما يكون من أحد مستشاريه".
كما اعتبر لولونج أن اقتباس البابا لجملة (إن العقيدة تغلب العقل في الإسلام)، واستشهاده بالإمام ابن حزم جاوز الصواب، وقال: "البابا تناسى أن في الإسلام أيضا ابن رشد وابن سينا ممن وازنوا بين العقل والعقيدة".
وفيما يتعلق بمساحة النقد المتاحة أمام أتباع الكنيسة الكاثوليكية لنقد البابا بشأن الأزمة الحالية، قال لولونج: "فيما عدا المسائل الدينية المتعلقة بالنصائح والوصايا والإرشادات، فإن لأتباع الكنيسة الحق في انتقاد البابا في المسائل الاجتماعية والسياسية التي يطرحها". واستطرد: "إن البابا كغيره يخطئ ويصيب، وإنه من الواجب إرشاده وتصويبه عندما يخطئ".
من ناحية أخرى، اعتبر القس الفرنسي أن "الضجة المثارة حاليا، وإن كانت في جانب منها مفهومة، فإنها تتطلب تحمل مسئولية من الطرفين". وتابع: "وكذلك طلب الاعتذار، وإن كان مفهوما، فإن الكثير من المسيحيين في الشرق يطالبون باحترام عقيدتهم وحماية كنائسهم"، ولفت إلى أن كنائس تعرضت لهجمات في العراق حتى قبل محاضرة البابا.
البابوية والإسلام
القس ميشيل لولونج
وحول مقارنة البابا الحالي بنديكت السادس عشر بالبابا السابق جون بول الثاني عشر، والذي يقال إنه كان أكثر انفتاحا من البابا الحالي في علاقته بالإسلام، قال لولونج الذي ألف كتاب (البابا جون بول الثاني عشر والإسلام): "إن الخط العام للبابوية في علاقتها بالإسلام لم يتغير كثيرا، وإن هناك اختلافا بين البابوية السابقة والحالية في العلاقة بكيفية إدارة الحوار بين الأديان، غير أنه ليس هناك اختلاف في الجوهر في أن ما هو نافع هو التحاور وتوطيد العلاقة بين أصحاب الديانات".
ونفى ميشال لولونج أن يكون خطاب البابا في ألمانيا الذي انتقد فيه الإسلام مسايرة لموقف الإدارة الأمريكية في علاقتها بالإسلام والمسلمين، وقال: "ربما كانت الصدفة وحدها هي التي جعلت البابا يلقي كلماته التي ألقاها يوم 12-9-2006؛ أي بعد يوم فقط من الذكرى الخامسة لذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر، والتي اتخذتها الإدارة الأمريكية فرصة لخوض حربها على ما تعتبره إرهابا".
وأكد القس "أن البابا الحالي كسابقه كانا مناهضين للحرب على العراق، وكذا الأمر في موقفهما من إعطاء الحقوق كاملة للشعب الفلسطيني، وتطبيق القرارات الدولية".
وجاءت تعليقات البابا المسيئة خلال محاضرة ألقاها يوم 12-9-2006 أمام مجموعة من الأكاديميين في جامعة ريجينسبرج الألمانية، وكان محورها الخلاف التاريخي والفلسفي بين المسيحية والإسلام ونظرة الديانتين للعقل والإيمان. فخلال هذه المحاضرة استشهد بنديكت السادس عشر بحوار دار في القرن الرابع عشر بين إمبراطور بيزنطي ومثقف "فارسي" حول دور نبي الإسلام. وفي هذا الحوار قال الإمبراطور للمثقف: "أرني ما الجديد الذي جاء به محمد؟ لن تجد إلا أشياء شريرة وغير إنسانية، مثل أمره بنشر الدين الذي كان يبشر به بحد السيف". كما انتقد البابا في محاضرته مفهوم الجهاد لدى المسلمين.
وفي مواجهة تصاعد مطالب المسلمين في أنحاء العالم بتقديم بابا الفاتيكان اعتذارًا صريحًا عن تلك التصريحات، اكتفى البابا اليوم الأربعاء 20-9-2006 بتكرار الإعراب عن أسفه لكون تصريحاته "أسيء فهمها"، وتسببت في شعور المسلمين بالإساءة لعقيدتهم، كما أكد على احترامه لأتباع الإسلام.
ويتوقع أن يشهد العالم الإسلامي مظاهرات واسعة بعد صلاة الجمعة المقبلة يوم 22-9-2006، بعد أن دعا العلامة يوسف القرضاوي -رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- إلى جعل هذا اليوم يومًا لـ"الغضب السلمي" على تصريحات بابا الفاتيكان.
|
|
 
|
|
|
|
Frankly
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست