حان الآن لكل سودانى ان يصرخ فى جوف وجدانه كل يوم مع شروق الشمس وغروبها بسؤآل واحد فقط من هذة الاسئلة.... من انا؟ هل احب الى الاخرين ما احبه الى نفسى؟ هل اكره الاخرين من غير عشيرتى؟ولماذا؟هل احب و طنى؟وهل اشعر بان هناك من يكرهنى؟ وماذا قدمت للوطن و ولم آخذ منه؟ و ما ذا قدمت للعالم و اخذت منه؟؟؟حتما و دون شك سيختلف صدى الاجابات من شخص الى اخرفربما قد لا يجد البعض اجابة اصلا لهذا الدوى الحتمى...فلن يقوى الكل على مواجهة نفسه بهذا السؤال... فالتحقيق مع الذات غاية نبيلة لا يرتقيها إلا الاقوياء.الى اين يسير السودان الموشح بالجراح و الفتن؟ واى ضفاف سترسو سفنه التائهه فى بحور التباغط المتلاطمة بامواج الاحقاد؟ ومتى ستجف دموع المعاناه التى نحتت اخاديدا من القسوة على محياه؟.فهل من يلبى نداءآته المترددة فى بيداء الالم ام صم التشاحن آذان بنيه؟ ألا احد يهب لاستغاثته درئا لسقوطه الهاوية؟ألا احد ينهض لإخماد نيران العذاب فى شرايينه الضجرة؟ هل ذبلت فينا النخوة السودانية ام ماتت ونبتت مكانها النخوة الشيطانية التى تمجد المفاهيم البهيمة ؟ لماذا نحن -ومن نحن-نسير الى الوراء بإصرار عنيد ظنا منّا أن ذلك تقدماً و شطارة !! لماذا صارت عبادة اصنام الكراهية و التعالى عقيدة يومية من الباب الى الباب-اى منذ ان يخرج المرء من بيته و الى ان يعود اليه وربما يمارس البعض هذه الطقوس داخل داره ....هل يجوز لنا ان نتسآءل ما معنى ان ندرس فى مدرسة واحدة ؟ فى جامعة و احدة نستغل مركبة و احدة ونعمل فى مكتب و احد ونعيش فى حى واحد ونكون من سكان مدينة و احدة بل قل، و من بلد و احد؟ طالما لانعترف ببعض و لا نقدس كلانا و ولا يحترم كل واحد فينا الآخر بل إهترأت دواخلنا بالبغضاء ونظراتنا تشع تحدى و تعالى على كل من نعتبره ليس مثلنا –فهذه –المثلنا- كل مجموعة لديها تفسيرها الخاص بها .وتسربلت عقولنا بحبائل العنجهية و الدسائس...
مجتمعنا اليوم –ولا يجوز ان نسمية بذلك لانه لا يخضع للمفهوم العام لتعريف المجتمع –فهو عبارة عن مجموعة مجتمعات متنافرة متناحرة تتبادل فى داخلها مفاهيم وتتعامل مع المجموعات الاخرى بمفاهيم عامة افتراضية- بلغة اخرى اننا مجتمعات مقنعة بالزيف وتتجمل بمساحيق الخداع فنحن نعيش فى حفل تنكرى كبير منذ الاستقلال و حتى اليوم و سيظل كذلك مالم نستأنس الثقة فى انفسنا لمواجهةالحقيقة و خلع القناع الزائف و الا الطوفان الجراف الذى لا يعترف إلاّ بسيادة المنطق الحتمى للاشياء.
تاريخنا غارق فى الجدل فكيف لنا ان نصنع تاريخاً؟ ومعلوم ان من لا يحترم تاريخة مثل بقية الشعوب لا يمكن ان يخطو الى الامام اى خطوة لان التاريخ هو ملهم التقدم و وطاقة الاستمرارية فى الوجود الحضارى. كياننا متفطر متصدع لا نعرف من نحن ؟هويتنا متارجحة بين عروبة ناقصة و افرقة حسب الظروف .حاضرنا مبعثر بين و طنى غيور على و طنه و اناني حادب على مصلحته الخاصة و من يواليه.... و لا مستقبل لنا فى ظل هذة المعادلة المختزلة...
ان مشاكل البلد لا تحل فى مجلس امن ولا فى مائدة مفاوضات فى دول الجوار. بل داخل كل سودانى و داخل كل بيت سودانى. من هنا تنبع المشاكل فاذا اردنا ان نحلها جذريا لا بد لنا ان نجفف مستنفعاتها فى أنفسنا اولا بدءاً بالاتفاق على التاريخ الحقيقى للسودان و حسم مسالة الهوية السودانية ومن ثم الخضوع لهيكل للسطة السياسية يقود البلاد من منطلق المفاهيم المتفق عليها بناءا على التجارب العامة لممارسة السطة فى البلدان التى حققت استقرارا سياسيا نموذجيا،لابد لنا من ثقافة وطنيه عامة توطر الوجدان العام بشكل و احد كضفتى نهر واحد لا كما نحن الان وديان متفرقة كل يجرى فى اتجاه و يصب حيثما شاء!!!
انا مازلت مؤمنا بأنه لدينا القدرة و الرصيد الروحى الكافى فضلا عن الشجاعة الجسورة لمواجهة هذه المعضلة التى نحن فيها الان، فمايجرى الان على كافة الاصعدة و داخل المجتمعات السودانية وموسساتها ما هى الا حركة تتطور طبيعى فى اتجاة محدد لا تتناسب قوة مقاومته مع قوة دفعه الذاتية الهادفه الى احداث تغيرات جذرية بعيدة المدى فى قاع المفاهيم و المسلمات الماثلة الان،فكل ما يحتاجه منّا هو الدفع فى الاتجاه الصحيح لا العكس وهنا تتعاظم مسئولية كل فرد حسب موقعه و جهد تاثيره فى عملية الانتقال الى الايجابية المنشودة لتحقيق وطن كبير تذوب فيه المجموعات مفاهميا و تتلاشى بين مجتمعاته الفواصل الإفتراضية حتى تتوظف كل الطاقات لدفع الجميع نحو العمل من اجل الكل.
نحو مجتمع متناغم بهرمونية عالية تسوده القوانين ولا مكان فية لقانون المزاج و النزذوات الشخصية،نحو مجتمع يتتطور بدينامكيه إيجابية تحقق طموح اى فرد من افراده كل حسب كفآءته و جهده المخلص و كل فى مكانه المناسب لنضع السودان فى وضعه الانسب بين الامم ليتفاعل بجدارة فى المجتمع الدولى وفقا لمكانته الطبيعية، قويا، معطاءاً.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد شرف الدين عبد البارئ
wesamm
محمد شرف الدين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست