|
الأمم المتحدة لن تستطيع محاكمة عمر البشير
|
صرح السيد كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة بأن مسؤولي الحكومة السودانية سوف تتم مساءلتهم جماعيا و فرديا عن تبعات رفض قرار الأمم المتحدة. و السيد عنان لا يدري أنه لن يتمكن هو أو غيره من محاكمة البشير. السبب ببساطة هو أن القلم رفع عن المجنون في كل القوانين و الشرائع, و كل تصرفات البشير في الفترة الأخيرة تدل على أنه قد فقد السيطرة على صواميل عقله التي بدأت في الانحلال منذ فترة طويلة, حينما أدمن الرقص الجماهيري و التلاعب بأردافه الممتلئة سحتا, و قد اكتمل سقوط الصواميل قبل يومين حينما توعد الكل و كال الاتهامات يمينا و شمالا لكل شرفاء السودان و اتهمهم جميعا بالخيانة و العمالة, اتهم الكل و لم يترك فرصة لأحد, فرافضي الزيادات خونة و مارقين و الذين لم يرفضوا قرار الأمم المتحدة عملاء و جواسيس , و المتظاهرين مرجفين أساءوا استخدام الحرية التي " منحتها الثورة لهم", فالسودانيين لم تلدهم أمهاتهم أحرارا كبقية خلق الله بل عبيدا تجود عليهم الأنقاذ بنفحات من الحرية متى رضت عنهم, بشرط أن يمجدوا المانح و يسبحوا بحمده. امتدت سلسلة السلوكيات التي لا نجد لها تصنيفا الا أنها الجنون بعينه, و شملت : - صدور قرار شديد اللهجة بطرد القوات الافريقية من دارفور فورا, و نحن لا نزال نمارس الدهشة من هذا القرار الصاعق, اذا بالبشير يخاطب بعد أيام قليلة الرؤساء الأفارقة مستجديا بقاء القوات الأفريقية, و الا فان الاتحاد الافريقي يخون السودان. فالبشير يطرد القوات الافريقية و يستجديها للبقاء في نفس الوقت, فما يكون هذا ان لم يكن الجنون و الفلتان العقلي. - كثرة الحديث عن القوات الدولية و القسم بالطلاق و حالات الهياج و العويل بمناسبة و بدونها, و فقدان الرزانة التي يتطلبها المنصب, هذه كلها هترشات و مؤشرات على أنه كما نقول بالدارجة " فكت منه". - ادعائه الحرص على تطبيق شرع الله و الهتاف " شريعة سريعة ولا نموت... شريعة سريعة قبل القوت" و في نفس الوقت أقامته لأكبر بؤرة للفساد المالي و الأخلاقي الذي زكمت رائحته النتنة أنفاس كل الشعب, فساد انتشر و عشعش في رؤوس كل قبيلة الانقاذ حتى أصبح السودان رقما لا يمكن تجاوزه في عالم الفساد, و أصبحت البلاد قبلة كل مغامر و مشبوه مالى على مستوى العالم. هذا الفساد, الذي كل ما سئل عنه أنكره ببلاهة مدعيا أن دولة الشريعة لا يمكن أن تكون موطنا للفساد, فأى شئ غير الجنون يجعل رئيس دولة يرى في نفسه منقذ البشرية الذي سيسود على يده الاسلام و الطهر و العدل في كل العالم, و في نفس الوقت يحمى و يرعى الفساد الذي فاض حتى سكن عقر داره و عشيرته. - هل يمكن لشخص عاقل أن يقوم بترقية مسؤول حكومى و عسكري كبير متهم و متورط بالأدلة القاطعة في قضايا فساد صارخ و إهدار و تلاعب بأموال و موارد الدولة, تتم ترقية هذا المتهم الى أعلى رتبة عسكرية و تعيينه في أخطر منصب وزاري و جمع تبرعات قسرية له من أفواه العساكر المغلوبين على أمرهم بلغت مئات الملايين كحافز على تألقه في جلب السخط الشعبي............. انها حالة من الجنون الجامح.
خسئت أيها السالب للسلطة بليل, فشرفاء السودان ليسوا بحاجة لشهادة شرف من مجنون فاقد الأهلية.
|
|
|
|
|
|