وُُلد بمدينة الحب والجمال، في زمان كانت الحياة فيه تقبل القسمة على الجميع، والجميع يجمع بينهم قاسم مشترك واحد، مما أدى إلى تشكيل عبقرية ضيفنا العزيز كسائر أبناء المدينة في تلكم الفترة الرائعة اليانعة المترعة بالجمال والعاطفة السامية. لم ينل حظاً من التعليم كشأن العديدن من أبناء جيله الذين لم يحرصوا على هذه التجربة إما للظروف الإجتماعية أو الإقتصادية آنذاك أو لعدم الإحساس بأهمية الأمر، ولكن لوحدوية القاسم المشترك الإجتماعي وقابلية الحياة القسمة على الجميع كان الجميع يعيشون بمستوى فكري متقارب الشئ الذي يجعل من الصعب التمييز بين المتعلمين وغيرهم . ومن هنابدأت عبقرية هذا الرائع الجميل الذي بزغ نجمه وبدأ في الإئتلاق في عالم الكتابة الشعرية الرصينة، وذاع صيته على صهوة أقوى آلية إعلامية في زمانه ألا وهو الفنان الطروب إبراهيم الكاشف، الذي إستطاع وبصوته القوي الجميل أن يجعل الجميع في موقف المتأمل لهذه العبقرية الشعرية الجديدة، ذات الأسلوب المتفرد والإحساس المتجدد. حينها كانت هناك لجنة نصوص لها كل الصلاحيات في إعتماد أو إلغاء الشاعر من ساحة الكتابة الشعرية الغنائية، هذه اللجنة لم تكن تستند على أيّّ شرعية دستورية ولكنها فقط على الشرعية الإبداعية والإجتماعية التي خلقوها في وجدان الشعب السوداني الفنان. وعندما ضج الزمان والمكان بصوت الكاشف الفريد وصيت الشاعر الجديد، إتخذت اللجنة العليا للنصوص قراراً يقضي بالذهاب إلى مدينة ودمدني لأجل الوقوف على حقيقة هذا الشاعر الذي ملأ الدنيا والسمع. كانت اللجنة بقيادة الشاعر الفذ إبراهيم العبادي، وبعد التنسيق مع مجموعة من شعراء ودمدني على أمر زيارته في منزله ومن ثم إختباره بصورة فعلية.وكان أن صادف ذلك اليوم وفي واحد من أحياء هذه المدينة ذات الطابع الصوفي أن تقام ( حولية ) فأتفق الجميع على الذهاب إليها وفي الطريق سوف تتم المعاينة، وقد كان، حيث اقترح العبادي وهم في طريقهم إلى الحوليةأن يرتجل كل واحد منهم أبيات شعر في وصف هذه الحولية قبل الوصول إليها وأن يبدأ المساح، حينها شعر أنه تحت الضوء فأنشدهم قائلاًً: في الحوليه شفت سوادي وبى جوز الرمش ضاربني جو فؤادي شن تشبه بلا الظبي السكونو الوادي لاح برق السنون عبادي يالعبادي عندها ضج المكان بالطرب ورتب العبادي على كتفه بقوله ( مساح يالمساح ) ومن حينها أخذ الشارة الخضراء لسبر أغوار دروب الشعر والإبداع الذي أصبح أجمل وأهم محطاته في هذه المدينة الحبيبة بل السودان عامة.
09-11-2006, 01:05 AM
مجاهد عبد الرحمن
مجاهد عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 1190
إسمه بالكامل ... علي أحمدانه... وسوف نتطرق إلى سيرته الذاتية لاحقاً كتب العديد من القصائد والأغنيات الجميلة ذات الطابع المتميز بسعة الثقافة وجزالةالعبارة وعمق المعني والعاطفة الجامحة فكانت ... نغيم فاهك يا أم زين دواي والتي شدا بها إبراهيم الكاشف وآخرين بعده نواصل
09-11-2006, 07:55 AM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492
الفنان العزيز أخي جلال داود ( أبو جهينة ) تسلم يا غالي سأواصل حتى يشهد التاريخ أن هذا الوطن الأسمر به من العبقرية ما يثير الدهشة فالشاعر علي المساح حالة خاصة من حالات العطاء الإبداعي الجذل مما يجعله يستحق التوثيق فهو مثله مثل الكثيرين من مبدعي وطني الذين لم ينالو حظهم من التوثيق رغم إستحقاقه له بجدارة . سأواصل لأجلكم والمساح شكراً أخي الحبيب
09-18-2006, 05:46 AM
مجاهد عبد الرحمن
مجاهد عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 1190
وما كان ذلك إلا لأنه نشأ وترعرع في حي المدنيين بودمدني والتي كانت في تلك الأزمنة عبارة عن قرية صغيرة يتميز اهلها بالمحبة والمودة والترابط الذي ساد هذه البقعة حتى الان وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها إذ انها تعتبر أسرة واحدة رغم تباين الأعراق والديانات والثقافات والأخلاق لكنهم أحباب واقوى رباط بينهم هو الحب والصدق في العلاقات وإحترام الآخر بكل مكوناته. في هذا المناخ نشأ عدد كبير من مبدعي هذه المدينة من شعراء وفنانين أمثال الشبلي وعوض الجاك والكاشف ومن بينهم المساح.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة