|
|
 جماعة (الإنقاذ) وافقوا علي القرار1590 وتباكوا اليوم علي السيادة !! عرمان محمد احمد
|
جماعة (الإنقاذ) وافقوا علي القرار1590 وتباكوا اليوم علي السيادة !!
عرمان محمد احمد
مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون المنظمات الدولية كريستين سيلفربرغ،كانت واضحة وصريحة حين قالت أن موافقة الحكومة السودانية غير ضرورية لنشر قوات الأمم المتحدة في دارفور بناء علي قرار مجلس الأمن 1706،وهو تفسير صحيح للقرار الأممي، لايستدعي الإحتجاج والسباب المطرد من جماعة ( الإنقاذ الوطني ). فقد جاء في البند (1) من النسخة الإنجليزية للقرار ان مجـــلس الأمن، فيما يتعلق بنشـــــــــر قوات حــفظ الســـــــــلام، التابعة لبعثة الأمم المتحـــدة في الســـــــــودان:
(invites the consent of the Government of National Unity for this deployment )
والترجــمــة العربية للعبارة هي ان مجــلس الأمن (يدعــو الي موافقة حكومــة الوحدة الوطنية، علي هذا الإنتشار). و معلوم ان الترجـمة الحــرفية للفعل المضـارع (invite ) تعني يدعو او (يعزم) وهي في هذه الحالة (عزومة مراكبية) كما يقول المثل الدارج!! ولذلك فالقول بأن إضافة هذا التعديل علي القرار 1706 هو الذي دفع بالصين لعدم الإعتراض علي القرار، يأتي من باب الضحك علي الذقون!!
دعوة مجلس الأمن للحكومة السودانية، للموافقة علي إنتشار القوات الدولية، جاءت من قبيل تحصيل الحاصل، وما ذاك الا لأن مجلس الأمن ظل يتصرف في الحالة السودانية، بموجب الفصل السابع من الميثاق منذ اصداره للقرار 1590 الذي وافق عليه مجلس الوزراء السوداني. القرار رقم 1706 لسنة 2006 هو أذن مجرد تكملة وإضافة لقرار المجلس رقم 1590لسنة 2005 لتعزيز قوات بعثة الأمم المتحدة، المتواجدة أصلاً في السودان، لكي يشمل الإنتشار إقليم دارفور، وبهدف زيادة هذه القوات بعدد 17300عسكري أجنبي و 3300 رجل شرطة من جنسيات مختلفة، علي ان تنظر المنظمة الدولية، في رفع هذا العدد حسب الظروف والحاجة، الي جانب إعطاء البعثة في دارفور بعض المهام السيادية الجديدة!
لقد تعرضت بشئ من التفصيل لقرار مجلس وزراء حكومة ( الإنقاذ الوطني) بالموافقة علي القرار 1590 في مقالي المنشور علي الشبكة العالمية، بعنوان ( حكام الإنقاذ والخيانة العظمي للسودان). كما جاء في سلسلة مقالاتي المنشورة علي الشبكة العالمية بعنوان أجندة الأمريكان ومصير السيد علي عثمان) ابان مفاوضات نيفاشا بين الحكومة والحركة الشعبية، مايلي:
(( الجديد والخطير في حالة السودان هو ما تقترحه إدارة بوش الأبن، من ترتيبات بعد توقيع إتفاقية السلام، بين حكومة "الإنقاذ الوطني الجهادية" والحركة الشعبية، تمكن للتدخل الدولي بموجب الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة من أجل حفظ السلام. ومعلوم ان التدخل بموجب الفصل السابع هوالإستثناء الوحيد في ميثاق الأمم المتحدة، الذي يبيح لمجلس الأمن إستخدام التدابير القمعية، و التدخل في الشئون الداخلية للدول، في حالة الإخلال بالأمن والسلم الدوليين.
السناريوالأمريكي لحفظ السلام في السودان، بعد توقيع الإتفاقية يقوم علي أرسال ثمانية الي عشرة الآف جندي لحفظ السلام، مع تفويض من مجلس الأمن بالتدخل في السودان بناء علي الفصل السابع، لضمان الأتي:
• أرسال قوة ردع سريع بقيادة دولة عضو في حلف الناتو.
• تزويد القوة بأجهزة إستخبارات فعالة.
• أرسال قوة شرطة دولية متعددة الجنسيات الي جنوب السودان.
و نقطة البداية لتحقيق هذه الإستراتيجية بعيدة المدي، هو التوقيع علي اتفاقية السلام التي يضغط الوسطاء علي حكومة "الإنقاذ الوطني الإسلامية الجهادية" والحركة الشعبية "لتحرير السودان" لتوقيعها الآن "أم كرنديد" كما يقول السودانيون.. فهل هي حقاًَ أتفاقية سلام؟ قلبي علي وطني.)).
لماذا الجعجعة والتباكي الآن علي السـيادة؟
لقد مهد القرار رقم 1590 للتدخل والتواجد العسكري الأجنبي بموجب الفصل السابع في كل أنحاء السودان. حيث شملت أحكام البند 16-1 من القرار رقم 1590 تكليف بعثة الأمم المتحدة بحماية المدنيين المعرضين لخطر العنف. كما نص القرار في البند 16-2 علي إبرام اتفاق حول مركز القوات الدولية مع الحكومة السودانية، بالتشاور مع الحركة الشعبية، بعدما قرر ان الحالة في السودان تشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين، وادان خرق وقف اطلاق النار، و انتهاكات حقوق الإنسان، خاصة العنف الجسدي ضد الفتيات والنساء في دارفور.ثم ان القرار أشار بوضوح في البند 16 الي ان المجلس يتصرف في الشـأن السوداني (بموجب الفصل السابع من الميثاق)بخلاف ما يظن السيد (عمر البشير) الذي يحاول مع إخوانه الإزورارعن هذه الحقيقة في خطبهم العنترية هذه الأيام. اما قرار المجلس رقم 1591 فقد اعرب فيه المجلس عن الإستياء من القصف الجوي لقوات الحكومة لقري دارفور، وطالب بحظر تحليق طائرات السلاح الجوي الحكومي في دارفور، كما شكل لجنة لمتابعة ورصد الوضع المتردي في الإقليم. اما القرار 1593 فقد احال جرائم الحرب التي إرتكبت في دارفور، الي المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية. واذا كان المجلس قد أكد في البند 16 من القرار رقم 1590 وجميع القرارات التي تلته، أنه يتصرف في السودان بموجب الفصل السابع من الميثاق، فلماذا كل هذه الجعجعة والتباكي الآن علي السـيادة الوطنية، من جماعة الحكومة (الجــهادية) التي وافقت علي القـرار رقم 1590 و بعد ان أصبح تواجد قوات بعثة الأمم المتحدة العسكرية ، حقيقية واقعة اليوم في شوارع الخرطوم؟
عرمان محمد احمد
5 سبتمبر 2006
راجع:
نحو مشروع السلام الحقيقي في السودان: تغيير حكم الإنقاذ الحالي أهم ضمانات السلامتغيير حكم " الإنقاذ" الحالي أهم ضمانات السلام
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست