رغم أن ولادته كانت طبيعية لأبوين من قبيلة «ليو» بمنطقة أويل.. المنطقة التي يطلق عليها أهالي الدينكا اسم «جور شول» وتعني «الأزرق ليس منا».. حيث ان جور تعني بلغة الدينكا «ليس منا» وشول الأزرق.. لكن الشاهد على مسيرة حياة جون أكويج لويت مرشح الحركة الشعبية وحكومة الوحدة الوطنية لإدارة شؤون سفارة السودان بالولايات المتحدة الأمريكية، أنها مسيرة مليئة بالأحداث التي صعدت به وهو لا يزال «صبياً» الى قيادة «وساطة» بين عدد من القبائل الجنوبية إبان أحداث التي وقعت بين منطقتي قوقريال وأويل في عام 1963م.. بل تعدى ذلك فيما بعد ونال ثقة قيادات الأنانيا وكان رسولها الى جنوب افريقيا لشراء الأسلحة، كما كان ضمن «11» آخرين في عام 1969م تلقوا كورساً بدولة إسرائيل في التدريبات العسكرية بكل أنواعها، وعلاقة الأنانيا بإسرائيل تحدث عنها كثيراً رجلها الأول جوزيف لاقو..!!
ولد جون أكويج بمنطقة أويل في العشرين من شهر يونيو 1947م لأب متعلم يعمل في واحدة من كنائس المنطقة وقام فيما بعد بفتح مقار الكنائس في بلاد الدينكا.. لذلك فإن أكويج نشأ وترعرع في دار الدينكا وألمّ بعاداتهم وتعلم لغتهم.
تربيته الدينية كان لها أثر كبير في نشأته كثيراً واختلاطه بالقساوسة، نما في داخله عقيدة دينية محافظة بسبب ظروف الحرب التي اندلعت في السودان منذ عام 1955م لم يستطع الالتحاق بالمدرسة الابتدائية جراء إغلاق المدارس الكنسية والكمبوني ورغم ذلك عندما هدأت الأحوال واستطاع التسجيل بالمدرسة الابتدائية كان عمره لم يتجاوز الـ «10» أعوام. وفي عام 1957م ويُعد من أصغر التلاميذ الذين التحقوا بالمدرسة مع وجود قانون بعد الاستقلال يحرم دخول الطلبة حينها المدارس إلا بعد سن 18 عاماً.
انتظم جون أكويج بمدرسة مسيحية في منطقة «قور طيم» تبعد «60» ميلاً من أويل شمال بحر الغزال، لم يمكث بها كثيراً حيث انتقل بعدها في عام 1958م الى مدرسة اخرى تقع في بلدة «نيامليل» شمال بحر الغزال لتغيير نظام المدرسة الأولى الى عامين بدلاً من 4 أعوام، ثم انتقل الى المدرسة الوسطى بأويل التي بناها الرئيس إبراهيم عبود.
أبرز جون نبوغاً وتفوقا غير عادي خلال سني تعليمه.. وبعد أقل من 3 أعوام بالمدرسة الوسطى وقبل شهر واحد من الامتحان النهائى للدخول للثانوية العامة تقدم جون بطلب لمدير مدرسة أويل الوسطى القبطي جورج وهيب للسماح له في المنافسة لامتحانات النهائى.. وافق المدير واشترط عليه في حال عدم النجاح طرده من المدرسة نهائياً.. وكان أن أحرز نسبة عالية وكان ترتيبه الأول في مدرسته والسابع في كل السودان.
تغيير المسار
قبل انتقاله الى مدرسة رومبيك الثانوية العليا في عام 1964م والتي تبعد 50 ميلاً من أويل وقعت عدة حوادث عطفت بمسار حياته وجعلته يفكر في الذهاب للغابة والانضمام للأنانيا واحد منها قرار الحكومة في عام 1962م بجعل يوم «الجمعة» العطلة الرسمية في كل أنحاء الجنوب بدلاً من الأحد. وقامت على اثرها مظاهرات وإضرابات وأغلقت المدارس.. حينها فكر جون ولأول مرة الذهاب للغابة رغم صغر سنه.. بجانب ذلك تم القبض عليه والسجن لأيام في أكثر من مناسبة بتهمة تحريض طلبة المدارس للإنضمام للأنانيا.
بعد أشهر من التحاقه بمدرسة رومبيك الثانوية وقعت أحداث 21 اكتوبر التي قتل فيها «القرشي» وسيرت الخرطوم مظاهرات.. لم تسلم رومبيك من تلك الأحداث.. التوترات وصلت أشدها برومبيك، الجيش كان ينتشر في كل الطرقات المؤدية للمدرسة مصوباً فوهة البندقية صوبها بدلاً من الغابة.. وتم إغلاق المدرسة.
في خضم تلك الأحداث التي تشهدها رومبيك ومدن أخرى بالجنوب نتيجة لسياسات الحكومة حينها كانت تتم عمليات استقطاب من قبل الأنانيا للطلبة كان يقودها البينو أكول وزير الطاقة والتعدين في حكومة الجنوب ومجموعة اخرى كبيرة، أفلحت تلك الجهود في تليين مواقف كثيرة من الطلبة على رأسهم جون أكويج الذي دخل الغابة في نوفمبر 1964م بصحبة عدد من الطلبة وانخرط في صفوف الأنانيا الأولى.
حياة جديدة
منذ نهاية عام 1964م بدأت حياة جديدة مختلفة في مسيرة جون مع التمرد وسط الانانيا.. وتلقى أول تدريب عسكري على يد الأمباشي مارتن مويين في القوات المسلحة في منطقة تقع خارج أويل تسمى نقوك مع «200» آخرين، بعدها ولإلمامه بالكتابة والقراءة عين «سكرتيراً» لكتابة محاضر الاجتماعات وتوصياتها.. غير أن جون ومجموعة من المثقفين داخل الأنانيا كانت لديهم تحفظات على تصرفات الكبار بالأنانيا وبيّتوا النية لإحداث تغيير داخل جيش الانانيا.. وبالفعل انتظمت المجموعة ضمن الجيش لعمل التغيير المطلوب.
ونال جون أول رتبة له بالأنانيا في نوفمبر 1965م كملازم، أرسل بعدها مباشرة لرئاسة الأنانيا في منطقة «جلكو» غرب أويل تولى هناك مسؤولية المنطقة في عمر لم يتجاوز «18» عاماً لم يهنأ بالمنصب كثيراً، صدرت له توجيهات بالسفر لشراء أسلحة ومعدات عسكرية من افريقيا الوسطى.. الرحلة الى افريقيا الوسطى استمرت شهراً كاملاً بالأرجل..
في أوائل عام 1967م عين أركان حرب لقوة في نفس المنطقة.. وهو ذات العام الذي طلبت فيه إسرائيل إرسال شخصية جنوبية ملمة بالمعلومات العسكرية للتباحث معها ومعرفة احتياجات الانانيا ودعمها عسكرياً.. وقع الاختيار على جوزيف لاقو الذي سافر لإسرائيل ومكث فيها حوالي 6 أشهر.
دعوة الى تل أبيب
مطلع عام 1968م نال رتبة ملازم أول وطلبت الانانيا تحديد مجموعة من الشباب للسفر الى إسرائيل على ضوء زيارة لاقو أخيراً.. وكان اسم جون أكويج يتصدر الاختيار للإبتعاث الى تل أبيب.. ولكن وبسبب انشقاق قادة جوزيف لاقو بعد عودته مباشرة من إسرائيل واجمعت المجموعة عراقيل ومنعتهم من السفر.
وزاد الخناق على الأنانيا من قبل الحكومة مع وجود كل الدعم العسكري لجوزيف لاقو.. لم يجد المثقفون بالأنانيا طريقاً غير الانضمام للاقو، فيما رفض العسكريون الاقتراح بسلك الطريق الى لاقو.. مما اضطر المثقفين لتنفيذ انقلاب عسكري على رئيس الانانيا حينها بول أدين من ابناء أعالي النيل وسجن العسكريين وسارعوا بإيفاد مجموعة منهم يتقدمهم جون ونائب بول يسمى مانويل أبولو، كواج مكواي، حاكم شمال بحر الغزال حينها وفريدريك فضل للاجتماع بجوزيف لاقو في منطقة «أوين كيبول» شرق الاستوائية على الحدود مع يوغندا المنطقة التي يتواجد فيها قائد جيش الرب الآن.
الانقلاب الذي نفذه المثقفون بالأنانيا وجد استحساناً ورضاء من جوزيف لاقو.. واخضع جون اكويج لتدريبات عسكرية على يد المدرب الألماني رولف اشتاينر الذي نقل لجون فنون ومهارات عسكرية كان لها الأثر البالغ في تنفيذ كثير من المهام العسكرية ضد الحكومة وقتها.. بيد أن اليهود ابلغوا جوزيف لاقو بعدم رغبتهم في وجود الألمان بالجنوب سيما رولف اشتاينر.. الشيء الذي جعل لاقو يحث الرجل الألماني بالرجوع الى بلاده بحجة جلب معدات عسكرية وأشياء من هذا القبيل.. وتم عمل كمين له وهو في طريقه وسلم لحكومة الخرطوم بوصفه «مرتزقة» وحكم عليه بالسجن «20» عاماً.
السفر الى إسرائيل
جون أكويج وبصحبة «11» آخرين اختارهم جوزيف لاقو للسفر الى إسرائيل في عام 1969م مرة اخرى بعد تعذر سفر المجموعة الأولى.. مكث لمدة عام في تلقي التدريبات العسكرية وأحرز في نهاية العام المرتبة الأولى.
«في الجيش السوداني»
عندما تم التوقيع على اتفاقية أديس أبابا بين الحكومة وأنانيا كان جون ملازماً أول واستوعب ضمن «200» ضابط من جملة «6» آلاف التي نصت الاتفاقية على استيعابهم في القوات المسلحة وقررت لجنة الاستيعاب المشتركة من الجانبين نزع رتبة من كل ضابط من ضباط الأنانيا بمن فيهم الملازم أول سلفا كير ميارديت الى رتبة رقيب عدا جون أكويج الذي منح رتبة بترقيته الى رتبة نقيب.
أصبح النقيب جون منذ 20 من يونيو 1972م ضابطاً من ضباط القوات المسلحة وتلقى عدة كورسات في مناطق مختلفة وفي جبيت، فيما تم توزيع بقية المستوعبين بالجنوب.
تدرج في عمله داخل القوات المسلحة ومنح عام 1977م رتبة «رائد» وأوكل له مهمة العمليات في مريدي... لكن كان هاجس الدخول «للجامعة» يلازمه طوال الوقت، وأتت الفرصة بفتح جامعة جوبا وبعد محاولات مضنية قادها بمساعدة آخرين التحق بالجامعة عام 1978م كطالب في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بعد عام من انقضاء العام الدراسي.
تخرج في الجامعة بجوبا في السابع عشر من ديسمبر في «3» أعوام فقط. ومنحته الدولة فرصة «بعثة» للولايات المتحدة الامريكية لعمل دراسات عليا في الاقتصاد على نفقة القوات المسلحة في الفترة من 1982 الى 1987م. اكمل جون دراساته بأمريكا في 1988م واستوعب فوراً هناك كواحد من هيئة التدريس.. وكان إبان فترة دراسته بأمريكا نال ترقية الى رتبة العقيد عام 1982م وعميد عام 1987م.. لكن الأوضاع في السودان حينها أخذت منحىً جديداً حيث أعلن النميري تطبيق قوانين الشريعة الاسلامية وفي ذهن جون أكويج، لا تزال هناك أشياء من حتى للمعاملة التي كان يجدها القساوسة وأصحاب الدين المسيحي في زمان مضى.. وقرر عدم العودة للخرطوم وتقدم بطلب للسلطات الأمريكية بعد عام 1988 للجوء السياسي وبدأ بعدها مباشرة العمل ضد الحكومة في ذلك الوقت.
دخول الحركة الشعبية
انضم جون اكويج للحركة الشعبية عام 1985م بعد عامين من إعلان قرنق لتمرده وكان أول من أرسل قرنق بدعوة للإنضمام اليه.. ونشط في الترويج للحركة في أمريكا وشارك في العديد من مناسبات الكونغرس الأمريكي.تنقل في عدد من جامعات أمريكا كـ «محاضر» وعُين مسؤولاً في إدارة احدى الجامعات الأمريكية بأيوا.
عاد للبلاد بعد غياب طال «24» عاماً في العاشر من أغسطس 2005م للمشاركة في تأبين الراحل جون قرنق، مكث حوالي اسبوعين لم تسنح له فرصة لقاء القائد سلفا كير ميارديت غير أنه ترك وراءه رسالة مكتوبة له تتضمن نصائح حول أهمية الوحدة بين الجنوبيين وتنظيم قوات الحركة وتقديم مساعدات لمنسوبيها في الخارج للعودة.
في أعقاب تكوين حكومة الجنوب اكتوبر 2005م مارس أبناء الجنوب بأمريكا ضغوطاً لا مثيل لها من اجل عودة جون أكويج للوقوف قرب القائد سلفا الذي نقل له عبر مكالمة هاتفية إبان زيارته الأولى بواشنطن حاجة الحركة له بالخرطوم ووجود ترتيبات ثم سيتم استدعاؤه قريباً.
الطريق الى السفارة
عاد للخرطوم مرة ثانية في الرابع والعشرين من ديسمبر 2005م ووضع نفسه تحت تصرف ميارديت الى أن تم الإعلان عن اختياره سفيراً للسودان في واشنطن اخيراً.
وهكذا بدأت لجون اكويج ومنذ إعلان ترشيحه سفيراً للسودان بالولايات المتحدة الأمريكية سيرة جديدة قد تطول أو تقصر.. لكنها امتحان حقيقي له في مقدرته لاستثمار علاقاته السابقة كعضو بالحركة الشعبية بواشنطن يقود المظاهرات أمام نفس السفارة التي سيسير أمرها ويكون الوسيط بين الادارة الأمريكية والحكومة في الخرطوم!!.
دعني اقول لك بانك قد اخطائت التحليل هذا المرة . سفارة واشنطن تم اعطائها للحركة الشعبية قبل زيارة سلفا كير لواشنطن. لا يعقل ان يرافق وفد حكومة الجنوب كوز من كيزان سفارة واشنطن ويحضر اجتماعات الوفد.
Deng
09-03-2006, 11:26 AM
PLAYER PLAYER
تاريخ التسجيل: 04-23-2002
مجموع المشاركات: 10283
السيد بكري للمعلومية العامة: عند زيارة اي مسئول جنوبي وعضو في حكومة الخرطوم الي الخارج(امريكا مثلآ) فيجب ان يكون السؤال: باي صفة يقوم بتلك الزيارة? بصفته الحكومية ام بصفته الحركية(حكومة الجنوب). في الحالة الاولي يكون السفارة السودانية في البلد المزار علي علم مسبق ببرنامج الزيارة للقيام بواجبها. اما في الحالة الثانية فكثيرآ ما لا يعلم الحكومة ناهيك عن السفارة الا بعد وصول المسئول هناك. وكما قال الزميل فان اخر شي يريده مسئولي الحركة وجود كوز انقاذي معهم . حكمة اليوم جور متيانق عكس جور شول
تاريخ التسجيل: 26-11-2004 مجموع المشاركات: 454 Re: من أعطي الأوامر والتوجيهات بعدم أستقبال سلفاكير في مطار اميريكا والخرطوم? (Re: بكري الصايغ)
أليس وزير الخارجية عضواً في الحركة الشعبية وهو المسؤول الأول عن كل السفارات السودانية في العالم؟ أليس بإمكان سلفاكير (وأتباعه) أن يستفسروا عن الموضوع من أهله بدلاً من أن يملؤوا الصحف جعجعة عنه؟؟ (ضربني وبكى .. سبقني اشتكى)
Quote: هـل هـي الـحـكـومة وراء تحـقـيـر سـلفـاكيـر
وأقول أليس سلفاكير هو الحكومة؟؟ أليس بإمكانه أن يعرف من المسؤول عن الذي حصل ويتصرف تجاهه حسب اللوائح؟؟ أليس عدم استقبال السفارة للنائب الأول للرئيس مخالفاً للوائح وأصول العمل الدبلوماسي؟؟ أليس بإمكان سلفاكير أن يطلب من وزير خارجيته فتح تحقيق رسمي في الموضوع ليعرف إن كان نافع أو غيره قد وجه بتجاهل سلفاكير؟؟
09-03-2006, 01:42 PM
Bashasha Bashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 25803
فالسوداني في لاشعور الجلابي تلقائيا وعلي نحو الي هو الشمالي طبعا، باعتبارو سيد بلد يقعد يقوم علي كيفو، او فوق غضاريف غير الشماليين "غير السودانيين" مسلط سيفو!
ليش؟
لانهم ماعرب، اقصد ماسودانيين، وبذلك اجانب من عطارد! نعم بي قدرة قادر مفردة سوداني، بعد افراغها من مدلولا اللفظي اضحت تعني عربي! مرة اخري، وبماانو "الجنوبي" ماعربي فهو ما "سوداني"!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Deng
PLAYER
Bashasha
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست