|
Re: الإنسان قبل دور العبادة (Re: عبد الحي علي موسى)
|
الأستاذ عبد الحي علي موسى كامل مودتي وحبي لك..
Quote: الإنسان قبل دور العبادة |
نعم وبكل تأكيد..
بالطبع ما علم حقيقة الدين ولا قيمة الإنسان كل من قدّم على المفردة الإنسانية سواها من الأدوات ووسائل الوجود المتعددة .. لسبب بسيط أن تلك المفردة هي الغاية الوحيدة من الوجود وكل ما عداها وسيلة لها للترقي والكمال حتى الدين نفسه فضلا عن ملحقاته ودور التعبد وأطرافه وحواشيه .. ولا يأتيني متسرع بقول الله العظيم " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " فغاية الأمر هنا للعبودية وليس للعبادة كما فهم أهل الظاهر فالعبودية هنا هي المطلوبة إذ هي ثمرة لتلك العبادة التي هي شجرة كما أوضح الأستاذ محمود ( لا أذكر هذا التوضيح أين ـ الآن ـ ).. ولا تصدر العبودية إلا من العبد الذي اكتملت فيه شروطها .. واكتمال تلك الشروط في هذا العبد هو الغاية !! لئن الله ليس في حاجة لعبادة العابدين ولكن العبد نفسه في حاجة لتلك الصلة بربه . فإذا صح هذا القول وهو صحيح عندي دون أدنى شك يكون الخبر قد قدم المفضول على الفاضل والقشرة على اللب والجوهر , وهو والحمد لله ( الذي لا يحمد على مكروه سواه ) فعل وديدن قادتنا وجماعاتنا الأكثر صياحا ومنذ زمن طويل .. والغريب في هذه الصور المقلوبة أنها تخلو من خيارات المنطق والأخلاق وإن تذرعت بأحدهما . أقصد بابتعادها عن المنطق عندما قدمت الوسائل على الغاية نفسها كما هو واضح , وأما مفارقتها للأخلاق فهي حين انحازت لدور عبادة المسلمين ( على ما أتصور وأرجو أن أكون مخطئا ) دون أماكن عبادة المسيحيين والدروز وغيرهم من أصحاب التنوع الديني في لبنان ..., ولكل هذا.. ولغيره , ما زال العمل ينقصه النبل والتجرد لبني الإنسان .
أخي.. أجد في مشاركاتك نفس تصحيحي لما هو سائد ومسيطر بفعل موجة التقهقر والغباء الذي يقوده العقل السلفي الصحراوي البدوي المتحجر .. ذلك العقل الذي أصبح يهوى بأصحابه إلى محارق الزفت السفلة بدلا عن الاقتداء بنور القلب ...
لك ودي ومحبتي التي لا تنقطع..
أبوبكر
| |
|
|
|
|