|
نداء من أسرة سودانيزأونلاين ...طريق مدني الخرطوم ..إلي متي يظل طريق ( الموت ) !!!
|
طريق الرعب .. طريق الموت .. طريق مدني الخرطوم .. ذلك الشريان الحيوي المهم .. ومن أهم طرق السودان علي الأطلاق ..تمر عن طريقه كل خيرات البلاد.. للمنعمين والمترفين بالعاصمة.. ويظل الجدل البيزنطي .. بين ولاية الجزيرة وولاية الخرطوم .. لمن يتبع الطريق ؟؟؟؟؟ لا يهم أن تموت الارواح يومياعلى هذا الطريق ؟؟؟ لا يهم توسيع ذلك الطريق لمدينة آثرت نفسها للسودان عشرات السنين !!!! إلي متي الصمت .. إلي متي نظل ننتظر توسعة وأضاءة ذلك الطريق ؟؟؟ نداء لكل أبناء الجزيرة .. وأعضاء سودانيز اونلاين .. لتوصيل رسالة أعلامية .. حتي يتم البحث والمسائلة لمن يهمهم الامر.. يكفينا ما فقدناه .. ويكفينا صمتاً ..
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: نداء من أسرة سودانيزأونلاين ...طريق مدني الخرطوم ..إلي متي يظل طريق ( الموت ) !!! (Re: معروف حمدين)
|
لو ان 10% من "جباية " طريق مدني الخرطوم ذهبت لاصلاحه وصيانته صيانة علمية لصار طريق مدني الخرطوم طريق سلامة . المسألة محتاجة لضمير ولكن لا ضمير في من تنادي . شكرا لك يا اخي فحقا الموضوع مهم جدا وقد فقدنا احبة كثر على هذا الطريق نسال الله ان يتقبلهم وان يقتص من قاتليهم الحقيقيون .
************* شتان بين هولاء وعمر بن الخطاب رض الله عنه قال "لو عثرت بغلة بالعراق لسألني الله عنها يوم القيامة لما لم تعبّد لها الطريق يا عمر"
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نداء من أسرة سودانيزأونلاين ...طريق مدني الخرطوم ..إلي متي يظل طريق ( الموت ) !!! (Re: معروف حمدين)
|
لك التحية أخي معروف حمدين وأنت تفتح هذا الموضوع الهام .. طريق الموت كما يسميه أهلنا .. يعتبر طريق الخرطوم مدني من الطرق الهامة في السودان وأكثرها حيوية .. وهو يربط العاصمة بأكبر مشروع في السودان وهو مشروع الجزيرة وحجم العابرين به كبير .. ويمتد حتى مدينة بورتسودان وتمر به المئات من الشاحانات المحملة من الميناء الرئيسي للبلاد والعكس .. إعتاد أهل المنطقة الساكنين على طول إمتداد الطريق على صوت دوي الإصطدام الذي تحدثه المركبات العامة والخاصة وكذلك الشاحنات وظلوا مرابطين يمدون يد العون ولا يبخلون بجهودهم لإنقاذ الجرحى والمصابين .. ولا تستغرب إن جاءك خبر حادث أو وفاة عزيز غادرك لتوه متجهاً أو قادماً من مكان ما على طريق الموت .. في إجازتي الأخيرة للسودان شاهدت بعيني الكثير من الحوادث ومات فيها أقرباء لنا فجعنا لموتهم ولكنه الإهمال كيف لحكومة أن توفر عربات إسعاف لدولة أخرى ولا يوجد لديها عربات أسعاف لمواطنيها أنظر على طول إمتداد طرقنا لا توجد عربات إسعاف وحتى داخل مستشفياتنا كذلك وأين تذهب المبالغ التي تحصل من محطات الجباية والتحصيل على طول طرقنا .. سألت هذا السؤال لشخص كان يعمل في نقطة الجبايات هذه فذكر لي بأن 2% من المبالغ تذهب للشركة العاملة في هذا المجال والباقي يذهب لمؤسسة الطرق والجسور .. " هناك قصة سأحكيها هنا مره ثانية " .. ولكن لا طرق هناك ولا جسور إلا التي يمرون بها بعرباتهم عملوها لتسهل لهم حركتهم فقط .. ولا عزاء للمواطن السوداني .. لابد هناك من وقفة حتى ينصلح حال هذا الشارع الهام والحيوي وقفاً للدماء الكثيرة التي تسيل عليه ..
شكراً مره أخرى .. تحياتي ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نداء من أسرة سودانيزأونلاين ...طريق مدني الخرطوم ..إلي متي يظل طريق ( الموت ) !!! (Re: معروف حمدين)
|
المشكلة الجبايات مستمرة شئ يدفع لناس الهدف وشئ يدفع لناس قريعتي راحت وتجدهم في كل ثلاثين كيلو - وكل راش ومرتشي بينهما شفرة معلومة لا تحتاج لوقت بضع دقائق ويمشي الحال سيارة مرخصة غير مرحصة منفستو ركاب بدون منفستو - يعني آخر حادث من الكاملين لمكان لوقوع الحادث كم عدد نقاط التفتيش ؟ لماذا لم يتم إيقاف السائق وإلزامه بكشف الركاب المنفستو ؟؟ في كل تفتيش تشوف الكمساري يهرول مسرع وفي يده المبلغ المعلوم ويرجع مسرع لتبدأ رحلة المجهول ، بعدين خلونا من حكايات الإسعاف وجوده من عدمه السؤال أين المستشفيات المؤهلة التي تستطيع إسعاف المصابين في مثل هذه الحوادث ؟؟ لا المسيد ولا الكاملين ولا الحصاحيصا ولا حتى ودمدني - ناهيك عن العاصمة مودتي الشفيع مصطفى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نداء من أسرة سودانيزأونلاين ...طريق مدني الخرطوم ..إلي متي يظل طريق ( الموت ) !!! (Re: معروف حمدين)
|
التحيـة للأخـوة المتداخليــن نعـم يشكـل هـذا الطريـق خطـورة علـى القاطنيـن بجـواره أولا وعلـى مرتاديـه ثانيـا وذلأك : سعـة الطريـق لا تحتمـل أكثـر من سيارتيـن الضغـط المتواصـل على الطريـق خاصـة من بورت سودان ومناطق الأنتاج القضارف - سنجة وغيرها - وبعد إفتتاح عدد من الطرق الفرعية التى تصل بهذا الطريق زيادة الحركة التجارية زاد من عدد الشاحنات والطريق لا زال على سعته لم يستوعب هذه الطفرة إحاطـة الطريق بعدد كبيـر من القـرى - يشكل عائقا ما هـى الحلـول الحـل المؤقـت يتمثل فى 1- إيجاد قوانيـن تـحد من السرعـة 2- تزويـد الطريق بفرق مراقبة من شرطة المرور 3 سيارات إسعاف على مسافات متباعدة 4 تخصيص وقت لمرور الشاحنات ( وحبذا لو كان ذلك ليلا ) 5 الإعتماد على السكة حديد فى نقل البضائع يقلل الشاحنات 6 - الأنارة اللوحات الأرشادية - بعدم ا بعدع الجلوس على جانبى الطريق مثلا الحـل الدائـم : إيجـاد طـرق موازيـة تخـفف الضغـط توسعـة الشارع ولـو أنه أصبح صعبـا مع وجـود قـرى حولـه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نداء من أسرة سودانيزأونلاين ...طريق مدني الخرطوم ..إلي متي يظل طريق ( الموت ) !!! (Re: عمر عبدالجليل البعشي)
|
لك التحية أخي معروف حمدين وأنت تفتح هذا البوست الهام ، قبل أسبوعين فقدت شقيقي عمر ومعه ثمانية عشر مواطنا في هذا الطريق نتيجة تهور سائق شاحنة أرعن وأخطأء فنية لا تغتفر وإهمال من قبل المسؤولين يصل حد الإجرام في حق الناس .
لك الشكر الجزيل على دق ناقوس الخطر والتحية لكل المتداخلين معك ، وقد فتحت بوست صباح اليوم دون أن أراك بوستك هكذا تحدثت فيه عن بعض المحطات التي استوقفتني في الحادث الذي أودى بحيات شقيقي عمر ومن معه من الضحايا وذلك منطبق على كل الحوادث أرجو أن أراك أنت وضيوفك في ذاك البوست .
أكرري شكري الجزيل وتحياتي .
أخوك
أبو قصي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نداء من أسرة سودانيزأونلاين ...طريق مدني الخرطوم ..إلي متي يظل طريق ( الموت ) !!! (Re: معروف حمدين)
|
مقالات و تحليلات English Page Last Updated: May 25th, 2006 - 03:58:37 ________________________________________
هكذا يموت أهلنا الطيبون !! بقلم عثمان عبدالقادر (أبوحمد) May 25, 2006, 03:58 ارسل الموضوع لصديق نسخة سهلة الطبع
الأخ / معروف تحية لك وللقراء الكرام هذا المقال نشرته سابقاً في سوادنايل وسودانيز أون لاين فأقبله منى كمشاركة في هذا الخيط الجيد وأرجو المعذرة فهو طويل حبة .
هكذا يموت أهلنا الطيبون !! بقلم عثمان عبدالقادر (أبوحمد) وكل شئ غلا في ســــوقه ثمنــــاً ـــــ إلا ابن آدم أضحى غير ذي ثمن يآآخر الزمن المنكــــود يازمن ـــــ ماذا فعلت بناياآخــر الزمن. إن حياة الإنسان في سودان الإنقاذ رخيصة – رخيصة، لدرجة أنك لن تجد لها معياراً تقيّمها به،بل إن عملية الوقوف عندها والبحث عن معيار لها هو نوع من درجات الإهتمام بها قد يصل حد الترف عند فهلوية السياسة ،فلو تركنا الحديث عن بيوت الأشباح والسجون والتشريد من العمل والحروب والصراعات التي راح ضحيتها الآف الشباب ،والأموال التي أهدرت ومات بالحرمان من توجهها الصحيح الآباء والأمهات لنقص العلاج والرعاية الصحية ،وانحرفت مئات الأخوات وتركن هائمات على الطرقات يجتذبن كل من له رغبة ويدٌ طويلة ليمدهن بالمال اللآزم لإعالة الأسرة ودفع فواتير العلاج وبعضهن لشراء السلع الترفيّة التي وفرها نظام الأحلام الطلابيّة المراهقة ،وحاول تجسيدها من خلال ثقافة أعضائه في الغربة الخليجية ،والحال التي وصل إليها أبناء السودان في عامتهم دون خاصتهم في الخارج والداخل، وما طرأ على أخلاقهم وسلوكهم من تغير نتيجة للضغوط الإقتصادية والممارسات السياسية للنظام !!!لو تركنا كل هذه القضايا التي تكفي كل واحدة منها لإعدام النظام وأهله ، ودلفنا إلى طريق الخرطوم مدني بورتسودان ،والذي أسميه مجازاً طريق لأنه لا يملك من مواصفات الطرق إلا أنه درب يعرف به المسافر الوجهة إلى بورتسودان،يتملكك الغضب وترغب في الإنفجار، بل ترغب في الموت ولكن تعدل عن ذلك بقولك: يجب أن يموت أولاً من تسبب في هذا الأمر البشع ،طريق ليس به أدنى قواعد السلامة ،ولكن به جباية تفوق التصور، منها ما هو بأمر النظام ومنها ما هو إستغلال للضعفاء بسبب الإرهاب الذي زرعه، أو بسبب الحالة الإقتصادية التي تُرك فيها رجل الشرطة والمرور ،فالطريق يحتاج إلى إعادة تأهيل من مصبه وإلى منبعه،ولم لا ؟فهذا الطريق المنكوب كمستخدميه ابتلي بشاحنات لا ترحم وآليات من كل حدب وصوب بدءً بالخليج وليس انتهاءً بقوات الأمم المتحدة، فتح لها المجال وسمح لها بتدميره وتعذيبه ولم يراع فيه أهل الإنقاذ ديناً ولا خلقاً ،فعليه أن يعمل ليل نهار ويجلب لهم المال والرفاه وحرمت عليه الشكوى، على الرغم من أنه قد خدم الجميع بجد لم يعرف الكلل أو الملل منذ العام 1965، ولكن بسبب سوء التغذية وتكليفه بعمل فوق طاقته نفد صبره وقرر الإنتقام لنفسه، لكن ممن ؟من أهل السودان البسطاء الضعفاء الذين لا حول لهم ولا قوة ودليلنا على ذلك هذا الإحتقار الذي يمارسه أهل النظام لهم ،فهم يجبون المال وينتفعون به ويتركون هذا المنتقم يلتهمهم ليل نهار .ماذا كان يضيرك ياوزير النقل لو أنك تقدمت بإستقالتك لتلفت النظر؟ هل ستموت جوعاً؟ لا أظن ذلك! ستفقد الوزارة؟-- ولكنك ستشيخ أيضاً وتموت ،أويصيبك سرطان لا تملك له دفعاً، أوربما يلتهمك هذا الطريق المنتقم كما التهم غيرك! استحلفك بالله إن كان لك به إيمان ،كيف تذهب إلى بيتك وتنام بجوار أطفالك وأكثر مناطق السودان إزدحاماً بالسكان يتعرض أبناءها للموت والعاهات يومياً ؟شباب وطلاب وأمهات يتربصهم طالب ثأر أخطأ الجاني، ومع ذلك توافق على هذه الجباية التي لا يعرف أحد إلي أين تذهب !!! ومن عجب أن الدول التي سرقتم ثقافتها الإستهلاكية وبها طرق حديثة وبرامج صيانة مستمرة، لا تسمح كما سمحت وزارتكم بسحب مقطورتين وحمولة تصل إلى مائة طن . فالطريق ينقصه طريق بأكمله، يرصف رصفاً جيداً وليست مردوماً ومدككاً بالكوريق،ولديه السعة لهذه الشاحنات التي جلبتموها لتنقل لكم اليخوت والشوكولاتات والعصاير وأدوات الرفاهية!! وتكون به علامات مرورية أرضية ،من خطوط وعواكس فوسفورية ،ولوحات إرشادية على جوانبه ،وشرطة دوريات مزودة بكل المعدات اللازمة للطوارئ من أجهزة إتصال ورافعات وأدوات قطع وسحب ،لمساعدة الناس وليست للجباية،ثم سيارات إسعاف في مراكز لا تبعد عن بعضها أكثر من مائة كيلومتر،عفواً يا سيادة الوزير، لا يذهب عقلك إلى الظن بأن هذه المتطلبات فيها الكثير من الترف فهي من أهمية الطريق نفسه ،لأنه بغيرها يفضل السير على برية الله،والمثل يقول( درب السلامة للحول قريب)، ومع ذلك فقد سبقنا رفاقك في النظام إلى ترف غير مسبوق وأبناء وطنهم يبيعون أجسادهم وأرواحهم في الداخل والخارج، فقد شهدت بأم عيني لا بل قل عشتها شعوراً بالحسرة والألم عندما كنت أقبع في قريتنا الصغيرة والحر يكوي أجسادنا، فإذا بالتيار الكهربائي ينقطع ،وعند كشف الحال تبين أن يختاً في طريقه إلى الطبقة المخملية المتسلطة في الخرطوم وكانت مدة القطع ثلاثة أيام حسوما، تكررت عند قدوم اليخت الثاني، وذهب الجميع للبحث عن الثلج والحفّاظات كي لا تفقد أدويتهم من أنسولين ومضادات حيوية صلاحيتها ،وليتهم أعطوا فرق العمل حافزاً ليعيدوا الأسلاك مكانها بعد مرور اليخت فيخفضوا بذلك فترة الإنقطاع والمعاناة !!!. ودعني أروي لك حكايتين لهما صلة بموضوع الطريق وقد سمعتك مرة في فضائيّة الإنقاذ مع أمين النفيدي تتحدث عن أهمية السكة حديد،الأولي في العام 1992 جاءني أحد الزملاء من أهل التوجه الإسلاموي ودعاني لتأييد النظام ،فقلت له : ما يهمني هو تنمية السودان وليس من يحكمه، ولدي مؤشر على ذلك ،إذا قام به أهل النظام سأعلم أنهم سيقومون بتنميته ،وإذا لم يفعلوا فقل على التنمية السلام .فقال ما هو هذا المؤشر؟ قلت هو السكة حديد .قال لماذا ؟قلت النقل والمواصلات عصب التنمية والإقتصاد ولكي يحدث ذلك يجب أن تستغل مواردك وتستفيد من المعطيات الموجودة، والسودان بلد منبسط وسهل ويصلح للبداية من السكة حديد،فهي أكثر سهولة في إنشائها وأرخص وحمولاتها من المسافرين والبضايع أكثر،وبها نسبة سلامة عالية لا تتوفر في غيرها من وسائل النقل،وكلنا قرأ في تاريخ السودان كيف أقام كتشنر خط السكة حديد من حلفا إلى ابي حمد سنة 1898 وبإمكانات وتقنيات هندسيّة أقل بما لا يقاس عن اليوم لينقل بها مدافعه وعتاده، ثم أن السفلتة مكلفة ويأخذ تأسيسها وقتاً أطول، ولديها تبعات،منها ،الصيانة عالية التكلفة،ورفع فاتورة إستهلاك الوقود وزيوت التشحيم،وقطع الغيار،وكل ذلك بالعملات الأجنبية التي نحن في حاجتها الآن لمشاريع التنمية، لنخلق وظائفاً تزيد دخل الفرد ومن ثم الإنتاج،لذا يستحسن تأجيلها ،فكان رده : لماذا لا توصل لهم هذا الرأى ؟فقلت ما أنا أعلم منهم بهذا الأمر وسوف تبين الأيام وجهة نظري في من يأتي إلى السلطة بالقوة. والآن ياسيادة الوزير أنت تعلم ما صنع أهل الأحلام الطلابية المراهقة مع معرفتهم التامة لهذا الأمر،وكان العائق الأساسي لهذه المعرفة هي الفهلوة السياسية والرغبة في الحفاظ على مكتسبات السلطة التي أستولوا عليها عنوة ،وذلك بإهمالهم السكة حديد ومنسوبيها بنقابتهم المتوحدة المزعجة، الشيوعية حسب زعمهم،بل شردوهم تفادياً لما يتوقع منهم ضد نظامهم، فلا ضيرعليهم في أن يدفع أطفال السودان وأهلهم ثمن هذه الفهلوة ،حياتهم على طرق لا تصلح للسير،وتضيع فرص التنمية والتوظيف ليجوع من جاع ويفسد من فسد أما الحكاية الثانية فبطلها سائق شاحنة قدم من غربة طويلة بقدر شاحنته ليستقر بين أهله بعد أن أفلح إعلام النظام في خداعه ،إلتقيته مصادفة وكان لي علم بسفره النهائي إلى السودان ،فسألته : بلغني أنك خرجت نهائياً فما الذي عاد بك إلى هذا الجحيم ؟قال جحيم هنا ولا فردوس سودان الإنقاذ. لا حقته مستفسراً ،لماذا ؟ وهنا دعاني للجلوس ثم بدأ يحكي الأهوال التي عاشها في ظل إستبداد النظام وقسوته حتى وصل بحديثه إلى الحكاية التي نحن بصددها ،قال:كنت في رحلة الذهاب إلى بورتسودان عندما وجدت ذلك الحادث المروع والذي كان سببه الإهمال وعدم الإحساس بأي مسئولية من أي أحد تجاه الله أو الناس في ذلك البلد البائس.فقلت مستفزاً له حتى يشبع فضولي :أنك تبالغ كثيراً.فانتفض وقال :أنا أبالغ؟قلت نعم .قال :أتدري مالذي يحدث لك عندما ترى رجلاً يستجديك ألماً طالباً فصل رجليه عن جسده وهو في قمة الصراع من أجل البقاء؟ قلت: كيف كان ذلك؟قال كان السبب في هذا الحادث قندران معطل بمنتصف الطريق لأكثر من ثلاث رحلات إلى بورتسودان وهو في مكانه ،ثلاثة شباب كانت لديهم حمولة بطيخ ،إصطدموا بهذا الجسم المعتم في ساعات الفجر الأولى ،وتكسرت أرجلهم وألتصقت بمقدم اللوري ،وقفت عندهم بعد الحادث بدقائق وهم يطلبون منّا أن نفصل أرجلهم ونخرجهم قبل أن يقتلهم النزف وبعد أن اعتصرهم الألم ،أبلغنا الشرطة من الساعة الخامسة صباحاً ،فوصلونا وكانت العاشرة ،يقودون سيارة من العهد التركي، إذا لم تنفخ خلفها لن تراها من كثرة الدخان،وينتعلون في أقدامهم سفنجات، وليتهم لم يأتوا فلم يكن بحوزتهم مفك ناهيك عن ونش أو أجهزة قص ،وبعد حضورهم بوقت قصير مات إثنان وبقي السائق يتوسل إلينا أن نقطع رجليه ،وأثناء إنهماكنا في العمل لإخراج مقدمة اللوري من القندران ذهبت إلى سيارتي لأحضر سلسلاً ،وعند عودتي كان قد فارق الحياة ولسان حاله يقول : من هو المسئول عن ترك هذا المسخ الأسود على قارعة الطريق،قال ذلك وقد تهدج صوته واغرورقت عيناه بالدموع .صمت لحظة بعد أن غمرني شعور عميق بالحزن وطافت بذهني صور أمهاتهم بعد أن بلغهن هذا الخبر المشئوم، وبعد فترة هدوء طالبته بأن يواصل،قال :بعد موت السائق بهذه الصورة المأساوية بكيت---- ثم بكيت بحرقة------ حتى سقطت مغشياً في مكاني ذاك ،لم أفق إلا وقد مالت شمس ذلك اليوم الحزين إلى وجهتها ،جرجرت أقدامي وصعدت إلى مقود شاحنتي وعكست سيرها متوجهاً إلى الخرطوم وبعد وصولي بعتها بأول سعر تم عرضه على وكتبت إلى رب عملي السابق وها أنذا أمامك ونهائياُ بلا عودة إلى ذلك الوطن الذي يستهين بحياة أبنائه ولا يثمن إنسانيتهم . وأترك لكم العمل والتدبير يا سيادة الوزير أنت ورئيسك البشير .
| |
|
|
|
|
|
|
|