|
|
 قســاوسة الكــنائس يتخـلون عن الكهنـوت بسبب النســاء
|
قساوسة يتخلون عن الكهنوت بسبب النساء
إذاعة هولندا العالمية
ترجمة: كريمة ادريسي
يشكل التبتل (العزوف عن الزواج) مسألة شائكة مؤلمة وشديدة التعقيد بالنسبة للعديد من القساوسة الكاثوليك. هذا ما تؤكده تجربة وخيار أكثر من مائتين منهم من مجموع ألف قس في هولندا، عجزوا عن البقاء بعيدًا عن النساء كما يفترض أن يكونوا، حسب جمعية "ماجدالا" النسوية الهولندية؛ التي تضم مائتي امرأة يقمن علاقات سرية بقساوسة، ومن المعروف أن الكنيسة الكاثوليكية الرومانية تحرم الزواج على القساوسة.
بحث
ظهر الموضوع للسطح وفتح النقاش حول المسألة من جديد بعدما قرر قس معروف الاستقالة من منصبه العالي بكنسية "سانت يان" بمدينة "دن بوس"، والتخلي عن سلك الكهنوت كلية في بداية هذا الشهر.
وقال الكاهن: إنه لم يستطع أن يظل متبتلا ما تبقى من حياته، وهو ثالث قسيس من نفس الكنيسة يتخلى عن الكهنوت خلال شهرين اثنين؛ بسبب مشكل معاناة العزوبية (التبتل).
ويشير بحث مؤسسة "ماجدالا"؛ التي اشتق اسمها من "مريم المجدلية"، الخاطئة التي مثلت أمام المسيح، وقال فيها: "من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر"، إلى أن كل عضوة في الجمعية تعرف عددًا آخر من النساء على علاقة سرية بقس مثلها؛ لكنهن رفضن الالتحاق بالجمعية.
تقول "آدري دو يونج"، رئيسة جمعية "ماجدالا": "من الأسئلة التي طرحناها على عضويتنا، هل تعرفن نساءً أخريات يعشن نفس وضعكن لم يلتحقن بالجمعية؟ والجواب كان إيجابيًّا؛ فكل النساء اللواتي التحقن بنا يعرفن واحدة أو اثنتين أو أكثر في نفس الوضع"؛ لذلك فإن العدد الحقيقي ربما يكون أكثر من عدد المائتين الرسمي.
صعوبات
تلاحظ الجمعية أنه يصعب على المرأة أن تحافظ على علاقتها بالقسيس سرية تماما. "إذا كانت امرأة ما على علاقة بقسيس، تشعر بالرغبة في أن تتحدث للآخرين عن قصتها وحياتها وهذا يستحيل؛ لذلك كلما طالت العلاقة ازدادت عزلة المرأة". وتضيف "دو يونج" أن "المرأة تكون غير مرئية بالنسبة للمجتمع، وتتأزم العلاقة؛ فتضطر إلى الالتحاق بالجمعية".
تعتبر معظم العلاقات المعروفة لدى الجمعية نصف معروفة؛ لذلك فهي لم تعد شديدة السرية. بالطبع لا تسمح الكنيسة بذلك؛ ولكن العائلة والأصدقاء بل وحتى أعضاء الكنيسة يتقبلون الأمر غالبا.
علاقة خاصة
تزوجت "آردي دو يونج" نفسها بقسيس سابق، تخلى زوجها عن الكهنوت بعد أن تراجعت الكنسية الكاثوليكية ـ في سنوات السبعينيات ـ عن الإصلاحات التي كانت قد تبنتها في السبعينيات. وجد الزوج أن الكنيسة غدت جد محافظة فاختار أن ينسحب. تقول "دو يونج": "لم يحدث بيننا شيء أثناء خدمته بالكنيسة؛ لكن بعد أن تخلى عن الكهنوت مباشرة تزوجنا بسرعة".
اختيار حر
بعد أن تولى البابا "بينيدكت" الخامس عشر منصبه، بعثت مؤسسة "ماجدالا" والمؤسسات المشابهة بالخارج، برسائل للفاتيكان تناشده إعادة النظر في أمر عزوبية القساوسة، وفتح الموضوع للنقاش. لم يحصلوا أبدا على رد.
تحدثت الجمعية في هولندا إلى العديد من الأساقفة حول موضوع علاقات الحب القائمة مع القساوسة. تقول "دو يونج": "إن الأساقفة يجيبون كلهم تقريبا: ممكن؛ لكن ليس في أسقفيتي؛ غير أننا نعرف جيدًا أن نفس الأمر يحدث في أسقفيتهم أيضا".
يعتبر الأسقف "موسكنس" الوحيد في هولندا الذي له موقف إيجابي فيما يخص زواج القساوسة، ليس لأنه ضد التبتل (العزوبية) من حيث المبدأ، بل بسبب النقص الكبير في عدد القساوسة في هولندا، لا شك أن سلك الكهنوت سيجذب إليه الكثيرين إذا سمح بزواج القساوسة.
تحبذ جمعية "ماجدالا" أن تصبح عزوبية القسيس اختيارا حرًّا بدل من أن تظل إلزامية. تقول "دو يونج": "إن القساوسة الثلاث فضلوا التخلي عن الكهنوت بعدما أجبروا على الاختيار. لقد صرحوا بأنهم لا يقوون على العزوبية، وأنهم يتعذبون بسبب الوحدة؛ لذلك اختاروا الاستقالة".
تفضل "دو يونج" أن ترى قساوسة يدافعون عن حقهم هذا ويصدقون في الاختيار إذا لزم الأمر.
|
|
 
|
|
|
|
Frankly
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست