حصة في الكتابة...عن الجنجويد الاكاديمي في جامعة الخرطوم.....يحدثكم فارس تربية د.بشيرم.ادم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-15-2024, 05:22 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-09-2006, 09:27 AM

محمد امين مبروك
<aمحمد امين مبروك
تاريخ التسجيل: 12-23-2003
مجموع المشاركات: 1599

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حصة في الكتابة...عن الجنجويد الاكاديمي في جامعة الخرطوم.....يحدثكم فارس تربية د.بشيرم.ادم

    العدد رقم: 273 2006-08-09

    عن نقابة المنشأة أو الجنجويد الأكاديمي أحدثكم!

    إستقطاع الأستاذ الواحد بلغ (5) مليون جنيه .. أين ذهبت؟؟



    ما دعاني للكتابة مجدداً هو اضراب أساتذة جامعة الخرطوم أيام 17/18/19 يونيو 2006 استجابة لقرار نقابتهم التي اختاروها بحر إرادتهم وبكامل وعيهم.



    عودة إلى عنوان المقال نشير إلى ان (الجنجويد) اسم تردد كثيراً وعلى كل الألسن في الداخل والخارج ونطقه الفصاح والعجم ومما يؤسف له ان (الجنجويد) أسياد الاسم اساءوا كثيراً لشعب السودان نتيجة لما ارتكبوه من فظائع في حق أهلنا في دارفور يندى لها جبين السودانيين خجلاً.



    حسب التعريف فهي جماعة منفلتة استغلت بعض الظروف التي واتتها والدعم الذي يقال انها وجدته لتروع الآمنين من أهل القرآن وتستولي عنوة على ممتلكاتهم وتحرق قراهم وتنتهك أعراضهم حسبما تناقلته الأخبار وهي بسلوكها المشين هذا واتهام الرأي العام بدعم الحكومة لها قد أدخلت هذه الأخيرة في (جحر ضب) يصعب عليها الخروج منه سالمة.



    هذه المقدمة تقودني إلى الحديث عن صنف آخر من (الجنجويد) مثلما ان هناك (جنجويداً) سياسياً وإعلامياً يوجد أيضاً (جنجويد) أكاديمي يتشابهون مع (الأصليين) في استغلال النفوذ والاحتماء بالسلطة وانتهاك حقوق الآخرين.



    في جامعة الخرطوم توجد جماعة استغلت ولاءها للنظام (إنتماءً أو انتفاعاً) أو الاثنين معاً واحكمت فيما مضى قبضتها على الجامعة وسيطرت على معظم الوظائف الإدارية والأكاديمية وحرمت الآخرين برغم انهم (معارضون) لهذا السلوك خلف مرارات ومظالم كثيرة خاصة وان بعض شاغلي تلك الوظائف في تلك الفترة ليسوا أهلاً لها. تلك المجموعة مارست ارهاباً وتخويفاً ومحسوبية (كمان) ضد الآخرين من منسوبي الجامعة فتارة يصفونهم بالمعارضين للنظام وتارة أخرى بالعلمانيين أو الشيوعيين.



    رغم التغييرات التي طرأت ورغم ما يمكن ان اسميه بقومية مديري الجامعة الثلاثة الآخرين بما فيهم مدير الجامعة الحالي وصدق نواياهم في إفساح المجال للجميع كل حسب قدراته ومؤهلاته وخبراته إلا ان (الجنجويد) مازالوا يحلمون بدوام الحال ويحسبون كل صيحة عليهم هم العدو حتى عندما يختار أساتذة الجامعة (صفوة المجتمع) بكامل حريتهم نقابتهم يعترض (الجنجويد) على ذلك ويصفون أساتذة الجامعة للأسف بعبارات غير لائقة.



    لقب (الجنجويد) أطلقته على (الجماعة إياها) قبل عامين تقريباً عندما كان بروفيسور غندور مديراً للجامعة أثناء غيابه من البلاد لفترة لا تتعدى ساعات اجتمع (الجنجويد) واتخذوا قراراً لا يتخذ أصلاً في غياب مدير الجامعة وواضح ان الغرض منه كان إحراج مدير الجامعة. أرسلت رسالة له بالموبايل وأخطرته بما فعله (الجنجويد) وحسب ما حكى لي لاحقاً عندما جاءته الرسالة كان في اجتماع رسمي وبجواره أحد كبار المسؤولين. ضحك البروف لعبارة (الجنجويد) التي وردت في الرسالة قبل ان يغضب لفعلتهم وعندما التفت إليه المسؤول أخبره بروف غندور بمضمون الرسالة فضحك ذلك المسؤول وقال ليهو : ديل تمام (جنجويد).



    أعود إلى موضوع الإضراب والنقابتين (الشرعية) و(المزيفة) و(العاقل يميز). بداية ما صاحب ذلك الاضراب من بيانات وتصريحات ومغالطات ومواجهات كلامية وتجريح للأساتذة من منسوبي الجامعة أمر يؤسف له لأنه أساء للجامعة ولمنسوبيها وكشف ظهرها وأبان سوءتها ونشر غسيلها (القذر) وأوحى للرأي العام بأن هناك صراعاً عميقاً يدور في الجامعة واعتقد ان سمعة الجامعة تضررت كثيراً واعتقد صادقاً أن إدارة الإعلام بالجامعة وبانحيازها لنقابة المنشأة بالجامعة (عمال، موظفين وأساتذة) واساءتها للأساتذة كما أحس بذلك الكثيرون قد عمقت الجراح لأنها أصبحت طرفاً أصيلاً وخصماً شرساً لنقابة الأساتذة المنتخبة. مع احترامي وتقديري لمدير إدارة الإعلام بالجامعة إلا انه قد جانبه الصواب هذه المرة رغم موضوعتيه في كثير من الأحيان فقد كان عليه ان يقول ما تصرح به إدارة الجامعة العليا لا أن يتبنى ما تطرحه نقابة المنشأة. وواضح ان العاطفة قد طغت على المهنية. هناك ضعف واضح في إعلام الجامعة نحس به داخل الجامعة وما يحدث فيها من عدم متابعة لأنشطة وأخبار اجتماعية وأكاديمية، وهناك انجازات كبيرة وأنشطة متعددة في الجامعة لم تسلط عليها الأضواء فوقعت خارج دائرة الضوء ولم يحس بها أحد. الإعلام بصورة عامة أصبح له دور متعاظم في هذا العصر وهو حيوي وفعال على مستوى الجامعة ينبغي ان يعكس أنشطتها ويوضح بعض المفاهيم التي تنشر للعامة بصورة غير دقيقة لا ان يتهجم على الأساتذة أو على نقابتهم المنتخبة كلما سنحت الفرصة لذلك.



    لم يحدث ان تناولت الصحف أي حدث في الجامعة مثلما تناولت خبر اضراب الأساتذة وتكوين نقاباتهم كل كاتب من وجهة نظره وقناعته بسلامة هذه الإجراءات أو تلك في تكوين أي من النقابتين.



    لا أريد الخوض في النواحي القانونية وأشير فقط إلى رد الصحفي خالد فضل (الصحافة 25 يونيو 2006) على رئيس نقابة المنشأة الذي حاول إلباس الباطل ثوب الحق تحت عنوان (معارك القوانين الظالمة) يقول خالد فضل : (كيف يظل الحق مقموعاً بالقانون.. ممنوحاً بالدستور (في إشارة واضحة إلى ان الدستور يمنح الحق في تكوين النقابات والأحزاب والجمعيات) إذا كان أهل القانون يلتفون حوله لحاجة في نفس يعقوب فهذه مصيبة أليس من واجبكم يا أهل القانون المطالبة باتساق القوانين مع الدستور؟ مما يؤسف له ان رئيس (نقابة المنشأة) الأستاذ بكلية القانون طالب بمحاسبة الأساتذة المضربين لأنهم حسب رأيه قد قصروا في واجبهم. (مالكم كيف تحكمون).



    كان القصد من اضراب الأساتذة هو الحصول على شرعية نقابتهم التي انتخبوها وفق إجراءات انتخابية سليمة ونزيهة والتنبيه إلى مطالبهم وحقوقهم الضائعة.



    معلوم ان إدارة الجامعة لا تعطي الشرعية واعتقد ان أي سهام وجهت لإدارة الجامعة بهذا الخصوص قد أخطأت هدفها والنقابة المنتخبة أكدت انها لم تطلب من إدارة الجامعة منحها الشرعية لأنها تعلم ان الشرعية مكانها موضع آخر ولكنها فقط كانت تأمل في مقابلة إدارة الجامعة لها تحت أي مسمى للتفاكر معها حول قضايا الأساتذة بصفة خاصة وقضايا الجامعة بصفة عامة ولم يكن في نيتها الدخول في مواجهة مع مدير الجامعة الذي هو أصلاً أستاذ تهمه قضايا الأساتذة والعمل على حلها ويحمد للرجل انه منذ أيام لبداية فترته وافق على زيادة بدل السكن وعلى تعديل فئات الساعات الإضافية (العافية درجات). أكد مدير الجامعة مراراً ان إدارته ليس لها عداء مع نقابة الأساتذة المنتخبة ولكن متى ما تم الاعتراف بها من الجهات الرسمية فان إدارة الجامعة لن تتردد في التعامل والتعاون معها لخدمة الجامعة ولخدمة مصالح الأساتذة والإدارة جزء منها. واعتقد ان مدير الجامعة بعد التقائه الأساتذة عبر لقاءات في مجمعات الجامعة المختلفة قد كون فكرة عامة وحقيقية عن رأي الأساتذة الايجابي في ضرورة ان تكون لهم نقابة خاصة بهم ومن هذا المنطلق يرجى ان يتعامل مع رغبة غالبية الأساتذة ويسعى معهم للحصول على شرعية نقابتهم.



    بعد صدور الدستور وتثبيته لمبدأ حرية الجماعات في تكوين نقاباتها المهنية تقدم عدد من اساتذة الجامعة بمذكرة لمجلس الجامعة مطالبين بتكوين نقابة أو هيئة مهنية تمثلهم وكان رأي غالبية أعضاء المجلس الانحياز للفكرة. عندما تأكد للأساتذة ان رد الجهات الرسمية في السماح لهم بتكوين نقابتهم استناداً على دستور البلاد المجاز لم يكن مقنعاً قرروا الشروع في تكوين نقابتهم وفقاً لما كفله لهم الدستور وخاطبت اللجنة التمهيدية الجمعية العمومية للأساتذة عبر منشورات وتقرر إجراء الانتخابات لاختيار اللجنة التنفيذية للنقابة وحددت المواعيد الزمانية والمكانية وأخطرت جهات الجامعة الرئيسة بذلك.



    أخطرت الجمعية العمومية للأساتذة بقرار تكوين النقابة وحسب الجداول المعلنة فقد جرت الانتخابات وفق إجراءات سليمة وشفافة حيث نشرت الكشوفات الأولية ثم النهائية عقب انتهاء فترة الطعون وفتح باب الترشيح ثم نشرت قوائم المرشحين في أماكن معلومة بالكليات وجرى التصويت في وضح النهار وتحت اشراف مراقبين. كل من له بصر وبصيرة أو القى السمع وهو شهيد أكد نزاهة وشفافية انتخابات نقابة أساتذة جامعة الخرطوم. هذا وقد شارك ما يقارب ثلثي الأساتذة في العملية الانتخابية بل في بعض الكليات فاقت النسبة 80% ونسبة المشاركة المقدرة أكدت رغبة الأساتذة الحقيقية في تكوين نقابة أو هيئة مهنية خاصة بهم ترعى مصالحهم وقد شارك في الانتخابات كل ألوان الطيف من أقصى اليمين إلى اقصى اليسار مروراً بالوسطيين كما شارك الأساتذة بمختلف درجاتهم ورتبهم العلمية ومختلف اعمارهم.



    جرت انتخابات نقابة أساتذة جامعة الخرطوم بهدوء تام رغم بعض المعوقات والتحرشات حيث حاول بعض (الجنجويد) عرقلتها وعمدوا إلى تهديد بعض الاساتذة وتخويفهم كما سعوا إلى اعاقة الانتخابات في بعض المراكز بل ان احد هؤلاء (الجنجويد) واستناداً على سلطاته السابقة طلب من الحرس الجامعي استدعاء (المرابطين) (قوة من خارج الجامعة) لضرب الأساتذة وتخريب الانتخابات ولكن الحرس الجامعي رفض الفكرة والحمد لله ماتت الفتنة في مهدها.



    يبدو ان صمت الأغلبية اعطى أقلية (الجنجويد) اشارة خاطئة فما زالوا يمارسون سلطوية واستبداداً واستعلاء وارهاباً للآخرين ونخشى ان ينتقل العنف إلى وسط الأساتذة نتيجة لتلك التصرفات غير المسؤولة وكما يقولون (الحرب أولها كلام).



    من خلال هذا السرد لمراقب شاهد وشاف كل حاجة يتضح ان الإجراءات الانتخابية لنقابة اساتذة جامعة الخرطوم كانت نزيهة وشفافة ومعبرة اختار فيها الأساتذة بكامل وعيهم ومقدرتهم الذهنية والفكرية الرفيعة من يمثلونهم تمثيلاً صحيحاً تحت مراقبتهم ومناصحتهم ومشاورتهم وجاء تكوين اللجنة التنفيذية ممثلاً لكل الاتجاهات بما فيهم بعض الإسلاميين ولذلك من غير الانصاف وصف النقابة بانها نقابة الشيوعيين والعلمانيين وإذا كانت هناك جهة معينة بالجامعة حظيت بثقة أكثر من ثلثي الأساتذة لها فيجب ان نعترف بها ونتعاون معها لا ان نصفها بأوصاف ليست فيها وان نخيف الآخرين ونوهمهم بأن فئة معينة تسيطر عليهم.



    هذا ما كان من أمر نقابة الأساتذة التي يقال ويعتقد انها اكتسبت شرعيتها من وحي دستور البلاد المجاز.



    ماذا عن أمر نقابة المنشأة بالجامعة (عمال، موظفين، أساتذة) بنفس الموضوعية تقول الشواهد وتؤكد ان نقابة المنشأة لا تمثل أي من هذه الفئات فعلياً مع الاحترام والتقدير لبعضهم الذين يعترفون بأنهم لا يمثلون إلا فئة قليلة لا وزن لها. كيف تكونت؟ هل جرت الانتخابات لها بالطرق المتعارف عليها؟ هل جرى اختيار ممثلي اللجنة عبر فئاتهم المذكورة؟ للاسف يمكن الاجابة بالنفي وسبحان الله بين شفافية انتخابات نقابة الأساتذة وضبابية انتخابات نقابة المنشأة.



    هناك كل شئ تم تحت الأضواء الكاشفة و(على عينك يا تاجر) هنا كل شئ تم تحت تحت (دفن الليل اب كراعاً بره). لم يسبق تكوين نقابة المنشأة (عمال - موظفين- أساتذة) أي إعلان بذلك كما لم تنشر جداول زمنية توضح بدء وانتهاء الانتخابات. نشرت الكشوفات بليل (ان صح التعبير) واشتملت على أسماء بعض المتوفين أو المحالين للمعاش أو الذين تركوا خدمة الجامعة منذ مدة طويلة في حين انها اسقطت عمداً أو سهواً اسماء بعض من هم في الخدمة وبالطبع لم تكن هناك فرصة للطعون وتصحيح تلك الأخطاء ولم تحدد مواعيد مكانية وزمانية للانتخابات وفوجئ الجميع بنشر قائمة الفائزين الذين لم يعرف أحد ترشيحهم اصلا على طريقة (الاجماع السكوتي).



    ماذا كان يضير نقابة المنشأة (عمال، موظفين، أساتذة) من إجراء انتخابات بصورة شفافة؟ مما يؤسف له ان نقابة المنشأة في إحدى بياناتها يونيو 2006 وصفت انتخابات نقابة الأستاذة بأنها (صورية وجرت دون الرجوع للجمعية العمومية للأساتذة وفي ذلك تزوير لإرادة الأساتذة ومحاولة للهيمنة والتوجيه والاعتداء على الإرادة بواسطة جهات سياسية بعينها).



    عجباً لمن يسمع لهذا القول الذي يطابق المثل (رمتني بدائها وانسلت) أليست هذه مهزلة؟ إذا كانت هذه هي الطريقة التي تتم بها تزوير إرادة العاملين في مؤسسات أخرى وفي الأحياء الشعبية ما كان ينبغي ابداً ان تكون جامعة الخرطوم مسرحاً لتلك (المسخرة) وتلك المهزلة. هذه الطريقة التي تمت في الجامعة وسط العقول النيرة يعتبر استخفافاً بالعقول وغير لائق في حق الجميع.



    تساءل الصحفي خالد فضل في المقال الذي اشرت إليه سابقاً عن أيهم احق بحق العدل والقانون؟ نقابة تستند على قانون ظالم قامع باطش أو نقابة تستند على دستور الدولة؟



    خلال سنواتها ودوراتها المتعاقبة هل قدمت نقابة المنشأة خطاب دورة أو كشف ميزانية؟ الحساب ولد كما يقولون. ماذا قدمت نقابة المنشأة للعمال أو الموظفين أو الأساتذة ما يميزهم عن الآخرين حسب طبيعة عملهم؟.



    تستقطع نقابة المنشأة شهرياً ما يزيد عن مبلغ 26 ألف جنيه من كل أستاذ.



    هذه الاستقطاعات الشهرية فيها بعض البنود غير المبررة على الاطلاق وإذا ما ضربناها في عدد شهور السنة (12 شهراً) في عدد السنوات التي سيطرت فيها نقابة المنشأة فإن جملة المستقطع من كل أستاذ يبلغ ما يقارب الـ 5 ملايين جنيه وإذا ما ضربناها في عدد الأساتذة مضافاً لذلك الاستقطاعات من الموظفين والعمال بذات الكيفية فإن جملة الاستقطاعات تصل إلى عدة مليارات.



    كم كان نصيب الأساتذة منها في تحسين دورهم في المجمعات والكليات وحتى دارهم الرئيسة؟ ماذا جنى الأساتذة من نقابة المنشأة مقابل مساهماتهم الاجبارية المقدرة؟ لا نريد ان نشكك في ذمة أحد ولكن نريد ان نعرف فيم صرفت تلك المليارات وذلك عبر تقرير مالي مبرئ للذمة تجيزه الجمعية العمومية فهل من مجيب؟.



    أي فئة مهنية لها مطالبها الخاصة بها ومن هنا كانت مشروعية المطالبة بنقابة أساتذة جامعة الخرطوم أما نقابة المنشأة فهي تخشى ان تحقق مكاسب لفئة دون أخرى ولذلك كانت تنتظر فقط ما ينطبق على سائر العاملين بالدولة ثم بعد ذلك تركب الموجة وتدعي انها حققت ذلك الانجاز. هل حققت نقابة المنشأة أي انجاز لأساتذة جامعة الخرطوم؟ هل انتزعت لهم أي حقوق وامتيازات تميزهم بحكم تميزهم.



    حتى نكون أكثر موضوعية وندعم أقوالنا بالوقائع أسوق بعض الأمثلة:-



    منذ عام 1992 صادقت وزارة المالية على صرف بدل تذاكر سفر لأساتذة الجامعات بدرجاتهم العلمية وللقيادات العليا بالدولة وبفئات محددة وصرف أساتذة بعض الجامعات الحكومية بالعاصمة وربما بعض أساتذة الأقاليم حقهم كاملا وبالطبع القيادات بوزارة التعليم العالي أما اساتذة جامعة الخرطوم فلم يصرف لهم إلا (فتاتاً) ولم يتعد المقبوض إلا نسبة ضئيلة جداً من جملة الاستحقاقات نالوه قبل شهور قليلة ومازالوا يطالبون ببقية حقوقهم منذ صدور القرار في عام 1992م. حدث هذا لأن أغلب الأساتذة لا علم لهم بذلك المنشور أما نقابة المنشأة فاما انها كانت على علم به ولكنها تخشى من ان تسبب لها المطالبة بها تذمر الفئات الأخرى أو انها لا علم لها بذلك وبالتالي تكون قد تسببت في ضياع حقوق الأساتذة خلال السنوات الفائتة.



    يعلم جميع الأساتذة ان (فتات) بدل التذاكر الذي صرفوه لم يكن لنقابة المنشأة في البداية دور في المطالبة به والسعي وراءه. اين كانت النقابة طوال هذه السنوات؟ بدأت المطالبة بمبادرة شخصية من أحد الأساتذة الذي صاغ مذكرة مطالباً بمخصصات بدل تذاكر السفر باسم الأساتذة وجمع توقيعاتهم ثم رفع المذكرة إلى مجلس الجامعة عبر ممثلي الأساتذة بالمجلس ناقش المجلس المذكرة وتجاوب معها بايجابية تامة وامن على حق الأساتذة في صرف استحقاقاتهم منذ عام 1992 اسوة بزملائهم في التعليم العالي وأكد المجلس ان الحقوق لا تسقط بالتقادم ووجه الجهات المالية والتنفيذية بمتابعة الأمر وتمكين الأساتذة من صرف استحقاقاتهم.



    بعد ان وضح الأمر وان هناك حقوقاً آتية لا محالة للأساتذة وبعد ما (لبنت) التقطت نقابة المنشأة القفاز وادعت انها سعت للأمر وانها صاحبة الانجاز والمهم في الأمر ان أساتذة جامعة الخرطوم اثبتوا الحق لهم ولبقية الجامعات التي لم تصرف من قبل والغريب في الأمر ان أساتذة بعض الجامعات صرفوا أكثر مما صرفه أساتذة جامعة الخرطوم! الظريف ان بعض (الجنجويد) رفضوا التوقيع على مذكرة المطالبة بالمخصصات لاعتقادهم ان الأمر وراءه جهة سياسية تريد تحقيق انجاز يحسب لها ولقد كان بعض هؤلاء (الجنجويد) أول من (قبض!). لم تكن نقابة المنشأة متحمسة في البداية للمطالبة بحقوق الأساتذة من بدل السفر وذلك ربما خوفاً من مطالبة الفئات الأخرى.



    أمر آخر يكشف وجه نقابة المنشأة تجاه الأساتذة. تقدم أحد الأساتذة بمقترح للجنة شؤون الأساتذة لزيادة بدل السكن للأساتذة وفقاً لمرتباتهم العلمية أسوة بنظرائهم في بعض الجامعات الحكومية. ناقشت اللجنة المقترح وتبنته ثم رفعته لمدير الجامعة الذي وافق عليه مشكوراً بعد ان عدل فيه بالزيادة.



    أثناء المناقشات عارضت نقابة المنشأة في شخص الأمين العام الحالي (ي.ن) ورئيس نقابة المنشأة السابق (د.أ.) مقترح الزيادة باعتبار ان شريحة معينة فقط (أساتذة) هي المستفيدة من الزيادة.



    مثال آخر: تبنت لجنة شؤون الأساتذة مشروعاً لبناء منازل للأستاذة إضافة لبناء عمارات سكنية للجامعة في مجمعاتها المختلفة (وسط، سوبا، شمبات والتربية) وتمت الزيارات الميدانية وحددت المواقع وأجريت الدراسات اللازمة وأعدت الخرط الهندسية للمنازل والشقق وتم تحديد تكلفة أولية ومن ثم قابلت اللجنة بروفيسور غندور الذي رحب بالفكرة وتحمس لها ووعد بأن يقوم بنك العمال بتمويل المشروعين أو اعطاء ضمانات للجهات التي تلتزم بتنفيذها ولكن عدم حماس بعض أعضاء نقابة المنشأة من (الجنجويد) قتل الفكرة وضاعت الفرصة على الأساتذة وعلى الجامعة.



    بعد اضراب الأساتذة تنفيذاً لقرار نقابتهم التي اختاروها بطوع إرادتهم أصدرت نقابة المنشأة بياناً جاء في فقرته الأخيرة أنها (ستشرع في اتخاذ كل السبل الكفيلة بحفظ حقوقها في إطار القانون والدستور المفترى عليه فالقانون لا يعرف أحداً فوقه ولكنه قد يعرف بعض الخارجين عليه والذين يتكفل القانون بمحاسبتهم)، عجباً هذا التهديد! ألم يعلم (الجنجويد) ان اسلوب الوعيد والتهديد هو الذي درج عليه بعض المحسوبين على النظام فعندما يفقدون المنطق يلجأون إلى الاحكام السياسية الجاهزة ويحاولون ارهاب الآخرين الذين ينتقدونهم فيلبسونهم طواقي الشيوعية والعلمانية ولكن ذلك لا يخيف أصحاب الحق والإرادة؟ ألم يدركوا ان قطار السودان الجديد قد بارح محطة التسعينيات منذ التاسع من يناير 2005؟ فلنذكر أنفسنا جميعاً بأن جامعة الخرطوم أمانة في اعناقنا كلنا ولا ينبغي لفئة ان تنصب نفسها وصية على الآخرين ولا داعي للمزايدة في الانتماء للجامعة أو إعادة الحرص على حقوق العاملين أكثر من الآخرين.



    أثناء اضراب الأساتذة وصفت بعض بيانات نقابة المنشأة الأساتذة المضربين بـ (المعاشيين) سبحان الله ويا لسخرية الأقدار هل اصبح تقدم العمر لأساتذة جامعة الخرطوم سبة وعاراً يشتمون به؟ (حقيقة الاختشوا ماتوا!) الذين التحقوا بخدمة الجامعة في التسعينيات عبر بوابتها الخلفية أو شبابيكها الصغيرة ووصلوا في فترة وجيزة إلى أعلى المناصب الإدارية بسبب انتمائهم الفكري بعد ان غيروا ولاءهم السابق مثل هؤلاء يسبون ويسيئون إلى من حملوا مشعل العلم وأثروا قاعات الدرس ومجالس العلم والمعرفة عبر مسيرة استمرت عشرات السنين واعطوا الجامعة شهرتها ومكانتها العلمية الرفيعة التي تتمتع بها الآن وكل أفراد هذا الجيل نالوا أرفع الدرجات العلمية من الجامعات الاوروبية، والأمريكية المرموقة الشواهد تؤكد ان العطاء البشري ليس له عمر محدد ينقطع عنده ففي داخل الجامعة نفسها أمثلة لعدد من كبار الأساتذة من من تجاوز ما يسمى بالسن المعاشية في الخدمة المدنية ومازال عطاؤهم ثراً ومميزاً من حيث الانضباط والإخلاص والتفاني مما جعلهم قدوة ونماذج يحتذى بها.



    التحية لكم يا كبارنا يا أساتذتنا يا أباءنا بروفيسور عبد العال، داؤود، بعشر، النصري، عبد العزيز، عزالدين، السنوسي، عامر، علي، عبادي، الضرير.. وليعذرني من لم اسمهم فالقائمة تطول أمد الله في أيامكم وأسعدنا وأسعد الجامعة بوجودكم.



    ظاهرة أخرى تزامنت مع اضراب الأساتذة وهي تضامن الطلاب مع الأساتذة وامتناعهم عن أداء الامتحانات في بعض الكليات ويحمد للأمر انه لم يتوسع كما لم تكن هناك احتكاكات ولا أعتقد ان هناك أية جهة طالبت الطلاب بالوقوف مع أساتذتهم في مطالبهم وإنما فعلوا ذلك من تلقاء أنفسهم اعتقاداً منهم ان ذلك ربما يخدم قضية أساتذتهم. هذه بادرة وظاهرة ينبغي ألا تتكرر ولا داعي ان يزج الطلاب بأنفسهم في قضايا الأساتذة كما لا ينبغي ان يزج الأساتذة بأنفسهم في قضايا الطلاب الخاصة فكما الطلاب قادرون على التعبير عن مطالبهم وانتزاع حقوقهم عبر آلياتهم المعروفة لديهم فالأساتذة أيضاً قادرون على تحقيق مطالبهم ولكن يمكن للفئتين أساتذة وطلاباً ان يتضامنوا في القضايا الوطنية والأكاديمية.



    نحسب ان مدير الجامعة مستمع جيد وشخصية علمية وإدارية مقتدرة يعرف قدر العلم والعلماء ولذلك سيعطي قضايا الجامعة جل اهتمامه حفاظاً على مكانة الجامعة فبعد توليه أعلن قومية سياسته في إدارة الجامعة وقومية وظائف الجامعة (ان صح التعبير) والحرص على مشاركة الجميع في كل ما يهم الجامعة ولا نعتقد انه منحاز لفئة دون أخرى بنهجه هذا وبقراءته الصحيحة لمتطلبات المرحلة استطاع أحياناً كثيرة ان يمسك بزمام الأمور وان يجنب الجامعة بعض الأزمات والمواجهات خاصة مع الطلاب.



    اللقاءات والاجتماعات الدورية بالأساتذة نهج سليم لأنها تتيح الفرصة لتبادل الأفكار بشكل جدي وصولاً إلى بلورة الحلول والمقترحات بصورة موضوعية وواعية. ويستحسن ألا ترتبط تلك اللقاءات بالأزمات فالشورى ضرورية لمواجهة التحدي وهي مفتاح الوصول للقرار السليم. كما يقول المثل (بيت الشورى ما بيخرب). مشاركة الجميع أو الأغلبية في إتخاذ القرار يجعلهم يتحملون تبعاته فالجميع مهتم بالمصلحة ومن تهتم به وتشركه الرأى ان لم تكسبه حيدته.



    نذكر جميع منسوبي الجامعة باننا ننتمي لمؤسسة رائدة ونلتقي جميعاً في الوطن الكبير الحدادي المدادي ونتطلع ان نعيش في وطن الكل أسياده... وطن بالفيهو نتساوى... نحلم... نقرا... نتداوى... فنحن نعمل جميعاً في مؤسسة رائدة ينبغي ان نتساوى فيها بكفاءتنا وبقدراتنا وبمؤهلاتنا لا ان يتعالى فيها البعض بألوانهم وانتماءاتهم وولائهم السياسي.دور الجامعة لا يخفى على أحد فمكانتها محفورة في ذاكرة الشعب السوداني وفي ضمير الأمة وجميع التغييرات السياسية المهمة في المجتمع السوداني كان مركزها جامعة الخرطوم وهي نبض الأمة ومنارة الوطن ورمز قومي يعتز به وصدر حنون للوطن وقبلة له وموطن للخبرة وكهف للأمان عند الخطوب عبر الزمان.



    انطلاقاً من هذا الدور ينبغي ان تكون جامعة الخرطوم رائدة المجتمع وان تقوده في إعلاء قيم العفو والتسامح وسعة الصدر وإعلاء شعار ان الجامعة تسع الجميع وتحتاج لجهود جميع منسوبيها عبر نقابات منفصلة لكل مهنة فالبلاد تسود فيها أجواء إخاء وتسامح وعفو وفتح الصفحات الجديدة في العلاقات الإنسانية والعهد الجديد ونقصد به تغيير طاقم الإدارة العليا للجامعة وما سبق ذلك من تغييرات وتطورات ايجابية منذ أواخر عهد بروف عبد الملك (باعث نهضة الجامعة الحديثة وناقلها إلى آفاق القرن الحادي والعشرين) ونحسب ان عهد الإدارة الجديدة هو إمتداد لعهد المشاركة في الجامعة لكل صاحب عطاء من أبناء الوطن ولا بد للجميع من إحياء دور الجامعة التاريخي والريادي في التصدي لقضايا الوطن ففي عهد السلام لا بد ان يكون للجامعة اسهام واضح في توطيد ثقافة السلام والوحدة والجماعية وبسط الحريات.



    ليس من المستحيل ان يتكاتف الجميع من أجل المحافظة على سمعة الجامعة التي اكتسبتها عبر عقود من الزمان وستظل أم الجامعات السودانية و(أبوها كمان) شامخة... شامخة... لن تغيب شمسها أبداً.





    د.بشير محمد آدم



    [email protected]
    ------------------
    نقلا عن السوداني




                  

08-09-2006, 09:43 AM

رامي يوسف الصديق

تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 264

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حصة في الكتابة...عن الجنجويد الاكاديمي في جامعة الخرطوم.....يحدثكم فارس تربية د.بشيرم.ادم (Re: محمد امين مبروك)

    التحية لاستاذي د. بشير مصادما كعهدي به دائما..
                  

08-09-2006, 10:15 AM

محمد امين مبروك
<aمحمد امين مبروك
تاريخ التسجيل: 12-23-2003
مجموع المشاركات: 1599

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حصة في الكتابة...عن الجنجويد الاكاديمي في جامعة الخرطوم.....يحدثكم فارس تربية د.بشيرم.ادم (Re: رامي يوسف الصديق)

    رامي يوسف الصديق
    Quote: التحية لاستاذي د. بشير مصادما كعهدي به دائما..

    الاستاذ رامي
    تحياتي
    :
    :
    الاستاذ بشير وثلة من الاولين هم الامل الباقي في الاسناد لكي لا تسقط
    ام نخيل
    لك وللمقال عودة
                  

08-09-2006, 10:27 AM

محمد امين مبروك
<aمحمد امين مبروك
تاريخ التسجيل: 12-23-2003
مجموع المشاركات: 1599

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حصة في الكتابة...عن الجنجويد الاكاديمي في جامعة الخرطوم.....يحدثكم فارس تربية د.بشيرم.ادم (Re: محمد امين مبروك)

    Quote: في جامعة الخرطوم توجد جماعة استغلت ولاءها للنظام (إنتماءً أو انتفاعاً) أو الاثنين معاً واحكمت فيما مضى قبضتها على الجامعة وسيطرت على معظم الوظائف الإدارية والأكاديمية وحرمت الآخرين برغم انهم (معارضون) لهذا السلوك خلف مرارات ومظالم كثيرة خاصة وان بعض شاغلي تلك الوظائف في تلك الفترة ليسوا أهلاً لها. تلك المجموعة مارست ارهاباً وتخويفاً ومحسوبية (كمان) ضد الآخرين من منسوبي الجامعة فتارة يصفونهم بالمعارضين للنظام وتارة أخرى بالعلمانيين أو الشيوعيين.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de