|
لبنان : مسرح فُرجة عربي !
|
في ختام اللقاء معها - مع ماجدة الرومي - لدى قناة الجزيرة سألها مقدّم البرنامج إن كان لديها من كلمة أخيرة تقولها للزعماء العرب ، فصمتتْ – ذلك الصمت المُضنَى من عسف السؤال ، ثمّ قالت : - صمتي يكفي .. ! ولكنّي أريد أن أقول شيئاً للكتّاب والفنّانين والمثقّفين العرب : إنّ صوتكم هو الأعلى والأقوّى من الكل .. عليكم الإستفادة من ما تتيحه التقنية الحديثة لإسماعه للعالم أجمع ، ليرى ويعرف بما يجري هنا ،،
ولكنّي حين رفعت سروالي من مقاعد الفرجة - ظناً منّي بأنّيَ أحد المعنّيين - وذهبت الى هذا الكرسيّ الذي أجلس عليه الآن ، دهمني السؤال المُضني – المحيّر: ماذا عسايَ أن أكتب ، وبأيّ اللغاتْ : لغة ُ "مظفر النوّاب" البذيئة أمْ "حسّان بن ثابت" الورعة ، "نيرودا" المصادمة أم "مالارميه" الرقيقة ، لغة "دبلوماسييّ "مجلس الأمن" أم "أيمن الظواهري" ؟!! وترددت بين المكوث هنا أو الذهاب الى مقاعد الفرجة ثانية ً !
وتذكّرت حديثا ً قديما دار بيني وصديقي الشاعر محمد محي الدين ، كنت قد سألته : - يا محمد ، طوّلتَ مِن كتابة المسرح .. الحكاية شنو ؟ فنظر إليّ مستنكّراً ، راسماً إبتسامته الهازلة على شفتيه ، وأجاب : - إنتَ يا عادل جنّيت ولّلا شنو ؟! هسّع عليك الله في زول بيقدر يكتب ليهو مسرحيّة تقدر تجاري ، دعكَ أن تفوق ، الشيتنْ البسوّو فيهو ناس البرلمان اليومين ديل ؟!! عليك الله خلّينا النقعد نتفرّج ساكت !
كان السودان في هرجْ ومرجْ الأيام الأخيرة للديمقراطيّة قبل أن يسدلُ عليها الستار من قِبَل زبانية "الجبهة الإسلاميّة" ، حيث كنّا نتفرّجْ على المسخرة ، تلك المسخرة التي أين منها مسخرة الأنظمة العربيّة ( يحفظها الله ) في جلوسها على مقاعد الفُرجة لما يحدث في لبنان – الآنْ .
|
|
|
|
|
|