السودان حيكون مافي! نعمل إيه؟ بقلم الأستاذ انور محمدين قد يلحظ المتابعون أنني أتجنب الخوض في السياسة في مقالاتي رغم أنني درست العلوم السياسية على يد الدكتور عدنان الحردلو في جامعة الخرطوم والتغير الاجتماعي (وهو ابن عم العلوم السياسية) تتلمذت فيه لدن العالم إدريس سالم ومارست السياسة عمليا منذ وقت مبكر ولكني أتحاشاها حتى لا أنحدر إلى منزلق هلال – مريخ السياسي أي إخوان مسلمين – شيوعيين أو معارضة وحكومة كما يحدث بكل أسف وبالمناسبة ورثنا عن حقبة مناهضة الاستعمار وضع كل من يناصر نظام الحكم القائم – أي عهد – في قفص الاتهام فهو دائماً المتسلق والنفعي أما المعارض فهو السوبر بطل! رغم كل المحاذير أرغمتني على طرح هذا الأمر الجلل الأحداث فقد رشح في الآونة الأخيرة أن أمريكا بعد تشكيل الشرق الأوسط الجديد ستعيد تركيبة إفريقيا، وفي خريطتها الجديدة (ما في سودان) كما صرح عبد الله زكريا وهو من الفاشر وزعيم اللجان الثورية الليبية في السودان في محاضرة في الخرطوم باعتباره مطلعا على ما وراء الكواليس! وحين نتابع نشاط زعمائنا تصيبنا الريبة فالكل يحج إلى واشنطن، فبعد ربيكا ذهب سلفاكير ثم مناوي، أما كعبة الوطن فقد كثر حولها الضجيج وقل الحجيج. وثالثة الأثافي أننا متهمون كظالمين رغم أننا مظلومون فها هو خليل إبراهيم أحد قادة حركات دارفور يقول إن النوبيين هم الذين يحكمون السودان ( ويبدو أنه قد حسب الورم شحما)! دعنا نضع في أذهاننا أسوأ السيناريوهات حتى نتحسب لها ولا تحاصرنا الأعاصير بغتة، ماذا إذا انفصل الجنوب وتبعه الغرب .. أين موقعنا من السودان الجديد؟! في رأيي الشخصي أننا يجب أن ننادي بالوحدة لأن فيها القوة والمنعة وهي توجه عالمي ولكن تحسبا أعتقد أنه حان الأوان أن ننسق بيننا كإقليم شمالي (من الخرطوم إلى وادي حلفا) والإقليم الأوسط (الحزام النيلي) لأنه واسطة العقد وسلسلة الوطن الفقرية ليكون نواة التماسك ذلك لأن الإقليم الأوسط نوبي الأصل وحتى السكان جذورهم شمالية وحسبي أن مارنجان (بالنوبية) سوق الذرة، وبعدئذ ننادي كردفان والشرق للانتظام معنا فهما خاليان من النزعات التفرقية وإن شابتهما المطالب التنموية كحق مشروع، والآخرون نعمل على أن تكون الوحدة لهم جاذبة فإن اقتنعوا خيراً وإلا "ربنا يسهل لينا وليهم" سلميا دون حروب فالوطن كالزواج لا يبنى على إكراه أي دعوة لإعادة بناء السودان من الوسط للأطراف. فرغم أن في الدنيا كلها الدول قبائل (عدا الصومال قبيلة واحدة!) والوسط عادة بضرورة الموقع متقدم إلا أن السودان قفزت فيه الجهوية والقبلية لمهدد ينطوي على تهديد كيان البلد وليس ضد نظام سياسي معين كما يعتقد البعض، فالموضوع أعمق وأخطر. ومسألة المركز والأطراف قضية عالمية قديمة لها أطروحاتها وعلماؤها في السياسة وتنمية المجتمع. هذا رأيي وهو مجرد اجتهاد ورؤية شخصية بناء على معطيات تترى أمامنا، وقد أكون صائباً وربما مخطئا فلست المتنبي لأدعي: ودع كل صوت غير صوتي فإني أنا الصائح المحكي والآخر الصدى وهو موضوع كبير، يتعلق ليس بمصير أو مستقبل البلد فحسب بل بوجوده، لذا علينا تبادل الرأي فيه بروية وهدوء، وفي انتظار رؤاكم ومساهماتكم لكم كل محبتي. أنور محمدين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست