عِبيلة و يُمْنة ... قصص سودانية من السلف و الخَلَف

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 11:12 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-29-2006, 06:57 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عِبيلة و يُمْنة ... قصص سودانية من السلف و الخَلَف

    يحكى أن فلاحاً فقيراً بقرية نائية عند سفح سلسلة جبال شاهقة ، كان يعيش مع زوجته و إبنتيه (عِبيلة) و (يُمْنة)..
    ما يقع خلف سلسة الجبال كان أمراً أشبه بالخيال ، لا يعرف أحد عنه شيئاً .
    يحيك أهل القرية عنها حكاوي كلها من نسج خيالهم أو من أضغاث أحلامهم.
    الفلاح سليل أسرة عريقة ممتدة عبر الأزمنة و القرون .. إلا أن أموراً عظيمة قد كانت السبب في تشرذم العشيرة و جعلتها تتفرق بين أرجاء تلك المعمورة .. و إستقر الحال بأجداده ثم والده في هذه القرية .. فحمدوا الله و شكروه بلسان لاهج و إرتضوا حكمه .. و رضوا بما قسمه لهم الله و إمتهنوا الفلاحة و الرعى.
    شيخ القرية من سلالته.
    كل أعمدة القرية من ( أجاويد ) و أهل الحل و الربط من نسبه و حسبه ..
    والد البنتين كان يقص عليهما قصصاً ينسجها من خياله و هو يعمل في حقله الصغير.
    عِبيلة.. كانت بديعة الحسن.
    يُمْنة.. كانت تحاكي القمر ليلة التمام ..
    والدتهما .. كانوا يسمونها ( البُرَاق ) .. ( شلوخها ) العريضة لم تملأ حتى كل جنبات خديها .. فبقيتْ أجزاء منهما تحكي عن فاكهتين من ثمار الخوخ في عز النضوج .. يَفْتَر ثغرها عن إبتسامة تفضح اللؤلؤ المكنون .. لذا أتتْ (عِبيلة) و (يُمْنة) من ظل جمالها و تلافيف حسنها.




    ذات يوم و الغيوم تحجب وجه الشمس و السماء ..
    إنبثق جيش عرمرم من بين ممرات سلسلة الجبال .. إندلق الجند كماء السيل العرمرم ..
    تبرق سيوفهم تحت أشعة الشمس التي تسترق السطوع بين طيات السحاب بين الفينة و الأخرى .. فيكاد سناها يخطف الأبصار ..
    تخفق الأعلام و البيارق بين ميمنته و ميسرته ..
    تُحْدِثُ وقع سنابك الخيل رهبة في النفوس .. فهي في جَلَبةٍ و صخب بينما تنفلت احجارة الصغيرة من بين حوافرها.
    جفلتْ الطيور من على أعشاشها .. فرفرفتْ بجناحيها محلقة بفزع تاركة أعشاشها بما حوَتْ ..
    إنطلقتْ البهائم من قيودها فزِعةً ..
    يتقدم الجيش فتى مفتول الذراعين .. يجلس على سرجه مزهواً ..
    لعينيه لمعان المعدن في مِصْهَر الحداد .. و بريق الباز عند هجمة الإنقضاض.
    تزين ريشة صقر مقدمة رأسه .. بينما ترقد ( حِجبات ) ضخمة مجلدة بجلود الحيوانات على صدره و على عضديه.
    توارى أهل القرية مذعورين خلف أبواب بيوتهم ..
    إلا والد ( عبيلة و يُمْنة) ..
    فقد وقف منتصب القامة و ( طوريته ) على كتفة تقطر طيناً و حشائش.
    تقدم منه الفتى .. حتى لامستْ أنفاس جواده وجه الفلاح ..
    ترجل الفتى و قال له : أراك لا تهابنا ..
    قال الفلاح : و لم أخافك ؟
    قال الفتى : أنت على حق .. هل لنا بالماء و الطعام .. فأمامنا رحلة طويلة .. و عدو له في البطش باع طويل.
    قال الفلاح : الوقت ليس وقت حصاد .. و ما نملكه لا يكفي حتى أطفالنا.
    قال الفتى : سنمكث حتى وقت حصادكم إذن..
    قال الفلاح : حينها سنقتسم معكم زادنا و حفائر الماء..



                  

07-29-2006, 07:08 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عِبيلة و يُمْنة ... قصص سودانية من السلف و الخَلَف (Re: ابو جهينة)

    قال الفتى و هو يرمق (عِبيلة) و (يُمْنة) من طرف خفي : هؤلاء بناتك ؟
    نعم .. عبيلة و يمنة ..
    و نصب الفتى خيمته أمام منزل الفلاح .. يتناول كفاف طعامه و شرابه من البنتين ..
    يرنو إليهن بإعجاب متناهٍ ...
    و في عينيه نظرة ذات مغزى.
    إلى أن إكتشف ذات ليلة قمرية موهبة البنتين في سرد القصص ..
    و عرف أيضاً أن والدهما هو من شَحَذ قريحة البنتين و ألهمهما هذا الخيال الواسع.
    فأفرد مجلساً أمام خيمة الشَّعْر .. يتوافد إليه جنده و أهل القرية و ما جاورها ..
    فتجلس يُمْنة يوماً تسرد ما شاء لها السرد.. و عِبيلة يوماً آخر .. تغزل الحكاوي من خيالها الجامح ..
    و تنساب الحكاوي ليلة بعد ليلة ..
    و الجند و قائدهم يستمعون دون أن ينسوا مهمتهم التي تنتظرهم في الأيام القادمة.
    تكون الحكاوي أكثر جمالاً إن كان القمر بازغاً ..
    و في ليالي المُعْتِمة .. تُوقَد المشاعل .. و الجند يتناوبون الحراسة و الإستماع ..

                  

07-29-2006, 07:19 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عِبيلة و يُمْنة ... قصص سودانية من السلف و الخَلَف (Re: ابو جهينة)

    القصة الأولى : ( من فات قديمو ... تاه )

    قالت (عِبيلة) و هي تروح و تجيء بأصابعها على ( مسيرة ) شعرها المنسدلة حتة كتفيها و ما تحتهما :

    حكى أبي عن جده ( العَنَجي ) عن جدته ( الأكسومية ) عن أبيها المسمى ( الطمباج ) :

    نظرتْ نملة إلى جسدها النحيل على صفحة بركة ماء قرب مضارب قومها ..
    تململتْ .. و تنحنحتْ .. و إمتعض وجهها .. و وقف قرنا إستشعارها في حالة إستنفار ..
    ثم أضمرتْ أمراً ..

    إنسربتْ من بين أغصان الدغل و أشجار الأحراش حتى وصلتْ إلى مملكة النحل.
    و هناك إشتكتْ لذكر النحل بأنها منبوذة لصغر حجمها و سواد لونها ..
    و أن ما تجمعه .. يدوس عليه الفيل و ما دون الفيل حجماً و شأناً ..
    أشفق عليها ذكر النحل و قال لها : كيف لي أن أخدمك ؟
    قالت على إستحياء : تزوجني على سنة الغاب و وحوشه.
    فعاشرها معاشرة الغريب للغريبة ..
    حتى إنتهى موسم الفصال ..

    وضعتْ بيضها و إنتبذتْ به ( حفرة ) قصية ..
    تشرنقتْ البيضات ..
    ثم تيرْقنتْ ..
    ثم خرجتْ جموع النمل الصغيرة ...
    تنادى معشر النمل ..
    تجمعوا حول هذا الجنس الجديد .. ذو الأجنحة ..
    ثم قال ملك النمل كلمته : يا معشر النمل .. بإسم جدنا الأكبر الذي نادى جموعنا خوفاً من أن يحْطمها سليمان و جنوده .. فقد قررتُ بأن تأخذ هذه النملة هذا المسْخ من ديارنا و ترحل عنا ..


    فحملها أبناءها و طاروا بها ..
    و في الطريق تفرق شملهم في أركان المكان الأربعة ...

    و تلك حكاية أخرى.
                  

07-29-2006, 07:59 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عِبيلة و يُمْنة ... قصص سودانية من السلف و الخَلَف (Re: ابو جهينة)

    من هذا :





    إلى هذا :

    نملٍ بريش يطير كما الطيور.
    و قديماً قالوا : البطون بغرانة ..

    لتواصل يمنة الحكي ..

    (عدل بواسطة ابو جهينة on 07-30-2006, 01:16 AM)

                  

07-29-2006, 09:31 AM

عبد الله عقيد
<aعبد الله عقيد
تاريخ التسجيل: 09-20-2005
مجموع المشاركات: 3728

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عِبيلة و يُمْنة ... قصص سودانية من السلف و الخَلَف (Re: ابو جهينة)

    وعادت الكلمة المترعة إبداعا وروعة
    بعودتك يا أبا جهينة..

    مكانك كان خاليا يا أخي الكبير

    مبروك تاني للبنية
    وعودة سلامة
                  

07-30-2006, 01:27 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عِبيلة و يُمْنة ... قصص سودانية من السلف و الخَلَف (Re: عبد الله عقيد)

    عزيزي جدا أخي الأستاذ عبدالله العقيد

    تحية و مودة

    سعدت بولوجك هنا.

    و أشكرك على التهنئة و عقبال تفرح بكل عزيز لديك.

    أرقد عافية.
                  

07-30-2006, 02:15 AM

صلاح الدين عبدالله محمد
<aصلاح الدين عبدالله محمد
تاريخ التسجيل: 01-02-2005
مجموع المشاركات: 1403

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عِبيلة و يُمْنة ... قصص سودانية من السلف و الخَلَف (Re: ابو جهينة)

    طال الزمن من هذا السرد الممتع

    نفتقدك


    مبروك زواج كريمتكم


    والف حمدالله على سلامة عودتكم

    (عدل بواسطة صلاح الدين عبدالله محمد on 07-31-2006, 00:45 AM)

                  

07-31-2006, 01:48 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عِبيلة و يُمْنة ... قصص سودانية من السلف و الخَلَف (Re: صلاح الدين عبدالله محمد)

    عزيزي جدا صلاح

    تحياتي و مودتي

    سعيد بالتواصل مرة أخرى.
    و الشكر لك على التهنئة و التبريكات.
    نلتقي.
    أرقد عافية
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de