|
|
 المسيحية فى دارفور....جذور تاريخية
|
ربما يثير هذا الموضوع عاصفة من الجدل والاستنكار, ولكن يبقى ما قاله الاب جيوفانى حقيقة حتى يجتهد باحث لاثبات العكس.
فى ايرادى لهذا الموضوع, اضع فى الاعتبار موقف بعض المتاسلمين سواء من دارفور او غيرها, لكنى لا ابه الا لمن يتوخى الموضوعية, والتجرد من اوهام الاسلاموية, وهابية ام اخوانية.
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: المسيحية فى دارفور....جذور تاريخية (Re: محى الدين ابكر سليمان)
|
في عين فرح :-
إذا ألم بأحد الناس مرض خطير يرسم ذووه علي صدره بزبل البقر إشارة صليب . وإذا ذهبت أم بطفلها إلى مكان لم يزوره من قبل ، ترسم الام إشارة صليب علي جبينها ثم علي جبين الطفل .
ومن المدهش أن تقليدا مشابها لوحظ في عين فرح بدار فور غرب مدينة كتم وهذا ما ورد في مجلة ( السودان في رسائل ومدونات سنة 1928م ص 112-113 ) : ذهب يوما أحد الزوار الأجانب إلى عين فرح بصحبة الملك حسن كنجوك وهو زعيم قبيلة ( التنجور ) المحلية كان يرافقه ابنه الفتي وخادم اسمه إبراهيم . وسبق إبراهيم والفتي إلى العين : وعندما وصل الضيف المدعو المستر ( دوبوي ) شاهد إبراهيم يقوم بطقس غريب علي العين واستفسر عن الأمر فأجاب إبراهيم إن هذا الطقس كان ضروريا كلما حضر أحد إلى تلك العين لأول مرة . فطلب الضيف إلى إبراهيم أن يكرر الحركة للإيضاح . قلع إبراهيم قليلا من الأعشاب من العين ثم لمس بها جبهة الصبي وعنقه وخلف كتفيه ويديه وأخمص قدميه وكان القصد من ذلك طرد الأرواح الشريرة . وسأل الزائر عما كان يفعل إن لم يرتدي الصبي قميصا . أجاب إبراهيم انه يرسم إشارة صليب علي صدره تدعي ( برشام ) في لهجتهم .
ورأي المستر دوبوي بأن هذه الطقوس تعود إلى تقاليد مسيحية تجمع ذكر المعمودية والإكرام لجراحات المسيح .
وذكرنا فيما سبق ما ورد في كتب الادريسي وابن سعيد عن هجرة بعض الأمراء من وادي النيل إلى الغرب ونستطيع من ثم أن نربط هذه الطقوس في مناطق دار فور بالطقوس المسيحية في النوبة .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: المسيحية فى دارفور....جذور تاريخية (Re: محى الدين ابكر سليمان)
|
طقس الزفاف :-
وهناك احتفالات أخرى عند بعض أهالي دار فور بمناسبة الزفاف وموسم الأمطار
يتوجه العروسان مع زعيم القرية إلى الصخرة المقدسة وهي عبارة صخرة تظهر علي رأس تل . وهناك يذبحون ضحية ويرسم الزعيم بدم الضحية إشارة صليب واضحة علي الصخرة ثم علي جبهة العروسين – ومن الممكن أن يستعمل قليلا من الدهن بدل الد م . ثم يأخذ الزعيم قليلا من الطين ويمسح جبهة العروسين وكتفيهما من الأمام ومن الخلف وصرتهما وركبتيهما واخيرا يربط برزمة من الأعشاب عنقيهما ومعصميهما وقدميهما وهكذا يتم الاحتفال . نستطيع القول ان هذه الرتبة ترتبط بحفلة الإكليل عند المسيحيين نظرا إلى أننا لا نجد مثيلا لها عند القبائل الوثنية .
وتعاد هذه الحفلة عندما يرزق العروسان طفلا . غير إن المسحات المختلفة لا ترسم علي الوليد بل علي الوالدة . وفي اليوم السابع من الولادة يكحل الطفل ويرسم علي جبهته علامة الصليب بالكحل أيضا وهذه العادة مازالت تمارس في مناطق أخرى من السودان .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: المسيحية فى دارفور....جذور تاريخية (Re: محى الدين ابكر سليمان)
|
في جبال ميدوب :-
أما الأهالي في جبال ميدوب فانهم يذهبون إلى الصخرة المقدسة لتنصيب ملكهم الجديد ويذبح كاهنهم ضحية ويرسم بدمها إشارة صليب علي جبهة الملك وعلي الصخرة ثم يقوم الملك الجديد بنفس الحركة علي جبينه وعلي الصخرة .
وإذا حان موسم الأمطار يصعد الملك إلى تل مع وفد من الأهالي ويذبحون عنزة في قريتهم الكبري التي تدعي ( تورتي ) . وبعد تنظيف( القربة ) يملؤنها ماء يستقونها من عين اسمها ( انو يرو ) لا من عين أخرى . ثم يحملون القربة إلى الملك . يأخذ الملك قليلا من الماء في كوب ويحمله بموكب مهيب إلى كوخ ( قطيه ) تحفظ فيها
( النقارة ) المقدسة ويكرر في طريقه هذا الدعاء " ليمنحنا الله المطر ، يا رب جد علينا بأمطار غزيرة " ويرش الطريق بالماء . وعندما يصل إلى الكوخ يدور حوله ويرشه بالماء ثم يفتح الكوخ ويخرج النقارة ويضعها علي فروة ويرشها بالماء ثم يعيدها إلى مكانها . في تلك الليلة ينام الملك واتباعة بجوار الكوخ ويرش الملك جميع الحاضرين بالماء ووجوههم نحو المشرق . وإذا بقي شئ من الماء يوزع علي من في بيوتهم مرضي أو يمسحونهم بالماء علي وجوههم – ثم يعود الموكب من التل إلى القرية ويعتقد الأسواني عن ( ألا حديين ) الذين قابل بعضهم في دنقلا
( حوالي ستة 970م ) وانهم وصفوا له الطقوس التي يقومون بها في( بلادهم علي بعد ثلاثة أهلة ) غرب دنقلا وهم علي يقين من أن تلك الصلوات علي قمة التلال تنزل المطر بلا شك . وهنا نجد أهل جبال ميدوب يقومون بطقوس مماثلة في عصرنا . ولذلك نري أن ( ألا حديين ) الذين تحدث عنهم الأسواني هم علي الأرجح أهالي ميدوب أنفسهم – أو قبيلة قريبه منهم – ويعم عند أهالي ميدوب الاعتقاد أن أجدادهم قدموا من دنقلا إلى موطنهم الحالي .
ونلفت نظر القارئ الكريم إلى أن مثل هذه الطقوس لطلب الأمطار كانت ومازالت موجودة عند المسيحيين في كثير من الأقطار . وبعد هطول الأمطار الأولى يكرر أهل ميدوب هذه الرتبة واما النقارة المقدسة فيجددون جلدها ويحفظون الجلد القديم لمدة سنة واحدة ثم يحرقونه . أما الكنيسة الكاثوليكية منذ اقدم العصور فتجدد الزيوت المقدسة يوم خميس الأسرار وتحرق ما بقي من الزيوت القديمة .
وهناك قبيلتا ( برتي ) و ( برقد ) بدار فور فان لديهما نفس الطقوس التي لدي الميدوب ويعتقد أهاليهما إن موطنهم الأصلي كان في وادي النيل بضواحي دنقلا ويثبت هذا القول الشبه بين لغتيهما واللغات النوبية بوادي النيل .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: المسيحية فى دارفور....جذور تاريخية (Re: محى الدين ابكر سليمان)
|
الأخ العزيز: محى الدين أبكر.
لك التحية.
لقد وقع فى يدى كتاب من منشورات مكتبة الاسرة ( مهرجان القرأة للجميع) التى تصدر فى القاهرة , أسمه( وصف إفريقيا) لصاحبه . محمد ابن الحسن الملقب ب(اسد الافريقى)
وهو من الاندلس وقام برحلات فى شمال وغرب افريقيا , وعد منطقة شمال دارفور وجنوب ليبيا وجنوب مصر وشمال شرق تشاد من ضمن ممالك النوبة .
وذكر تمسكهم بالديانة المسيحية وغناهم وبأسهم فى الحرب , ولعله لو تم البحث والدراسة بشكل معمق سنعرف ان قبائل شمال دارفور من مثل الميدوب والبرتى والتنجور وغيرهم من اصول نوبية بلا ريب .
وكذلك الحال بالنسبة الى قبائل النوبية فى جنوب ليبيا وشمال شرق تشاد وهى لها عادات وطقوس مازالت تمارس مع انهم جميعا من معتنقى الديانة الاسلامية الان ولا يوجد بينهم مسيحى واحد .
ولكن ما زالت بقية من الديانة القديمة وسبب انقراضها عدم وجود قراء للكتاب المقدس ولعدم وجود مدارس او صوامع يتعلمون فيها اصول الدراسة للمسيحية وهذا ما مكنهم من الانتقال السريع للديانة الجديدة مع الاحتفاظ ببقية الممارسات القديمة من الديانة القديمة.
واصل ونحن متابعون.
مع التحية.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: المسيحية فى دارفور....جذور تاريخية (Re: ابوالقاسم ابراهيم الحاج)
|
الأستاذ الكريم
محى الدين أبكر سليمان ..
أحى فيك هذا الروح الطيب وفتح بابا جيدا لم يسبق لنا فتحه أو حتى التطرق اليه ..
وبالأخص فى منطقة دارفور .. الا أننى أذكر أن أحدا بالمنبر قام مشكورا بسرد العادات والطقوس
المسيحية فى بلاد النوبة .. أعنى شمال السودان .. أما فى منطقة دارفور .. حقيقة لم نسمع بها قط .. وهذا يرجع الى أن تاريخ السودان قد طمس عند دخول الاسلام السودان .. وأستبعد كل ما هو لا يمت للاسلام بصلة .. وهذه هى مشكلة الدول الاسلامية بالاجماع .. بل اننى أعتقد ، ان التاريخ لا دخل له بالدين ..
فقد شدنى ما أتيتم به .. لأن فى هذه الطقوس شبيهة بما نفعله نحن فى كنائسنا الأرثوذكسية ..
لأن هناك طقوس فعلية مشابهة عند مرض الانسان ودهن الزيت .. وهذا نسميه " سر مسحة المرضى "
وأيضا عندما لا ينزل المطر هناك صلاة خاصة لانزال المطر ..
وعندما يولد الطفل .. يقوم الكاهن بتغطيس الطفل ثلاث مرات .. ويقوم برشمه بالزيت .. كما ذكرتم باللغة الفوراوية " رشام " نحن نسميه رشم ..
وفعلا فى بعض المناسبات يقوم الكاهن برشم الحاضرين بالزيت ( سبقته صلوات كثيرة ) بعدها يقوم الأب الكاهن برشم الحاضرين أولا على الجبهة ثم الرقبة ثم اليدين ثم الرجلين ..
وهنا أقتبس فقرة كما جاءت ب " البوست " الخاص بكم ..
| Quote: من ذلك طرد الأرواح الشريرة . وسأل الزائر عما كان يفعل إن لم يرتدي الصبي قميصا . أجاب إبراهيم انه يرسم إشارة صليب علي صدره تدعي ( برشام ) في لهجتهم . |
أخى محى الدين أرجوك تكلملة هذا الموضوع الهام والشيق فى نفس الوقت ..
أخوكم العجوز
أرنست
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: المسيحية فى دارفور....جذور تاريخية (Re: HOPEFUL)
|
الزميل محي الدين
افوا سلام
الموضوع شيق ومثير
لدي ايضا ملاحظه في قريتنا (أم برو )شمال كتم
توجد في القطاطي من الداخل في هيكل الحطب (الكاجه)
توضع عاده رزمه من القش على شكل صليب وهي في اعتقاد
الكثيرين ضروريه لطرد الارواح الشريره من القطيه الجديده .
واصل ....متابعين
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: المسيحية فى دارفور....جذور تاريخية (Re: Shao Dorsheed)
|
الاخوة الاعزاء
بكتاش
ابوالقاسم ابراهيم الحاج
العم ارنست
جمال HOPFUL
محمد حسين ادم
ابراهيم بقال
السلطان شاو دورشيد
لم اكن لاغيب عن هذا البوست الذى شغلنى موضوعه لاكثر من عقد ونيف والترحيب بكم ومساهماتكم لولا امر جلل وهو اصابة شريكتى بحادثة كسر فى اليد.
المهم, اود ان اذكر ان مصدرى هو كتاب الاب جيوفانى فانتينىالذى قدم للسودان فى العام 1949 والذى ظل منذ ذلك اليوم يعمل فى خدمة الكنيسة الكاثوليكية.
صدرالكتاب السيد بونا ملوال رينق, وزير الثقافة والاعلام حينها(1977)
وقدم للكتاب والمؤلف, الدكتور\ مبارك بابكر الريح.
الاب جيوفانى فانتينى من مواليد ايطاليا, اتم دراسة علوم الاداب واللاهوت ثم قدم للسودان فى يوم 10\7\1947 للعمل فى خدمة الكنيسة فى منصب الاستعلامات والبحث التاريخى.
اعتذر اخوتى مجددا وانوه لان ما اقتبسته اعلاه ورد فى الفصل الثالث عشر, بعنوان" الطقوس النوبية فى التقاليد السودانية", من صفحة 200 وحتى صفحة 205 وسوف اعود لنفس الطقوس فى النيل الازرق قبل ان اعقب عليكم منفردين.
ودمتم
| |
|
|
|
|
|
|
| |
BAKTASH
ابوالقاسم ابراهيم الحاج
Sudany Agouz
HOPEFUL
محمد حسين آدم
ابراهيم بقال سراج
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست