السودان والاتحاد الاوروبي يقتربان من الصدام بسبب دارفور

Quote: الاتحاد الأوروبي والسودان يتوصلان لاتفاق يحتاج لتوضيح أخنيس فان أردينا فانيسا موك إذاعة هولندا العالمية أعلنت السيدة "أخنيس فان أردينا" وزيرة التعاون التنموي الهولندية أن المباحثات بين الاتحاد والسودان في بروكسل قد حققت اختراقا مهما بكسر الحلقة المفرغة بين السودان والمجتمع الدولي. وأضافت "فان أردينا" أن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والولايات المتحدة الأميركية قد نجحت في إقناع الحكومة السودانية بتشكيل قوة تابعة للأم المتحدة في إقليم دارفور غربي السودان. وكانت الحكومة السودانية ترفض حتى الآن بقوة الاستجابة للدعوات الدولية المتكررة للسماح بإرسال قوات دولية في الإقليم؛ بالرغم من فشل قوات الاتحاد الإفريقي في وضع حد للعنف والقتال الذي أودى بحياة عشرات الآلاف في الإقليم المضطرب. شروط مسبقة في كلمة لها أمام مؤتمر المانحين الدولي لدارفور في العاصمة البلجيكية بروكسيل.. قالت "فان أردينا": إن الحكومة السودانية أحنت رأسها لعاصفة الضغوط الدولية، بشرط أن تكون قوات الاتحاد الإفريقي المرابطة في دارفور حاليًّا جزءًا من بعثة الأمم المتحدة في الإقليم. "لن تقبل الحكومة السودانية بقوة جديدة، إنها تقبل فقط بنفس القوات المرابطة هنالك أصلا تحت مظلة الأمم المتحدة. نحن نتفهم الآن بشكل أفضل وأوضح ما كان يعوقهم، ستبقى قوات الاتحاد الإفريقي في مواقعها في دارفور، وسنعمل على تقويتها وتعزيز قدراتها، وتحسين تجهيزاتها؛ لتعمل تحت مظلة الأمم المتحدة". وأعربت "فان أردينا" عن تطلعها إلي أن تبدأ البعثة الجديدة مهمتها في دارفور، قبل نهاية هذا العام، وأضافت أن هولندا ستساهم في تدريب قوات الاتحاد الإفريقي، قبل أن تتسلم مهمتها تحت مظلة الأمم المتحدة. التمويل التزمت الحكومة الهولندية أيضا بتقديم عشرين مليون يورو إضافية؛ لتمويل بعثة الاتحاد الإفريقي في دارفور، حتى تتمكن من مواصلة مهامها حتى نهاية هذا العام، فيما التزم الاتحاد الأوروبي بمبلغ 110 مليون دولار لنفس الغرض. وبالرغم من ذلك، فإن مهمة بعثة الاتحاد الإفريقي في دارفور مهددة بالتوقف؛ لأنها تكلف مبالغ أكثر بكثير مما هو متوفر حاليًّا إذ تبلغ نفقاتها ثلاثين مليون دولار شهريا، ولا يتوفر لديها الآن إلا تمويل يسمح باستمرار عملها إلى نهاية أغسطس القادم. وقد امتنعت الولايات المتحدة الأميركية عن تقديم أي دعم لقوات الاتحاد الإفريقي على أن يؤدي انهيار البعثة ماليًّا إلى التسريع بإرسال قوات دولية إلى دارفور. وترى الوزيرة الهولندية "فان أردينا" أن عجز المجتمع الدولي عن توفير التمويل الكافي للقوات الإفريقية في دارفور سيكون له نتائج كارثية: "أعتقد أن بعثة الاتحاد الإفريقي لا يمكن أن تستمر بلا تمويل كاف، ولا يمكن أيضا تحويلها إلى بعثة تحت مظلة الأمم المتحدة دون تمويل؛ لذلك علينا أن نطالب الوزراء الأوربيين بأن يوفروا ليس فقط التمويل اللازم للشهرين القادمين، بل للفترة القادمة بأكملها". وكان الدبلوماسيون الغربيون قد تعرضوا لانتقادات لاذعة بسبب طريقتهم القاصرة في التعامل مع أزمة دارفور؛ التي راح ضحيتها 300 ألف شخص، فيما اضطر حوالي مليونين ونصف المليون من سكان دارفور إلى النزوح من مواطنهم. ويرى العاملون في منظمات الإغاثة أن اتفاقية سلام دارفور التي عقدت في أبوجا بنيجيريا سيكون مصيرها حتمًا؛ لأنها قد أعدت ووقعت على عجل ولم يوقع عليها إلا فصيل واحد من متمردي دارفور. توافق "فان أردينا" على أن اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه صادف بداية غير موفقة؛ لكنها مقتنعة بأنها الأداة المناسبة والصالحة لتحقيق سلام دائم في دارفور: "ربما نتحمل جميعا مسؤولية بعض أوجه القصور في اتفاق سلام دارفور؛ لكن أية قراءة دقيقة للاتفاق توضح أنها تحتوي على ما يكفي من الشروط لتحقيق السلام في دارفور. لذلك لا أريد أن أنعى عملية السلام، الأكثر أهمية هو العمل على ضم المزيد من الأطراف إليها، "وتصر السيدة فان أردينا على أنه "من الممكن إنقاذ اتفاق السلام لو نجحنا في ضم الجميع إليها".