|
غياب الحركة الشعبية عن الشراكة الاعلامية، ارتباك في الأولويات أم سقوط في البداهات؟؟؟
|
أين هي الحركة الشعبيةعلى أرض الواقع؟ سؤال كثيرا ما يطرح بالم ممض جهرا كان أو مفضوحا بالصمت. سؤال يشغل بال ممن كانوا يعولون عليها كثيرا في خلق بعض من التغيير المنشود والذي طال انتظاره. والسؤال لا شك له ما يبرره خصوصا وأن مفهوم الشراكة الذي افضت اليه اتفاقية السلام يعني في شق منه تفكيك الاطار الايديولوجي القابض والمحكم التصور وفق ذهنية الانقاذين القابضين على زمام الامور طيلة 17 عاما. قد يقول قائل منهم: ولكن مثل هذا التغيير المنشود لا يتم بلمسة سحرية تعود عليها الأمور فجأة وكما يشتهي الذي طال اقصائهم وتهميشهم طيلة هذه الفترة من سيادة مفهوم "المشروع الحضاري". هذا بالطبع صحيح الى حد ما وليس على اطلاقه. كما أن رغبة التغيير الذي ينشده الكل لا تلهي الناس عن الواقع الشاخص والخراب الماثل. ويعلمون أن ذلك يتطلب بجانب الارادة جهدا خارقا وخلاقا يستوجب وقتا ليس بالهين. ولكن، ما كانوا يطمعون فيه هو البداية الموفقة ذات المؤشرات والدلالات الايجابية والموحية. اذن أين الحركة الشعبية من كل ذلك؟ ولماذا الاحباط بات يلف الموقف العام؟ ولماذا بات الانقاذيون ومن لف لفهم في رضى تام ان لم يرتقي الأمر الى شماتة مغلفة من ضعف الأداء العام والتخبط الذي تعيشه الحركة الشعبية؟
ان غياب الحس السياسي السليم وارتباك الاولويات التي تغذيها القراءة الصحيحة للواقع المعاش بكل أبعاده هو أول مؤشرات الاحباط التي أصابت الناس في مقتل. فاذا آمنا بصعوبة بروز نتائج التغيير على مستوى الواقع الاقتصادي وانعكاساته الاجتماعية ايجابا بالسرعة المبتغاه فذلك مرده الى تمكن "الاسلامويون" الكامل من مفاصل الدولة وبالقدر الذي يجعل من الصعوبة بمكان بروز ملامح التغيير بالسرعة المتوقعة. ولكن، مع ذلك يمكن للخبرة السياسية والحس السليم واستشراف مكامن الأهميات خصوصا فيما يتعلق بشق الاقتسام السلطوي المفضي الى بروز ملامح الحركة كشريك سياسي فاعل أن يجعل من المستحيل ممكنا ، ولا يتأتى ذلك الا باستهداف بعض الوزارات وتثمين أهميتها من واقع وعي استراتيجي لا يقبل المساومة ، خصوصا في حال وزارة كوزارة الاعلام تنبع أهميتها من واقع كونها المنبر الحقيقي الذي تطل منه الحركة على جماهيرها ومناصريها والمتعاطفين معها. أقول ذلك وفي البال أن أهم انجاز حققته الانقاذ على مستوى تمكين ايدولوجيتها والسعي للسيطرة على آليات انتاج المعرفة وتوجيه العقل الجمعي وتشتيت وعيه التاريخي واستلاب وعيه الذاتي تم عبر الآلة الاعلامية الجهنمية التي وظفت لها كل امكانيات الدولة. اذن كيف يتأتى للحركة الشعبية أن تمارس شراكة وتغييرا في مفهوم الدولة بعيدا عما كان سائدا ومألوفاً في حين أن وزارة كوزارة الاعلام ما زالت أسيرة لذات الايدلوجيا الثيوقراطية للنظام وبذات الزخم من العرابين ومن لف لفهم من المتأسلمين و"المتّوركين" الذين لا هم لهم سوى التأكيد صباح مساء أن سياسة الانقاذ هي السائدة وان الشراكة التي تمت ليس مكانها أرض الواقع، بل أن شئنا الدقة ، فارهاصات الخطاب الاعلامي اليومي تبعث بدلالات حية تعزز من مفهوم الذوبان أكثر مما تشير الى شراكة هي في حكم المتوهمة أو المبهمة في أحسن الاحوال.
قلت أن الواقعية تقتضي ان لا ينتظر الناس من الحركة نتائج فورية على كافة الاصعدة،ولكن مع ذلك يبقى للشق المعنوي الذي يعزز من تفاؤل الناس ويعطي للشراكة السياسية قيمتها أهمية لا يمكن أن تكون بغير تفكيك الخارطة البرامجية للاجهزة الاعلامية خصوصا منها المرئية والمسموعة، لأن مثل هذا الشق المعنوي هو وحده الذي يمكن الناس من الصبر على بطء برامج التغيير السياسي في شقها الاقتصادي والاجتماعي. ثم أن تفكيك المنظومة الايدولوجيا التي تتحكم في قدر الأجهزة الاعلامية هو الدلالة الحقيقية لتجريب مفهوم التعددية الثقافية على أرض الواقع ، كما أنه في شق منه يذيب الهالة والتضخيم الذي يحظى به النظام السياسي ويشل قدرته الفذة على قلب حقائق الواقع والالتفاف عليها أو تشويشها. ثم أنه من المهم للحركة في هذه اللحظة التاريخية أن تكون حاضرة وهذا لا يتم في ظل غيابها التام عن أحهزة الاعلام الرسمية نتاج سيطرة الآخر بالمطلق عليها، وتعامله مع الحركة في هذا الخصوص من موقع المن وليس الحق المشروع. فمن المؤسي حقا أن يظل جهاز الاعلام وبعد هذه الخلخلة السياسية الكبيرة – حتى وان كان هذا نظريا حتى راهن اللحظة- أن يظل مرهونا بالكامل لأطروحات النظام وكأن شيئا لم يتغير، وتطل منه ذات الوجوه العابسة والعقول المتصحرة والارواح المتيبسة مما يجعل من الملل والنفور العنوان الأوحد والسمة الابرز المصاحبة لهذا الجهاز الخطير. كل هذا يحدث وأكثر في غيبة الحركة الشعبية مما يشكك بشدة في نضج وعيها السياسي وقدرتها على استشراف الأولويات. وهذا ضعف بين في "حرفيتها" السياسية سوف يؤدي الى مقتلها عاجلا أم آجلا خصوصا في تزامنه مع ضعف خطها السياسي العام وعدم قدرتها على تبيان ملامحها السياسية جنبا الى جنب مع النظام الانقاذي. هذا دون أن نغفل استشراء بعض ملامح فساد ومحسوبية باتت تجهر بها مجالس العامة والخاصة، وهو طريق لا يفضي الا الى الحتف السياسي الذي تتمناه وتعمل له بجد الجبهة الاسلاموية التي لاهم لها سوى أن تعزز من احباطات المواطن ودفعه الى أقصى ركن لليأس والتأكيد على أنه لا فكاك من هذا الظلام الغاتم.
عبد الخالق السر 12/7/2006
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: غياب الحركة الشعبية عن الشراكة الاعلامية، ارتباك في الأولويات أم سقوط في البداهات؟؟؟ (Re: atbarawi)
|
الأخ عبدالخالق تحياتي وهكذا دائما هي عودتك محملاً بالأسئلة الحراقة. والاعلام بشكل عام، سوى كشراكة أو تأسيس بنيات أساسية خاصة بالحركة لإعلام يبث رسالتها وبرامج الحركة، مستغلا كل الوسائط المتاحة، إلا أن الرحيل الفاجع للدكتور قرنق، قد خلط الأوراق، وبالتالي الأولويات، ولا أقول أعاد ترتيبها، حيث أنني أعتقد أن أوراق الحركة لم ترتب حتى الآن، للتأكيد بأنني احد هؤلاء:
Quote: سؤال يشغل بال ممن كانوا يعولون عليها كثيرا في خلق بعض من التغيير المنشود والذي طال انتظاره |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: غياب الحركة الشعبية عن الشراكة الاعلامية، ارتباك في الأولويات أم سقوط في البداهات؟؟؟ (Re: خضر الطيب)
|
العزيز عادل أمين سلامات والله عطبرة حكايتها حكاية، البلد كلها تقريبا في الصالح العام بعد نكبة بيع مؤسسة ماسبيو لشركة الراجحي السعودية والتي استغنت عن 70% من العمالة. الأخ حمزة الجعلي بخير وبيقريك السلام.
الاخ خضر الطيب
سلامات لست هنا معني بجودة ما يقدمه أعلام الجبهة "القومي" بهتانا" فذلك موضوع يطول شرحه. ثم أن هذا "الهردبيس" يصب في استراتيجية التجهيل التي تتبعها الجبهة منذ قدومها وتسخر لها كل الامكانيات. ولكن المؤلم حقا أن لا تعي الحركة الشعبية حتى راهن اللحظة خطورة سيطرة الجبة لوحدها على هذا الجهاز الخطير، دون أن تخبرنا ما هي بدائلها المتاحة لخلخلة الأيدولوجيا الأحادية التي تمسك بتلابيب البلاد. ان الغياب التام للخركة الشعبية عن أجهزة الدولة الاعلامية خطأ مميت يوترك وطنا بالكامل على رصيف انتظار التغيير مجددا.
كل المبدعين وأصحاب الخبرة الاعلامية المغضوب عليهم من النظام الحاكم رهن اشارة الحركة متى ما تجرأت وفككت الخارطة البرامجية للجهاز الاعلامي ليرفدوها بخبرتهم ومواهبهم ولكي يضفوا على الشراكة ملمحا حقيقيا يتلمسه العامة قبل الخاصة.
سلامي
| |
|
|
|
|
|
|
رد (Re: atbarawi)
|
الاخ عبد الخالق كالعادة بوستاتك عميقة وموضوعية استغرب اهمال الاخوة فى الحركة الشعبية لموضوع الاعلام كنت اتوقع ان يجتهدوا لانشاء قناة فضائية الفضائية الرسمية محتكرة للمؤتمر الوطنى والخطاب الاعلامى غارق فى الايديولوجية والراى الواحد الاخبار برؤية المؤتمر الوطنى البرامج السياسية مؤتمر وطنى الدينية قطعا كذلك قناة النيل الازرق مؤتمر وطنى مع وجود مجموعة انتهازية ضعيفة الخبرة مع وجود تفاصيل كثيرة فى قسمة الثروة والسلطة كان على الاخوة فى الحركة الشعبية التمسك بمبدا المشاركة فى الاجهزة الاعلامية القومية من اذاعة وتلفزيون وقنوات فضائية
قابلت منصور خالد فى ابوظبى فى لقاء عابر وطلبت منه الانتباه لامر الاعلام
| |
|
|
|
|
|
|
|