|
Re: مصطفى سيدأحمد : سلامٌ على روحك الطاهرة أيها الراحل النبيل (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
Quote: لقد كنت يا مصطفى ، صوت طمبور الشايقية ، ونقارة البقارة ، ومسدار الشكرية ، ودوبيت الحمر .. لقد كنت جراري المجانين ، وعرضة الجعليين ، ومردوم بني هلبة ، ورقصات الهدندوة ، وشموخ التاكا ، وصوفية الجزيرة ،ونقارة الدينكا ، وعزف اللآتوكا ، ورقصات النوير والشلك والدينكا ، وإيقاعات الزاندي ، وصوت خلاوي أطفال الفور ... كنت يا مصطفى سودان طويل عريض... سودان في صوت ونغم ... نغم ومعاناة تشكلان صورة إنسانية لبلد المليون ميل مربع... كنت تجمع ثقافات أهل السودان فيك بثراء تنوعها .. هكذا عشت أيها العزيز الراحل وهكذا مت!! لقد كنت أيها العزيز حدث فريد في زمان غير جميل!! وهبتنا في غير مقابل عصارة معاناتك التي كانت نتاجاً لمخاضٍ عسير ومعاناة أعسر !! لقد أهديتنا أنغاماً جميلة في عذوبتها الزلال والسلسبيل وفي نقائها حليب الناقة .. في شموخها وسموها كجبل (مرة) .. أنغام يتصاعد منها صوتك كأشجار نخيل الشمال وتارة ينخفض فيها صوتك مثلما تهوي الرطب من النخيل على الأرض فنلتقطها وهي في عِزِّها حلوة المذاق وهي في أبهى وأنضر وأبهى ما تكون!!.. أنغامٌ شجية مليئة بالحزن العميق تعمر بالشجن وتحفل بالمعاناة لتروي الحال... وبرغم هذه المساحة الرحبة من الأجزان لكنها كانت تتدثر بالأمل الآتي مع فجر مرتقب يتغلغل وينمو في رحم الزمن!! لقد كنت تحمل في سويدائك وترحالك قيمة كبيرة إسمها الوطن ... السودان!! تلك القيمة التي دائماً تقول لي أن التوصيف عجز عن وصفها.. برغم كل المعاناة كنت تنشد وتنسج الآمال لأهل الوطن أمنيات بحرية كحرية الطير التي وهبها الله له وكفلتها عدالته وقد إغتصبها أهل الأرض.
|
يا الله يا أبوبكر ما انبل حزنك ... و ما أصدق حرفك
الصاوي
| |
|
|
|
|
|
|
|