|
غريب (2)
|
فى نهارِ لا إسم له
لم تضع الريحُ نبوءتَها فى رئةِ العشبِ لم يرقص ظلٌ يضمرُ رجسَ الجسدِ يرسمُ جسدَ الرجسِ إنزلقَ صدى النمساتِ خجولاً يسيلُ على شرفاتِ النفسِ كحباتٍ من عرقٍ يحبو فوق خدودِ الشمسِ
فى نهار لا إسم له
علقت الأشجارُ نومَها على كتفِ الصيفِ قالت لا عليكَ كلُ الحقولِ اليومَ نيام والسنابل أرخت أستارَ لونِها تقايض اخضرارَ حلمِها بنهارٍ أوغلَ فى بياضه ليفيض خواءاً فوق رغبات الأديمِ ملحاً ماكراً يزيد من صلفِ الغيابِ يطمسُ همسات النسيمِ بحشرجات الريحِ بقهقهة السرابِ فى نهار لا إسم له
شرب الظلُ نخبَ قيلولةِ الجراحِ على أرائكٍ من عُشبٍ مخضر النوايا عبّ الظلُ شربتَه من صهيلِ الصمتِ من خرسِ الصياحِ وارتوت شرايين النهار من ريق الخطايا لبس الظلُ صبوته وخرجَ ينادى ويلٌ يومئذً للغرباء يصبُّ عرقَ الصوتِ على فجيعةِ الدروبِ ودهشةِ الزوايا
ويلٌ يومئذً للغائبين ويلٌ يومئذً للعاشقين
وإلى قيامةٍ تربض فى صحراء القلبِ دخلنا عابرين أنا وخيلُ الصلصالِ أنا وليلُ الخيالِ أنا وبيداءُ المحالِ
السيفُ ومضٌ من أشواقِ الطينِ الرمحُ غصنٌ من شجرِ اليقينِ
أما القرطاسُ فمن جلدِ الصبرِ وكان القلمُ من حطبِ الغيابِ من دمِ السنينِ
ملحوظة: (فى ذلك النهار، إعتزل أبو الطيب موته تماماً)
فى مساءِ كثيرِ الحوافِ
من حجرٍ تسكنه الحمى ينبعُ دمعٌ من احشاءِ العتمة الوقتُ الآن غريقٌ بين صراخِ الحلمِ وملحِ الصمتِ الرابضِ فى حنجرةِ الظلمة الماءُ الآن حريقٌ وسط الصرخةِ والأصداءِ
|
|
|
|
|
|