|
الناخبون الجدد ... لمن يصوتون؟
|
Quote: لم يختبروا بعد الناخبون الجدد.. لمن يصوتون؟ بقلم: البدوي يوسف يزور البلاد هذه الايام فيكتور بتلر مستشار الامم المتحدة الخاص بمتابعة الانتخابات المقبلة ، المقرر استكمالها على جميع مستويات الحكم بحلول نهاية السنة الثالثة من الفترة الانتقالية 9/7/2008 حسب اتفاقية نيفاشا.وتقتصر مهمة بتلر حسب المتحدث الرسمي لبعثة الامم المتحدة بالسودان بهاء الدين القوصي في الاعداد وتقديم التوصيات لاجراء انتخابات حرة ونزيهة ومتفقة مع المعايير الدولية،والحوار مع القوى السياسية كافة حول الانتخابات القادمة ؛واستهل بتلر مهمته بلقاء رئيس حزب الامة القومي الصادق المهدي الاسبوع الفائت وبحث معه التحضيرات الجارية للانتخابات، على حد بيان صادر عن الحزب.واكد القوصي ان قسم سيادة القانون بالبعثة الاممية يعمل بجدية من اجل انتخابات نزيهة وسيادة حكم القانون. ورغم انه لا يعرف على وجه الدقة متى تجرى الانتخابات المرتقبة في ظل مرونة النص الذي يعطي شريكي نيفاشا (المؤتمر الوطني والحركة الشعبية) حق تحديد الموعد شريطة الا يتجاوز نهاية السنة الثالثة ،الا ان المؤتمر الوطني اعلن اخيراً على لسان الرئيس عمر البشيرـ في حفل انضمام احد القيادات الاتحادية للمؤتمر الوطني ـ استعداده لاجراء الانتخابات في اية لحظة واكتساحها، ثم جاءت الحركة الشعبية واكدت استعدادها لانتخابات مبكرة ،ومن المقرر ان تبحث الحركة في اجتماعها الاسبوع القادم بمدينة رمبيك استراتيجيتها لخوض الانتخابات ،لكن الحركة عادت ورهنت مشاركتها في الانتخابات القادمة باكتمال بنائها، على حد تعبير نائب امينها العام ياسر عرمان، الذي نبه الى حاجة اي حزب سياسي يفوز بالانتخابات القادمة الى الحركة بسبب عملية الاستفتاء على تقرير المصير. وتزامن اعلان المؤتمر الوطني جاهزيته لخوض الانتخابات وكسبها مع حملة لاستقطاب قيادات الاحزاب التقليدية ذات النفوذ المالي والقبلي قبل ان ينخرط في جولات ولائية لكسب مزيد من الاتباع ، فاصبح لا يمر أسبوع الا ويخاطب نائب رئيس الحزب نافع علي نافع لقاء جماهيريا في احدى الولايات، مع ملاحظة ان خطاباته تركز في الاساس على مهاجمة قادة الاحزاب وتجريدها من اي انجاز خلال العقود الماضية . وفيما ينشط المؤتمر الوطني في حملات الاستقطاب وتسويق نفسه بانه الحزب الاكثر اهتماما بقضايا الجماهير، والاكثر قدرة على تقديم الخدمات ،تبدو الاحزاب التقليدية مشلولة اليد (بعضها بسبب الفاقة واخرى بسبب الشح) معقودة اللسان بعد ان اعياها داء الانقسام ولا يلوح في الافق ما يشي بانها الى شفاء او توحد في يوم ما في ظل الفجور في الخصومة والغمز واللمز والاشتراطات القاسية التي يضعها اي فصيل للتوحد مع الآخر . فعلى سبيل المثال انقسم حزب الامة- اكبر الاحزاب بحسابات آخر انتخابات ديمقراطية عام 1986- اليوم الي عدة احزاب (الامة القومي ،الاصلاح والتجديد، القيادة الجماعية ، الفيدرالي ،المؤتمر الاستثنائي ( وسط شكوك كبيرة بعودة الفروع للاصل ، وفي ظل الهمس الدائر عن قرب اندماج احد الفروع في المؤتمر الوطني ان لم يكن قد اندمج بالفعل ، وتفضيل آخر خيار الالتحاق بحركة تحرير السودان فصيل مني اركوي . اما الاتحادي الذي حل ثانياً في انتخابات 1986 ،فهو الآخر انقسم الى خمسة اجنحة حتى كتابة هذه السطور، وتبدو مشكلة الاتحاديين اكثر استعصاء على الحل، بسبب وجود الميرغني خارج البلاد، وعدم تحديد تاريخ معين لعودته وتعامله مع الامور بـ (مهلة) ، وتوهان مجموعة (الهيئة العامة) التي انشقت الي جناحين (هيئة عامة ,مؤتمر استثنائي) قبل ان تقدم نفسها للرأي العام ،والحديث عن ذوبان جناح الهندي في المؤتمر الوطني وهو امر غير مستبعد في ظل التناغم الواضح بين خطاب الحزبين. ومن المفارقات ان هذا الجناح احتفل بفصل احد قادته في مأتم محمد الازهري احد دعاة وحدة الاتحاديين... فكيف يتوحدون؟ بقي ان نقول ان الانتخابات على الابواب ومن لم يستعد منذ اليوم لن يحصد غير السراب خاصة في ظل وجود منافس يعتلي سدة السلطة ويملك المال ،وهما عاملان اساسيان لكسب اي انتخابات، مع ملاحظة ان الجيل الذي ولد مع الانقاذ في العام 1989 يصبح بحلول العام القادم مؤهلاً للتصويت في الانتخابات القادمة ، وهو جيل لم ير الميرغني ولم يشاهد الصادق وخبر الانقاذ بخيرها وشرها ولم تختبر ولاءاته بعد * البدوي يوسف عضو بالبورد ، ومدير تحرير الرأي العام ، وعمل بصحيفة الراية القطرية ، ومحلل سياسي لقضايا السودان واستعانت به فضائيات ، وهو متخصص في الصحافة ، ومن جيل الشباب النابهين . 12 يوليو 2006
|
|
|
|
|
|
|