|
|
 جالية الرياض وسيناريو نيفاشا
|
جالية الرياض وسيناريو نيفاشا
ارتكبت السفارة السودانية بالرياض خطأ تاريخياً جسيماً بتشكيلها ما سمى باللجنة التمهيدية للجالية السودانية قبل عام ونيف، اختارت لها مجموعة من الأشخاص ادعت أنهم أهل خبرة وقوميون، وكلفتهم بإعداد النظام الأساسي وإجراء الانتخابات. وكان لا بد لهذا المسعى أن يتبدد ويتلاشى تحت ضغوط سياسية من أعلى المستويات في السلطة الحاكمة لضرورات الموازنة بين مصالح أعداء الأمس شركاء اليوم، ولا أقول أصدقاءها.
فقد تم فتح ملف الجالية مجدداً، وبدأت المفاوضات بين الطرفين على غرار مفاوضات نيفاشا. وحين علم القادمون الجدد أن من بيده القرار يريد لمشاركيه الاكتفاء بالفتات وعدم القرب من المائدة فقد آثروا السلامة والاكتفاء من الغنيمة بالإياب، ليلحقوا بركب الحلفاء السابقين، وتحقق لهم مع التحالف الجديد القديم ما أرادوا، عندما صدر قرار الأمين العام لشؤون العاملين بالخارج بتمثيلهم بستة وثلاثين مقعداً بالتمام والكمال.
و لأن الفي إيدو القلم ما بكتب نفسوا شقي فإن السفارة السودانية وأمانة المغتربين تمكنتا تحت ضغوط معلومة من مراجعة الأمر برمته، ومنح تجمع الكيانات ستة وثلاثين مقعداً متجاوزين كيانات منحها قرار الأمين العام ذلك الحق، ولم يكن التجمع المذكور من بينها.
ولعل هذا الإجراء جاء ضماناً لعدم اختلال التوازن في قسمة السلطة وفقاً لاتفاقية نيفاشا، فكانت القسمة الضيزى. فكانت قسمة السلطة 57% لتجمع الكيانات و43% للملتقى، ألم أقل لكم أنه تكرار لسيناريو نيفاشا.
أما الجمعيات والروابط الإقليمية وفي مقدمتها روابط الولاية الشمالية التي ظلت تحتج وتصرخ طول هذه الفترة منادية بجالية قومية يكون لحمها وسداتها الروابط الإقليمية فلم يعر لها إي اهتمام وعليهم أن يشربوا من البحر. إخوتي قيادات الروابط بالولاية الشمالية الأمر أخطر مما تتخيلون، فوحدوا صفوفكم من حلفا إلى أمري، فالمسألة ليست مجرد حرمان من تمثيل في جالية، فوراء الأكمة ما وراءها، فاحذروا مكامن الخطر القادم، واتخذوا موقفاً حاسماً وحازماً، ولا تفرطوا في حقنا الشرعي، خاصة وأن أعضاء الجمعيات يرون أن مواقفكم لا ترقى إلى مستوى الأحداث، فتولوا أمركم أو أتركوها لغيركم.
أما الأمين العام لشؤون العاملين بالخارج وسفير السودان بالرياض والمسؤولون عن ملف الجالية، فإنه مسؤوليتهم عظيمة، إذ إنها أمانة في أعناقهم، ولا نريدها أن تكون لهم يوم القيامة خزي وندامة، فارفعوا الظلم، فإن للظالم صدراً يشتكي من غير علة!
و اتقوا الله جميعاً في حق الوطن والمواطن.
اللهـم هل بلغت، اللهم فاشهد.
أحمد علاءالدين.
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست