(الخرطوم الجديدة) تستنطق سياسيين وخبراء وقيادات قبلية: القبائـل العربية في دارفـور ومعادلـة السـلام
الخرطوم - بكري المدني تقف على طرف مشروع السلام في دارفور الحكومة السودانية من جهة والحركات المسلحة التي تتكون أغلب قواعدها من العناصر غير العربية في دارفور وكل قياداتها من تلك العناصر من جهة أخرى، بينما تقبع جل القبائل العربية وكل قياداتها في دارفور عملياً خارج هذه المعادلة مع أنها طرف أصيل في صراع دارفور القديم المتجدد، مما طرح السؤال المهم حول موقف هذه القبائل وقياداتها من معادلة السلام في دارفور؟ وهو السؤال الذي حاول الإجابة عنه عدد من أبناء تلك القبائل وعلق عليه بعض ممن يهتمون بالشأن العام، ومع رصد للخريطة القبلية لدارفور واستعراض تاريخ الصراع وأسبابه استشرافاً للمستقبل نرجو أن يأتي مبرأ من كل عيب خرجنا بهذه الحصيلة. افترض الأستاذ أمين بناني النائب بالمجلس الوطني وأحد أبرز أبناء القبائل العربية بدارفور أن سلام دارفور لن يكون لديه مستقبل ولا يمكن تنفيذه إذا لم يتم إشراك القبائل العربية في قسمة الثروة والسلطة في دارفور، وقال بناني أن القبائل العربية ليست طرفاً في عملية السلام؛ لأنها ليست جزءاً من الحركات المسلحة ولم تشارك في الحرب، ولكنها جزء من المجتمع الداخلي، وهي قوة معتبرة تنتظر إن كان الصلح لأهل دارفور كلهم أم أنه محصور بين الحكومة والحركات المسلحة! وأضاف نيو: (أن ما يتمخض عن الاتفاق إذا لم يشمل القبائل العربية فهو غير ملزم لها!!). وعن مشاركته شخصياً في أبوجا على رأس وفد أهلي ضم العديدمن أبناء القبائل العربية في دارفور في أبوجا قال بناني: (إن تلك لم تكن مشاركة بقدر ما أنها كانت محاولة لحث الطرفين للوصول إلى اتفاق) إلى ذلك رفض بناني أيضا اعتبار الحكومة ممثلاً للقبائل العربية في دارفور قائلاً: (إن الحكومة تمثل نفسها وتمثل كل الناس ولا تمثل قبائل بعينها). المهندس الطيب مصطفى: الذي أصبح يتبنى مواقف سياسية واضحة وحادة من خلال منبر السلام العادل والذي تكون بعد توقيع سلام نيفاشا استنكر بداية ما اعتبره فصل جزء من المجتمع في سلام دارفور، وقال: (لا يمكن أن تفصل جزءاً من المجتمع وتضع الأوراق في يد قبائل وكيانات محددة وتترك بقية الناس!) وأضاف المهندس: (القبائل العربية مستهدفة في دارفور استهدافاً دولياً تمثل في تهمة الجنجويد ونفذت ذلك الاستهداف حركات متمردة كل قياداتها من القبائل غير العربية والتي تكن مشاعر سالبة للقبائل العربية)، وقال مصطفى: (إن القبائل العربية في دارفور مهضومة الحقوق ولكنها لم ترفع السلاح، ومع ذلك جُرِّمت ورُجمت بالغيب، وفي الآخر إن أي حل لا يشملها لن يكتب له نجاح)، وحذر الطيب من أن الحكومة مستجيبة للضغط الدولي الماضي إلى تصفية القبائل العربية في دارفور، وقال إن قانون سلام دارفور ومشروع السودان الجديد يستهدف الوجود العربي في السودان؛ وذلك لأن حركات دارفور والحركة الشعبية أساس برامجهما واحد وهو برنامج يستهدف الوجود العربي ويعمل على إعادة هيكلة السودان بتصفية ذلك الوجود وبدعم خارجي قوي. الأمير عبد الله أحمد أبو شنيبات - زعيم القبائل العربية لن يكون هناك سلام في دارفور!! الأمير أبو شنيبات -أمير البني هلبة والذي رشحت أنباء عن ورود اسمه ضمن قائمة الـ15 الشهيرة المتهمين بارتكاب جرائم حرب في دارفور وفق القرار الدولي 1539- لم تمنعه تلك الأنباء من نشر آرائه حول الأمر من خلال أجهزة الإعلام والإنترنت، فقد نسبت إليه مؤخراً قوله: (إن الحركات المسلحة في دارفور إذا أرادت أن تأتي بعد اتفاقية السلام لتصفية حساباتها مع القبائل العربية من خلال مواقعها في السلطة فلن يكون هناك سلام في دارفور!!). الفريق (م) آدم حامد موسى - وال سابق بدارفور: لن نكون مثل جنوبيي الداخل!! لم تكن كل الآراء في هذا الملف على النحو الذي سبق؛ فمنها ما جاء متوسطاً في الطرح، وآخر متشككاً في الأمر؛ فالفريق (م) آدم حامد موسى الوالي السابق والذي أسس منبراً لأبناء دارفور مؤخراً ذكر بخصوص الموضوع: (أنا رجل واقعي وأبناء القبائل العربية مشاركون في عملية السلام رغم أن التمرد قادته القبائل غير العربية والرموز العربية لم تغب عن أي وفد للسلام رسمي أو شعبي، ففي وفد الحكومة كان السيد صافي النور من عرب دارفور، كما أن الوفد الذي رأسه أمين بناني في أبوجا معظمه من أبناء القبائل العربية وضم إلى ذلك كل أبناء قبائل دارفور).. ولكن الفريق (م) عاد ليذكر بـ(أن أهل دارفور في الداخل يمثلون الغالبية العظمى وأي عمل لابد أن يعرض عليهم).. واختتم: (قلنا للحكومة لا تعاملونا زي جنوبيي الداخل!!). أمين عليوة - عمدة الرزيقات بالضعين: القبائل العربية تحس بالظلم!! العمدة أمين عليوة كانت له وجهة نظر مختلفة تماماً، إذ قال إن القبائل العربية في دارفور تشعر بالظلم ولكنها لم تقاوم، ولقد قاومت ذلك الظلم القبائل غير العربية لذا يجب تأييد هذه الأخيرة في رفع الظلم عن دارفور كلها، أما عن اتهام القبائل العربية بالجنجويد، والحديث عن الخلافات بينها وبين القبائل الأخرى قال عليوة: (القبائل العربية بريئة من هذه التهم، والجنجويد من كل القبائل، وما يطرحه بعض قيادات الحركات المسلحة يراد به الإعلام وتسخين الملف من أجل الدعم ودفع قضية دارفور!!). الدكتور حيدر إبراهيم علي - مركز الدراسات السودانية هذا رأي قطيع والواقع متخلف!! الدكتور حيدر إبراهيم صاحب مركز الدراسات السودانية قال إن الحديث عن الأزمة بهذا الطرح يؤكد الواقع المتخلف، فالأزمات خارجياً تديرها الأحزاب، ولكن عندنا تتولاها القبائل!!)، واعتبر الدكتور حيدر تلك أقنعة للمشكلة وقال: (إن السلام ليس اتفاقيات ولا بروتوكولات.. فلا بد من إعادة العلاقة بشكل طبيعي بين الناس ليكون التعايش بعد مرحلة الدبلوماسية والاتفاقات)، وقال حيدر: (إن هناك الآن رأياً عاماً وهو رأي القطيع؛ والذي يتحدث بلسان قبلي، وهو يعبر عن أزمة في هذا التاريخ، واستبعد الدكتور وجود مؤامرة دولية تقف خلف تقسيمات ومشاكل دارفور، وقال (لا توجد مؤامرة بل هناك أخطاء تتراكم نتيجة سياسات معينة يستظل بها الصراع الجاري الآن) وأضاف: (إن الواقع مفتعل الآن ومستغل، وللأسف فإن الحكومة تعودت باستمرار أن تتحاور مع من يحمل السلاح فقط!!). ــــــــــ نقلاً عن مجلة الخرطوم الجديدة العدد (35-36) أبريل-مايو، رابط الموضوع: http://www.newkhartoum.com/view.asp?release=32&action=article&id=877
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبد الله إبراهيم الطاهر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست