* المؤشر السنوي للدول الفاشلة - تصدره فورن بوليسي بالتعاون مع صندوق السلام - لم يجد حظه من التحليل رغم انه وضع السودان هذا العام على رأس قائمة الدول الفاشلة ، وتعريف الدولة الفاشلة في المؤشر ، هو الدولة التي لا تفرض فيها حكومتها سيطرة فعالة على أراضيها ، ولا ينظر إليها على إنها شرعية من قبل شريحة مهمة من سكانها ، ولا تقدم أمانا داخليا أو خدمات عامة أساسية لمواطنيها ، وتفتقر إلي احتكار استخدام القوة ...!! * وتمضى المنظمة البحثية المستقلة في توضيح خطورة تقريرها - الذي يتصدره السودان - بان الدولة الفاشلة قد تعانى من عنف فعلي أو تكون ببساطة عرضة لخطر العنف ، وقد يتطور العنف لدرجة انهيار الدولة ...!! * كثيرة هي التقارير التي تصدرها منظمات تدعى الاستقلالية عن السودان لا تجد منا الاهتمام والدراسة ، لأنها تحمل في طياتها الكثير من المغالطات والمتناقضات التي لا تتناسب مع واقعنا السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي ، ولكن المعايير التى وضعت السودان على رأس قائمة الدول الفاشلة في تقرير ( فورن بوليسي ) اعتبرها معايير جديرة بالتأمل ، قبل إطلاق الحكم على المؤشر ومصداقيته ...!! * مؤشرات أو معايير الفشل وانعدام الاستقرار - كما جاءت في المؤشر السنوي الأخير - هي .. التدخل الخارجي .. النخب المنقسمة إلى فصائل .. جهاز الأمن .. حقوق الإنسان .. الخدمات العامة .. تفكك عري شرعية الدولة .. الاقتصاد .. فرار البشر ( التنمية ) ... تظلمات الجماعات ... اللاجئون والمهجرون .. والضغوط السكانية ... !!! * بغض النظر عن الدرجات التى نالها السودان في تلك المؤشرات والمعايير وبموجبها تصدر القائمة متخطيا الكنغو الديمقراطية و ساحل العاج والعراق وزيمبابوي وتشاد وخمس وخمسين أخريات ، بغض النظر عن الترتيب ، وبرؤية عميقة وفاحصة للمؤشرات والمعايير وبعد تقييم حالها ، من المكابرة أن ندفن الحقائق ونكذب المؤشر ونصدق واقع الحال المخيف ... وغير المطمئن .. !!! * فالتدخل الخارجي - المعيار الاستراتيجي لمؤشر الفشل - لا يمكن تكذيبه في حال واقعنا السياسي و السيادي بالجنوب والغرب .. والنخب المنقسمة إلي فصائل ومنابر وحركات وجماعات تكاد أن تغطي قرص الشمس نشاطا عنيفا ... وتظلمات الجماعات تكاد أن تأخذ شكلا قانونيا ... أما اللاجئون فأصبحوا ماركة سودانية تتوارثها الدول منذ بدايات حرب الجنوب والي يوم مفاوضات الشرق ... و الخدمات وجهاز الأمن و... و .... !! * كل المعايير موضوعية وتنطبق على الواقع السوداني ، والمؤشر ينبئ ولاة أمر حكومتنا ومعارضتنا وحركاتنا بالخطر الذي يحدق في بلدنا ويقترب منه ، ولم نهتم به الا لصدق معاييره ولو تحفظنا على ترتيب دولتنا في قائمته ، ولكن هي موجودة بمعاييرها ، والخطر يكمن في الوجود وليس في الترتيب ...!! * ومؤشر الدول الفاشلة ومعايير الاختيار ، لم ينبهنا فقط بالمخاطر و التوجس من الانهيار -لا قدر الله - .. ولكن المؤشر أشار - ضمنيا - إلي حالة الركود التي أصابت منظماتنا البحثية ومراكز دراساتنا التي تحولت - إما لضعف الامكانات أو لضعف الثقة بينها وبين صناع القرار - إلي قاعات وأوراق ( طق حنك ) تبحر بعيدا عن دورها المناط بها ( تحليلا للحاضر وتخطيطا للمستقبل ) ...!! * فالدول التي لا يعرف الفشل طريقا لسياساتها الاقتصادية والخارجية ، ما تقدمت وازدهرت الا لان أنظمتها تستمد سياساتها من مراكز الدراسات المستقلة والمنظمات البحثية ، فالقرار- هناك - سياسيا كان أو اقتصاديا صار صناعة يجلس لها المختصون ، ويفكر فيها المفكرون ، ... لذا هم في عالم .. ونحن في العالم الثالث ... والأخير ..!!
Quote: * وتمضى المنظمة البحثية المستقلة في توضيح خطورة تقريرها - الذي يتصدره السودان - بان الدولة الفاشلة قد تعانى من عنف فعلي أو تكون ببساطة عرضة لخطر العنف ، وقد يتطور العنف لدرجة انهيار الدولة ...!!
نسأل ألله أن يلهمنا أن نرى واقعنا على قبحه ويهبنا إرادة تغييره للإفضل .. فلا زال بيننا من يقول ليس في الإمكان أبدع من الحاصل الآن .. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
المكاشفي الخضر الطاهر
Mohamed Abdelgaleel
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست