|
|
 حزب هولنـــدي يقبــل بعضوية النســـاء لأول مرة
|
حزب هولندي يقبل بعضوية النساء لأول مرة
تقرير: نيكولين دين بور
إذاعة هولندا العالمية
ترجمة: حسام عبد العزيز
قرر الحزب المسيحي الإصلاحي "إس جي بي" وهو حزب يميني محافظ متشدد السماح بقبول عضوية النساء في الحزب لأول مرة منذ تأسيسه. لكن الحزب ظل على تحفظه بشأن مشاركة المرأة في العمل الحكومي، بمعنى أن الحزب لا يسمح لها بالترشح لمجلس المدينة أو عضوية البرلمان.
وكانت قيادات الحزب قد طرحت هذا الاقتراح، وتمت الموافقة عليه ـ في اجتماع حزبي عقد أول هذا الأسبوع ـ بأغلبية الأعضاء؛ ليصبح من حق المرأة المشاركة في المناقشات التي تتم داخل الحزب حول أي موضوع، كما يمكنها الاشتراك في لجان الحزب المحلية.
تأسس الحزب السياسي الإصلاحي "إس جي بي" عام 1918؛ احتجاجا على منح المرأة حق التصويت في هولندا وحتى الهولنديون أنفسهم يتعجبون من السبب وراء السماح للحزب باستبعاد النساء من الانضمام لعضويته طوال هذه الفترة.
تغيرت الأحوال قليلا في ثمانينيات القرن الماضي، عندما انضمت مجموعة من النساء للحزب، وهو ما أصاب أنصار الحزب بالصدمة.
ظلت لوائح الحزب ـ منذ ذلك الحين ـ خالية حتى من مجرد الإشارة للمرأة بالذكر.. ربما لأن الحزب لم يتوقع أن تنضم النساء للحزب على افتراض أن موقف الحزب من مشاركة النساء كان واضحا للغاية.
وفي عام 1997 وصل عدد النسوة المنضمات للحزب إلى عشرين امرأة؛ لكن الحزب عدل لوائحه التنظيمية في ذات العام ليحظر قبول عضوية النساء في الحزب بأية صفة أو طريقة أو توليهن لأى منصب باللجان الحزبية.
هبت "ريت خرابين فان بوتن" ـ إحدى النسوة الأعضاء بالحزب ـ واحتجت على تغيير اللوائح، كما نجح معهد "كلارا فيتشمان" المدافع عن حقوق المرأة وسبع منظمات أخرى في إحالة القضية إلى المحكمة، وهو ما تسبب في قطع المعونات الحكومية عن الحزب، بعد أن قضت المحكمة الهولندية العام الماضي بأن الحزب يمارس التمييز ضد المرأة، وأن الـ"إس جي بي" لن يتلقى أية معونات حكومية ما دام يرفض مساواة المرأة بالرجل داخل الحزب.
اتباع بإخلاص
يقوم كثير من الأحزاب السياسية في هولندا على أساس ديني قوي ويحكم البلاد الآن ائتلاف يقوده الحزب المسيحي الديموقراطي الذي يعلن أن سياساته تستند إلي تعاليم الكتاب المقدس.
ويعد حزب الـ"إس جي بي" أقدم حزب سياسي عامل الآن ولم يغب ممثليه القلائل عن البرلمان الهولندي منذ عام 1922، وقد اعتاد في العقود الأخيرة على الحصول على مقعدين أو ثلاثة من جملة 150 مقعدًا في البرلمان، ولديه نائبين في المجلس الحالي.
وللحزب أتباع مخلصون يبلغ عددهم 26 ألفا، يتركزون بالمناطق المتدينة التي تدعى "حزام الانجيل" في أقاليم "زيلاند" و"زود هولند" و"خيلدرلاند" و"أوفريسيل". وبرغم التزام "إس جي بي" الصارم بتعاليم الكتاب المقدس فإنه يؤيد فصل الدين عن الدولة.
ويقال: إن الزعماء السياسيين في لاهاي يلقون تقديرًا من زملائهم في الأحزاب الأخرى، ومن الصحفيين؛ بسبب براعتهم في الجدال، وهو ما ظهر على لسان زعيم الحزب "باس فان دير فليس" عندما قال: إن الكتاب المقدس يقول: إن الرجل والمرأة متساويان؛ لكنهما ليسا شيئا واحدا.
أعضاء شباب
ولم يتأكد بعد ما إذا كان الحزب سيحصل من جديد على المعونة الحكومية السنوية التي تبلغ 1.2 يورو سنويًّا؛ فالنساء لم يسمح لهن
فان دير فليس
بعد بالترشح للوزارة أو البرلمان، ولا الترشح لمجالس المدن من خلال الحزب.
ويعلق "فان دير فليس" على تعديل لوائح حزبه بالقول بأنه لا يتوقع انضمام الكثير من النساء للحزب؛ فهو يرى أن النساء اللواتي يدعمن اراء حزبه يشاركنه الاعتقاد بضرورة ابتعاد النساء عن السياسة ولن يسارعن بالانضمام إليه.
إلا أن تعليق العناصر الشابة في الحزب تناول جانبًا مختلفًا من القضية؛ فقد أبدوا تحمسا شديدا للقرار الذي سمح بعضوية النساء؛ حيث أصبح من حق الكثير من الأعضاء الشبان بالحزب أن يصيروا جزءًا من حزب الـ"إس جي بي" الأم.
وتصف "ريت خرابن فان بوتن" قرار الحزب بأنه مُشجِّع؛ لكنها تقول: إنها لن تشعر بالرضا إلا بعد أن تحصل المرأة على عضوية كاملة بالحزب، وهو ما يعني السماح لها بالمشاركة في العمل الحكومي من خلال الحزب.
|
|
 
|
|
|
|
Frankly
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست