|
|
 زهير السرّاج: العبوا غيرها!!
|
العبوا غيرها!!
زهير السراج
- الهدف من البيانات التي ملأت الصحف، ضد الأمم المتحدة (وعملائها بالداخل)، ليس الوقوف أمام التدخل الأجنبي، وحماية البلاد من مخاطره ومفاسده، وإنما محاولة يائسة لاستعادة أمجاد ضائعة، والعودة إلى مربع الإنقاذ الأول، البطش والتنكيل بالناس، والسمسرة بالشعارات الدينية، وملئ الجيوب من المسيرات والمظاهرات (المليونية) التي سيصبح تنظيمها وتسييرها الشغل الشاغل لمن ناموا طويلاً، ثم جاءهم (التدخل الدولي) هدية من السماء يتلقفونها بكل حب، ويحافظون عليها، ويستثمرونها إلى أقصى حد ممكن للعودة إلى أيام الفوضى والإنفلات والبطش والتنكيل بالناس!!
* ستخرج كل يوم مسيرة مليونية، يتعطل لها دولاب العمل، وتتوقف الدراسة بالجامعات والمدارس، وتغلق الشوارع والأسواق.. ليمارس الهتيفة وأصحاب الحلاقيم الكبيرة، هوايتهم المحببة في الهتاف والصراخ والزعيق.. وكلما انتفخت الأوداج.. إنتفخت الجيوب!!
* أصحاب الأقلام المغموسة في حبر النفاق.. وعسل التطبيل، سيشرعونها لمحاكمة كل صاحب رأي معارض أو مخالف للإنقاذ، وإتهامه بالعمالة والخيانة والكفر والإلحاد، ونصب المشانق له على صفحات الجرائد، وتأليب السلطات بمختلف أنواعها وأشكالها عليه، لوضع الأحكام موضع التنفيذ!
*وكذا سيفعل علماء السلطان الذين سيتخيرون الآيات والأحاديث والأقوال، التي ترضي سلطانهم، ويوجهونها نحو صدور من يخالف الفكر والرأي فيرضى عنهم السلطان ويغدق عليهم ما تنوء به الجيوب وتطمئن به القلوب.. وتلهج بالثناء والحمد على صاحب الألسنة!!
* سيخرج البعض مطالباً بتكميم الأفواه، والحد من الحريات وقطع الأرزاق من أجل رفعة الدين، وحماية الوطن!!
* سنعود مرة أخرى للشعارات المستهلكة التي ضللوا بها الناس وقتاً طويلاً، واستغلوا البسطاء وتمكنوا من السلطة، وغرفوا من حطام الدنيا ما أنساهم الآخرة، واعتقدوا أن التي دامت إليهم، لن تؤول لغيرهم، وأنهم خالدون مخلدون!!
* ولكنهم واهمون، فذلك الزمن ولى ولن يعود.. والإنقاذ التي بطشت وعذبت وخوفت.. وتمكنت وغرفت.. لن تعود أبداً!!
* تحاول الإنقاذ الآن أن تتشبث بالسلطة، وتتمسك بطوق النجاة.. وهي مَنْ أدخل الأجنبي، وخضع لمطالبه وشروطه من أجل السلطة، وطمعاً في النجاة.. وليس الذين تنعتهم بيانات سدنة الإنقاذ وزبانيتها (بالخونة والعملاء).. وتعلن الجهاد ضدهم!!
* إذا كان هنالك من تطالبون بمحاكمتهم، وعزلهم، ورفع رايات الجهاد ضدهم.. فهم الذين جاءوا بالقوات الدولية تحت الفصل السادس، وهم الذين سيأتون بها تحت الفصل السابع، يظنون أنها ستحميهم من غضب الشعب وثورته.. ولكن هيهات!!
* إذا الشعب يوماً أراد الحياة.. فلا بد أن يستجيب القدر.. ولا بد لليل أن ينجلي، ولا بد للقيد أن ينكسر!!
www.alsudani.info
|
|
 
|
|
|
|
Nasr
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست