أميرة الطحاوي تكتب في الشرق الأوسط عن مأساة دارفور

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-16-2024, 02:23 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-26-2006, 02:55 AM

مكي النور

تاريخ التسجيل: 01-02-2005
مجموع المشاركات: 1627

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أميرة الطحاوي تكتب في الشرق الأوسط عن مأساة دارفور

    دارفور: مهلة تلو الأخرى .. ولا ضوء في نهاية النفق

    هل يذكر أحدنا كيف كانت البداية؟ على العكس من تصريحات الرئيس السوداني عمر البشير قبل شهر أو يزيد والتي أثارت سخرية حلفائه قبل خصومه على السواء عن كون أصل النزاع في دارفور شجارا بين قبيلتين على جمل شارد! كانت بداية تفجر هذه القضية إعلاميا في يونيو 2003 حيث نقلت وكالة الأنباء الفرنسية على لسان ماني اركوي ميناوي السكرتير العام لحركة تحرير السودان المعارضة في ولايات دارفور الثلاث ـ غرب السودان أن الحكومة استخدمت الغازات السامة والأسلحة البيولوجية ضد سكان الإقليم، وأن قرية من 72 منزلا غرب الفاشر أحرقت كلياً، وأن قواته «عثرت على قطعتي سلاح بيولوجي ومنشور حكومي يوضح طريقة استخدامها، مضيفا أنها أسلحة روسية الصنع جاءت من العراق» الذي كان لتوه قد نفض نظاماً ديكتاتوريا استخدم الأسلحة الكيماوية المحرمة ضد شعبه باحتلال أمريكي وفوضى إدارة وحدود هشة أمكن عبرها تهريب كل شيء حتى السلاح، وتلقت حركته معلومات عن أسلحة بيولوجية أخرى وصلت للفاشر عاصمة دارفور حيث يوجد الخبير الحكومي زبير بشير طه للإشراف على عملية التدريب على استخدام هذه الأسلحة .. يحدث الخبر أثره، يصدر بيان من رابطة أبناء غرب السودان بالخارج تدعو فيه كل السودانيين للعمل على إصلاح مشكلات الوطن المتراكمة نتيجة لتسلط الأنظمة القمعية، وخاصة سياسات حكومة الإنقاذ الحالية في المناطق المهمشة.

    واعتماد مبدأ الانحياز لزرع الفتن والخلافات بين أبناء المنطقة، وتأليب النعرات القبلية والعرقية وتوجيه الدعم المباشر لقبائل دون الأخرى، دعوا أيضا كل أبناء غرب السودان في القوات المسلحة لعدم المشاركة في إبادة أهلهم، منظمات دولية بعضها يغيث ويساعد وبعضها يكون فائض ربح من استمرار معاناة الإقليم، أفريقياً: لا يُعد هذا المسلك بجديد.

    المبالغات واردة دوماً في عالم السياسة لكن المؤكد أن قتلاً على الهوية كان ينتشر حتى لو لم تستخدم فيه أسلحة غير تلك التي توصف بالمحرمة (فوفقا للقانون الدولي العبثي فإن بعض أنواع الرصاص غير محرم!) تتشابك خيوط العنف اليومي؛ قوات غير رسمية مدعومة من الحكومة، قوات تدين بولاء للترابي الذي أخرجه البشير من القصر إلى السجن في 2000، تراكم حوادث قطع الطريق منذ عام 99-2000 يناقشها البرلمان دون علاج، تراكم سنوات الجفاف بالثمانينات وحروب القبائل، والآن حرب حقيقية تفرز ربع مليون لاجئ على الحدود توفر لهم الأمم المتحدة ملاذات غير آمنة من هجوم عصابات الجنجاويد (جني راكب جواد جاء بالليل: هكذا إحدى تفسيرات الاسم) بين وقت وآخر، تدخل أفريقي بقوات هاجمتها الحكومة زاعمة أنها تنشر الإيدز وتعتدي على الأطفال، تهديد بتدخل أمريكي منفرد ثم دولي (ألا يذكرك التسلسل بالعراق؟) صراخ رافض باسم السيادة الوطنية ومقاومة التدخل الصليبي! مفاوضات تفشل وأخرى لا تثمر، مهلة 6 اشهر تقطع لتتقلص لأسبوعين، مهلة أخيرة لثلاثة أيام، قتال عنيف داخل الفصيل الأكبر الذي وقع زعيمه مناوي على اتفاقية أبوجا، قتال بين هذا الفصيل وآخرين رافضين لسلام هش مع حكومة قتلت أشقاءهم، فوضى ودماء لا تجف وجفاف لا ينذر بمطر أو زرع في الغرب، ومجاعة يزيد منها تخفيض المنظمات الدولية لمساعداتها الغذائية لدارفور، ثم وقف بعض المنظمات عملها لعدم توافر الأمان (كما لو أن الأصل في الأشياء أن يعمل الموظفون الدوليون القادمون من أوربا وأمريكا فقط في ظروف الأمان والهدوء!).

    الساسة يناورون والضحايا يصارعون الموت جوعا وقتلاً، كل يغنى على ليلاه وبقت دارفور امرأة وحيدة على حدود دولة أخرى (تشاد) مهددة بانقلاب وتوترات، تدعم حكومتها فصيلاً وتدعم معارضتها فصيلاً آخر، غياب عربي اللهم باستثناء تصريحات حمقاء تنفي كل المأساة، وتردد تصريحات وزير خارجية الخرطوم السابق أن إسرائيل هي التي اختلقت قصة دارفور (حسنا انه لم يقل عنها إسرائيل ثانية.. ليس بعد)، محاولات متواضعة من اتحادات طبية عربية وإسلامية تعجز عن الكثير، الهاربون من دارفور تعطيهم مفوضية اللاجئين بطاقة صفراء تجدد منذ 3 سنوات وبموجبها يصبح من حقك ألا تعمل وألا تحصل على إعانة حتى لو مت جوعاً، ويصبح من حق العسكر أن يقتلوك في الفجر لأنك اعتصمت رافضا سياسات المفوضية العليا القتل ـ عفوا لشئون اللاجئين.

    المحللون يعولون كثيراً على اتفاقات تطفئ نار الحرب لكنها لا تصنع سلاماً، بنود جوفاء تكتفي بمنع القتل ولا تنزع فتيله، نصوص ترسم حدود توزيع السلطة واقتسام الغنائم ـ معذرة الموارد ـ دون خطة تنمية جادة تصنع للإنسان رابطا آخر بالأرض التي يقطنها، رابطاً حقيقيا غير ما ورثه من أجداه من لون وعرق ولغة ودين، رابطا يحقق للإنسان كرامته فلا يرتد طالبا المدد عند كل صغيرة وكبيرة لاجئا لقبيلته وعشيرته كما الجاهلية الأولى، فيمد كل فريق لبنيه ما استطاع من قوة ورباط الخيل ليرهبوا به أبناء وطنهم الذين لا ينتمون للعرق أو اللون أو الدين ذاته، رغم أنهم جميعاً من أصل واحد: بشر، كائنات ضمن ملايين أخرى خلقت لتحيا لا لتتحارب وفق لون بشرتها وغير ذلك من ميراث أجوف نحمله رغما عنَّا بالميلاد.

    ويا وجع دارفور لا تصرخ كثيراً، فقد سبقتك الصومال والعراق وكل بقعة في عالم المهمشين والضعفاء تقاطعت تطلعات المحيط الإقليمي والدولي بها وتواطؤا على مواصلة عداواتهم عبرها، وتركوها وحدها تنتحب.

    أخيرا عزيزي القارئ هذا مجرد مقال لن يعيد الحياة لضحية ولن يمنع مزيدا من القتل، أكتبه على حاسب آلي في حجرة مضاءة بالكهرباء بجواري قنينة ماء وبعض الكسرة والملاح التي عافتها نفسي عندما قرأت الجديد عن دارفور، مقال أكتبه وأمضي لسبيلي، بينما في اللحظة ذاتها يكون طفل دارفوري قد مات جوعا أو قتلاً دون حتى أن يكفنه أحد أو يواريه التراب أحد وربما بخلاف أهله وأهل الرحمة قد لا يذكره أحد، وفي اللحظة التي ستقرأ فيها النص ربما سيكون آخرون قد رقدوا جثثاً في العراء بجوار الطفل نفسه... عبث، كل جهد لن يصب في اتجاه وقف دولاب الدم الآن وليس غداً في دارفور، هو مثل خطابي هذا، عبث.

    * كاتبة مصرية

    www.aawsat.com
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de