|
|
 زهير السرّاج: أضربوا ... تصحوا !!
|
اضربوا.. تصحوا!!
زهير السراج
* للمرة الثانية خلال أقل من نصف عام يحقق أساتذة جامعة الخرطوم اختراقاً كبيراً وجديداً في العمل النقابي، لم يتحقق منذ أكثر من ستة عشر عاماً، وهو تنفيذ الإضراب المعلن بنسبة مائة في المائة، بل تضامن معهم الطلاب وامتنعوا عن الجلوس للإمتحانات احتراماً وتقديراً لمطالب أساتذتهم المشروعة التي تتمثل في الإعتراف بهيئتهم النقابية المستقلة التي أسسوها بعيداً عن قانون النقابات الحكومي سئ السمعة، الذي يضع العمل النقابي في يد نقابات واتحادات صورية تابعة للحكومة، تمتثل لإرادتها، وتنفذ تعليماتها ومشيئتها، بعيداً عن إرادة العاملين ورغباتهم ومطالبهم العادلة في حياة حرة كريمة وديمقراطية، يجد فيها كل إنسان حقوقه، ويؤدي ما عليه من واجبات تجاه عمله ومجتمعه ووطنه!
* بالإضافة لمطالبة الأساتذة لإدارة الجامعة بالإعتراف بهيئتهم النقابية الشرعية، فقد طالبوا بعودة الممارسة الديمقراطية في شغل المناصب الإدارية، وتكوين وإجراءات المجالس بالجامعة، بدلاً عن أسلوب التعيين المتبع منذ عام 1989م، الذي يأتي بأهل الولاء على حساب أهل الخبرة والكفاءة، ثم الإعتراف بتدني المقررات والمناهج كبداية لأزمة، للتصحيح والتعديل، وتصحيح البيئة الجامعية وتطوير البنيات الأساسية، بالإضافة لبعض المطالب المالية المشروعة، مثل إيقاف بعض الاستقطاعات غير المبررة من مرتبات الاساتذة، كتلك التي تذهب لجيب النقابة الحكومية من دون أي مسوغ قانوني، ومعالجة حقوق السكن، وإعادة صرف بدل تذاكر السفر المتوقف منذ أكثر من اربعة عشر عاماً من دون مبرر يذكر، وهي مطالب مشروعة وحقيقية لأستاذ الجامعة الذي تقل استحقاقاته المالية عن استحقاق كثيرين في الخدمة العامة والمؤسسات الحكومية ومؤسسات التعليم العالي الخاصة والأهلية!!
*من يصدق أن مرتب البروفيسور في جامعة الخرطوم (وهو بروفيسور حقيقي وليس مبرفساً مثل كثيرين في الجامعات الفكة)، لا يزيد عن مائة وعشرين ألف دينار في حده الاقصى، بينما لا يزيد المرتب الأساسي الذي تستخرج على أساسه الحقوق المعاشية والإستحقاقات الأخرى لاستاذ جامعة بعد أكثر من ثلاثين سنة خدمة عن ستين ألف دينار؟! هل يصدق أحد ذلك؟!
* الإضراب... وسيلة مشروعة لانتزاع الحقوق، لا بد أن يستفيد منها كل طالب حق فشل في انتزاعه بالوسائل المشروعة الأخرى، واضراب الأساتذة الذي كسر حاجز الخوف من الإضراب، لم يأت من فراغ، ولم يكن هو الخطوة الاولى لاستعادة الحقوق، بل سبقتها مذكرات للإدارة توضح الأوضاع السيئة داخل الجامعة، سواء في البيئة الجامعية، أو المقررات الدراسية، أو البنيات الاساسية، أو الحقوق النقابية للأساتذة، أو حقوقهم الادارية والوظيفية التي انعكست بشكل سلبي على خريج جامعة الخرطوم ومستواه، وهو الذي كان مضرب المثل في المستوى الممتاز والكفاءة والإقتدار بين الجامعات الاقليمية والقطرية.. إلا أن إدارة الجامعة أصمت أذنيها عن الإستماع لصوت العقل والحكمة والاستجابة للمطالب العادلة المرفوعة من الأساتذة.. لم يكن هنالك بديل غير الإضراب الذي تم تنفيذه بنسبة مائة في المائة وسيستمر حتى نهاية اليوم، لتتخذ بعده تدابير وإجراءات أخرى من أجل انتزاع المطالب.
* التحية لأساتذة جامعة الخرطوم وهم يستعيدون منبرهم النقابي بكل جسارة وجرأة، وهم يضربون عن العمل من أجل انتزاع حقوقهم المغتصبة... والتحية للطلاب الذين آزروهم وكانوا خير عون وسند لهم... وإلى الأمام من أجل تعليم عالٍ مستقل وحر وكفء.. يلبي احتياجات الأمة، ويكون عقلها الذي يخطط، وضميرها الذي يراقب، ولسانها الذي يتكلم، ويدها التي تبني وتعمر، وحاديها الذي يقف أمام الظلم والقهر!!ة،
من موقع السوداني.
www.alsudani.info
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست