شكرا عثمان علي هذا الجمال الذي طوقت به أعناقنا في هذا المساء الجميل
إنقبض قلبي ولا يزال حينما شاهدت صورة دكان جدنا المغفور له محمد صادق فرح وأخونا أحمد فرح مترجم البروف هيرمان بيل في ذلك الزمان الغابر وهو يقف أمام الدكان الذي كنانأتية دائما للإستماع لأغاني عائشة الفلاتية ومنى الخير ومحمد وردي واخرين من علي الراديو العتيق الذي كان يقبع في أعلي رف في الدكان
إستوقفتني في حديث البروفسور هيرمان بيل عن معبد كوة الجملة التالية : بعض الناس يقولون بأن إكتشاف التوحيد هو مساهمة النوبييين في الحضارة الانسانية . أنا باحث ولا أقول ذلك . استطيع فقط أن اقول: ربما ، إذا كان هذا صحيح . ـــــــــــــــــــ " إكتشاف الإله الواحد " العزيز فيصل تحياتي
إستوقفتني في حديث البروفسور هيرمان بيل عن معبد كوة الجملة التالية : بعض الناس يقولون بأن إكتشاف التوحيد هو مساهمة النوبييين في الحضارة الانسانية . أنا باحث ولا أقول ذلك . استطيع فقط أن اقول: ربما ، إذا كان هذا صحيح . ـــــــــــــــــــ " إكتشاف الإله الواحد " ـ توصيف للواقعة بلغة متعلمنة
ربما تأتي كشوفات أثرية في مناطق أخرى من العالم بحقائق جديدة تمتد بجذور فكرة الأله الواحد اعمق من لبنات معبد كوة في بلاد النوبة . محتمل وجائز . لكن السؤال الأهم في حدود ما أماط عنه اللثام هيرمان وزميله هو : كيف صار ممكناً إكتشاف فكرة التوحيد؟ بتعبير آخر : ماهي الظروف البنيوية التي قفزت بالفكر الأنساني في تلك الرقعة من العالم من تعددية الألهة إلى فكرة الإله الواحد الأحد ؟
07-17-2006, 09:02 AM
Osman M Salih
Osman M Salih
تاريخ التسجيل: 02-18-2004
مجموع المشاركات: 13081
الجانب الآخر للكشف الذي حققه هيرمان وزميله هو أن فكرة التوحيد كوشية الاصل ولذا كان الكوشيون مهيئين قبل قرون لإعتناق الأديان التوحيدية . بضاعة تأملهم الفلسفي ردت إليهم . لم يحاربوا إلاّ سيوف العرب المسلمين ولكنهم اشرعوا الأبواب للدعاة السلميين .
07-17-2006, 09:19 AM
Osman M Salih
Osman M Salih
تاريخ التسجيل: 02-18-2004
مجموع المشاركات: 13081
الإله الواحد ـ وهذا إستنتاجي ـ ماهو إلاّ هو صنيعة بشرية خلاصة فذة نجمت عن عملية تاريخية صهرت فيها معاناة التأمل الفلسفي في تلك الرقعة من العالم صغار الآلهة في رب مهيمن . في تلك الرقعة و في ذلك الحدث المركزي في الفكر و التنظيم الإجتماعي نبحث عن جذور الشمولية الحاضرة في مختلف تمظهراتها دينية كانت أو علمانية والتي تناسلت عن فكرة : الراعي والرعية !
ولأنه أكتشف كما أكتشفت الكتابة و العجلة و الزراعة و توليد الكهرباء وهذا الجهاز الذي استخدمه الآن للتواصل مع القراء ولأن آلهة الشعوب تشبه الشعوب التي تعبدها تفيدنا معرفة دقيقة بطبيعة الظروف البنيوية التي جعلت من صك الإله الواحد أمراً ممكناً
07-17-2006, 09:45 AM
Osman M Salih
Osman M Salih
تاريخ التسجيل: 02-18-2004
مجموع المشاركات: 13081
" إكتشاف الإله الواحد" لا يصب الماء في قواديس اللاهوت . المطلق ، السماوي ، المتسامى ، لم يكن هناك في عليائه منذ الأبد بل صعّده التأمل في مراسيم تحاكي تتويج رأس التنظيم الإجتماعي المجسـّم لهوية الجماعة و إرادتها.
خرجت فكرة التوحيد من الأرض الكوشية وتقلبت بها الأحوال قبل أن تعود في هيئة الإسلام بخطاب عالمي إرتفعت فيه جنات عدن من الأرض إلى العالم الماورائي دون أن تفقد إسمها الاصلي لتكون منسجمة مع الخطابي العالمي لآخر تجليات فكرة التوحيد . ربما .
موتور هذه الاسئلة وغيرها هو يقيني بأن الفكرة ـ اية فكرة ـ أرضية الجذور لا تتنزل هكذا من السماء وإن هبطت كالمطر في ماعون مكتشـفها فرداً كان أو جماعة فماذلك إلاّ لأن المطر هو الآخر أرضي الجذور
ابننقا تو اسمان بين الاكتشاف والاختراع وشائج كثر الكتابه والكهرباء والكومبيوتر تصل الى الاختراع فهل يمكن ان نمضى بالفكرة الى ما بعد الاكتشاف اى الى مشارف الاختراع
(المطر ارضى الجذور) اطربتنى
07-18-2006, 01:12 AM
Ahmed Daoud
Ahmed Daoud
تاريخ التسجيل: 01-30-2004
مجموع المشاركات: 755
قليلون هم الّذين تلين لهم ناصية الكلمة و المعاني العميقة.
كتاباتك ماّدّة انشائيّة دسمة تجمع بين بلاغة - (البلاغة هي مطابقة الكلام لمقتضي الحال ) - و
عقلانيّة الفيلسوف ( نصاعة فكره) من جانب ، و جزالة و طلاوة أسلوب الأديب من الجانب الاخر.
ليس ثمة كلمة نشاز قي مداخلاتك الفكريّة بمنتدي سزدانيزاونلاين للنقاش.
و أكثر ما يعجبني في كتاباتك المنبريّة خلوّها من التخريب اللغوي.
القارئ لمشاركاتك بهذا المنبر يحسّ بانجذاب شديد نحوك، و ان اختلف معك في الرأي.
أقراؤك برويّة و حضور ذهني عميق.
و لعلّ القاسم الأعظم بيني و بينك قناعتك الفكريّة و الروحيّة بالنهج السلمي كخيار حضاري
أوفق لاحداث التغيير الايجابي علي المستوي القطري، الدولي، و الانساني بشكل عام.
و كنت قد أشرت لذلك في مذخلة سابقة ضمن بوست ابتدره الأخ سيف مساعد و شارك فيه الأخ الحبيب صالح:
Tabaldena , و الأخت: تراجي مصطفي.
لم يتسنّي لي بعد الكتابة في المجال الذي يستهويني و يشغل مركز البؤرة من تفكيري.
اّمل أن يسعفني الزمن و المناخ الذهني لكتابة بوستين يحملان العنوانين المبدئيين التاليين:
" الماهيّة و المنقلب "، و " المتعة بفضيلة الألم "- Pleasure by Vertue of Pain
يتّضح من وحي العنوانيين السابقين أنّني أهتمّ بموضوعات ذات طابع روحاني و فلسفي.
ظروف التنشئة و استعداداتي الفطريّة الباكرة حدت بي في مقتبل العمر لارواء ظمئي الروحي
للخالق، جلّ شأنه، بالتقرّب اليه علي نحو تعبّدي تقليدي. و حينما وصلت مرحلة المراهقة
و البلوغ ، بتفاعلاتها الجسديّّة، النفسيّة، و الغقليّة الصاخبة، تناوشتني هواجس، هموم، و نوازع
فلسفيّة عميقة أربكتني و حدت بي للانطواء و الذهان الاجتماعي و التفسي علي حدّ سواء.
و قد أدركت من تلقاء ذاتي، جرّاء الاستماع لذاتي المفكّرّة: " Introspection "، أن
فطرتي السليمة و قراءاّّتي السابقة تتوافق مع قناعاتي الفطرّيّة الراسخة بوجود ربّ
و خالق أوحد لهذا الكون البديع، حيّه و جماده. الاّية القراّنية التي توافقت مغ فطرتي السليمة
و قطعت دابر الهاجس النفسي المبهم و المتفلّت هي قوله تعالي: " و اذ أخذ ربّك من بني اّدم من
ظهورهم ذرّيتهم و أشهدهم علي أنفسهم ألست بربّكم، قالوا بلي شهدنا، أن تقولوا يوم القيامة انّا
كنّا عن هذا غافلين( 173 ) - سورة غافر.
هذه الاّية العظيمة وثّقت صلتي الراسخة بالله، جلّ و علا. و حمدت الله كثيرا أن هداني اليها في
مقتبل العمر و قبل أن تداهمني غاشية البلوغ و المراهقة بظواهرها الجسديّة و تفاعلاتها
النفسيّة و الفكريّة الصاخبة: بما يسمّي أحيانا بمرحلة البحث عن الذات.
ذعني، أخي الكريم: أقرأ لك جانبا معيّنا ممّّا كتبته في تلك الفترة العمريّة المبكّرة عن تجربتي النفسيّة للبحث عن ذاتي في اظار خاطرة قلميّة حملت الاسم البدئي: " الماهيّة و المنقلب "، الذي يعالج المسألة الفكريّة المشار اليها اّنفا: : " كنت أروم الحقيقة داخل نفسي و أحاول استكناه حقائق الأشياء من أعماق ذاتي. شملت تساؤلاتي اّفاقا متفاوتة بدءا بحقيقة الذات الالهيّة و حقيقة نفسي ثمّ العالم من حولي. لم أكن بداءة مقتنعا بالتفسيرات التي حصلت عليهافي بطون الكتب. القراّن ينادي بحقيقة التوحيد و أنّ تعدّد الاّلهة ربّما أدّي لتضاربهم و بالتالي يختل نظام الكون. و اتّساق حركة الكون دليل ساطع علي وجود الخالق. و اذا استرسلنا بخيالنا و تصوّرنا سلسلة متعاقبة من الخالقين يحتاج كلّ خالق بينهم لخالق اّخر، لابدّ من وجود منشيئ أعظم لهؤلاء الخالقين في نهاية الأمر. من أين يجيئ هذا الخالق الأعظم أو تلك القوّة السامية؟ الدين يقول أنّ للعقل البشري حدود لا يستطيع تجاوزها، فما أوتينا من العلم الآ قليلا. و حقيقة الصانع الأكبر لا تدرك بالعقل و انّما تستلهم بالفطرة. و اذا تتبّعنا تاريخ البشريّة سنجدأنّ أجدادنا القدماء توصّلوا بالفطرة لحقيقة أنّ لهذا الكون منشيئ و أختلفوا في أصل هذه الحقيقة الكبري: هل هذه الذات الكبري واحدة أم متعدّدة. تفرّقت بأسلافنا القدماء، في فترة ما قبل التاريخ، السبل وشرعوا يتقرّبون لهذه الذات السامية عبر أشتات من الرموز الكونيّة. و في حقبة تالية من التاريخ حملت تلك الرموز : كا لشمس، النار، القمر......الخ صفة الألوهيّة. و جسّّم بعضهم الاله الأعظم في هيئة أصنام حجريّة. و الديانات السماويّة جميعها كانت تنادي بوحدانيّة الخالق و بطلان تلك الأشتات من المعبودات. هذه الاجابة التي تحصّلت عليها من قراءاتي في كتب العقيدة الاسلاميّة تتوافق مع فطرتي السليمة بوجود خلق أوحد، جلّ شأنه، لهذا الكون البديع، و فقا لمنطوق الاّيتين الحكيمتين: " و اذ أخذ ربّك من بني اّدم من ظهورهم ذرّيتهم و أشهدهم علي أأنهسهم، ألست بربّكم، قالوا بلي شهدنا، ان تقولوا يوم القيامة انّا كنّا عن هذا غافلين ( الاّية 173 )، سورة الأعراف، و الاّية الأخري التي تقول: " ان كان فيهما غير الله لفسدتا ". فالفطرة الانسانيّة التي ألهمت الانسان منذ بدء الخليقة للاعتقاد بوجود خالق منشيئ لهذا الكون البديع بمخلوقاته المختلفة، حيّها و جمادها، انبثقت من اشهاد الخالق جلّ شأنه و علا، لكل مخلوق جديد بعد غرس المكوّن الروحي و العقلي فيه بأنّه هو خالقه و بارئه، تبارك الله احسن الخالقين. " انتهي الاقتباس.
أرجو أخي الكريم أن تكون في هذه المساهمة المتواضعة اجابة اسلاميّة للموضوع الذي تطرّقت اليه في بوستك الجاري أعلاه.
بيد أنّ تساؤلاتي لم تنحصر علي مسألة الألوهيّة. فتلك مسألة تتوافق مع فطرتي السليمة و خلفياتي
المعرفيّة. انفتحت أمامي أبواب جديدة من الأسئلة الفلسفيّة العميقة عن الارتباط الوثيق بين هذه الحقيقة الفطريّة و ما هيّة و مصداقيّة الرسل الذين حملوا لواء تلك العقيدة التوحيديّة الراشدة.
ذلك موضوع أخذ منّي جهدفكري عميق، معجزات الهيّة داعمة اعترضت سبيلي، و بحث علمي مضن استغرق فترة زمنيّة طويلة.
سأتطرّق لكل ذلك في غضون مبحث لم تكتمل جلّ فصوله بعد عنوانه المبدئي، و فقماتطوّعت به اّنفا:
الكشف الأركيولوجي لاريب فيه ويستحق الترويج . وردت حيثياته التي لخصت في الندوة في مقال مشترك للمكتشفين .أتمنى لو أعاننا بوردابي من المملكة المتحدة حيث يقيم الباحث محمد جلال هاشم على نسخة من المقال
07-31-2006, 09:14 PM
welyab
welyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة