|
زهير السراج : قصتي مع روجينا!!
|
قصتي مع روجينا!!
زهير السراج
* حضر إلى مبنى الصحيفة في الساعة الحادية عشرة والنصف صباح يوم الاربعاء شخصان من ادارة الأمن الاقتصادي بجهاز الأمن الوطني وسلماني طلب حضور لمقابلة مدير الادارة في الثانية عشرة والنصف من ظهر نفس اليوم، وذلك حسب نص المادة (10) من قانون الأمن الوطني، كما جاء في طلب الحضور. * ذهبت في الموعد المحدد، والتقيت بأحد المسؤولين الذي أحسن استقبالي وسألني عن معرفتي بـ(روجينا)، قلت له: (روجينا من؟)، قال لي: (روجينا بتاعت بورتسودان).. اندهشت جداً، واعتقدت أن جهاز الأمن قد اخطأ الطريق إلى شخصي الضعيف، خاصة أنها المرة الأولى التي اُستدعى فيها لادارة الأمن الاقتصادي. كل استدعاءاتي السابقة كانت للإدارة السياسية، أو ادارة الصحافة بجهاز الأمن.. وهي استدعاءات لها علاقة بما أكتب، ولست صاحب نشاط اقتصادي، أو تاجر عملة أو مهرباً، حتى تستدعيني ادارة الأمن الاقتصادي؟! *فجأة تذكرت أن الاستاذ نورالدين مدني نائب رئيس التحرير قال لي عندما التقيت به صباح أول أمس: (ظللت تحتج بأنك لا تجد مساحة لنشر رسائلك، لقد نشرنا لك اليوم رسالة وصلت إلى الصحيفة باسمك، بدون علمك حتى تعرف أننا نعطيك اهتماماً خاصاً). قلت له شكراً، ثم نظرت بسرعة الى الرسالة ولم أقرأ حتى اسم كاتبها أو كاتبتها، وهي تتضمن احتجاجاً على عدم الاستيعاب بوظيفة مستديمة بهيئة المواصفات والمقاييس ببورتسودان، برغم طول الفترة التي عمل أو عملت فيها في وظيفة مؤقتة. * قلت لمسؤول الأمن لقد تذكرت، إنها صاحبة الرسالة التي وصلت إلى الصحيفة وقامت بنشرها في باب (برلمان السوداني)، وقرأتها بعد النشر، ولم أر فيها شيئاً شاذاً أو غريباً. * قال المسؤول إن كاتبتها نفت أية صلة لها بالرسالة، وأراني خطاباً بذلك موجهاً منها إلى شخصي (وصلتني صورة من الخطاب في الصحيفة بعد يوم كامل من مقابلتي لمسؤول الأمن). *كررت اجابتي لمسؤول الأمن عن عدم معرفتي بالرسالة أو صاحبتها، فسمح لي بالذهاب.. ثم حضرتُ إلى الصحيفة وأخطرت الأخوين رئيس التحرير ونائبه بتفاصيل مقابلتي لمسؤول الأمن الاقتصادي، وكنا ثلاثتنا محتارين عن علاقة ادارة الأمن الاقتصادي بالنشر الصحفي!! * بعد دقائق قليلة من حضوري للصحيفة اتصل ضابط من أمن الصحافة بالاستاذ نور الدين مدني وتأكد من صحة المعلومات التي ادليت بها لمسؤول الأمن الاقتصادي.. وانهى المحادثة بعد ذلك. * وصل بعد ذلك فاكس يتضمن رسالة بتوقيع روجينا سيرو تنفي صلتها بالرسالة الأولى، نشرتها الصحيفة في عدد الأمس. * ثم اتصل بي هاتفياً في آخر اليوم شخص قال إنه الاستاذ زكريا محمد سليمان مدير الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس فرع بورتسودان، وكان ملخص حديثه بأنهم استجوبوا (روجينا سيرو) التي تعمل في وظيفة مراسلة بالهيئة ونفت نفياً مطلقاً صلتها بالرسالة، أو أن ظلماً وقع عليها بتجاوزها في التحويل من وظيفة مؤقتة إلى وظيفة مستديمة. * شرحت للاستاذ زكريا ملابسات الرسالة وشكرته على الاتصال الهاتفي، وانتهى الموضوع بالنسبة لي عند هذا الحد. *هذه قصة (روجينا) وهي بالطبع قصة غريبة جداً.. تدخل فيها الأمن الاقتصادي، ومدير هيئة المواصفات فرع بورتسودان، (وما خفي أعظم) في موضوع عادي جداً.. لا يعدو أن يكون احتجاج عاملة في وظيفة مؤقتة، تخطتها التعيينات المستديمة!! *والسؤال هو: ما هي علاقة الأمن الاقتصادي بمادة نشر صحفي، ولماذا أثارت هذه الرسالة العادية كل هذه الضجة؟! أرجو أن أجد الاجابة المناسبة!! www.alsahafa.info
|
|
|
|
|
|