|
|
 (ملوة) جراد وعصير كمونية
|
(ملوة) جراد وعصير كمونية
العشوائية في السودان متجذرة لدرجة أنها أقوى من أي نظام يتبع أو تنظيم ينتهج في الناس والمجتمع ويبدو أن العشوائية هي الأصل والنظام والتنظيم بصورة عامة استثناء ومن نافلة القول أن العشوائية عندنا تيارها أقوى فهي تجرف أي نظام أو ترتيب مدعاه ومن الصعوبة بمكان أن يتنزل النظام من علٍ ومن اليسر أن تعلو العشوائية وتكتسح المؤسسات الرسمية والتخطيطية ومن المعروف أن الكمونية هي أحشاء الذبيح وهي من الشيء المألوف والمعروف خاصة كمونية الأبقار والأنعام وبصورة عامة ولكن أن تكون للدواجن كمونية تباع وتشترى فهذا ما لم نعهده في الإطار الواسع فهذا الوطن العجيب المسمى السودان جامعاً لغرائب الأحوال ونقائض الأشياء في كل شيء فنجد علم مزدهر وجهل متجذر وتنمية حد الرفاهية في بقاع وفي مناطق أخر نجدهم يحرسون الماء الراكض في المستنقعات بالسلاح للشرب ومعظم الأسواق تستدعي الدهشة مثل سوق العرب بأمدرمان وسوق ليبيا وسوق مايو ففي سوق ليبيا الذبيح على الأرض ويفترشون للبيع الكوارع و(الروسين) وكمونية البقر وكمونية الجداد وكوارع الجداد ووسط هذا العرض المفروش تحت سحاب الغبار على جلود الأبقار يتساومون في بورصة الذبيح الكيري والتصنيفات (اللحمية) التي علموها من الطبيعة فالمصارين البيوض مع بعض وكوارع بقر عاملة اجتماع وأرجل جداد مع بعض وكبدة جداد و(أم فتفت) مع بعض و(العتي) بالجركانة توزن وتعاير بعيداً عن المعايير والمقاييس الحساسة ووسط هذه السينما الباكية المضحكة دموعاً وشطة ووحيحاً تجد طش من الجقاجق يغلي بجواره تربيزة التبش المشفى حيث ارتشاف الأنف كلما سالت والغط في الفنجان والبطيخ المشقق على الأرض الذي يباع بالقطعة أعظم تورتة تحليه لهذا الشعب الذي لم يرث إلا هذا النموذج وهذه التجارة وأشكال العرض وعندما تتجاوز هذه المشاهد فإذا بجوار هذه الملمات مقهاً للإنترنت يتابع المتصفح فيه تبرئة أسامة بن لادن للموسوي من أحداث سبتمبر وتيسير علوني وأسامة الحاج من تهم الإرهاب وتفنية الجيل الثالث توظف للعشوائية استخداماً في مثل هذه الأسواق وليس للسمو وتجد تقنية الـDSL واللابتوب كومباك WEAR LESS فهذا وطن العجائب والنقائض والغرائب وفي سوق مايو مشهداً واحداً يكفي لتأكيد ما ذهبنا إليه فتجد في السوق البضائع المفروشة على الأرض طعاماً طرياً ونواشفاً وتوابل فلم نستطع تجاوز شوال الجراد المليان ومكفكف على رأسه معايير الربع ونصف الربع والملوة والثُمن وتستمع لمن يحاور بإلحاح ويستجدي تخفيض السعر ويريد شراء كمية كبيرة لأن عنده مناسبة ويود استخدام الجراد وتقديمه لضيوفه بدل الفيشار وبجوار شوال الجراد آخر بعد ما اشترى وفمه مليان بالجراد يود الزيادة ولو قمتة يد وآخر يسأل عن نوعية هذا الجراد ومصدره من حيث الأصالة والهجين فبدأ البائع يشرح الفرق ما بين الجراد الصحراوي اللاحم والجراد البلدي الطاعم!!! وفي زحمة المواصلات قبل مرحلة المايكروبص والميني بص كانت زحمة المواصلات وبصات اللواري والدفارات ويهب ملبياً لدعوة غداء بعد زحيح ومزاحمة في البص وهو يرتدي أحسن ما عنده من ملبس مُظَهّر مكوياً ومُعطّر والماتش مع المركوب النمري والشال والطاقية وساعة الجيب والعمة والحلاقة الناعمة المنحدرة والقطعية والذين يركبون من فوق البص يضاعفون من هم بداخله وبعد أن تحرك البص وانفرد من هذه الضوضاء وشرع جناحيه البشرية للريح اتكأ ملبي الدعوة واستكان وأخرج ذراعه في استجمام والهواء يملأ ذراع الجلابية ويبعث السرور والفرح مجاملاً وممازحاً وبين ما هو في استكانته وأمله العريض فيما يطمح ويود من زيارة للأهل وصلة للقربى في نظافة ظاهرية وباطنية إذ بسائل ينسكب من علٍ وهو لا يحس بسبب الهواء وكلما تقل وزن ذراع الجلابية ويود أن يلامس يده يبعده عنه الهواء إلى أن انتصر وزن السائل المثقل في يد الجلابية على الهواء فلامس الجانب المبتل يده ولم يُلْفته مذعوراً إلا الرائحة الكريهة المنبعثة من السائل ومن كم جلبابه فالتفت مذعوراً وأخرج رأسه وهو ينظر لأعلى ويرى من كان السبب؟ فلاحظ كيساً مبتل يتدلى من أعلى وبدأ يصيح صياحاً هستيرياً من جلابيته وكم جلابيته وبرنامجه ودعوة الغداء وكل برنامجه الذي تلوث بسبب شماعة البص الخارجية فوصل البص إلى منتهاه وإلى آخر محطة ونزل مسرعاً قاصداً صاحبنا الذي يحمل الكيس فصاح فيه يا هوي يا زول أنت حيوان فالتفت قائلاً نعم يا شيخنا مالك في شنو أنا شايفك من قبيل تكورك فقال: لا بس أنا عاوز أعرف شوالك دا شايل فيهو شنو فقال له شايل كمونية .. فرد عليه .. كمونية ؟؟ وأردف ما لازم تكون كمونية انت ما شام العفنة دي وأضاف قائلاً في صمت صاحب الكمونية وأشار لذراع جلابيته ممسكاً بطرف كمه قائلاً كمونية ومال دا عصير ياخي حرام عليك انت ما بتخجل شايليك كمونية وسط ركاب ياخي ما دام شايليك شوال كمونية ما تأجر ليك عربية فرد عليه صاحب الكمونية: أنا كان بقدر أأجر عربية خاصة شايل كمونية؟ فما عليه والعراك مستعر إلا أن خلع جلابيته وقال هاك دي زيد بيها كمونيتك أنا هسع ماشي معزوم يعني أعمل شنو فقال صاحب شوال الكمونية وأنا مالي ومالك أعمل ليك شنو.. وساحة النقاش محتدمة ومتضخمة رويداً رويداً وتجمهر عدد مهول من الناس يشاهدون ويستنطون وتركوا ناس الدعوة والتبليغ ومكرفونهم ببطاريته الجافة وجذبهم حوار الساعة القادم من سوق مايو ما بين الكمونية والجلابية المريّحة ومكوية!!!!
مبارك الطيب الزين
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: (ملوة) جراد وعصير كمونية (Re: waleed500)
|
لو قاعد في البلد دي تعال اوديك سوق كوسوفو
جوز الكلاب بخمسة الف جنيه
الحمير بيضربوها بوهية قبل البيع
في حاجة اسمها دجاج نايم..المحمر منها بتلاتة الف بس
و..
لو قلت ليك الباقي حيقفلو البوست ده..!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: (ملوة) جراد وعصير كمونية (Re: waleed500)
|
السوق ده في الحاج يوسف
لازم تتأكد انو الحمار ما يكون مسمكر او مقلوب قبل كده..!
والاهم من كده اتأكد من الادوات:
حمار واللا حمارة عشان ما تتمقلب في البيت
احتمال يدسوها..!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: (ملوة) جراد وعصير كمونية (Re: وجدي الكردي)
|
سوق ام دفسو فى الحاج يوسف ويحمل نفس المواصفات
وبداخله اشياء تشيب الراس___وفى ام دفسو واحد
وام دفسو 2 واظنها هى نفسها ما تسمى بسوق الحرامية
مرات بتجد فيهااشياء لا قيمة لها بس بقولو مره حصلو
فيه لوحة لبكاسو حقيقيه انت امشى وبتشوف العجب
قد تحصل ليك بوردابى فيه
| |
|
|
|
|
|
|
| |
waleed500
Ahmed Abdallah
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست