|
أنعَى إليكم " حاج فَـقَّـاد " .. والد الأخ والصديق، زميل البورد " عادل فقاد "
|
بسم الله الرحمن الرحيم ،،،
صعدتْ روح الوالد الكريم ، عبدالغفار سيداحمد عبـَّــادِي ، المعروف بِـ " حاج فقـَّـاد " ، إلى بارئها مع تباشير فجر يوم الجمعة 28 من ربيع الآخر 1427هـ الموافق 26مايو2006م .. وإنّني إذ أُنعيــه ، استشعِـرُ مرارة الفقد ولوعة الأسى الواقعَـيْن على أبنائه وبناتِه ، أهلِه وجيرانه وعارِفي فضـله ، فقد كان الفقيد رجلاً عالماً وعاملاً بالحُسنى ، حَـيـِـيـَّاً في ملاقاة البشـر ، يؤمُّ الناس في صلواتهم ولاتفترُ عيناه عن مطالعة كتاب الله الكريم ، وكُتُب الشروحات والتفاسير ؛ تعلّق فؤاده بالحَرَمين فأنجز ما يزيد عن العشرين مابين حَجٍ واعتمار ، مـا أهـَّلَـه ان يكون عوناً لرفقائه في الحج يقيهم وقوع المحظور في الشـّعائر ، ويُزَهـِّدهم في الاعتماد على المُطـَـوِّفين ..
وعَـمَّـنا " حاج فقـَّاد " – له الرحمة والمغفرة _ مع تماهيه في مطلوبات الدِّين الحنيف، واستذكاره ، دوماً، للرّحيل ؛ فقد كان رجلٌ يعمل بِجِـدِّ واجتهاد ، يمتهن التجارة ويُجيد فتح مغاليقها ؛ كأنّه قد كان يضعُ نَصْبَ عينيه المقولة الشـّهيرة : إعمل لدنياك كأنّك تعيش أبدا ، واعمل لآخِرتك كأنّك تموتُ غدا .. كان في إشرافِـه على " حوّاشـتـِه " ومزاولة أعمالِه التجارية ، يتميـَّز بحُسـنِ التعامل مع الشـّركاء والأُجراء والزّبائن ، حريصٌ على إرجاح الموازين وإيفاء الكَيْل ، واعطاء الأجير حقـَّه قبل ان يجِفَّ عَـرَقَـه ، تمنعه حساسيّته الدينية من التطفيف ، فازدهرت تجارته وغدا واحداً من المعدودين في قائمة النجاح المادي والمعنوي بالمنطقة .. له الرحمة والمغفرة بقدرما عمِل من صالح الأعمال ..
على بُعد مكاني الآن، من قريتنا " الجملون ســعدانة " ، أكادُ أتسـمـَّع صوت عَمـَّنا " حاج فقـَّاد " ، له الرحمة، وهو يعلو بنداء الآذان الأوّل ، مع غبش الفجر ، صيفاً وشتـاء وخريفــا ، لا تمنعه موانع الطّقس المتقلـِّب ، ولا يتـّكلُ على المؤذِّنين الرّاتِبين للجامع ، ولا يعبأُ بالاً بإصابته بالرّبو ولا بداء السـُّكري ، بالرّغم من كونه " الإمام" .. فالرّجلُ، قد تعلـَّق قلبه بالمساجد ، و صار له وجه المصحف أليفاً لا يستغني عنه في ساعةٍ من وقته او بُرهة من زمانِـه ؛ أوّل الدّاخلين إلى المسجد ، وآخِرُ المغادرين إلى عودةٍ مُبتدرة .. يتقدّم للصلاة على الجنازة ، ويوغل في الدّعاء المطمئن ، الذي ينزل برداً وسلاماً على أهل الميـِّت ، ويُعزِّي أهل الفقيد صغيراً وكبيراً ، ويتحوّل له بيت العزاء في أيـّامه الثلاث مقـيلاً ، يأتيه في حَــمـَّارة القيظ ، ليُشارك الناس أتراحهم ، ويمرُّ عليه صباحاً ويقضي فيه من المساء أوان ، يستذكر محاسن المتوفـَّى ، ويُجيل الرأي الحنين الصريح مع الناس في كلِّ الشــؤون ، ويختم ذلك بقراءة القرآن ساعة " رفع الفُراش " ، ويقوم بواجب العون والمساعدة لأهل المتوفَّى ، كما ينبغي .
"محمد ولدي " ، كان هذا نداءه الحبيب ، يُعِيده لك ، بين جُملة وأخرى في الحوار .. كنتُ ، في ميعة صباي، أحسـبُ هذا النّداء الأبوي حِـكراً عليَّ ، لأتكشـّف في شبابي ، بعد ذلك، أنّ هذا النداء يُعـَـمِّـمه على كلِّ الذين يَـودُّهـم ، وهمُ كُـثــرُ ؛ وقد كان مُخلِصٌ في ندائه الأبوي هذا ، لا يُخالِط صدقه دَخَلٌ ولا يرى إلآ أنُّه أبٌ لنا جميعاُ ، وهو قد كان كذلك بالفعل .. كان يهتمُّ للشأن العام ، وتُسـعده طُرَف الأخبار السياسية والإقتصادية ، وغُرة عينيه في السـّماع ، أخباراً من طراز : قال الله تعالى، وقال رسـولُه "ص" ، أو خبراً عن الصحابة أو واقعة من التاريخ الإسلامي ، على وجه العموم ..
عزيزي ، معتصم فقـَّــاد ،، رفيق الصـِّبا وصديق الأمس واليوم وغدا ، أعَـزِّيك في الفقد الأليم ، وأعلمُ بأنّك ، نِعمَ المُحتَسِب ،تَصْـبِـرُ في النوائب ، وتُسـَـلِّم بأمر الله العزيز المقتدر ، فَـ [ كلٌّ مَنْ عليها فانٍ ،، ويبقى وجه ربِّك ذو الجلال والإكرام ] .. فالعزاء في أنّ والدكم المغفور له بإذن الله، قد ترك لكم ميراثا في الأصالة السودانية وحُبِّ الناس، وزوّدكم حُسنِ التربية ودفء العشيرة ، وتقديس المواريث، فاستحثـَّوا واستمطروا شـــآبيب الدُّعاء الكريم والصدقات الجارية على روحه لتزداد اطمـئناناً في برزخ الخلود .. لا غروَ، فإنّكم خَيرَ خـَـلَـفٍ لخيرِ سـَـلَـف ، ومالحياة الدّنيا إلآ متاعُ الغرور .. وعزائي الحار لإخواني الأعِـزّاء / عبدالمنعم وعبدالرحمن وعبداللطيف وميسرة ومعتصم واسماعيل وأسامة وسيداحمد وعادل فقـَّـاد ؛ وتعازيَّ الحارة لأخواتي المكلومات ولكل آل عبدالغفار سيداحمد " حاج فقـَّاد " .. ســـائلاً المولى الكريم ، ان يتقبـّلَه أحسن القبول في منزل صِدقٍ عند مليكٍ مُقتَدِر ، وان يجعل الجَـنّة مثواه ، مع الصدِّيقين والشـُّهداء وحَسـُنَ أؤلــئك رفيقا .. و [إنّا لله وإنّا إليه راجعــون ] ..
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أنعَى إليكم " حاج فَـقَّـاد " .. والد الأخ والصديق، زميل البورد " عادل فقاد (Re: محمد أبوجودة)
|
أعـزّيكم أخي محـمد وأسـرة المـرحوم حاج فقاد ونفسـي في هـذا الفقـد الجـلل، والمصاب الأليم،، نسأل الله أن يشـمله برحـمته الواسـعة، وأن ينزله منزلة النبيين والصديقين والصالحين والشـهداء؛ كما ندعـوه سبحانه أن يلهـمكم والأهـل الصبر الجمـيل وحسـن العـزاء.. والصالحـون، أمـثال الحاج فقـاد لا يمـوتون؛ بل تـظل أعمالهم وذكـراهم خالدة للأبـد، وأبناؤهم الصالحين يذكـرونهم بالخـير وبصالح الدعاء...ولكن (كل نفـسٍ ذائقة المـوت)... (إنا لله وإنا إليه راجعـون)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنعَى إليكم " حاج فَـقَّـاد " .. والد الأخ والصديق، زميل البورد " عادل فقاد (Re: JAD)
|
محمد أبوجودة
هذا والله نعى مؤثر نابع من القلب ، وقد أثر فينا غاية التأثير ، كأننا نعرف الرجل ، ولذلك أسأل الله العلى القدير أن يرحم الحاج فقاد ويحسن نزله مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا ، وأن يلزمك الصبر الجميل ، ولا تنساه فى دعاك فأنت لا شك بمثابة ولده فإن دعاؤك بإذن الله يوصله ، كما أسأل الله العلى القدير أن يخفف مصاب فقده على أهله أجمعين
وإنا لله وإنا إليه راجعون
| |
|
|
|
|
|
|
|