|
|
 استياء في دبي!
|
دبي هي مدينة الأبراج. أبراج شيدت للتفاخر والمباهاة، مبنية من الزجاج و الفولاذ تشمخ إلى علو يصل إلى 40 أ و حتى 160 طابق.
تنتظم أبراج دبي الشاهقة في صفوف طويلة على امتداد الطرق الرئيسية السريعة في المدينة. ويكون البناء البرجي عادة متكاملا بحد ذاته حيث يجهز كل منها بمهبط للطائرات ومسبح على سطح المبنى.
والمدينة أيضا هي غابة من روافع البناء الكبيرة، حيث تنتشر في منطقة المطار بشكل عنقودي إذ يجري العمل هناك على قدم وساق على بناء مدرج هبوط جديد للطائرات مخصص لاستخدامات طيران الإمارات، الناقل الرسمي لإمارة دبي.
وهناك أيضا شارع الشيخ زايد الذي ينهض فيه مشروع بناء عملاق يطغى على ما حوله من المشاريع. والمشروع هو عبارة عن بناء برجي أطلق عليه منذ الآن "برج دبي" حيث سيكون عند الانتهاء منه البناء الأعلى في العالم إذ سيرتفع إلى 160 طابقا.
حيطة وحذر
ويتحدث القائمون على المشروع بشيء من الحيطة والحذر فهم يتحاشون إعطاء رقم محدد لما سيكون عليه ارتفاع المبنى بالضبط إذ أنهم يخشون عامل المنافسة رغم تأكيدهم الدائم أن الفخامة والأبهة ستكونان الميزتان الرئيسيتان للبرج.
ولكن يبقى لدبي وجه آخر. فعلى أطراف المدينة على الحدود مع الصحراء ترى التجمعات الإسمنتية حيث تقطن الآلاف المؤلفة من العمال الأجانب.
لقد بنيت مدينة دبي من لاشيء تقريبا، إذ لم يكن هناك منذ حوالي 20 سنة خلت إلا القليل من تلك الأبراج المضاءة. والرجال الذين بنوها هم غالبا مهاجرون من الهند وباكستان وبنغلاديش ونيبال.
خمسة دولارات
يعمل العامل لقاء أجر يومي يصل إلى حدود الخمسة دولارات أمريكية. ويسكن أربعة أو خمسة من هؤلاء العمال في غرفة واحدة. كما يتثنى للعامل رؤية أسرته مرة واحدة كل سنتين أو ثلاثة سنوات لأنه يصعب عليه تأمين مصاريف الرحلة إلى بلاده.
لقد قابلت في دبي مجموعة من العمال من إقليم أندرا براديش الواقع جنوب الهند ومن مدينة كابول في أفغانستان ومن الإقليم الحدودي شمال غرب باكستان. لقد تمت اللقاءات بعيد عودتهم من العمل مساء.
من المحال أن نوفر أي شيء في هذه البلاد
عامل آسيوي
كان العمال يعدون وجبة العشاء في مطبخ صغير قذر ينبعث منه صوت مروحة مزعج. والمطبخ يقع في أحد التجمعات العمالية في إحدى ضواحي الإمارة.
تلمح مجموعة من القطط الهزيلة تتراكض في المجمع وديكا صغيرا ينبش في القمامة. أما شرفات المبنى فقد تزينت بحبال الغسيل المحملة بثياب العمال المنشورة.
يتوقع الانتهاء من بناء برج دبي عام 2008
فور وصولنا المكان يبادرنا أحد العمال بالقول: "يتقاضى واحدنا مبلغ 600 درهما (160 دولار أمريكي ) في الشهر. وهم يخصمون من الراتب أيضا مبلغ 200 درهما ثمن الطعام. كما ننفق مبلغ 100 درهما شهريا لتسديد فواتير الهاتف للاتصال بذوينا في بلداننا. من المحال أن نوفر أي شيء في هذه البلاد".
ويقول رجل الأعمال الهندي ك.ف. شمس الدين الذي أسس صندوقا خيريا على اسم العمال الآسيويين: "إن الكثير من العمال يعانون من مشاكل الإجهاد والاكتئاب الشديدين".
ويضيف شمس الدين: "إن الكثير من العمال يضطرون لسحب قروض من البنوك حتى يدفعوا للوسطاء في بلدانهم كي يؤمنوا لهم عملا، على الرغم من أن تلك العمولات هي غير قانونية".
ويقول: "أولئك الذين يأتون إلى هنا هم في الغالب ليس بقدورهم سحب قروض بنكية لأنهم ببساطة لا يملكون أية أرصدة. لذلك فهم يستدينون المال من مقرضين خاصين، حيث قد تصل فوائد تلك القروض إلى 10 بالمائة".
انتحار
وفي النتيجة يجد الكثير من العمال أنفسهم غارقين في الديون إذ يقول شمس الدين إن العديد من المغتربين الهنود في الإمارات أقدموا على الانتحار بسبب مشاكلهم المالية، حيث بلغ عدد المنتحرين 74 شخصا عام 2004 و 84 آخر العام الماضي.
ويرى العمال الأجانب في دولة الإمارات العربية المتحدة القليل مما يمكنهم فعله لتحسين أوضاعهم. فالإضرابات تعتبر غير قانونية رغم حدوث العديد منها في الفترة الأخيرة الماضية.
وبما أنه لايوجد حق للتعاضد والتكاتف بين العمال في هكذا ظروف فأنت لا تجد اتحادات أو نقابات للعمال في تلك البلاد.
فعندما يتأخر دفع الرواتب مثلا لا يستطيع العاملون فعل الكثير حيال هكذا مشكلة.
إن الكثير من العمال يعانون من مشاكل الإجهاد والاكتئاب الشديدين
ك.ف. شمس الدين
وغياب نظام التعويض يعني أنه عند بروز أدنى المتاعب-مثلا عندما يضطر العامل للانتظار ساعة آخر الدوام قبل أن ينفض من عمله-قد يتطور الأمر إلى أن يصل إلى استعمال العنف.
حكومة الإمارات تتحسس من موضوع النقد. ففي عام 2004 مثلا أمرت السلطات إحدى المجلات بسحب أحد أعدادها من السوق بسبب نشرها معلومات عن عدد العمال الذين لقوا حتفهم في مواقع البناء في الدولة.
ولكن يبدو أن الأمور في دولة الإمارات ستأخذ طريقها إلى التغير في القريب العاجل.
هذا وقد أكدت الكثير من الهيئات والمنظمات الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والولايات المتحدة الأمريكية أنه يتعين على الإمارات العربية المتحدة تحسين شروط العمل في البلاد.
قانون عمل جديد
لقد استجابت حكومة الإمارات لتلك المطالب حيث قالت إن قانون عمل جديد يتم إعداده حيث سيسمح للعمال بتنظيم شؤونهم.
فوفقا لوزير الشؤون الاجتماعية والعمل الإماراتي فإن الخطط الراهنة تعمل على تصور يقضي بإحداث نقابة واحدة للعمال حيث ستضم ممثلين عن كل المهن والحرف والصناعات في الدولة.
ويقول الوزير إنه يتوقع صدور قانون العمل الجديد في نهاية العام الحالي
المصدر:http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/middle_east_news/newsid_4909000/4909814.stm
|
|
 
|
|
|
|
jini
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست