|
كيف تستفيد الولايات المتحدة من الهجرة غير الشرعية؟
|
اثار الجدل السياسي الدائر في الولايات المتحدة حول اوضاع المهاجرين جدلا اقتصاديا موازيا حول اثر الهجرة على الاقتصاد الامريكي.
المهاجرون، سواء من يتمتعون باقامة شرعية في الولايات المتحدة او المقيمون بشكل غير شرعي، حرصوا على اظهار دورهم الهام في الاقتصاد الامريكي عندما قرر مليون منهم التوقف عن العمل في الاول من مايو/آيار مع احتفالات عيد العمال، وتنظيم مسيرة حاشدة تطالب بحقوقهم.
احصاءات وزارة الامن الوطني الامريكية توضح ان 1.1 مليون مهاجر اصبحوا مقيمين دائمين بشكل شرعي في الولايات المتحدة في عام 2005.
وجاء العدد الاكبر من هؤلاء المهاجرين من المكسيك، اذ ساهمت وحدها بنسبة 14% من هذا العدد. وفي كل عام يدخل الولايات المتحدة نحو مليون من المهاجرين غير الشرعيين، اغلبهم من دول امريكا اللاتينية.
وحسب تقديرات معهد ابحاث متخصص في دراسة اوضاع المهاجرين ذوي الاصول اللاتينية فان 11.5 مليون مهاجر غير شرعي من دول امريكا اللاتينية يعيشون في الولايات المتحدة حاليا.
كاليفورنيا في المقدمة وحسب بيانات هذا المركز، فان اكبر ولاية يقصدها المهاجرون اللاتينيون هي كاليفورنيا التي يوجد بها حاليا نحو 2.5 مليون مهاجر غير شرعي، يليها ولاية تكساس وبها نحو 1.4 مليون.
ووصلت نسبة تقدر بـ 40% من المهاجرين غير الشرعيين الى الولايات المتحدة في الخمس سنوات الاخيرة، وهو ما يعني 4.4 مليون فرد تقريبا.
ويرى اغلب الاقتصاديين ان الاقتصاد الامريكي ينمو بسرعة بسبب استفادته من العمالة غير الشرعية.
ولكن الخلاف بين الاقتصاديين اساسا حول من يربح ومن يخسر داخل الولايات المتحدة بسبب الهجرة غير الشرعية.
هناك قطاعات معينة تستفيد بشكل كبير من العمالة غير الشرعية مثل قطاع البناء الذي تشير التقديرات الى ان نحو ربع العاملين فيه من العمال المهاجرين، ومنهم نسبة كبيرة تعمل بشكل غير شرعي.
هناك قطاعات اخرى تستفيد من العمالة غير الشرعية مثل الفنادق والمطاعم وشركات النظافة. وهذا يعني ببساطة ان نسبة كبيرة من العمال المهاجرين تعمل في وظائف شاقة وتتطلب تعليما محدودا ومنخفضة الاجر.
لكن المشكلة ان هناك عشرة ملايين عامل امريكي يعملون ايضا في الوظائف ذات المهارات المحدودة، ويعانون من منافسة العمال المهاجرين، وينتهي الامر بانخفاض مستوى الاجور حسبما يرى بعض الاقتصاديين.
بل ويذهب بعض الخبراء، مثل جورج بورجاس الاستاذ بجامعة هارفارد، الى ان كثرة المهاجرين تؤثر ايضا على دخول الطبقة المتوسطة بسبب اتجاه الشركات الكبيرة الى تخفيض الاجور بشكل عام اعتمادا على المهاجرين.
الا ان اقتصادي آخر وهو ديفيد كارد الاستاذ بجامعة كاليفورنيا، يرى انه لا يوجد دليل واضح على ان العمالة المهاجرة تحدث ضررا حقيقا بالعمال المولودين في الولايات المتحدة.
ويرى بعض الخبراء ان العمال المهاجرين يضيفون للاقتصاد الامريكي الكثير، وفي المقابل يحصلون على القليل من الخدمات الاجتماعية.
وبغض النظر عن الخلاف حول مدى تأثير العمالة المهاجرة على العمالة المقيمة، فان الامر الواضح ان هناك طلبا على خدمات العمال المهاجرين، وان سوق العمل الامريكي في حاجة الى هذه الخدمات.
المصدر:http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/world_news/newsid_4981000/4981494.stm
|
|
|
|
|
|