تهاني الباشا - ما لهم عليها؟

Quote: قالوا لها صراحتك عورة

Quote: جريدة الخرطوم 9/5/2006 محي الدين علي هموم إبداعية الهجوم على تهاني الباشا من منازلهم كثر الهجوم من بعض الصحفيين على الممثلة تهاني الباشا في بعض الصحف وكل السبب اطلالتها عبر الحوارات الصحفية التي يجريها معها بعض المهتمين بقضايا الثقافة والفنون..وأنا هنا أحاول أن أتحرى بعض الحقائق التي غابت عن تلك الأقلام التي هاجمتها متخذة من كثرة الحوارات الصحفية معها جريمة وكبيرة من الكبائر.. فالهجوم إذن ليس هجوماً فنياً يستهدف نقد قدراتها الإبداعية في التمثيل وليس نقداً لسلوك فني مشين صدر عنها ولكن فقط "لكثرة الطلة" الصحفية – كما يقولون. بدءً أقول أن الحوارات الصحفية التي تجري مع الممثلة تهاني الباشا هي حوارات لا ذنب لها فيها لأنها بالطبع لم تسع للصحف أو استجدت الصحفيين للحوار معها ولكن الشيء المنطقي والواقع أن الصحفيين هم الذين يبادرون بالجلوس معها للحوار على اعتبار أنها فنانة لها اسهامها الملحوظ كممثلة في الحركة الدرامية (مسرح وتلفزيون) علاوة على ذلك تميزها كثير من الصفات التي تجعل تلك الحوارات الصحفية طات أهمية. فهي فنانة مثقفة وجريئة في إبداء آرائها وكذلك فنانة تمتلك وعياً إبداعياً أصيلاً جعلها تسعى للفن الحقيقي المبتعد عن الإسفاف. وهذا الإلتزام الفني يعتبر خلقاً نادر الوجود في زمن الموجات السطحية وكذلك هذا الإلتزام فرض عليها وعلى كل المبدعين الذين يحترمون فنهم الابتعاد عن تقديم الغث وتخدير الجمهور..اقول هذا الحديث للذين يتهمونها بأنها لا تمثل إلا على صفحات الصحف وهم – هؤلاء الصحفيون – لا يرتادون المسارح لمعرفة ما يجري بها – فمثلاً هناك صحفي اتهمها بأنها ممثلة بلا "واجهة" وقصد بهذه الواجهة الأعمال التي قدمتها وذكر لها عملاً تلفزيونياً واحداً لتأكيد رأيه في حين أن أعمالها المسرحية شكلت غياباً تاماً عن وعيه وعلمه لأنه في الأساس لم يشاهدها.. فالممثلة تهاني الباشا خلال عام الثقافة قدمت – حسب ما أعلمه وشاهدته لها بالفعل – قدمت ثلاث مسرحيات كبيرة على خشبة المسرح القومي وقفت في كل مسرحية قرابة العشرين ليلة على خشبة المسرح..وثلاث مسرحيات في نصف عام تعتبر انجازاً كبيراً في عرف المسرحيين خاصة إذا تميزت هذه المسرحيات بإرتفاع قيمتها الفنية والفكرية والأدائية .. وهذه المسرحيات الثلاث قد لعبت فيها أدواراً مختلفة وشخصيات معقدة ومحورية وقد قدمتها تهاني الباشا بالشكل المقنع الذي أدى إلى نجاح كل العروض التي اشتركت فيها .. فقد قدمت في مستهل العام شخصية (سدى) في مسرحية (الأسد والجوهرة) للكاتب الأفريقي الكبير وول سونيكا اخراج دفع الله حامد ثم قدمت شخصية الدكتورة (سناء) في مسرحية (العنبر الأحمر) تأليف واخراج الممثل الكبير حسبو محمد عبدالله ثم قدمت شخصية الفتاة (سعاد) في مسرحية (الحلة القامت هسع) للكاتب والمخرج المسرحي المميز مجدي النور..هذا العطاء الثر وفي أقل من عام وبأجر زهيد لا يتناسب مع ما قدمته يعتبر عطاءً كبيراً للمثلة تهاني الباشا التي لم يغرها بريق النجومية للبحث عن دراما الشباك واللعب على العقول. فهذه الأعمال هي واجهتها الحقيقية التي منحتها احترام الصحافة التي سعت إليها لإجراء حوارات معها تتكئ على عطاء حقيقي وحواراتها تدل على احترامها للصحافة والصحفيين. وأما مسألة غيابها عن دراما التلفزيون فأعتقد أن الأزمة العامة للدراما السودانية وغيابها هو السبب – فممثلة ناجحة كتهاني الباشا قد أضر بها واقع الدراما العام لآنها لا تقل عن أي فنانة أو ممثلة عربية على مستوى قدرات التمثيل ولكن أين الدراما السودانية لتبرز دور الممثلة السودانية المظلومة. وأخيراً نقول أن مثل هذا الهجوم غير المبرر يعد نكراناً للجميل واجحافاً في حق المبدع السوداني الذي ظل يعطي في هذا الوطن ويسكب دمه بلا مقابل فأتقوا الله.