|
عثمان ميرغنى يتحدث عن ضياع فرصة على عثمان فى اقامة مؤسسات...
|
العدد رقم: 237 2006-07-03 حديث المدينة في انتظار صفير الجمهور..!!
عثمان ميرغني [email protected]
*الأستاذ علي عثمان محمد طه، نائب رئيس الجمهورية، في عطلة مع أسرته في تركيا.. والدكتور مصطفى عثمان اسماعيل، مستشار السيد رئيس الجمهورية، يطمئن الصحفيين بأنه سيعود.. وأخبار الصحف تحدد للعودة تاريخاً تلو التاريخ فيتجاوزه الزمن.. وآخر كلام حتى اللحظة أنه سيعود يوم الخميس القادم.. ومجلس الوزاء يفشل في عقد اجتماعه الدورى بسبب غياب الرئيس ونائبيه.. *كل هذا مجرد خليط من الدراما التي إن حدق فيها الناظر لن يقبض غير زوغان البصر من تفكك المشاهد.. ولكن خلف المشاهد يقف دائما المنهج.. المؤلف والمخرج.. الذي يصنع كل هذا الارتباك.. *من حق نائب الرئيس أن يتمتع بعطلة سنوية أو كلما أحس بالحاجة لتجديد النشاط.. فهو بشر.. ولكن تبقى المشكلة اذا لم تستطع الحكومة أن تقنع الناس بالفرق بين عطلة استجمام.. وبين تعطل الانسجام..!! *الشائع في الشارع السوداني الآن أن النائب.. الذي لم يأخذ عطلة طوال يوم عمله الطويل الذي بدأ منذ فجر الثلاثين من يونيو عام ..1989 والذي كان قبل شهور قليلة في عطلة طارئة في السعودية بسبب حادث أليم تعرضت له أسرته.. يكابد إحباطا من الوضع الذي آلت اليه مجريات الأمور في كابينة القيادة.. وأنه ربما وجد نفسه محاصرا بخيوط صارت تكبل قدرته على ممارسة عمله بفاعلية.. *علي عثمان.. ليس مجرد مسؤول في جهاز الدولة.. فهو أمهر لاعبيها السياسيين.. ورجل بمثل قدراته السياسية لا يذهب لعطلة في مثل هذا التوقيت لمجرد العطلة.. فهو يعلم جيدا تشابك القضايا وحالة الغليان التي تمر بها الحكومة بسبب الخلافات داخلها حول قضية تحويل قيادة قوات حفظ السلام من الاتحاد الأفريقي الى الأمم المتحدة.. لكنه مع ذلك ذهب في عطلة ليبعث برسالة قوية الى الجميع.. خاصة الجمهور السوداني.. أن هناك ما يستوجب لفت النظر.. علي عثمان في حاجة ماسة لصفير الجمهور ليلفت نظر الحكم أن لاعبا تعرض لعرقلة.. أن يظل مستلقيا على الأرض ممسكا بألمه حتى يراه الجمهور.. *وفي تقديري.. أن حزب المؤتمر الوطني الذي منذ كان تنظيما واحدا قبل الإقرار بتعددية الأحزاب في دستور عام ..1998 تعود على إدارة محدودة.. كابينة قيادة لا تسع الا واحدا أو اثنين وربما ثلاثة.. يعاني حاليا من تنافس قيادي مكتوم.. مراكز قوى تحاول أن تحرز في مرماه أكثر عدد من النقاط.. *وأكبر خطأ ارتكبه الأستاذ علي عثمان أنه لم يتحسب لموقف كهذا لما كان الأمر كله بيده.. كانت تلك الفرصة الذهبية لتحويل القيادة الى المؤسسات.. لتحكم بدل الأفراد.. عندها لم يكن ليواجه الموقف وحيدا في وجود مؤسسات مرجعية قادرة على ضبط الإيقاع.. لو وسع الأستاذ علي عثمان من دائرة المشاركة.. لو حفز المؤسسات أن تمارس دورها بحرية أكثر.. لوجدها في مثل هذه الساعة.. *لكن النائب الآن.. يقف وحيدا - وربما مظلوما - في منافسة محمومة.. لا يملك سلاحا فيها أكثر من الابتعاد عن الملعب في انتظار متغيرات ربما تعيد التوازن.. أو صفير الجمهور ليلفت النظر الى اللاعب الذي تعرض للركل والعرقلة. السودانى
|
|
|
|
|
|