|
ها هو القلم من جديد يمسك بأصابعي .. من قال أن الكتابة حالة وليست فعلا؟!
|
ها هو القلم من جديد يمسك بأصابعي، أحضر لأجله كراسة جديدة، أضع كأس النبيذ أمامي ومنفضة السجائر. أجلس إلى طاولتي وأشعل المصباح الصغير الذي يتوكأ على طرفها. ثم أنهض، لأطفئ ضوء الغرفة.
من قال أن الكتابة حالة وليست فعلا؟! شأنها شأن السكر أو ربما الوحي.. إن كانت كذلك، فكيف سأصف الكتابة إليك؟ إن كانت سكرا، فهي بلا شك سكر على ضفة نهر خمر من أنهار الجنة، أما إن كانت وحيا.. فهي وحي بلغة الملائكة والحور.
أشتاقك، والشوق كذلك ليس حالا ولاهو بفعل. بل هو علة مزمنة تلازمني مدى الدهر، لا أظنني سأبرأ منها ما حييت. حتى إن كان دوائه بين شفتاي، أو حتى لو شققت صدري لأسكنك بين أضلعي.
بحثت في كل القواميس وفي معاجم كل اللغات، فلم أجد سوى أشتاقك، أعلم أن هذه الأحرف الستة لن تكفني لأصف علتي، بل لن تكون قطرة في عجاج بحر المداد الذي سأريقه لأفض عذرية كل الصفحات البيضاء، فقط لأصف لك إلى أي مدى أنا أشتاقك.
لم أعد أطيق الإنتظار، لعل صبري قد عيل، أو ربما هي الأيام، قد قطعت حبال الصبر المتدلية من السماء. ربما الأجدى أن أعترف أن اشتياقي إليك ولهفة شفتاي إلى شفتيك، وحاجتي الماسة إلى البقاء في حضنك مدى العمر، أضحت نارا تتأجج في دواخلي. هذه النار هي التي أحرقت حبال الصبر، لتتركني وحيدا أنظر إلى السماء.
وأثناء نظري إلى السماء، أسترق النظر إلى تلك الصورة التي كنت قد رسمتها لك عندما تعلمت كيف أمسك بالقلم. ما زالت أذكر أول يوم لي في مدرستك، ولا أدري أكنت حينهاطفل يتعلم الحياة بين يديك أم كنت رجلا يبحث عن عشق يسبح به عكس تيار الحياة، ليعود به إلى البداية، إلى جنة آدم وحواء. في كلتا الحالتين تبقى الحقيقة هي أن الحب والحياة لم يخلقا إلا لأجلك. وأن الوجود برمته، أنت مغزاه.
لم أكن أعلم أن للآلهة أن تتدثر بثياب الملائكة حتى عرفتك.
اليوم أيضا استيقظت على أنغام البلابل، الشاغلين فؤادي. أغنية رائعة زاد من روعتها شدو البلابل بها. أتفاءل بالأيام جميعها، لأن كل يوم يمر يعني لي خطوة جديدة نحوك. لكن الأيام التي استيقظ فيها على شدو البلابل تدفعني إلى المزيد من التفاؤل. غنائهن يعني لي الكثير، أجواء سودانية، الحان تداعب الروح، نساء سودنيات حنينات وأصوات رخيمة، عطبرة .. وزمن مضى وفاتني. أتمنى أن أعود إليه وإن سمح لي القدر، أن أطلب وجودك فيه .. رغم أن أمك حينها كانت لا تزال طفلة صغيرة .. ومع ذلك كل ما يهمني هو أن تكوني هناك. لأن وجودك يضع مبررا للحياة.
لم أعرف كيف أحتفي بعيد مولدك.
وأنا ذاهب إلى عملي، صادفت زميلتي النيبالية (مهيما) التي أخبرتك عنها، سألتني لم أبدو مبتهجا؟ لم انتبه لسؤالها فأول ما تبادر إلى ذهني عند رؤيتها هو أن أسألها كيف أقول (أحبك) بلغة بلدها. أخبرتني وحينها عرفت كيف سأحتفي بعيد مولدك.
دعوت 35 صديقا وصديقة إلى العشاء وعلى المائدة كتبت لك هذه الأسطر، ثم ذيلتها.
1. برطانة أهلي I ikka dolly 2. في النيبال: ma timilai maya garchu 3. ماليزيا: aku cinta kepada mu 4. سريلانكا: mama oyata adarei 5. التاميل: naan unnai kadhalikiren 6. الهند: moje tumsai pyar karta hoon 7. الصين: wo ie ni 8. روسيا: ya vas lyubkyu 9. البنغال: ami tomake bhalobashi 10. إيران: asheghet hastam 11. تركيا: seni seviyorum 12. موريشوس: mo kontan toi 13. جنوب أفريقيا: ek het jou lief 14. الهوسا: ina kau narki 15. إرتيريا: e fatuwaki 16. اسبانيا: te amo 17. إيطاليا: ti voglio bene 18. المانيا: ich liebe dich 19. رومانيا: te ador 20. فرنسا:je t'aime 21. جامايكا: mi luv yuh
كل سنة وانتي طيبة، في عيد مولدك الحادي والعشرين، أحبك بإحدى وعشرين لغة. 16 مايو 2006م هاني أبوالقاسم محمد
|
|
|
|
|
|
|
|
|