|
|
 برنامج ساعة شباب في التلفاز السوداني
|
برنامج ساعة شباب في التلفاز السوداني
التلفزيون السوداني كغيره من المؤسسات الحكومية تكالب عليها أناس بعينهم .. حتى الأسماء متشابهة من المذيعين والمخرجين والفنيين والمراسلين والمصورين وغيرهم إذ هم وجوه لعملة واحدة .. وليس هذا بغريب لأن ذلك المنوال يعتبر نموذج ينطبق على جميع الوزرات والسفارات والمرافق الحكومية والمؤسسات العامة والبنوك إلا ما رحم ربي .. السودان كل شئ فيه أصبح جهويا ومحتكرا بالكامل .. والتلفاز أصبح ممل لمن يشاهده وبناءا عليه تجد معظم أقطاب الشعب السوداني يبحثون عن برامج أخرى يكحلون بها مآقلهم ولترفيه أنفسهم .. ونحمد الله كثيرا لأن القنوات أصبحت في متناول يد كل إنسان .. أما تلفازنا فحدث ولا حرج .. أغاني الطمبور ليلا ونهارا يعمل وجع رأس .. والغريب في الأمر أن أي برنامج لازم يبدأ بالطمبور وينتهي به .. كأن السودان كله خالي من ثقافات أخرى إلا الطمبور وأغاني الشايقية وبس ..
في مساء يوم السبت الموافق 27 مايو 2006م شاهدت بالصدفة برنامج ساعة شباب حيث كان فيه أربعة متحدثين بالإضافة إلى مقدم البرنامج .. أثنان من المتحدثين كانوا من الإقليم الجنوبي .. أما الشخصان الأخران فكانوا من ممثلي الجماعة إياهم (صبية المؤتمر الغير وطني) حيث وضح ذلك جليا من إنفعالاتهم المبالغ فيه مدفوعة الثمن خاصة عندما يتطرق أحد المتحدثين من الطرف الاخر ويمس حكومة اللا إنقاذ بشعرة من الإنتقاد .. ولكني إندهشت جدا لجرأة الأستاذ / إبراهيم الماظ والأستاذ / أشويل أجانق في قول الحق في وضح النهار .. كان موضوع النقاش عن الإغتراب وما أدراك ما الإغتراب والدواعي لذلك .. تحدث أحد الممثلين للجبهة اللاسلامية واللاقومية أي من الكيزان بأن معظم الناس يغتربون عن السودان لأسباب شخصية بحتة وطلبا للمال والرفاهية فقط .. وأنكر الإقرار بأن السبب الرئيسي من هجرة الناس إلى بلاد أخرى هي العنصرية وعدم المساواة في دولة المليون ميل مربع وتطلعات المهاجرين إلى بلاد فيه الحريات وحق الحياة .. ولكن إبراهيم الماظ وأخيه أشويل أجانق أبدعا في الحجة بالحجة وإبراز صوت الحق .. في هذا الزمن حيث الناس لا يريدون من يقول الحق ونسوا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم بأن الساكت عن قول الحق شيطان أخرس .. إتقان الأخوان من جنوب السودان للغة العربية جعلهم يتمكنان من دحض أقوال وحجج ربائب الجبهة الكيزان ..
والحقيقة المرة هي أن السودان قد أصبح بلد طارد لأبنائه بصورة ملفت للنظر خاصة في زمن ما يسمى التوجه الحضاري المزعوم بعدما كان السودان جاذبا يقصده السواح من جميع أقطار العالم بغرض السياحة والتمتع بخيراته في الجنوب والغرب والوسط والشرق والشمال .. لكن أبى هؤلاء القوم إلا أن يعيدوا السودان إلى القرون الأولى وإلى زمن الإنحطاط الفكري والسياسي والإجتماعي وإنعدام الحريات العامة وإلجام الصحف المحايدة وإطلاق عنان الصحف المتطبلة وهي لسان حال الحكومة المتغطرسة في الخرطوم ..
منذ مجيئ هذه الحكومة تدفق السودانيين بمختلف ثقافاتهم ومستوياتهم إلى خارج السودان أفواجا وبإختصار أصبح السودان بلد طارد لأبنائه .. ولقد إندهشت في يوم من الأيام عندما قال مقدم برنامج حديث الأطباء الذي يبثه التلفزيون السودان في يوم الجمعة بأن في لندن وحده أكثر من ألفين طبيب ومثل هذا العدد في ليبيا والسعودية والأمارات العربية والكويت وجمهورية مصر العربية وجميع أقطار العالم .. وترى العجب العجاب عندما تعرف أن السوداني موجود في كل مكان في العالم في كوبا وكوريا والصين واليابان وفي الواقواق وحتى في الصومال .. كل هذه الهجرات إلى الخارج سببه الأساسي سياسات الحكومة الغير عادلة التي تمارسه ضد السواد الأعظم من السودانين لا سيما المواطن العادي الذي لا يفقه شيئا في علم السياسة .. إذ تقوم الحكومة بالإنتقام من كل شخص حسب إنتماءه وطردت الناس من وظائفهم وتصفيتهم من الوزير إلى الخفير ..
ومن المعروف أن الذين يهاجرون من السودان ليس هم فقط من الفقراء تواقين لطلب المال فحسب .. بل نجد منهم الأطباء والمهندسين والسياسين والمحاسبين بل جميع الفئات الذين ضاق بهم السودان ذرعا بسياساتها الإرتجالية .. حتى أصحاب الأموال يلجأون في معظم الأحايين إلى تهريب رؤس أموالهم إلى الخارج حيث السياسات الثابتة والمستمرة والعادلة ولوجود الحريات العامة وإحترام البشر ومعاملته على أساس الإنسانية وليس كأنه حيوان في بلده الأصل .. لا يستثنى من هؤلاء فئة الطلاب الذين يطمحون إلى التعليم الجيد النقي من شوائب توجهات المؤتمر الغير وطني .. لذلك كانت الحقيقة بجانب المتحدثين من جنوب السودان لأنهم أبرزوا الأسباب الحقيقية من الهجرة إلى خارج السودان والحق يجب أن يقال في أي زمان ومكان حتى ولو كان في منبر العدو .. وللحديث بقية ..
|
|
 
|
|
|
|
رأفت ميلاد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست