|
الي الصديق دينق أحد أحرار المنبر الحر
|
العزيز دينق اشكرك لمجرد انك ولجت براحى بالرغم من وجهة نظرك وتسميته استلاب ثقافي عبر هذا المنبر هيا تعالوا نتطرق لموضوع الاستلاب الفكرى او الاستلاب الثقافى الذي تقوله لنوضح لكل من لا يدرك ما هية الاستلاب الفكرى ومتى يقع وكيف يكون وقعه. وربما اصبح موضوعا دسما يتناوله كبار المثقفين السودانيين ولنفتح ملف آحر لهجرة العقول التى بالرعم من هجرتها لم يجرفها الاستلاب اثقافي او الفكرى.. الاستلاب حالة تنقيص لقدرة الهوية والانتماء عليه انا هنا لم اقع في محظورات الاستلاب الفكرى ولا الثقافي لأن القضية عربية اسلامية وليست غربية مسيحية او يهودية او اى من الديانات الاخرى والتى احترمها تماما . بيروت لبنان تعنى بداية النهاية للأمة العربية كمثيلاتها من البدايات التى سبقتها ولا اريد أن اعدد فانت الأدرى يا عزيزى الفاضل ، ولكن لا تبكى علي السودان فللسودان أبناءه الذين لا يرضون بضيمه ولا يقفون مكتوفى الايادى تجاه قضاياهم التى تنخرهم من القمة للقاع ولو رجعت قليلاً لوجدت أن الشعراء السودانيين قد أثروا الساحة العربية ببإيقاعاتهم المنتظمة والمنتظمة جدا من خلال حداءهم بالوطن وللوطن ولقضايا الوطن وكم من كوارث ومصائب حلت ببلادنا فوقفنا نحن الشعراء لسان حال قومنا نتلظى ونحترق من أجل توصيل رسالةٍ عن معاناتنا وقضايانا لدرجةٍ فرضنا على العالم بأجمعه أن يستمع الينا ، واختك يا اخى لست بالبادئة في شعر المعاناة والتضامن الداخلى او الحارجى حتى أبدأ بلبنان عموما لك ولكل من يتوق للحوار الهادف الدعوة بفتح ملفٍ يخوضه المتمكنون وأهل الرأى حول الاستلاب الفكرى والثقافي . ما هى اسبابه ودوافعه وما هو المناخ الذي يساعد علي استلاب عقول ابنانافكرياً وثقافياً . وذلك بعرض المشكل والحل . والحل هنا المعالجة لكل معضلة تعرض. ودمت اخى المناضل أخاً أعتز به
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الي الصديق دينق أحد أحرار المنبر الحر (Re: نجاة محمد الياس)
|
العزيزة/ نجاة محمد الياس
ان شاء الله الحال باهي... و شن احوال العويلة؟
Quote: الاستلاب حالة تنقيص لقدرة الهوية والانتماء عليه انا هنا لم اقع في محظورات الاستلاب الفكرى ولا الثقافي لأن القضية عربية اسلامية وليست غربية مسيحية او يهودية او اى من الديانات الاخرى والتى احترمها تماما . |
يا عزيزتي اسمح لي ان اقول لك ان اكبر مشروع في هذه البسيطة هو مشروع الأمة الانسانية فقد ولي زمن المشاريع القومية و الاممية ان كانت قومية عربية/انجلوساكسونية/ او اممية اسلامية.
الناس مقبلة الان علي تحقيق الوحدة الانسانية و تحقيق التعايش الانساني دون عصبيات ثقافية او عرقية او دينية ...الخ, و لن تجد الناس اي خيار آخر غير ان يعيشوا في هذه الارض في توادد و محبة و سلام .
و لن ينتصر اي مشروع في هذه الارض علي الاخر باستخدام القوة ... فلا المشروع الاسرائيلي منتصر و لا مشروع حسن نصر الله منتصر... طال الزمن ام قصر ... المنتصر الوحيد هو المشروع الانساني القائم علي تقبل الاخر و التحاور معه .
Quote: بيروت لبنان تعنى بداية النهاية للأمة العربية كمثيلاتها من البدايات التى سبقتها ولا اريد أن اعدد فانت الأدرى يا عزيزى الفاضل
|
ده كلام يشبه كلام الانقلابيين في (الدول العربية) ... فتجد الواحد منهم يقول للناس جئت من اجل (فلسطين) و كانت كلمة سر الليل /سر الانقلاب بتاعتنا القدس !! و بعد داك عينك ما تشوف الا النور!! اي الضرب و التشريد.
باختصار شديد كلامك اعلاه هضربة سياسية ... لان بداية النهاية (للامة العربية)!! هي الدكتاتوريات العسكرية و المدنية الموجودة فيها منذ قرن و نيف !! فاتقوا الله في الناس تربحوا... و كفاية بيع للشعارات الخاوية علي عروشها.
Quote: ولكن لا تبكى علي السودان فللسودان أبناءه الذين لا يرضون بضيمه ولا يقفون مكتوفى الايادى تجاه قضاياهم |
اها يا نجاة محمد الياس خمي و صري ... لأنه مثل كلامك اعلاه هو من جلب ناس (ثورة الدمار الوطني) في السودان ... فانت الان تفرقين بين ابناء الوطن الواحد وهو السودان ... في نفس الوقت الذي تبكين فيه عروبتك!! المسكينة في لبنان ... و انت بفعلتك هذه لا ارضا قطعت و لا ابقيت علي ظهر بعير!! اي شايلة موسك و عايزة تطهري اسرائيل في لبنان .
الناس في لبنان و في اي مكان في الدنيا ان تعرضوا لظلم محتاجين لموقف دولي يساند قضاياهم ... و الموقف الدولي بينبع من الدول القوية ... و الدول القوية لا تفرق بين ابناء شعبها بسبب العرق او الدين او اللون السياسي ... لذلك دينق من ابناء السودان الذين لا يرضون بضيمه و لا يقفون مكتوفي الايدي تجاه قضاياهم.
دعوة لقراءة كتاب الاغتراب الثقافي بدلا من الاستلاب ... و طبعا ناس عبد الله بولا ما قصروا تب في الشغلانية دي اي والله.
عوافي و فتك بعافية ... و الي الامام و الكفاح الثوري مستمر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الي الصديق دينق أحد أحرار المنبر الحر (Re: نجاة محمد الياس)
|
Quote: الشعراء السودانيين قد أثروا الساحة العربية ببإيقاعاتهم المنتظمة والمنتظمة جدا من خلال حداءهم بالوطن وللوطن ولقضايا الوطن وكم من كوارث ومصائب حلت ببلادنا فوقفنا نحن الشعراء لسان حال قومنا نتلظ........ |
ناس تبني و ناس تغني - عبدالواحد كمبال
منعول ابوكي بلد- الحردلو
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الي الصديق دينق أحد أحرار المنبر الحر (Re: Deng)
|
العزيزة نجاة .. لك التقدير على هذا البوست الموضوعي العظيم .. وأسمحي لي بالمساهمة فيه ..
في بلادنا عدد غير قليل من المثقفين المشوهين الذين غدت الثقافة في ايديهم اداة ايذاء. واريد أن اخص بحديثي أولئك الذين عاشوا في وسط فقدت منه الروح الوطنية والقومية الأصيلة، ثم تعلموا في المعاهد الاجنبية أو في ديار الغرب وحرموا من ثقافة أمتهم الأصلية، حتىّ اذا وضعتهم ثقافاتهم في مراكز توجيهية، اجازوا لانفسهم ابداء الرأي في صميم حياتنا القومية التي عاشوا غرباء عنها جاهلين لها، حاقدين عليها. ومن هؤلاء أخذت حركة ما يسمى بالسودان الجديد ، في بلادنا بعض عناصرها المثقفة.. ومنهم نشأ ذلك الاتجاه الذي سميناه في بعض الكتابات السابقة بالتقدمية الزائفة المصطنعة، لانه تقدم ليس له جذور في نفوسنا، ولا يلبي حاجاتا الحقيقية، وانما هو من الخارج، يلصق على حياتنا لصقاً. تقدمية تقف ضد الخندق الذي يتواجد فيه أحرار وثوار العالم .. ونجده يتخندق في خندق الامبريالية العالمية وربيبتها الصهيونية ..
ففقدان روح الأمة الأصلية، والثقافة القومية الحقيقة ، يقود الى الثقافة المجردة.. فالشخص يكون ضعيفاً مجرداً فتدخل الثقافة الاجنبية عليه دون ان تجد مانعاً او رادعاً اومعدلاً، فيصبح معدوم الشخصية أمامها وتتحكم به.. في حين أن تثقف الفرد بالثقافة الغربية مفيد له كل الفائدة ، شريطة أن تكون شخصيته قد تكونت ، فالفرد غير الغربي ، الذي له من ثقافته وروحه الخاصة ، ما يكون رادعاً عن الوقوع في خطأ الثقافة الغربية ومصححاً لها ، وما يكون فيه من القدرة على تمثل تلك الثقافة تمثلاً فكريا يجعله حاكما فيها لا محكوماً لها فتكون اداة في خدمته ونفعه. الثقافة ليست شيئاً جامداً يدخل على الرأس ويستقر وانما هي حركة وحياة تتفاعل مع الشخص وتؤثر فيه، لها حاجات ومطالب ومستلزمات ولها وسط تنبت فيه وتتخذ معناها، فاذا دخلت الثقافة الغربية على عقل غير غربي وغير مسلح بثقافتة الوطنية والقومية فانها تنقله إلى الحياة الغربية.
والثقافة هي تعبير عن حياة حقيقية، فالثقافة الفرنسية مثلا ، تعبر عن حياة فرنسية نشأت في وسط فرنسي، عن حاجاتهم وعقيدتهم، وتلبي حاجاتهم ، فهي نتيجة لتقاليدهم السياسية الحاضرة والماضية وهي متداخلة في آمالهم واهدافهم. فالذي يتثقف الثقافة الفرنسية دون ان يكون له ذلك الرادع ، وذلك الاساس الثقافي الخاص به، فانه بطبيعة الحال ينخرط في حركتها وآليتها فهو منقاد دون ارادة الى العيش في تاريخ تلك الثقافة وتقاليدها، وهذا ما نشاهده بين المثقفين بالثقافة الغربية المحرومين من الروح الوطنية وثقافتهم الخاصة، اذ نراهم يعيشون معنا باجسامهم بينما فكرهم الذي تغذى بالثقافة الغربية منجذب الى وسطه الحي، وتفكيرهم هو في تاريخ الغرب وتقاليده وسياسته. إن في بلادنا عدداً غير قليل يعيشون بأجسامهم بيننا وبافكارهم وارواحهم مع البلاد الاوروبية وهم مع ذلك يدعون لانفسهم حق اعطاء الرأي في مشاكلنا وماضينا وحق التأثير في العمل والتوجيه فيه، إن هؤلاء المثقفين منقادون بطبيعة الأمر للعيش في وسط ثقافتهم وهذا الوسط هو الغرب. وليس من شك في أن هذا هو الشيء الطبيعي وهو المحبب الى نفوسهم، لان العالم الغربي الذي هو منبت ثقافتهم عالم قوي راق صاعد فحوادثه تشغل الارض وتهزها، في حين ان العالم النامي ، ليس له تلك الدرجة من الاهمية، فكيف يترك هؤلاء المثقفون ذلك الوسط الذي تغذوا من ثقافته وهو قسم فعّال تمثل عليه الاعمال الجسام، ويرضون بالعيش لهذه البلاد التي ليس لها بعد من شيء يذكر في كل نواحي الحياة..
فانتقالهم بالفكر والروح الى العالم الغربي طبيعي لسببين:
أولاً: إن ذلك اشهى اليهم، يغريهم بالاطلاع على الحياة التي تثقفوا منها ومعرفة مصير التاريخ الذي لم يدرسوا غيره ونتيجة الحضارة التي لم يطلعوا الا عليها. ثم انهم يجدون امر استخدام الثقافة الغربية لاصلاح واقعنا الوطني والقومي ، امراً صعباً جداً، ولا يمكن ان يفهموا مجتمعنا العربي القومي والقطري، وكل منهم قد رسم حوله دائرة غربية. فتعلقهم بالغرب، ولو انهم كانوا في شعورهم وطنيين، هذا التعلق ناتج عن ان هذه الثقافة تحتاج الى وسطها الحي الذي نشأت فيه، وعلى الاخص لأنهم يختارون الطريق السهل .
ولا يحتاج المثقف بالثقافة الغربية للابداع لفهم حياة الغرب لان هنالك من يقوم بذلك بدلاً منه، فهو يلتقط اتعاب الغربيين انفسهم، ولو طلب من نفسه ان يفكر في حياته هنا وطرق معالجتها، لاقتضى ذلك منه ابداعاً وتفكيراً شخصياً. هل هؤلاء هم في الواقع مجردون؟ كلا لانه ليس في الحياة انسان مجرد فذلك محض افتراض . إن للبشر عدا العقل والذهن، الغرائز والعواطف والارتباطات المادية والمعنوية بتاريخ ونمط من العيش ونوع من التفكير والفن. فهؤلاء المجردون ليسوا مجردين من عواطف وتقاليد وروح مجتمعنا فقط ولكنهم قد تبنوا العواطف والتفكير والارتباطات المعنوية الغربية. اذن لا يمكن ان يوجد في الواقع تفكير مجرد وانما تفكير مشوه. فهؤلاء مشوهون باستبدالهم عواطفهم بعواطف غيرهم.
ثانياً: إن الثقافة الغربية تكون مفيدة لفرد غريب عنها لو تكونت شخصيته، شخص مثقف بثقافتة الوطنية والقومية ، ومشبع بروحها، وله اساس لا يستغني عنه انسان، فالأغذية لا تدخل اليه وتظل كما هي وتفرض نفسها عليه، بل تتحول الى الشكل الملائم لتنفع هذا الجسم، فالفرد المثقف بثقافة أمته ، عندما تدخله الثقافة الغربية تكون له طاقة وطريقاً وحافزا عاما في شخصيته، لانها ثقافة نشيطة راقية، فيستخدمها لمعالجة حياته القومية، ولا يعود شاقاً عليه ان ينظر الى ما حوله وواقعه ويسعى الى تفهم هذا الواقع والتأثير فيه بالفكر والعمل لانه يبقى مشبع بثقافة أمته، ويتثقف بالثقافة الغربية. انه يتسلح باسلحة جديدة تمكنه من معرفة ذاته وفهم حاجاته وبالنتيجة التأثير في الواقع والعمل على اصلاحه. فالعملية شاقة ، ولا تحدث الا بوجود شخصية مستقلة، فتكوّن الشخصية والحصول على الاساس الروحي والفكري ضرورى لكي تصبح الثقافة الغربية نافعة.
أما المثقفون ثقافة غربية فهم فاقدون لهذه الشروط، فحكمهم مشوه مغلوط مؤذ ، اذا لم نقل انه مغرض يتعمد الغرض ، فهؤلاء لن نستطيع ان نقول عنهم بأنهم ضحوا بشخصيتهم القومية ، واكتسبوا غيرها لان الثقافة ككل شي حي مرتبطة بوسط حي وتاريخ وروح وزمان ومجتمع، الثقافة الغربية مرتبطة بحياة الغرب ولها جذور عميقة في حياته، وهؤلاء لهم جذور في واقعهم ، ولكن روحهم ذهبت في تاريخ الغرب وحياته. لقد اهمل هؤلاء العناية بثقافتهم ، فانقرضت فيهم لانه لم يتكون لهم هذا ألاساس من روح البلاد التي يعيشون فيها، فهل يمكن ان يتفاعلوا مع تلك الثقافة الحية؟ هؤلاء المثقفون لا يمكن ان يفهموا الثقافة الغربية فهما صحيحا حياً لان هذه الثقافة لا تجد فيهم ارضاً خصبة، فهم ارض جدباء، وقد يلتذون بها ويسخرونها لنفع شخصي..
ولكن هل يتوصلون بها الى الابداع ؟ كلا.. لاننا لا نجد الابداع يصدر الا من اهل الثقافة الاصليين، واولئك ليس لهم جذور ثقافية أخرى ، واتصالهم بالثقافة الغربية اتصال مصطنع، لايخصب النفس ولا يدفعها الى التوليد والابداع. فالثقافة الغربية لاتجعل من هؤلاء غربيين اصليين لذلك لايمكنهم ان يحملوا رسالتها على الاطلاق، فلن يحملوا رسالة أمتهم ، ولن يستطيعوا حمل الرسالة الغربية، فهم ينقمون خفية على كل من تصدى لمثل هذا العمل وخاصة على الذين يقولون بأن للامة العربية رسالة.
وسنأخذ نماذج من تفكير هؤلاد ونبين أغلاطهم ومغالطاتهم. ولتكن مداخلة الأخ برير اسماعيل ، الذي يرى أن القوميات قد ولى عهدها ويعتبرها دعوة غيرانسانية .. وبالطبع هذا القول ليس بجديد ، فقد سبقته الماركسية في هذا القول عن القوميات .. وهي أيضا رؤى غربية لواقع غربي !!!
فقد قال الأخ برير :
Quote: يا عزيزتي اسمح لي ان اقول لك ان اكبر مشروع في هذه البسيطة هو مشروع الأمة الانسانية فقد ولي زمن المشاريع القومية و الاممية ان كانت قومية عربية/انجلوساكسونية/ او اممية اسلامية.
الناس مقبلة الان علي تحقيق الوحدة الانسانية و تحقيق التعايش الانساني دون عصبيات ثقافية او عرقية او دينية ...الخ, و لن تجد الناس اي خيار آخر غير ان يعيشوا في هذه الارض في توادد و محبة و سلام . |
إن ثقافة هؤلاء تتطابق تماما مع الثقافة الغربية ، فهم يرون في التفكير الذي تغذوا منه وفي الكتب التي قرأوها تلك النزعة البارزة وهي التفكير الانساني فينقادون الى تقليدها. فعندهم المسألة بالنسبة للعرب هي ان يهملوا الواقع بكل ثرائه وخصائصه، ولا يأخذوا الا الفكرة المجردة او اللفطة، فهناك الفكرة الانسانية وهناك الفكرة القومية ويقارنون بينهما مقارنة "نزيهة " و "مجردة" وهم مستعدون لان يقبلوا الفكرة الراجحة حجتها وفائدتها، فيرون ان القومية هي مبدأ محصور في أمة، والانسانية مبدأ شامل لجميع الامم، فيستنتجون ان فكرة الانسانية افضل من القومية ويأخذون بها. أو أن الفكرة الانسانية هي الاصل والقومية هي الفرع، فنسبة القومية في عرفهم للانسانية كنسبة الفرع الى الاصل ، ثم يعلنون سخطهم على القومية كأنهم يعيشون هناك. ومن المعلوم ان الحياة الغربية في هذا الزمن تشكو من التعصب القومي لا من القومية، من الغلو والافراط في هذا التعصب القومي. فشكوى الثقافة الغربية من هذا التعصب الذي كان داعية للحروب يتبناه المثقفون في بلاد تشكو من فقدان القومية لا من افراطها، من ضعفها لا من الغلو فيها. إنهم يخشون أن يطغى التعصب القومي ويقود الى حرب على أمة اخرى وهم يعيشون في بلاد مجزأة مستعمرة لا يمكن ان يكون منها خطر على غيرها الى زمن بعيد. هنا يظهر فساد التفكير المجرد متجاهلاً الفروق الاساسية الواقعية. لقد قرأوا في ثقافتهم ، إن القومية تؤدي الى اضطهاد البشرية والى الاستعمار، وانها تسخر لأصحاب رؤوس الاموال، وهذا كله واقع في بلاد الغرب وليس شئ منه في بلادنا. فخطؤهم انهم يتدخلون في أمور بلادهم والتأثير في اتجاهها في حين يعيشون في غيرها، فهل يعقل ان تكون القومية العربية (مثلا) اليوم سبباً لطغيان العرب على غيرهم؟ إن العرب لايطمحون الآن الا لجمع شملهم وتوحيد اقطارهم ورفع نير الاجنبي الغربي عنهم.
وإذا سلكت بعض القوميات طريق التعصب والطغيان فهل من الضروري ان نسلك هذا الطريق؟ كلا.. إن قوميتنا لها ضمانة من الماضي لانها مقرونة برسالة انسانية، وهذا شيء ينفرد به العرب وحدهم. إنها رسالة روحية، فالعرب يتصورون قوميتهم وسيلة لتحقيق رسالتهم.
والضمانة في الحاضر هي ان الشعب الذي يعاني الظلم والضعف والتجزئة والحكم الاجنبي، تكون له هذه المعاناة وحدها فكرة واقية، لانه يستطيع بالقياس المنطقي وبالمشاركة الروحية ان يفهم ما هو وقع الظلم على غيره. فبناؤنا قوميتنا اليوم تدخل فيه هذه التجربة الاليمة التي جربناها، تجربة الضعف والانحطاط وتدخل في بناء دولتنا المقبلة، وتكون وازعاً ورادعاً عن كل فكرة تبغي السيطرة والتعدي على الاخرين. وليس في قوميتنا ما يسمح لأحد بأن يفكر في دفع خطر العرب ووضع حواجز لتوسعهم وطغيانهم، بينما هم يشكون اليوم من استعمار الامم الغربية لهم. وقد كان الأحرى بهؤلاء لو انهم نظروا الى الامم التي اخذوا ثقافتهم عنها وتساءلوا، هل تخلت عن قوميتها؟ وهل تتنازل وتضحي بقوميتها في سبيل الانسانية؟ إنها ترفض مجرد التنازل عن لغتها القومية !! أم أنها متمسكة بقوميتها، وهي في كل مرة تنادي فيها بالانسانية تكون لها وراءها مطامع استعمارية للتوسع. فالتفكير الانساني الغربي الذي ظهر مؤخرا كان ممهداً للتوسع، والاستعمار كما حدث في أفغانستان والعراق وقبلهما الصومال وقبلهما فلسطين.. فأي أنسانية هذه التي تكون أداة لاستعمارنا من قبل دعاة الانسانية !!؟؟ فكل هذه الدول الغربية لاتزال تحتفظ بقوميتها ولا تضحي بها في سبيل انسانيتها. بل لها تقاليد تصطبغ بالصباغ الانساني هي ذريعة للتوسع. وحالتها وأوضاعها مختلفة عن اوضاعنا، فهي بحالة قوة ونحن بحالة ضعف، وهي بحالة توسع ونحن بحالة تجزئة، فلا يعقل ان نفكر تفكيرها. إنهم يتركون الامم الكبيرة التي يجب ان تخفف من غلواء القومية ويأتون الى أمة لا تزال فيها الروح القومية في أول ظهورها فيقضون على هذه الروح باسم الانسانية.
فما هو تفكيرنا من الناحية الانسانية؟
نحن العرب اليوم بحالتنا الراهنة لاننكر اننا نعيش بين أمم وان لنا صلة بالانسانية، وهذا أمر واقع. ولكن هل من خير الانسانية ان يبقى العرب على ما هم عليه من ضعف وتأخر، أم أنه من خيرها يقظة العرب ووحدتهم حتى لا يكونوا عبئاً عليها كما هم الآن؟
إن العرب الان يؤذون الانسانية بضعفهم، لانهم لا يحتلون مكاناً فعالأ بين الأمم، فهم بحالتهم هذه يؤذون أنفسهم وغيرهم، لانهم مجال تناحر الاطماع والاستعمار الذي دخل بلاد العرب . فأكبر خدمة يقدمها العرب للانسانية هي ان ينهضوا بقوميتهم الى مستوى الانسانية.
مـع الود والتقدير ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الي الصديق دينق أحد أحرار المنبر الحر (Re: نجاة محمد الياس)
|
Quote: العزيز دينق اشكرك لمجرد انك ولجت براحى بالرغم من وجهة نظرك وتسميته استلاب ثقافي عبر هذا المنبر هيا تعالوا نتطرق لموضوع الاستلاب الفكرى او الاستلاب الثقافى الذي تقوله لنوضح لكل من لا يدرك ما هية الاستلاب الفكرى ومتى يقع وكيف يكون وقعه. وربما اصبح موضوعا دسما يتناوله كبار المثقفين السودانيين ولنفتح ملف آحر لهجرة العقول التى بالرعم من هجرتها لم يجرفها الاستلاب اثقافي او الفكرى.. الاستلاب حالة تنقيص لقدرة الهوية والانتماء عليه انا هنا لم اقع في محظورات الاستلاب الفكرى ولا الثقافي لأن القضية عربية اسلامية وليست غربية مسيحية او يهودية او اى من الديانات الاخرى والتى احترمها تماما . بيروت لبنان تعنى بداية النهاية للأمة العربية كمثيلاتها من البدايات التى سبقتها ولا اريد أن اعدد فانت الأدرى يا عزيزى الفاضل ، ولكن لا تبكى علي السودان فللسودان أبناءه الذين لا يرضون بضيمه ولا يقفون مكتوفى الايادى تجاه قضاياهم التى تنخرهم من القمة للقاع ولو رجعت قليلاً لوجدت أن الشعراء السودانيين قد أثروا الساحة العربية ببإيقاعاتهم المنتظمة والمنتظمة جدا من خلال حداءهم بالوطن وللوطن ولقضايا الوطن وكم من كوارث ومصائب حلت ببلادنا فوقفنا نحن الشعراء لسان حال قومنا نتلظى ونحترق من أجل توصيل رسالةٍ عن معاناتنا وقضايانا لدرجةٍ فرضنا على العالم بأجمعه أن يستمع الينا ، واختك يا اخى لست بالبادئة في شعر المعاناة والتضامن الداخلى او الحارجى حتى أبدأ بلبنان عموما لك ولكل من يتوق للحوار الهادف الدعوة بفتح ملفٍ يخوضه المتمكنون وأهل الرأى حول الاستلاب الفكرى والثقافي . ما هى اسبابه ودوافعه وما هو المناخ الذي يساعد علي استلاب عقول ابنانافكرياً وثقافياً . وذلك بعرض المشكل والحل . والحل هنا المعالجة لكل معضلة تعرض. ودمت اخى المناضل أخاً أعتز به |
| |
|
|
|
|
|
|
|