|
إلى أصغر طفل (و/أو) طفلة في معسكرات دارفور
|
إلى أصغر طفل (و/أو) طفلة في معسكرات دارفور: - عذرا يا حبيبي، فلو كنت طفلا من العالم الأول، لسعى العالم كله لمسح دموعك. - ولو كنت في بلد تحترم الحكومة "المنتخبة"، فيه، مواطنيها، لما انتهيت، في معسكر صحراوي، تزمجر في جوانبه الريح، يتيما، ومحروما، وجريحا. - ذنبك أيتها الطفلة المعذبة، أنك لا تمثلين بالنسبة لـ(هم)، رمزا لطهارة الطفولة وبراءتها. - ذنبك، أنك مجرد (رقم) ضمن أرقام كثيرة في (وطن ما)، يتحدث قادته عن السيادة الوطنية، ويجعلون الوطن كله (مجرد أرقام). - حبذا الأرقام تضيف إلى نقودهم المكدسة، أخرى في الحسابات البنكية!! - أما الأرقام التي تشكل عبئا، فلا حاجة لـ(هم) بها. - عذرا أيها الطفل البائس، فأنت تنتمي إلى أمة، خدرتها الشعارات، وأماتت في داخلها الإنسانية. - يهتفون في الطرقات، وفي أجهزة الإعلام، لا لمجيء الـ...، ويعجزون حتى عن توفير غطاء لك، ناهيك عن الأمن!! - عاجزون، نحن، عن الحفاظ على حياتك. - حياتك يا صغيري/صغيرتي، ورطة!! - ورطة، لأنك (جريمة). مجرد بقائك جريمة. فموتك، كفيل بإنهاء أزمة الإقليم. لا نكون بعده في حاجة لمجلس الأمن، ولا القبعات الزرقاء. - وورطة لأنها تؤرق ضمير العالم. كيف لا ينقذك من موت مؤجل!! - لكن ثمة عالمين يتنازعانك. عالم، ربما يطمع في أرضك وثرواتها، أقول ربما. وربما لا تعنيه كثيرا. وربما تشكل لبعضه، وخزا مستمرا للضمير. وعالم يتكيء عليك، لكي ينتزع شرعية الحكم، من خلال الهتاف والوعيد. - الأخير، لم يفعل شيئا محسوسا وملموسا على الأرض، من أجل تخفيف عذاباتك. - والأول، يشكك بعض في نواياه، لكنه في النهاية سيحميك، خصوصا، إن تشكلت قواته من بلدان ليس لها أية أجندة خفية في أرضك أو ثرواتك. - ويدور الجدل حولك، ويهدد العالمان، بعضهما بعضا، وأنت تلوذ بالصبر، وتنتظر ربما موتك. - هو خلاص في النهاية. خلاص يتخذ هيئة بصقة كبيرة علينا جميعا، وعلى عوالمنا التافهة. - وبعضهم/ن (هنا)، لا تعنيهم/ن مأساتك على الإطلاق. فالتصدي للاستعمار، وسيادة الوطن، أقيم بكثير، بكثير جدا، من حياتك. - وبعضهم/ن (هناك)، لم تدر أنت بخاطرهم/ن على الإطلاق. كيف وأنت، مجرد (زيادة عدد)، في وطن، تعلّم منذ نعومة أظفاره (وطن الجدود.. نحميك بالأرواح نجود)، ولم يتعلم أبدا أبدا، معنى حقوق الإنسان، مجردا من دينه وإثنيته ولونه. - بعضهم/ن (هنا)، يتناولون/ن قضيتك من منظور فكاهي. تخيّل !! - وبعضهم/ن (هنا) يعارضون/ن أية محاولة لإنقاذك، لمجرد الانتفاع من (الموقف)!! - وبعضهم/ن (هناك) يرغون/ن ويزبدون/ن ويتوعدون/ن إذا سمعوا عن محاولات حمايتك، مثلهم مثل "جوبيلز" حين كان يسمع عن "ثقافة"!! - هؤلاء بعضـ(نا) يا عزيزي/تي. هؤلاء الذين أرتضوا قبعات ملونة في كل مكان، في الجنوب، وفي جبال النوبة، وفي الخرطوم، يلوون/ن أعناقهم/ن لأن المسألة (الآن) تتعلق بحقوقك القانونية، والجنايات التي أرتكبت بحقك، الآخذة طريقها إلى لاهاي!! - نعم يا صغيري/تي، فالعدالة، وإن طال الطريق إلى صنعاء، ستتخذ مجراها. - ولن يفلت أبدا، من سلب منك طفولتك، وسني تعليمك، وأباك، وأمك. - لن يفلت من أغتصب أختك. - لن يفلت من أبقاك سنينا في المعسكرات، وصادر حقك في حياة آمنة. لن يفلتوا، من أي طرف كانوا، ولأي جهة انتموا. - لن يفلتوا من أية جهة كانوا.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: إلى أصغر طفل (و/أو) طفلة في معسكرات دارفور (Re: خالد عويس)
|
اﻻخ الكريم خالد
Quote: وبعضهم/ن (هناك) يرغون/ن ويزبدون/ن ويتوعدون/ن إذا سمعوا عن محاولات حمايتك، مثلهم مثل "جوبيلز" حين كان يسمع عن "ثقافة"!! |
نعم يجب حمايتهم اﻻن وليس غدا
هم بشر مثلنا....
ويستحقون الحياه الكريمه مثلنا
اخراجهم من المخيمات وتوفير الحمايه واﻻمن لهم اوليه قصوى
نعم لحمايتهم ....
نعم للقوات الدوليه
| |
|
|
|
|
|
|
|