|
|
 أسهم الرجال فى إنخفاض
|
مينة هنيئا ـ المغرب
الكل يطالب بحقوق المرأة انطلاقا من المرأة المراهقة ووصولا الى المنتخبين الذين يعلقون على قائمة شمعدانهم هذه القضية بلوغا الى السياسات الدولية التي تعتبر العالم العربي بؤرة التخلف بسبب غياب المرأة الكامل عن الوجود الثقافي والسياسي و الاقتصادي، والحق ان كل هذه الافتراضات لا تخلو من بعض الحقيقة لكنها ليست كل الحقيقة، لان المشكل يتبلور من ناحية اخرى، فهذه المطالبات بالادماج الذي لا نعلم كيف يمكن ان يكون، وكان العوالم العربية تحبس النساء بجوانب البيوت، ستنجب مطالب للرجال باعادة الاعتبار، لان العالم الغربي الذي يفترض ان المرأة العربية في غاية التخلف يبحث الان عن المتخلفات ليرجع للرجل حقوقه المهدورة، انه الان يبحث عن اعادة صياغة مجتمعاته الممزقة، والملاحظ ان العديد من الأوروبيين عازفين عن الارتباط الرسمي بمواطناتهم لانعدام صيغة تلملم شتات المرأة التي اصبح ارضاؤها إذلال لرجلها الذي تصوغ له ما هي وما لونها من القوانين التي ان تخطاها فانه حتما سيرمى خارج البيت او انه سيعاقب بالخيانة العينية.
وهذه الأمور لم ترق ايضا للمرأة التي لم تعد ترى في مواطنها ذلك الرجل الكفء المقدام، واصبح بنظرها الة تخلت عن اهم مقومات الرجل التي اتفق عليها العالم بأسره في قرون خلت، واطلت بقناعاتها الى الرجل العربي الذي سيغطي ذلك النقص الذي تعاني منه من شدة تشابه الرجال بالنساء، لكنها لم تتخلى عن سيطرتها اللامحدودة فكانت النتيجة ان اغلب الأوروبيات اللائي ارتبطن بالمهاجرين تنتهي مدة صلاحيتهم مع ابتداء صلاحية المهاجرين في أوروبا، ذلك أن رجالنا والحمد لله ما يزالون على طبيعتهم التي كانت منذ عهود وان تغيرت بعض الشيء نتيجة التطور الطبيعي للشعوب، لكن ذلك لا يمحي ابدا شخصيتهم التي تسعى أمريكا إلى محوها داخل الاوساط العربية من المحيط الى الخليج.
و تفاجأت وأنا اقرأ إحدى الصحف الوطنية ان ممثلة امريكية تطالب النساء باعادة الاعتبار الى رجالهم الذين اصبحو على المحك، لكني في المقابل اتفاجأ كل يوم عن عدد المقالات التي تنشر كل يوم بسبب تهميش المرأة في الاوساط المغربية، والعربية، إننا حتما نسعى الى التقدم و الازدهار ونسعى الى تغيير العادات الفاسدة التي تعطي الحق وكل الحق للرجل في الشخط والضرب والاهانة والدونية التي بثت في عقول بعض الرجال ولن نقول ابدا الكل، كما نسعى إلى إعادة التأهيل وان كان صعبا، و ليكن اذا هم يتم تركيزه في عقول الناشئة، لكن هذا لا يعني على الاطلاق التفسخ الذي تفشى كعنوان لحرية المرأة.
اية حرية هذه ان يكون الرجل ذليلا دون عزة ؟ أي حرية ان تزوج المرأة البالغة دون موافقة ابويها إلا في ضرورات قصوى ؟ أي حرية ان تتمايل النساء عاريات في الازقة باسم الحرية والتقدم. أي حرية هذه؟
المغلوط أن يعيش الأفراد بدون مؤسسات تحمي كرامة كل واحد داخلها، والمغلوط أن تتفشى العادات السيئة واللقاءات السرية، والأمهات العازبات و الرجال المخدرون على مدار الساعة، و الحاملون للاوبئة والفيروسات المختلفة حتى بلغت داء الكلاب، المغلوط ان لانكون نحن، فنصبح كالغراب الذي لم تشبه مشيته لا الحمامة ولا الغراب.
اعلم علم اليقين ان المطالبة بالحرية في اوساطنا العربية تحذو حذو شاكلة المرأة الغربية، لكن لا الى عمق تفكيرها، لان الفارق قد لايكون في الشكل وانما في الجوهر، نحترم حق احترام هذه المبادرات التنموية و التغيرات الفكرية التي تحبو بحركات ثقيلة نحو الاحسن، ونحترم العزة التي تصبو الى تحقيقها النساء، ولكننا نعيب التخلي عن الركائز الاساسية التي ينبني عليها عالمنا المغربي والعربي وعلى ديننا الإسلام، وان اشير اليه فقط لنتذكر ما هو ديننا فعلى ما يبدو اننا قد نسيناه.
إننا شعوب تحيا منذ الأزل على المؤسسات الاجتماعية وأولها مؤسسة الأسرة، فلنحفظ إذا العهد، ولنمارس حياتنا بمبادئنا الكريمة، ولن نأخد ما وجب أخده ولن نترك ما لزم تركه.
|
|
 
|
|
|
|
قرشـــو
فيصل نوبي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست