|
دولة مصابة بشلل الأطفال ! منقول
|
نقلا عن الرأي العام السودانية د. كمال حنفي
Email: [email protected] فيما أرى ! شلل الأطفال مرض يبحث عن الشهرة فلا يقف عند الأطفال وحدهم !... فيروس شلل الأطفال فيروس انتهازى فهويصيب الجهاز العصبى المركزى للحياة كلها فيهددها بالموت الدائم أو الاعاقة الدائمة ... شلل الأطفال مرض لا يكتفى بالمستشفيات وحدها سكنا ولا تحتكره ملفات احصائها الحيوى فمن الممكن أن يصيب الدولة أوالمجتمع بالموت أو الاعاقة !
المجتمع الذى يفرط فى المدرسة الثانوية الكبيرة بحجة تحويلها الى جامعة صغيرة فيخسر المدرسة ولا ينال الجامعة لن يكون التشخيص لهذه الحالة غير انّها شلل أطفال !
دور السينما كانت يوما أماكن تلتقى فيها أذواق الناس وأمسياتهم ثمّ انسحبت من حياة الناس الثقافية والفنية فتراضوا أن يعيشوا حياتهم بلا فن سابع ... لقيت دور السينما بئس المصير حينما تحوّلت الى مقالب للقمامة وجدران يفوح منها غاز النشادر ... وتدور الأيام ويريد الله للعاصمة أن تكون ثقافية فلا تستطيع استقبال مرتاديها أوضيوفها بمهرجانها السينمائى !... السينما فى هذه الدولة تنال شهادة مرض شلل الأطفال !
الدولة التى تمتلك ملفا كبيرا فى اغلاق المصانع وهى فى مهدها لا بد أن تفكر فى مغالبة فيروس شلل الأطفال... الصناعة التى يهزمها تجفيف الألبان وتعليب الفاكهة وحياكة القميص فتوصد أبوابها وتفتح أبواب الاستيراد من الأفضل لها البحث عن لقاح شلل الأطفال وتحصين صناعتها !
حين تصاب ثقافة السوق عند شعب بالاعتياد بأن يتحول البوتيك الى منفذ لبيع العمارى ... وصالون المكتبة الى صالون حلاقة ... ومركز تجهيز العرائس الى معصرة زيوت فانّه تقديم أوراق رسمية بأننا نساكن فيروس شلل الأطفال فى أسواقنا !
الحياة التى تمتلئ تفاصيلها بأماكن بيع الطعام وقوفا وجلوسا فلمّا تأتى الفرصة لكوب الشاى لا تجد المقهى المحترم أوغير المحترم فيجلس الزبائن على كوم من الحجارة ومخلّفات (بنبر) فى زاوية حرجة من شارع جانبى ... وقد كان المقهى يوما مركزا فى حياتهم تجتمع فيه النخبة بالعامة والياقات البيضاء بالزرقاء ... لا شك ان المقهى مصاب بشلل الأطفال !
هل ننتظر يوما شجاعا يعلن عن حملة قومية واسعة المفهوم لمواجهة واستئصال شلل الأطفال من حياتنا كلها ... العافية لها عنوان وعنوانها النمو الطبيعى ... العافية هى شكل من النمو الطبيعى الذى يعتاش على الاستمرار ... والاستمرار لا يتحقق الا باستئصال شلل الأطفال من تفاصيل حياتنا العامة ... حصّنوا الحياة السودانية ضد فيروس شلل الأطفال !!
|
|
|
|
|
|