|
|
 مأساة اربعة اطفال يتامي تم هدم منزلهم وتسلمية لمعترب
|
8-2-1426 هـ
الموضوع: النيلين
مآساة انسانية تحاصر أربعة أطفال بمحلية أمبدة الحارة «17»، تتراوح
أعمارهم بين السابعة والرابعة عشر توفى والدهم العام 2001م،
ثم توفيت والدتهم بعد ستة أشهر من نفس العام، فالأطفال الذين
احتضنتهم جدتهم ورثوا منزلاً استثمارىاً احال طفولتهم البريئة الى
جحيم!!، فاوراق المنزل الثبوتية اختفت بصورة مفاجئة، ثم احضرت
الجرافات فهدمت منزل الأيتام، بحجة ان ملكيته تعود لأحد المغتربين،
بعد ان اخرج الايتام بالقوة من داخل المنزل الذى طمر كل الانسانية.
ا لمنزل بداخله يطل الايتام الذين لم يبق لهم سوى سريرين بالبيت من
الحطب يعتصمون على بعد خمسة امتار عن منزلهم المهدم يذرفون الدموع
باستمرار رافضين دعوات الجيران لاستضافتهم، يفترشون الأرض ويكتوون
بحرارة الشمس الحارقة، ورطوبة الليل البارد، بعد ان عجزوا عن تشييد
راكوبة من الجوالات البالية، حالة الأطفال المأساوية جعلت الجيران يتجمعون
حولهم ويذرفون الدموع فى صمت أليم. وتم أجراء التحقيق التالى:
التفاصيل المحزنة! الاطفال الأيتام عبد الله، ومحمد، وبرعى وجمعة،
ولدوا جميعهم فى منزل والدهم «نصر الله رابح» بأمبدة الحارة «17»،
توفى والدهم في العام 2001، ثم تفاقمت ابتلاءاتهم بوفاة والدتهم بعد
ستة أشهر من وفاة والدهم من نفس العام، فظل الاطفال يقيمون فى منزل
الأسرة، الذى كان يقيم فيه والد الأطفال الايتام منذ العام 1979م
عندما كانت الحارة «17» أمبدة سكناً عشوائياً غير مخطط، حصر والد
الأيتام الاربعة ضمن كشوفات البحث الميدانى للأراضى فى العام 1989م،
فاستحق قطعة ارض سكنية سلمت له فى العام 1986م، بالرقم المتسلسل
«س» والمنزل رقم «ص»، ولكن بعد وفاة والد الأيتام وامهم فى عام
واحد، بدأ الأيتام يتعرضون لمضايقات كما ان سماسمرة الاراضى اخذوا
يشيعون بان المنزل الاستثمارى الذى يفتح على ميدان رئيسى، ويبعد
حوالى خمسمائة متر جنوب غرب سوق ابو زيد بمحلية امبدة معروض للبيع
بمبلغ خمسين مليون جنيه من قبل مالك المنزل، ثم تفاقمت القضية باختفاء
اوراق المنزل الثبوتية من منزل الأطفال الأيتام بصورة غامضة، بعد
اختفاء الورق بعدة اسابيع وصلت جرافة فى حراسة مشددة لهدم منزل
الأطفال الأيتام الذين اخرجوا منه بالقوة، ليسلم شخص قادم من
الاغتراب بدول الخليج لتوه يشيد عليه مبانى جديدة. الاطفال الايتام
الذين اخرجوا من المنزل بالقوة ودون سابق انذار اعتصم ثلاثة منهم
بالقرب من مكان المنزل المهدم يتناوبون فى المرقد على سريرين باليين
من الحطب بلا فرش او غطاء، بعد ان فشلت جهودهم فى تشييد راكوبة من
الجوالات البالية، اما رابعهم الذى كان غائباً أثناء هدم المنزل
ويدعى «محمد» ويبلغ من العمر اربعة عشر عاما، عندما عاد الى المنزل
فى المساء ووجده مهدماً واخوته فى العراء، اصيب بحالة هستيرية وصرخ فى
اخواته أين نمشى بعد ان اخذ منزلنا وتوفى والدانا؟! ثم انطلق يجرى
وهو يصيح بالعبارات السابقة، ومنذ تلك اللحظة لم يره اخوته ولم
يعرفوا له اثراً رغم مساعدة الجيران فى البحث عنه، الاطفال الذين
هدم منزلهم فى غياب جدتهم التى سافرت فى ظروف طارئة الى مدينة الابيض
وتركتهم فى رعاية خالهم فقدوا المأوى وحماية الأب وحنان الأم وظلوا
يواجهون مصيراً مجهولاً، بعد انتزاع منزلهم بواسطة سلطات المحلية رغم
المستندات الرسمية وشهادات الجيران التى تؤكد ملكية الايتام للمنزل
قبل ستة عشر عاماً عن طريق والدهم المتوفى، فى حين ان الشخص الذى
استولى على المنزل بالقوة لا يعرف الجيران والمواطنون كيف حصل على
المنزل بالشراء ام الاستحقاق. حقوق الطفل موقع الأيتام الاربعة
الذى يقيمون فيه أصبح ملتقى شعبىاً لسكان الحارات المجاورة للحارة
«17» امبدة، الذين يأتون للموقع تضامناً مع الأىتام، فيما الشخص
الذى استولى على المنزل بالقوة يستل سيفه لحظة بعد أخرى مهدداً كل
من يقترب من منزل الأىتام بضرب عنقه، فى حين ان الاطفال الذين افقدتهم
المعاناة براءة الطفولة يبدون غير مبالين بتهديدات الشخص الذى استولى
على منزلهم فى ظل غياب تام لسلطة الدولة التى تركت مواطنيها لمفهوم
البقاء للأقوى، فى حين ان هؤلاء الاطفال الذين اخرجوا من منزلهم بالقوة
، كرمت ولاية الخرطوم قبل اسابيع جدهم لامهم «جمعة سهل» الذى كان اول
من أيد اعلان استقلال السودان من داخل البرلمان، باطلاق اسمه على احد
القاعات الرئيسية لقاعة المجلس التشريعى، فالافضل ان يكرم بحماية
احفاده من الاستغلال الذى افقدهم المأوى وبراءة الطفولة، فمأساة
الاطفال كبيرة وجريمة فى حق الطفولة ومخالفة للمواثيق الانسانية التى
تدعو لاحترام حقوق الطفل، كما ان حماية الاطفال مسؤولية تقع على
الدولة التى وقعت على عدة مواثيق محلية ودولية تنص على حق الطفل
فى العيش فى آمان بعيداً عن المهددات. لقاء مع الأيتام يقول الطفل
«عبد الله نصر الله رابح» البالغ من العمر عشر سنوات: «فى يوم السبت
الثانى عشر من شهر مارس لعام 2005م، عندما كنا نقيم داخل المنزل في
الصباح الباكر، سمعت صوت جرافة على باب المنزل، فخرجت واخوتى لمعرفة
اين وقفت الجرافة، فوجدتها تقف امام منزلنا، وعليها رجال الشرطة
الذين طلبوا منا اخلاء المنزل، فاصابنا الذعر و الخوف دون ان نعرف
لماذا طلبوا منا الخروج، فتقدمت الجرافة وهدمت المنزل وسط حشد من
المواطنين الذين كانوا يشاهدون عمليات الهدم باندهاش واستغراب، وفى
المساء حضر أخى «محمد» فوجد المنزل مهدماً فاصيب بحالة هستيرية، وصاح
يقول «والدانا توفيا وبيتنا هدم أين نمشى؟» ثم انطلق جارياً، ولم
نعثر عليه حتى الآن، فيما نحن الثلاثة حاولنا بناء راكوبة من
الجوالات للاستظلال بها ولكننا فشلنا، ولذلك ظللنا نقيم فى العراء
دون مأوى يقينا حرارة الشمس او الرطوبة الليلية، وبلا اساس
منزلى فالاثاث طمر داخل المنزل الذى هدمته الجرافة بصورة مفاجئة
، فنحن لا نعرف مكاناً نذهب إليه لاننا ولدنا وتربينا توفى كل من
والدنا ووالدتنا داخل هذا المنزل، فيما خالنا الذى لا يملك مصدر
دخل ثابت يحضر إلينا الطعام ونتلقى مساعدات من الجيران منذ ان
توفى والدانا العام 2001م!! ويقول الطفل «برعى نصر الله»، ابن
الثمانى سنوات، بعد هدم منزلنا ظللنا نقيم فى العراء، ولا نستطيع
النوم ليلاً لاننا نشعر بالخوف ومن تحركات المجانين الذين يمرون ليلاً
بالقرب منا، بالاضافة الى الكلاب تتجمع فى الموقع اثناء الليل،
كما اننا لا نعرف مكاناً يمكن ان يأوينا بدون منزلنا الذى هدم
فى الثانى عشر من مارس 2005م، ولا نعرف الجهة التى قامت بهدم منزلنا
، ولذلك بعد هدم المنزل حاولنا جمع الجوالات البالية لنشيد بها
راكوبة نستظل فيها من تقلبات الطقس، ولكننا فشلنا لاننا
لا نملك نقوداً نشترى بها قوائم لتشييد الراكوبة، فاصبحنا
مطرودين نقيم فى العراء لا يوجد من يحمينا، فتمنينا لو متنا
جميعاً وظل والدانا حيّين حتى لا تلحق بهم هذه الاهانة، ولذلك
سنظل نقيم بالقرب من سور منزلنا المهدم حتى نسترد حقنا او نموت
من اجله، فرغم وجود جدتنا التى وفرت لنا حنان الأم ظللنا
لا نشعر بطعم الطفولة فقد تربينا أيتاماً وظلمنا ولم نجد احداً
يقف بجانبنا فى كل ظروف الحياة القاسية!! شهادة الجيران يقول
المواطنون الذين تجاور منازلهم منزل الأيتام الذى هدم بصورة
كاملة، بعد ان ابعدوا منه بالقوة، وسلم لشخص مغترب لم يكن
يقيم فى الحارة «17» امبدة من قبل.. والد الاطفال كان يقيم
بالحارة «17» منذ كانت سكناً عشوائىاً، وعندما خططت الحارة
منح «نصر الله رابح» القطعة السكنية الذى يقيم فيها حالياً
اطفاله بعد وفاته ووفاة زوجته فى عام 2001م، فى رعاية جدتهم
العجوز وخالهم الذى يعمل بالسوق فى مهن هامشية يكسب منها
لاطعام اولاده والايتام ووالدته المسنة، فى يوم السبت الموافق
الثانى عشر من مايو فوجئ مواطنو الحارة «17» بوجود جرافة تقف
امام منزل الاطفال الايتام لهدمه مصحوبة بحراسة مشددة من الشرطة
، الجرافة هدمت المنزل بصورة كاملة بعد ان طلبت من الاطفال
الايتام الخروج من المنزل الذى طمر بداخله اثاث الاطفال
واوانى الطباخة المنزلية فى حين ان الاطفال لم ينذروا بعمليات
الهدم مسبقاً، وقد تم تزوير توقيع وكيل الاطفال فى خطاب يفيد
بهدم المنزل ليس هناك جهة محددة يمكن ان تسبب صدور قرار الازالة
، كما ان وكيل الاطفال الذى زور توقيعه غير موجود بولاية الخرطوم
منذ زمن بعيد، فهؤلاء الاطفال منح والدهم الارض السكنية وفق الخطة
الاسكانية قبل ستة عشر عاماً!! ويضيف سكان الحارة «17»، ان الشخص
الذى استولى على منزل الايتام غير معروف لدى سكان الحارة، فاستيلاؤه
على منزل الايتام أثار شكوك المواطنين بصورة كبيرة، بعد ان هدم
المنزل فى الصباح، وبدأت فيه عمليات التشييد عند الظهر فى ذات
اليوم، وعندما حاول المواطنون استفسار رجال الشرطة الذين جاءوا
لتنفيذ عمليات هدم المنزل لم يردوا على استفسارات المواطنين، بل
واصلت الجرافة هدم المنزل وطرد الاطفال الايتام ليقيموا فى العراء
فى ظل اوضاع صعبة، ولذلك اخوهم الأكبر الذى يبلغ من العمر اربعة
عشر عاماً عندما جاء فى المساء ووجد المنزل مهدماً اصيب بحالة من
الهستيريا ثم اختفى عن الانظار ولم يعثر عليه الجيران حتى الآن رغم
البحث المتواصل عنه فى كل حارات امبدة!! أوراق المنزل يقول
«عبد الله محمود جمعة سهل» الذى يقوم برعاية الأطفال الايتام
الذين هدم منزلهم بامبدة الحارة «17»، منزل الاطفال منح لوالدهم
وفق الخطة الاسكانية لعام 1989م، وفق الاوراق الثبوتية وشهادة
البحث، ولكن الذى حدث فى يوم السبت الثانى عشر من مارس الحالى من
هدم لمنزل الأيتام وتشريد لهم كان مدهشاً لكل سكان الحارة، ولذلك
عندما اخطرنى الطفل «عبد الله نصر الله» بان هناك جرافة جاءت لهدم
منزلهم لم اصدق الطفل، ولكن عندما وصلت للموقع وجدت الجرافة
والمارة، فتدخلت لوقف عمليات الهدم ولكنى لم افلح، فهدم المنزل
بما يحويه من اثاث، فقررت الاتصال بالناظر الحبيب جمعة سهل كفيل
الاطفال الشرعى الذى يقيم فى منطقة «المزروب» بشمال كردفان حيث
توجد بحوزته بعض اوراق المنزل، وطلبت منه الحضور الى الخرطوم بغرض
رفع دعوى قضائية ضد الذين هدموا منزل الأطفال الايتام، وسلموه
لشخص آخر بصورة مريبة ولذلك سيظل الاطفال الايتام في العراء حتى
يعودوا لمنزلهم الذى اخرجوا منه بالقوة!! اسلوب لا انسانى!! ذهبنا
الى الجهات المختصة بمحلية امبدة ولكن لم نجد اجابة حول الكيفية التى
هدم بها منزل الايتام وشرعية تحويل ملكيته الى شخص آخر، ولذلك نتمنى
ان تزور الجمعيات المهتمة بقضايا الاطفال منزل الأيتام
الذى هدم بالحارة «17» امبدة، وكيف يقيم الايتام الذين
يعتصمون بالقرب من منزلهم الذى طردوا منه بالقوة، بغرض معرفة
حجم معاناة هؤلاء الاطفال الذين فقدوا و الدهم ووالدتهم ومنزلهم،
وباتوا يقيمون فى العراء بدون عائل!! فى إعتقادنا إنه مهما كانت
أسباب الإزالة، فإن الاسلوب الذى تمت به غير إنسانى، خاصة وان سكان
المنزل «المهدم»، اطفال أيتام صغار في السن لا عائل لهم، ولا حول لهم
ولا قوة!!
حسبى اللة ونعم الوكيل
حسبى اللة ونعم الوكيل
حسبى اللة ونعم الوكيل
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
ahmed haneen
أبوالزفت
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست