جَنَازَةُ البَحْرْ! : كمال الجزولى

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 11:24 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-12-2005, 08:30 AM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
جَنَازَةُ البَحْرْ! : كمال الجزولى





    فى تقليد الإحالات الميتافيزيقيَّة لدى قدماء البحَّارة ، أنهم كانوا إذا ما عصفت الريح ، واصطخب الموج ، واضطربت السفينة ، وأوشكت على الغرق ، يهرعون من فورهم للبحث عن (جثة) مخبوءة ، ولا بُدَّ ، وسط الزكائب والحاويات المشحونة ، وقد حلت عليهم هذه اللعنة بسببها ، فلا سبيل ، إذن ، لرفع البلاء إلا بالعثور عليها وإلقائها فى البحر ، كى تنقشع العاصفة ، ويسكن الموج ، وتعود السفينة تمخر عباب البحر كما لو كان بساطاً من حرير!
    غير أن (بحَّارة) نظام الانقاذ يعتمدون ، فى ما يبدو ، نظاماً ميتافيزيقياً معاكساً تماماً لنظام البحَّارة القدماء! فما أن أحكمت البلايا تطويقهم ، واحتوشتهم الرزايا من كلِّ حدب ، وأحاطت بهم الزوابع من كلِّ صوب ، حتى انطلقوا يبحثون ، وسط الموج الهادر ، عن (جنازة بحر) يدخلونها إلى سفينتهم!
    حسناً .. لنوضح المسألة أكثر. هل تذكرون (تحالف قوى الشعب العاملة) ، الاسم الآخر (للاتحاد الاشتراكى) الذى هبَّ الشعب فى وجهه ، قبل عشرين سنة ، فأطاح به ، وبنظامه المايوى ، ورئيسه النميرى ، فى انتفاضة أبريل عام 1985م؟! أها .. لقد جاء فى الأخبار أن (جنازة البحر) هذه شكلت ، أواخر الأسبوع الماضى ، (اللقية السحريَّة) فى الميتافيزيقيا السياسيَّة لحزب المؤتمر الوطنى الحاكم! فبعد أن ظلَّ يبحث ، بلا جدوى ، عن حلٍّ لأزمته الداخليَّة المعقدة ، ولورطته الخارجيَّة المستفحلة ، حتى أعياه البحث فى كلِّ الآفاق ، ما عدا الأفق الوحيد الذى ما تزال ملابسات الظرف التاريخى تتيح له فرصة نادرة لاستثماره بالاقدام على مصالحة مستقيمة مع الشعب ، لم يجد مخرجاً إلا بإدخال النميرى الملفوظ من نفس هذا الشعب ، وتنظيمه الذى مات وشبع موتاً قبل هبوب العاصفة بدهور ، فى كيان الحزب الحاكم الذى يُفترض ، أصلاً ، أن فيه ، بدون ذلك ، ما يكفيه ، بل والذى يُفترض ، منطقاً ، أن يكون مصير تلك (الجثة) نفسها هو أكثر الكوابيس قضَّاً لمضجعه!
    حفلُ الاشهار كان حافلاً بالعديد من المفارقات. فقد برَّر المشير عمر البشير ، رئيس المؤتمر الوطنى ، هذه الخطوة بأن "الانقاذ جاءت على ذات النهج المايوى فى تطبيق الشريعة الاسلاميَّة" (الصحافة ، 3/3/05). لكن المشير جعفر النميرى لم يفصح من جانبه ، فى تلك اللحظة ، عمَّا إذا كان قد عبَّر أو لم يعبِّر ، فى أىِّ وقت خلال فترة هروبه بالقاهرة ، عن تراجعه عن قوانين سبتمبر 1983م التى كان قد أصدرها تحت عنوان (الشريعة) المُعرَّفة بالألف واللام! فلو أنه اعترف ، مثلاً ، بوقوع شئ من ذلك ، ضمن أجندة (عدائه) لنظام الانقاذ طوال سنوات التسعينات ، لانهارت ، من أساسها ، الحجَّة التى انبنى عليها التحالف الجديد!
    كذلك طرح رئيس المؤتمر الوطنى دعوته ، بهذه المناسبة ، للقوى السياسيَّة كافة "لتوحيد صف الجبهة الداخليَّة وإقامة تحالف قومى بعيداً عن العصبيات الحزبيَّة" (المصدر). ويقيناً لا يمكن للشق الأول من الدعوة ، والمتعلق "بتوحيد الجبهة الداخليَّة" ، إلا أن يصادف ترحيب كلِّ الوطنيين ، خاصَّة إذا اقترن بعمليَّة اختراق تاريخيَّة يقدم عليها النظام بهذا الاتجاه ، مِمَّا بحت الحناجر من المناداة به. لكن الشق الآخر الداعى "لإقامة تحالف قومى بعيداً عن العصبيات الحزبيَّة" ، كشرط "لتوحيد صف الجبهة الداخليَّة" ، إنما يحتقن ، فى حقيقته ، بمصادرة صارخة على المطلوب ، لا لأن (العصبيات الحزبيَّة) أمرٌ حسنٌ ، بل لأن الدعوة نفسها تشطب فى الحقيقة ، وبجرَّة قلم ، كلَّ الذاكرة التاريخيَّة لأحزاب المعارضة ، وخبرتها المريرة مع مثل هذه الدعوات عموماً ، وأشهرها مشروع (المصالحة الوطنيَّة) الذى كان قد طرحه النميرى عام 1977م ، فما لبث أن تكشف ، فى الحساب الختامى ، عن محض خطة لإخصاء تلك المعارضة بالذات ، دع عنك المعطيات المتوفرة من واقع التعاطى مع نظامى مايو والانقاذ مجتمعين ، والتى أثبتت ، بشكل يقينى ، على مدى أكثر من ثلاثين سنة ، أن الحزب (الطيِّب) الوحيد ، من زاوية النظر (الشموليَّة) ، هو الحزب (المطيع) ، (المُدجَّن) ، (الحليف) أو (المتوالى) ، ويا حبَّذا لو حلَّ نفسه واندغم! أما أيَّة (ممارسة حزبيَّة) تحاول أن تتمسَّك باستقلالها عن إرادة السلطة الشموليَّة وحزبها الحاكم فإنها تمسى مرفوضة ، من جانب هذه السلطة ، بل ومُدانة كمحض (عصبيَّة حزبيَّة)!
    وليس أبلغ للتدليل على ذلك من أن الدعوة للنأى عن هذه (العصبيَّة الحزبيَّة) تصدر الآن عن (حزب حاكم) لم يجف ، بعد ، مداد التصريح الذى أدلى به أحد أعمدته ـ د. مصطفى عثمان اسماعيل ، وزير الخارجيَّة ـ بأن تقرير لجنة الحقائق الدوليَّة حول دارفور "قد يمسُّ بعض الأفراد .. لكن هذا لن يغيِّر فى بنية النظام" ، و".. واهمٌ من يتصور أن التقرير سيؤدى إلى تغيير بنية النظام" ، حيث الكلام هنا ، كما سبق أن أشرنا فى مقال سابق ، ليس ، فى حقيقته ، عن (التقرير) كسبب محتمل (لتغيير بنية النظام) ، بل عن النفى المؤكد لأدنى احتمال ، من الناحية المبدئيَّة ، (لتغيير هذه البنية) من الأصل! فإن لم تكن هذه هى (العصبيَّة الحزبيَّة) بعينها ، فكيف تكون (العصبيَّة الحزبيَّة) إذن؟!
    ومن المفارقات التى فجَّرها حفل الاشهار أيضاً أن النميرى لم يكتف بالاعلان المشترك مع البشير عن قيام التنظيم الجديد باسم (التحالف الوطنى) ، بعد أخذ كلمة واحدة من اسم كلٍّ من الحزبين ، وإنما ذهب إلى أبعد من ذلك بإعلانه هذا التنظيم (حزباً) جديداً ، بل وتجرؤه على إعلان "فتح عضويَّته أمام كلِّ السودانيين .. الشرفاء" (المصدر).
    لندَعَ الانقاذ وحزبها اللذين ما زالا فى ساحة الصراع المفتوح على كلِّ الاحتمالات ، تحت هذا الظرف التاريخىِّ المحدَّد ، ولنطرح السؤال الذى لا بُدَّ منه هنا: أىُّ سودانيين (شرفاء) يدعو النميرى للالتحاق به ، والانخراط معه ، فى أىِّ عمل سياسى؟! هل هم نفس السودانيين الذين حصبوا بالحجارة ، ذات ظهيرة لاهبة من أواخر مارس 1985م ، موكبه المنطلق نحو المطار ، ومن هناك لأمريكا ، تاركاً وراءه حزمة من المخازى الطازجة ، ناهيك عمَّا تراكم عبر ستة عشر عاماً ، حيث السجون تغصُّ بالمعتقلين السياسيين دون محاكمات ، والمراجل تغلى فى الصدور من بشاعة إعدام شيخ مفكر مسالم كمحمود محمد طه ، وجهاز الأمن يتلقى توجيهاته من عناصر السى آى إى فى السفارة الأمريكيَّة بالخرطوم ، وضغث الطفيليَّة الاسلامويَّة ينضاف إلى إبالة الطفيليَّة المايويَّة لتشيع المتاجرة فى الأقوات ، وليستشرى الغلاء يطحن حتى الطبقة الوسطى ، والناس فى الغرب ينبشون بيوت النمل بحثاً عن الطعام فى مجاعة لم تسبقها سوى (مجاعة سنة ستة) ، وصفقة النظام الدنيئة مع واشنطن وتل أبيب لترحيل اليهود الفلاشا إلى إسرائيل تتناقلها الاذاعات والألسن؟! هل هم السودانيون أنفسهم الذين انحازت القوَّات المسلحة ، فجر السادس من أبريل ، لانتفاضتهم الباسلة ، فدكوا صروح نظامه دكاً ، وألجأوه إلى القاهرة لأكثر من خمسة عشر سنة ، لا ليشن معارضة ، أو يقود مجابهة ، وإنما فقط ليفرَّ بجلده ويجرى فحوصاته الدوريَّة؟! أم إنهم ، يا ترى ، سودانيون آخرون بلا ذاكرة ولا تاريخ ، يعتقد أنه يمكنه خداعهم بعبارات اعتاد أن يمضغها ويثفلها بلا معنى محدَّد على شاكلة "الاستقرار ، والتنمية المتوازنة ، وإزالة الفقر ، وإشاعة المساواة" ، مِمَّا ورد فى تصريحاته فى حفل الاشهار؟!
    أسئلة كثيرة لن يفلح النميرى فى الردِّ عليها إلا باتهام كلِّ من شارك فى تقويض حكمه بالخيانة والعمالة وما إلى ذلك من بضاعة كاسدة ليس فى جعبته سواها. لكنه ، حتى فى هذه الحالة ، سوف يصطدم ، يقيناً ، بمفارقة أخرى لن يمكنه تليين استحالاتها إلا بالكثير من النفاق والمُداراة ، حيث سيتعيَّن على اتهاماته هذه أن تطال ، لأسباب معلومة ، شخصيات سبقته إما إلى الاندغام أو التحالف مع الحزب الحاكم ، كسوار الدهب والشريف زين العابدين الهندى على سبيل المثال. ولئن كان الأخير ، بالذات ، قد أفلح شيئاً فى إقناع جزء من جماهير الاتحاديين بجدوى التحالف مع الانقاذ خلال الفترة الماضية ، فسوف يتعيَّن عليه الآن أن ينبش فى ركام خردة التبريرات السياسيَّة ولو عن (إبرة) صدئة تقنع هذه الجماهير بسداد تحالفه مع النميرى من بوَّابة تواليه مع الحزب الحاكم ، وهم من ظلوا يحفظون فى سويداء القلب مبادئ وتعاليم زعيمهم التاريخى المرحوم الشريف حسين الهندى الذى ما كفَّ لحظة عن النضال ضد النميرى ونظامه إلا بعد أن كفَّ قلبه عن النبض!
    لا نسأل عمَّا دفع النميرى إلى هذا التحالف يرتق به فتقاً لم يقع بينه وبين حلفائه قبل عشرين سنة إلا بسبب التكالب على كراسى السلطة. كما وأن لدينا ، فى التحليل النهائى ، ما يحملنا على الاعتقاد بأن الرجل هو من سعى إلى ذلك سعياً عله يردَّ بعض (جميل) الانقاذ عليه ، وأنه هو الرابح الوحيد منه ، إذ لم يعُد لديه ، أصلاً ، ما يخسره ، بعد أن رأى بأم عينيه ، منذ عودته من القاهرة ، كيف انفضَّ السامر من حوله ، وكيف هرول جزء معتبر من رجاله إلى أروقة الحزب الحاكم ، وعلى رأسهم أبو القاسم محمد ابراهيم ، وما أدراك ما أبو القاسم محمد ابراهيم ، وكيف استحال (تحالف قوى الشعب العاملة) إلى طيف ذكرى باهتة لا تصلح حتى لتسلية (الجنرال فى متاهته) ، وحفنة حرَّاس شخصيين حفيت أقدامهم من السعى وراءه بين بيوت المآتم ، يبدِّد فيها سحابة نهاره ، وقد يقضى بعض الوقت فى دار (التحالف) الخاوية على عروشها بشارع الجامعة ، والتى لا تملك من مقوِّمات العمل الحزبى سوى لافتة وبضعة شغالين!
    واستطراداً ، فإن أكثر ما يثير السخرية ، إن لم يكن الرثاء ، فى تصريحات النميرى تلك ، أنه لم يجد ما يزكى به جدارة حزبه بأن يلعب دوراً ما فى المرحلة القادمة غير التأكيد على رصيده من "الخبرات فى مجالات وقف إطلاق النار وإعادة التوطين"! ولا تعليق! نعم ، لا نسأل عمَّا دفع النميرى إلى ذلك ، ولكننا نسأل عمَّا حدا بالحزب الحاكم لاتخاذ هذه الخطوة ، وفى هذا التوقيت بالذات. ونطرح ، باتجاه الاجابة ، فرضيَّتين:
    أولاهما أن الانقاذ ربما أرادت أن تستعين بعلاقات الرجل القديمة مع أمريكا لتليين مواقفها إزاءها! لكن هذه الفرضيَّة ليست بأفضل ولا أسوأ من أيَّة فرضيَّة أخرى بإمكانيَّة استعادة شاه إيران أو السادات من قبريهما ، مثلاً ، كى يلعبا دوراً ما فى تمتين علاقات بلديهما مع أمريكا!
    أما الفرضية الأخرى فقائمة فى أن من محضوا الانقاذ هذا النصـح ، ودفعوا بها إلى هذا الخيار ، هم ، بالتحديد ، من يمثلون التيار الأكثر تشدُّداً داخلها ، والذين تتحقق مصالحهم السياسيَّة أكثر ، كلما أمكن إدخال المزيد من العِصى فى عجلة السلام. وهى فرضيَّة تبدو ، على أيَّة حال ، أكثر معقوليَّة واحتمالاً. فالمنهج الاستفزازى provocative معروف فى العمل السياسى. والطرف الآخر فى اتفاق السلام كان قد بلغ به هاجس المقت لنظام النميرى حدَّ التشكك حتى فى المجلس العسكرى الانتقالى الذى تشكل ، برئاسة سوار الدهب ، فى عقابيل انتصار الانتفاضة الشعبيَّة عام 1985م ، معتبراً إياه ، خطأ ، محض استمرار لذلك النظام فى سياق آخر ، فأطلق عليه التسمية الشهيرة (مايو الثانية May Tow) ، ورفض التعامل معه على هذا الأساس! وقد توصلت الحركة الشعبيَّة الآن لتسوية مع الانقاذ تعتبرها مجزية ويعتبرها المتشدِّدون فى السلطة وبين القوى الاجتماعيَّة الداعمة لها (قسمة ضيزى). لكن هذه التسوية تؤسِّس ، على أيَّة حال ، لشراكة بين الطرفين على مدى ست سنوات قادمة. فبأى حسن نيَّة يمكن أن تنظر الحركة إلى بادرة يُمهِّد بها شريكها القادم لعدوِّها أن يتسلل من النافذة إلى داخل بيت الشراكة ولمَّا يجف ، بعد ، حبر التوقيع على اتفاق السلام؟! وربما انطبق الأمر نفسه على موقف قوى المعارضة السياسيَّة ، سواء تلك التى تقف خارج التجمع ، أم تلك التى تتهيَّأ فى إطاره لإبرام الاتفاق المنتظر مع الحكومة خلال الأيام المقبلة.
    لكن هزال حزب النميرى ، على مستوى الشارع والعلاقات الخارجية ، قد يجعل الحركة والقوى السياسيَّة الأخرى تقلل من شأن أى تأثير لتحالفه مع الحزب الحاكم على اتفاقاتها وترتيباتها السياسيَّة. ولن تكون غير محقة فى ذلك إن فعلت. ولعلَّ د. ابراهيم احمد عمر ، الأمين العام للمؤتمر الوطنى ، قد قصد أن يبعث برسالة فى هذا المعنى لمن يهمهم الأمر ، حين صرَّح ، فى سياق ردِّه على أسئلة الصحفيين حول بدء العمل بالمسمَّى الجديد ، بأن ذلك سوف يكون فى (مرحلة قادمة) ، أما الآن فسيتواصل ".. العمل باسم المؤتمر الوطنى نسبة لارتباطه كطرف فى الاتفاقيات الموقعة أخيراً" (المصدر).
    مهما يكن من أمر ، ومهما يكن (الكسب) الذى يتوقع الحزب الحاكم أن يصيب من إدخال حزب النميرى فى كيانه ، فإنه لن يتحقق ، بينما ستبقى (اللعنة) وحدها التى سيجلبها عليه هذا الاجراء ، كبرت أم صغرت ، سواء على صعيد الذاكرة الشعبيَّة ومراراتها ، أم على صعيد نقمة الأطراف التى يبرم معها اتفاقات التسوية ، وسوء ظنها السياسى به!
                  

03-12-2005, 09:36 AM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10841

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جَنَازَةُ البَحْرْ! : كمال الجزولى (Re: elsharief)

    حكاية نميري دي جري السودانيين علي التعامل معها علي أنها نكتة قديمة وبايخة لا تستحق حتي ضحكة مجاملة. المحير فعلا ماذا تريد السلطة الحالية من جنازة البحر هذه? زمان وعندما إندمجت الحركة الإسلامية (جناح الترابي) في سلطة (الديكتاتور حينها) نميري فقد كان المبرر الرسمي هو (التمكين) وهي تعني تمسكن حتي تمكن. بعد الإنتفاضة صار نميري إلي (الطاغوت) في أدبيات الجبهة القومية الإسلامية وريثة الإتجاه الإسلامي. قلنا ما في مشكلة إهو لمرة واحدة إتفقتو مع الشعب السوداني في حاجة. أها هسع وبعد 16 عاما من التمكين ما جدوي الإندماج مع (الطاغوت)? إظنو المعادلة بتقول طاغوت + طاغوت = طاغوت كبير والأخير هو ما تحتاجه الديكتاتورية الحالية.
    سؤال لكمال (مع خالص التقدير والإحترام) لماذا هذا القدر من حسن النية?
                  

03-12-2005, 01:08 PM

عبدالله

تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جَنَازَةُ البَحْرْ! : كمال الجزولى (Re: Nasr)

    ان وصف جنازة البحر ينطبق ايضا علي الشيخ المحبوس وراء قضبان سجن تلاميذه
    وهذه الان جنازة ولكن كانت حية اندلق منها السم الزعاف
    وجرت عليها حكمة الله في الكون ولطفه بعباده فهوي بها في غياهب الجب مسجونا ملعونا
    الان ان الاستاذ / كمال الجزولي
    وفي يوم افرج التلاميذ عن جنازة شيخهم
    حتي هرول وقبل ان يهدا نفس الشيخ من وعثاء رحلة العوده الي داره
    هرول الجزولي نحو الجنازه مباركا مهلالا سعيدا باطلاق سراحها
    ونسي الجزولي في غمرة نشوة الصفوه
    ان من يسالمه ويبارك له ملطخ الايدي بالدماء
    وان قرن الشيطان لم يخرج الا من تحت جحره
    ان المبادئ لا تنفصل عن الممارسه يا استاذنا الجزولي
    من يفاصل في القيم
    يكون موقفه واحدا من كل الجنائز
    ان حديثك الجميل هذا افسدته هرولتك تلك
    ولن تغتفر لك ابدا
                  

03-13-2005, 03:56 AM

أحمد الشايقي
<aأحمد الشايقي
تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 14611

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جَنَازَةُ البَحْرْ! : كمال الجزولى (Re: elsharief)

    في رائعــة النهــار


    يتبنى نظام الجبهةالاسلامية (رسـمـيـا) نواتج ومساوئ النظام المايــوي وتاريخـه الأســود الماسأوي على بلادنا.

    أقــل ما يمكن أن يقـال عن النظام المايوي هو ما تفضل به الاستاذ الجزولي:-

    Quote: وجهاز الأمن يتلقى توجيهاته من عناصر السى آى إى فى السفارة الأمريكيَّة بالخرطوم ، وضغث الطفيليَّة الاسلامويَّة ينضاف إلى إبالة الطفيليَّة المايويَّة لتشيع المتاجرة فى الأقوات ، وليستشرى الغلاء يطحن حتى الطبقة الوسطى ، والناس فى الغرب ينبشون بيوت النمل بحثاً عن الطعام فى مجاعة لم تسبقها سوى (مجاعة سنة ستة) ، وصفقة النظام الدنيئة مع واشنطن وتل أبيب لترحيل اليهود الفلاشا إلى إسرائيل تتناقلها الاذاعات والألسن؟! هل هم السودانيون أنفسهم الذين انحازت القوَّات المسلحة ، فجر السادس من أبريل ، لانتفاضتهم الباسلة ، فدكوا صروح نظامه دكاً ، وألجأوه إلى القاهرة لأكثر من خمسة عشر سنة ، لا ليشن معارضة ، أو يقود مجابهة ، وإنما فقط ليفرَّ بجلده ويجرى فحوصاته الدوريَّة؟


    ويجوز السؤال الان

    هـل بقي لدى قيادات وتابعي الجبهة الاسلامية ما يبررون به تبرؤهم من مساوئ ومخازي النظام المايوي ومن بينها خيانة الدين والوطن في تهريب اليهود الفلاشا.؟؟؟؟
                  

03-13-2005, 11:28 AM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10841

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جَنَازَةُ البَحْرْ! : كمال الجزولى (Re: elsharief)

    يرفع إلي أعلي
    جدير أن يعلم ما تبقي من جيل أفسدت عليه مايو (ونميري تحديدا) صفو شبابه كيف أنهم جميعا (قتلة وفاسدون مفسدون وطفيليون من كل ملة ومتاجرون بكل الديانات والمبادئ) يتامرون ليفسدو صفو شباب أولادهم وبناتهم
                  

03-13-2005, 10:25 PM

أحمد الشايقي
<aأحمد الشايقي
تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 14611

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جَنَازَةُ البَحْرْ! : كمال الجزولى (Re: elsharief)

    بالطبــع لقــد نســي الكــل


    المسيــــرة المليونيـــــــــة

    وبيعــة الإمام (أميـــر المؤمنيـــن) جعفــر نميــري

    لأن ذاكــرة شعبنــا (مستهــدفــــة)


    من الذين جعلوا أقصى أماني مواطننا لقمـــة عيـــش وعلبـــة دواء.

    بينما تجوب طائراتهم الدنيا استشفاء وتمتعــا على حسابــه.


    لا يزال الذين بايعوا النميري أميرا للمؤمنين أحياء يرزقون الرزق الحلال والأرزاق الحرام.

    وهــم بالملايين في الحســاب والعــد

    ومنهـــم من هو في ســـدة الحكـــم.

    فهــل ســألوا أنفسهـــم عن بيعـــة بايعوها إمام الســـوء النميري مهــرب اليهود الفلاشـــا.

    هــل تحللـــوا من تلك البيعــة وفق فقهـهــم (المنجــور) , أم ما زالت البيعــة في رقابهـــم.

    عليهم إذن أن يتبعـــوا إمامهــم بدلا عن دمجــه في تنظيمهم

    أم أن شريعــة الليـــل هي غير شــريعـــة النهــار.
                  

03-14-2005, 09:12 AM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10841

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جَنَازَةُ البَحْرْ! : كمال الجزولى (Re: elsharief)

    حكم النميري (بإسم ثورة مايو المنتصرة أبدا) أو كما كان يهري الشعب السوداني لمدة 16 عاما. كل الخراب الحادث في البني الإقتصادية والإجتماعية والسياسية من صنع يديه وبتدبير ووعي شديدين. إنهار مشروع الجزيرة عماد الإقتصاد السوداني ومصدر الدخل الأساسي للسودان الحديث منذ عام 1926 وحتي خربه النميري. كانت السكة حديد عصب الحياة وشريانها في السودان تربط وادي حلفا في الحدود المصرية مع واو في عمق الجنوب الحبيب. كانت الحبوبة تعتل صفيحة الابري من كسلا في شرق السودان لتعطر رمضان أحفادها في نيالا ولا تخشي في كل هذه الرحلة إلا الله ونشالين مشهورين في سنار التقاطع. كان خريجو المدارس السودانية وشهادتها الثانوية مفخرة من مفاخر أخري كثر. كان التعليم عادلا وثريا والصحة مستتبة والأمن (أمن الناس لا الحكومة) مما لا يشغل بال أحد.

    أتدرون أين يجد السفاح الذي أهدر دم الهادي المهدي زعيم الإنصار وشوه سمعته وقتل محمد صالح عمر الإخ المسلم وقتل إسماعيل الأزهري زعيم الإتحاديين ورافع علم إستقلال السودان وشرد الشريف الهندي حتي لقي ربه بعيدا عن الوطن وقتل عبد الخالق محجوب أحد مؤسسي الحزب الشيوعي وعذب حتي الموت رئيس إتحاد عمال السودان الشفيع أحمد الشيخ وقتل القائد الفذ جوزيف قرنق وقتل المفكر الشيخ محمود محمد طه. أتدرون أين يجد السفاح موطئا فسيحا وحضنا حنينا? في الحزب الحاكم (المؤتمر الوطني) بصحبة الشريف زين العابدين الهندي ومناضلي إنقلاب يوليو 1976 الذين سامهم عذابا وحتفا (وبعض قليل من هؤلاء قد أستوزر وبعض قليل لايص محتار وخايف زي غازي صلاح الدين).
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de